الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هي صلاة التسبيح كيف تؤدى ومتى تصلى

ما هي صلاة التسبيح كيف تؤدى ومتى تصلى 

صلاة التسابيح هي إحدى الصلوات التي شهدت خلافا وجدالا بين الفقهاء، ولكن هناك جماعة كبيرة منهم أقروا بأنه من المستحب أداء صلاة التسابيح، وقد سميت بهذا الاسم نظرا لكثرة التسبيح وذكر الله والتهليل والتكبير بعد الصلاة. يقال أنها تكفر عن عشرة أنواع من الذنوب، حيث يغفر الله لك الذنب الأول والذنب الأخير والذنب القديم والذنب الحديث والذنب الخطأ والذنب العمد والذنب الصغير والذنب الكبير والذنب السري والذنب العلني. وقد ورد أيضا أنها تكفر عن الذنوب، وتفرج الهموم، وتيسر العسير، وبها يقضي الله الحاجات، وتؤمن بها الروعات وتستر العورات .

قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب، يا عباس، يا عماة، ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبك؟ ألا أفعل بك عشر خصال؟ إذا قمت بذلك، غفر الله لك ذنبك، كل ذنبك، القديم والحديث، الخطأ والعمد، الصغير والكبير، السر والعلن. العشرة الخصال هي: صلاة أربع ركعات، وتقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، ثم تقول وأنت قائم: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، خمس عشرة مرة. ثم تركع وتقول وأنت راكع عشر مرات، ثم ترفع رأسك من الركوع وتقولها عشر مرات، ثم تسجد وتقولها عشر مرات، ثم ترفع رأسك من السجود وتقولها عشر مرات. إذا فعلت ذلك في كلركعة، فإنك ستكون قد فعلت خمس وسبعين مرة في كل ركعة. قم بذلك في أربع ركعات، وإذا استطعت أن تصليها مرة واحدة في كل يوم، فافعل ذلك. وإذا لم تستطع، فقم بصلاة واحدة في كل جمعة. وإذا لم تستطع أيضا، فافعلها مرة واحدة في كل شهر. وإذا لم تستطع أيضا، فافعلها مرة واحدة في كل سنة. وإذا لم تستطع أيضا، فافعلها مرة واحدة في حياتك .

كيفية أداء صلاة التسابيح 

  • توصل العلماء إلى اتفاق بأن عدد ركعات صلاة التسابيح هو أربع ركعات مع شهادة توحيد واحدة في الركعة الرابعة وبدون شهادة توحيد في الركعات الأخرى 
  • – قراءة الفاتحة وبعدها قراءة الذكر التالي “تعظيم الله وشكره وإلهه الوحيد هو الله العظيم” وتكراره خمسة عشر مرة، ثم في الركوع يقاله عشر مرات، وعند الرفع يقاله عشر مرات، وفي السجدة الأولى يقاله عشر مرات، وفي الجلوس بين السجدتين يقاله عشر مرات، وفي السجدة الثانية يقاله عشر مرات، وقبل القيام للركعة الثانية يقاله عشر مرات، وبالتالي يقال هذا الذكر خمس وسبعون مرة في الركعة الواحدة 
  • يتم تكرار الذكر نفسه وبنفس الترتيب والعدد في جميع الركعات المتبقية. بمعنى آخر، يقال هذا الذكر 300 مرة في الأربع ركعات. يجب أن يتم قول الذكر بالكامل وليس تجزئته، حيث يقال الجملة بأكملها وتكرر بالعدد المطلوب في كل ركعة .
  • في كل ركعة، يجب قراءة سورة الفاتحة ثم الذكر ثم سورة أو عدد من الآيات المتاحة، ثم استكمال الركعات وفقا للذكر الذي تم قراءته. يذكر أنه من المستحب قراءة سورة من السور التي تعادل ثلث أو نصف أو ربع القرآن مثل سورة الزلزلة والكافرون والنصر والإخلاص .
  • قل “سبحان ربي العظيم” عند الركوع قبل البدء في التسابيح .
  • يتم قول تسبيحة الركوع “سبحان ربي الأعلى” قبل تسبيحات أخرى
  • يتم ذكر التسبيح بين السجدتين بعد الذكر المخصص للجلوس بين السجدتين قائلا “رب اغفر لي، رب اغفر لي .
  • بعد أن ينتهي من الركعة الرابعة، يقرأ التشهد ويتم التسليم .
  • في حالة النسيان في عدد التسبيحات يتم الاعتماد على الاحتمال الأكثر احتمالا أو يتم استخدام العدد الأقل .
  • في حال نسيان التسبيحات وبعد مكانها في الصلاة، يتم أداء سجدتي السهو قبل التسليم. هناك رأي آخر يقترح أداء سجدة سهو وذكر التسابيح التي تمت فيها الخطأ، ولكن الرأي الأول هو الأكثر اعتمادا لدى الأغلبية .
  • قال الطبراني: عندما تنتهي من التشهد وقبل أن تسلم، قل: “اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك .
  • أيها الله، أسألك أن تجعلني أخافك حتى أتجنب المعاصي، وأن أعمل بطاعتك بطاعة تستحق بها رضاك، وأن أتوب خوفا منك، وأن أنصحك بصدق حبا لك، وأن أتوكل عليك في جميع الأمور، وأن أثق بك، سبحان خالق النور.” ثم يمكن أن يضيف بعدها ما يشاء من الدعاء لما يرغب في الحصول عليه من الله .

عدد التسبيحات في صلاة التسابيح

عدد التسبيحات في صلاة التسابيح هو ثلاثمائة تسبيحة في الصلاة بأكملها؛ في كل ركعة هناك خمس وسبعون تسبيحة، وهي: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر” جملة واحدة، بعد الانتهاء من الصلاة، يتم ذكر الله -تعالى- ثلاثمائة تسبيحة، وثلاثمائة تحميدة، وثلاثمائة تهليلة، وثلاثمائة تكبيرة. تم ذكر أن من أتم هذا العدد حتى مرة واحدة في حياته، فإنه سيدخل في قوله -تعالى-: (والذاكرين اللـه كثيرا والذاكرات). بالإضافة إلى ذلك، إذا صلى المسلم نهارا، فمن الأفضل أن يصليها بأربع ركعات متتالية، وإذا صلى المسلم هذه الصلاة ليلا، فمن الأفضل أن يصليها بتسليمتين. وعند صلاة أربع ركعات، يكون هناك تشهد وسلام بعد كل ركعة، وهذا صحيح؛ حيث لا يتطلب عدم فصلها حتى لو استغرقت فترة طويلة.

دعاء صلاة التسابيح

من الأفضل للصلاة بعد الانتهاء من صلاة التسابيح أن يدعو بعد التشهد وقبل السلام بهذا الدعاء: “يا الله أسألك توفيق أهل الهدى وأعمال أهل اليقين ونصيحة أهل التوبة وعزم أهل الصبر وجد أهل الخشية وتطلب أهل الرغبة وتقوى أهل الورع واعتراف أهل العلم حتى أخافك. يا الله أسألك الخوف الذي يمنعني من معاصيك حتى أعمل بطاعتك بقدر أن أستحق رضاك وحتى أنصحك بالتوبة خوفا منك وحتى أعطيك النصيحة تخشى منك وحتى أتوكل عليك في الأمور وحسن ظني بك. سبحان خالق النور.” لم يرد سوى هذا الدعاء في صلاة التسابيح وهو ضعيف الإسناد.

وقت صلاة التسابيح

تصلى صلاة التسابيح في جميع الأوقات ما عدا الأوقات المكروهة؛ وتعتبر الأوقات التي يكره فيها الصلاة كما يلي: أولا، الوقت من بعد صلاة الفجر حتى يرتفع مقدار الشمس بواسطة رمح، ويقدر ذلك بحوالي ربع ساعة بعد طلوع الشمس، ويستثنى من ذلك من أدى فريضة وسنة الفجر في وقتها. ثانيا، وقت الظهر عندما تكون الشمس في أعلى مكان لها في السماء، أي وقت منتصف النهار، وهو وقت لا يتجاوز ثلث الساعة. ثالثا، الوقت من بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس، ويستثنى من ذلك صلاة الفرائض؛ فإذا فات المسلم أداء صلاة العصر في أول وقتها وصلى في هذا الوقت، فلا كراهة في ذلك.

حُكم صلاة التسابيح

  • تختلف آراء الفقهاء في حكم صلاة التسابيح؛ بسبب اختلاف وجهات نظرهم في صحة الحديث المذكور عنها، وهنا هي الأقوال المختلفة:
    وفقا للشافعية، صلاة التسابيح تعتبر من النوافل الحسنة المستحبة
  • الرأي الثاني يرى أن صلاة التسبيح مستحبة في جميع الأوقات، باستثناء الأوقات المحظورة للصلاة فيها، ويوصى بصلاة التسبيح حتى لو مرة واحدة في العمر، بسبب أجرها العظيم وفضلها.
  • القول الثالث يقول المالكية أن حديث صلاة التسابيح ليس بدرجة حديث صحيح أو حسن، وأن ذكر الإمام الترمذي له كان لينبه على ضعفه؛ لكي لا يعتقد الناس أنه صحيح.
  • في الرأي الرابع، يرون الحنابلة أن صلاة التسابيح ليس بها حديث مثبت، وبالتالي فهي غير مستحبة عندهم. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للعباس في صلاة التسابيح: (يا عم، هل أصلك، هل أحبوك، هل أنفعك، قال: نعم يا رسول الله، قال: يا عم، صل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا انتهت القراءة، فقل: الله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، خمس عشرة مرة قبل الركوع، ثم اركع … ) وذكر كيفية أدائها.

واختلف العلماء في صحّة حديث صلاة التسابيح على آراء، هي: الرأي الأول هو أنه حديث جيد، ومن قال ذلك هو ابن الصلاح. الرأي الثاني هو أنه حديث صحيح، ومن قال ذلك هو تاج الدين السبكي. الرأي الثالث هو أنه حديث ضعيف، ومن قال ذلك هو النووي في بعض كتبه.

حكم الجماعة في صلاة التسابيح

صلاة التسابيح ليست من السنن المؤكدة للجماعة، ولكن في المذهب الشافعي، إذا صليت بشكل جماعي فلا يكون هناك إثم على الفاعل، بل يحصل على أجر السنة المؤكدة. ولا يكون له أجر الجماعة. ولا تكره الجماعة صلاة التسابيح؛ لأن المذهب الشافعي لا يحظر صلاة نفل يصليها الجماعة. وإذا أقيمت الصلاة بشكل جماعي لغرض تعليمها للعوام، فهذا أمر حسن. وتكره الجماعة صلاة التسابيح إذا كانت تؤدي إلى فهم خاطئ لصلاة السنة.

فضل صلاة التسابيح

الحديث عن فضل صلاة التسابيح يتطلب ذكر الأحاديث التي تتحدث عن فضلها وأسبابها لتكفير الذنوب؛ وقد تنوعت الروايات في فضلها، ومنها قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمن يصلي صلاة التسابيح: “غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته”.

قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لمَن يُصلّي صلاة التسابيح: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمن يصلي صلاة التسابيح: “لو كانت ذنوبك مثل رمل الجبال، لغفرها الله لك”. والعلاج هنا هو اسم لمكان يحتوي على الكثير من الرمل، أو اسم للرمل المتراكم الذي يراكم طبقة فوق طبقة.

تتلخص أسباب تكفير صلاة التسابيح للذنوب في أنها تجمع بين أجر الصلاة وأجر الذكر والتسبيح المذكورة فيها، والتي ذكرت في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة. ومن هذه الأحاديث ما رواه البخاري، فقد روى أن رجلا أصابته قبلة من امرأة، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبره، فأنزل الله عز وجل: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات)، فقال الرجل: يا رسول الله، هل هذا يشملني؟ فقال: نعم، يشمل جميع أفراد أمتي.

ما رواه الترمذي: في سننه، روى أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشجرة يابسة الأوراق وضربها بعصاه فتناثرت الأوراق، ثم قال: “الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر”، لأن الأوراق التي سقطت تمثل ذنوب العبد التي تساقطت كما تساقط الأوراق من الشجرة. وروى في صحيحه أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: “أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”، وكل حديث يذكر فضل هذا الذكر هو دليل على فضله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى