هل الحجر الاسود من الجنة
هل الحجر الاسود من الجنة
يعتبر الحجر الأسود جزءا من الكعبة الشريفة، حيث يتواجد في جانب الكعبة ويشاهده المسلمون أثناء الطواف، ويحمل ذلك الحجر قيمة كبيرة عند المسلمين، حيث يبدأون الطواف من عنده تماشيا مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويفضل أن يبدأ الطواف بتقبيل الحجر الأسود ويرجع ذلك لقيمته.
أوضح المؤرخون أن الحجر يتألف من خمسة عشر قطعة، منها سبع قطع تغطيها معجون بني يمكن رؤيته من قبل الجميع. وهذا العجينة مزيج من المسك والصمغ والعنبر، وتكون عند رأس الحجر الكريم. ويرجع وصف الحجر الأسود إلى أن رأسه فقط أسود، أما بقية الحجر فهي بيضاء، وطوله حوالي ذراع.
نزلت الملكية السماوية بالحجر الأسود، وفي رواية ابن عباس رضي الله عنه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “نزل الحجر الأسود من الجنة وكان أبيضا أشد بياضا من اللبن، ثم أسودته خطايا بني آدم”
رواه الترمذي
الحجر الأسود هو حجر كريم أنزله الله من الجنة وقبله النبي صلى الله عليه وسلم وبناء على سنته يقوم المسلمون بتقبيله، على الرغم من أنه حجر لا يضر ولا ينفع، ووفقا للحديث النبوي، كان بياضه أشد من بياض اللبن عندما نزل من السماء، ولكنه أصبح أسودا بسبب ذنوب البشر، وظل بنفس اللون ليذكروا الذنوب والخطايا التي ارتكبوها.
للتأكيد على أن الحجر الأسود نزل من الجنة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “الحجر الأسود من حجارة الجنة، وكل ما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيضا كالثلج، ولولا ما لمسه من رجس الجاهلية لمسه ذو عاهة إلا برئ”
رواه عبد الله بن عباس
هذا الحديث يوضح أن الحجر الأسود، لو لمسه أنجاس الجاهلية، فإنه لن يتأثر بذلك بأي شكل من الأشكال، لأنه شفاه الله. وهو الشيء الوحيد من الجنة على الأرض، حيث يحتل مكانة كبيرة في قلوب المسلمين.
المستشرقون والحجر الأسود
عندما علم المستشرقون بما ورد عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأن الحجر الأسود قد جاء من الجنة، أرادوا المستشرقون أن يثبتوا عدم صحة الإسلام ويشنوا هجوما عليه، وأشاعوا أن الحجر الأسود ليس سوى حجر صنع من البازلت، ولكي يثبتوا صحة كلامهم، أرسلوا جاسوسا بريطانيا من قبل الجمعية الجغرافية البريطانية التابعة لجامعة كامبريدج، وقد أرسل هذا الجاسوس ليثبت صحة كلامهم وأن ما أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم هو باطل.
- ظل الجاسوس البريطاني يتعلم اللغة العربية لمدة سبع سنوات وعاش في المغرب لفترة طويلة حتى تعلم اللهجة المغربية من سكانها. ثم سافر من المغرب إلى مصر وادعى أنه حاج مغربي في القرن التاسع عشر. ركب سفينة تحمل حجاجا مصريين وكانت تحمل المؤن والطعام الخاص بهم. وبفضل لطف المصريين الشديد، كانوا يطعمونه ويعاملونه بشكل جيد. تأثر الجاسوس البريطاني بلطفهم، وعندما دخل المسجد النبوي، تأثر مرة أخرى، ومن ثم توجه إلى المدينة المنورة. ولكن التأثير الأكبر كان عندما رأى الكعبة أمامه والجبال المحيطة بها من كل جانب. وقد هزه ذلك المشهد بشدة من الأعماق.
- على الرغم من كل ما رآه، إلا أنه عزم على إكمال المهمة التي جاء من أجلها. وفي ذلك الوقت، قام القرامطة بنقل الحجر الأسود إلى الأحساء، ونتيجة لذلك تفتت الحجر إلى أربعة عشر قطعة، وكان حجم كل قطعة يعادل حجم حبة جوز الهند. وفي لحظة غفلة من الحراس على الكعبة الشريفة، تسلل الجاسوس إلى داخل الكعبة واستولى على قطعة من الحجر الأسود. ثم توجه إلى السفارة البريطانية في جدة، المملكة العربية السعودية، واحتفل به السفير البريطاني كما لو كان بطلا من الأبطال. فظن السفير أن هذا الحجر هو دليل على أن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم غير صحيح.
- سافر إلى بريطانيا عبر سفينة أسترالية ووضع الحجر في متحف التاريخ الطبيعي في لندن ليتم تحليله من قبل العلماء. وخلال عملية تحليل الحجر، تبين أنه نيزك فريد من نوعه. أثر هذا الاكتشاف على الجاسوس البريطاني وأعلن إسلامه، وقد وثق رحلته من خلال كتاب بعنوان “رحلة إلى مكة” والذي يتألف من جزئين. يصف الجزء الأول كيف كان عدوا للإسلام وأهله، بينما يصف الجزء الثاني انقياده الكامل لله عز وجل.
الحقيقة العلمية للحجر الأسود
الحجر الأسود هو نوع من Tektites، ويتميز بلونه الأسود المائل إلى الأخضر وأحيانا إلى البني أو الرمادي، ويعرف بالزجاج الطبيعي.
- هذا النوع من الزجاج هو زجاج نيزكي يصنع من النيزك الذي سقط في الصحراء، حيث تتكون الصحراء عادة من الرمال السيليكا أو رمال الكوارتز.
- عندما اصطدم النيزك الصغير بالصحراء، حدث انفجار هائل بقوة انفجار هيروشيما النووي أو أكبر منه، وتكونت حفرة كبيرة.
- عندما يصطدم بالأرض، يتسبب في إطلاق حرارة هائلة نتيجة للانفجار الذي يذيب الرمال ويشكل حجر تيكتيتس، المعروف أيضا بالزجاج الطبيعي أو الرمال المحروقة.
هل أصل الحجر الأسود نيزك؟
كان هناك آراء متعددة حول طبيعة الحجر الأسود في الماضي، حيث وصفه البعض بأنه مجموعة متنوعة من الأحجار، تتألف من البازلت وقطعة زجاج طبيعي وحجر نيزك. قام بول باتريتش، المسؤول عن الأحجار الكريمة في الإمبراطورية النمساوية المجرية، بنشر أول تقرير عن الحجر الأسود في عام ١٨٥٧، وأكد أنه من أصل نيزك. وفي عام ١٩٧٤، أضاف روبرت ديتز وجون ماكهون أن الحجر الأسود في الواقع مصنوع من السيليكا.
- اكتشف المستكشف البريطاني هاري سانت جون في عام 1932م موقع اصطدام النيزك في صحراء الربع الخالي أثناء رحلته بحثا عن مدينة أوبار الأسطورية. لم يجد تلك المدينة ولكنه اكتشف مكان ارتطام النيزك في صحراء العرب، حيث وجد مساحة كبيرة مغطاة بقطع من الأحجار السوداء بأحجام متفاوتة.
- بعد البحث المتأني حول هذه المسألة، تبين أن سرعة النيزك تتراوح بين 40 إلى 60 ألف كيلومتر في الساعة، ويصل وزنه إلى 3500 طن، وهذا ما يجعله يتفتت إلى شظايا بأحجام مختلفة في أماكن مختلفة.
- في عام 1980م، قدمت إليزابيث تومسن ورقة بحثية تؤكد فيها هذا الأمر، حيث أوضحت أن الحجر الأسود من الزجاج يعتبر حجرا متحولا من آثار النيزك الذي سقط قبل حوالي 600 سنة في منطقة تعرف بالوبار في صحراء الربع الخالي، وتبعد حوالي 1100 كم شرق مكة.
- ووفقا للأبحاث العلمية التي قدمها عدد من العلماء، يتطابق تكوين الحجر الأسود مع تركيب الأحجار الموجودة في صحراء أوبار، حيث يتكون كل منهما من زجاج السيليكا المختلط ببقايا النيزك من الحديد والنيكل، وهو ما أكده الجميع بأن الحجر الأسود هو عبارة عن أجزاء وليس قطعة واحدة متماسكة وكل قطعة لها حجم مشابه لحجم التمرة.
كيف وصل الحجر الأسود إلى مكة ؟
قبل ظهور الإسلام، كان لكل قبيلة كعبتها الخاصة بها، والتي تحتوي على الحجر الأسود، وتطوف كل قبيلة حول الكعبة سبع مرات وتقبل الحجر الأسود، ويعتبر هذا جزءا مهما من التقاليد التي تتبعها القبائل.
- بعد الكعبة المكة، كانت أشهر الكعبات في شبه الجزيرة العربية هي كعبة قبيلة ثقيف وكعبة بيت اللات وكعبة نجران وكعبة شداد الأيادي وغيرها.
- توضح النظريات المختلفة أن جميع الكعبات مبنية على شكل مكعب وتحتوي جميعها على أحجار سوداء، وهذه الأحجار هي أحجار نيزكية كما أشرنا من قبل.
- لذلك، استخدمت مختلف القبائل الأحجار السوداء لبناء الكعبة، حيث تقع في شرق مكة في صحراء أوبار