الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ

لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ

عرش الرحمن أو عرش الله عز وجل من صنع الله، ولا يتحرك إلا بمشيئته ورغبته وبأمره، وسبب اهتزاز عرش الرحمن هو التعبير عن حب وفرحة قدوم روح سعد بن معاذ رضي الله عنه، ويقارن ذلك الحب بحب جبل أحد للرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك يعتبر تكريما وتعظيما لمكانة سعد بن معاذ في الإسلام وتعبيرا عن محبة الله تعالى له.

تعددت آراء العلماء حول تفسير رجفة عرش الرحمن بسبب وفاة سعد بن معاذ وكيفية حدوث ذلك، ومن بين هذه الآراء ما يلي:

  • كانت الاعتقادات الأكثر احتمالا لابن عمر رضي الله عنه أن الاهتزازات كانت من أهل السماء وخاصة حلمة العرش
  • أوضح الحافظ ابن الحجر رحمه الله أن هذا الاهتزاز كان دليلا على السعادة والفرح برحيل روح سعد بن معاذ رضي الله عنه، وكانت تفسيرات هذه السعادة في السابق تعني فرحا بوصول روح شخص محبوب.
  • وبتفسير آخر، يعتبر هذا إشارة من الله العز والجل للملائكة لتنبيههم بقدوم روح ولي من أولياء الله الصالحين، لأن اهتزاز العرش كان إشارة للأولياء الصالحين وحدهم.
  • بعض العلماء كانوا يرون أن تلك الاهتزازات ليست إلا أمور مادية، وقالوا: إن العرش اهتز فرحا بقدوم سعد بن معاذ.
  • اتفق الجميع على معنى الاهتزاز الذي رآه المازري، ولكن اختلفوا فيما يتعلق بالهدف، حيث قال: إن الهدف من اهتزاز عرش الرحمن هو لتنبيه الملائكة بوفاة سعد بن معاذ، ولكن ليس لتكريم هذا الصحابي بذاته.
  • كما قال الحربي: الاهتزاز ليس سوى تعبير مجازي يحمل في طياته معان أخرى، وهي وقوع حدث عظيم وهو وفاة سعد بن معاذ، وهذا الأمر كان معتادا على العرب حيث يعزون حدوث أي ظاهرة كونية إلى وقوع حدث عظيم.
  • شاهد البراء بن عازب رضي الله عنه اهتزاز العرش بشدة، مما يدل على الفرح بقدوم سعد بن معاذ رضي الله عنه، وهذا ما جعل أعواده ينفجر.
  • وفقا لتفسير ابن عمر، العرش المذكور هنا ليس عرش الرحمن، بل هو عرش سعد بن معاذ الذي تم حمله في جنازته، وحدث ذلك بسبب ثقل العرش، وتم استخلاص درس من هذا الأمر فيما يتعلق بالسخاء.
  • تمت انتقاد القول الأخير لابن عمر بشأن هذا الأمر لأن حديث اهتزاز عرش الرحمن لا يخضع للجدل ولا يوجد شك في صحته، ومن المرجح أن هذا الأمر يفسر بالفرح والسعادة من قبل حملة العرش بسبب وصول سعد بن معاذ رضي الله عنه.

من هو سعد بن معاذ ؟

هو الصحابي الكريم سعد بن معاذ بن النعمان بم أمرؤ القيس أبو عمر الأوسي الأنصاري رحمه الله، ولد في العام التاسع عشر قبل البعثة النبوية، وهو أصغر من الرسول صلى الله عليه وسلم بـ 21 عاما، وأعلن إسلامه على يد مصعب بن عميرة قبل الهجرة.

بعد أن أعلن سعد بن معاذ رضي الله عنه إسلامه، قالت لبنى عبد الأشهل: “كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا”. وبسبب ذلك، أعلن أهل بني عبد الأشهل إسلامهم بعد كلامه لهم، فقد كان من أعظم الرجال في الإسلام.

موقف سعد بن معاذ في غزوة بدر

عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم لاستشارة الناس قبل دخوله أمرا عظيما في غزوة بدر، تقدم سعد بن معاذ وتحدث نيابة عن الأنصار وقال: “يا رسول الله، انطلق فيما تريد فنحن معك. والله الذي بعثك بالحق، لو عرضت علينا هذا البحر فدخلناه معك. وليس لدينا أي رجل يتخلف، ولا نخشى أن نواجه أعداءنا غدا، فإننا صابرون في الحرب وصادقون في اللقاء. لعل الله يريك ما يسرك منا، فاذهب بنا ببركة الله”.

وفقا لما أشار إليه سعد بن معاذ رضي الله عنه، فإنه أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم ببناء عريش يكون مقرا له في قيادة المعركة، وحضر عدد من المسلمين للقيام بحراسته، وإذا انهزم المسلمون فإنهم يعودون إلى المدينة، حيث يوجد العديد من الرجال الذين يدافعون عنهم ويحمونهم وينصرونهم، وكان سعد بن معاذ رضي الله عنه من الرجال الذين يقومون بحراسة الرسول صلى الله عليه وسلم.

موقفه من غزوة الخندق

هذه الغزوة كانت الأخيرة لسعد بن معاذ، رضي الله عنه، ولقاءه بربه كان بعد شهر واحد منها، ولم يمت إلا بعد أن تماثل للشفاء.

وقصة عائشة رضي الله عنها في حصن بني حارثة أثناء حفر الخندق، وكانت أم سعد بن معاذ متواجدة أيضا في نفس الحصن قبل أن يفرض عليهن الحجاب. وفي هذا الوقت، خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لرفع الذراري، وكانت النساء لا تزال في الحصون خائفات من العدو. وفي تلك اللحظة، مر سعد عليهم وكان يحمل حربة ويقول: “قد يأتي الهجوم قريبا، فلا بأس بالموت عندما يحين الأجل”. فردت أم سعد قائلة: “بالفعل يا بني، لقد تأخرت حقا”. فأجابت عائشة لأم سعد: “يا أم سعد، أتمنى لو كانت درع سعد تستطيع أن تحميه أكثر مما هي عليه، خشية أن يصيبه السهم.

وفاة سعد بن معاذ

توفي رضي الله عنه في يوم الخندق في السنة الخامسة من الهجرة عندما كان عمره سبعة وثلاثين عاما، صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ودفن في البقيع.

  • توفي سعد بعد أن شفيت جروحه بعد شهر واحد من غزوة الخندق، فكر النبي الكريم في إقامة صلح بعد الغزوة وإعطائهم ثلث ثمار المدينة ومغادرتهم هم وقومهم، واستشار الرسول سعد بن معاذ في ذلك، ولكن سعد رفض مواجهة المشركين إلا بالسيف وقال: ليجتهدوا علينا.
  • حبان بن عرقل قام برمي سعد بن معاذ في غزوة الخندق، وكان سعد بن معاذ رجلا من بني قريش، وكانت إصابته الأخيرة في ذراعه، وبعدها أقام النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليراه بعد انتهاء الغزوة.
  • روت عائشة قصة وفاة سعد بن معاذ رضي الله عنه بقولها: “بعد ذلك، قال: اللهم، إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي من أن أجاهد في سبيلك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه. اللهم، إني أعتقد أنك وضعت الحرب بيننا وبينهم. فإن بقيت هناك أي حرب من قبل قريش، فاحتفظ بحياتي حتى أقاتلهم في سبيلك. وإذا كنت أنت من وضعت الحرب بيننا وبينهم، فقم بتفجيرها واجعل موتي فيها”. فتحققت رغبته، ولم يتركوا ولم يتركوا أي أهل خيمة من بني غفار إلا والدم يتدفق إليهم. قالوا: “يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا قبلكم؟” ثم رأوا جرح سعد ينزف الدم، وتوفي متأثرا به

حالات اهتز بها عرش الرحمن

هناك العديد من الحالات التي اهتز بها عرش الرحمن كما ذكرها المفسرون، ومن هذه الحالات ما يلي:

  • يوم استشهاد الصحابي سعد بن معاذ، اهتز عرش الرحمن من الفرح والسعادة بقدومه.
  • عندما يبكي اليتيم، يرتجف عرش الرحمن، فإذا بكى اليتيم، يرتجف عرش الرحمن، فيقول الله تعالى: من بكى اليتيم وهو غائب عن أبيه؟ قالوا: أنت العالم الحكيم، فقال: يا ملائكتي، من سكته برضاه، فقد أعطيته من الجنة حتى رضاه.
  • كما يوجد دعاء يهتز له عرش الرحمن، وهذا الدعاء هو: يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فاعل لما تريد، أسألك بعزك الذي لا يرام وبملكك الذي لا يضام وبورك الذي ملأ الأركان، أن تكفيني شرور الدنيا يا مغيث أعني، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى