الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطهارة

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الطهارة

كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يولي أقصى اهتمام للطهارة، وذلك بناء على قول الله -عز وجل- في كتابه الكريم (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) [البقرة، 222]، وقد هديه الله في طرق الطهارة ما يلي:

  • كان سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام – يعتدل في وضوئه وغسله.
  • فهو لم يتكلف أو يبالغ في أي منهما.
  • كما ذكر عنه أنه كان يتوضأ ويغتسل في وقت قصير دون تعذيب نفسه أو شك في طهارته.
  • وهو لم يستنج بشكل مبالغ، فمن الواضح أنه – صلى الله عليه وسلم- كان كاملا للغاية ومعصوما من الخطأ.
  • لذلك، من الضروري أن نتبع سنة وأفعال النبي في أمورنا الحياتية الهامة، والواجبة على كل مسلم هي الطهارة والوضوء والاغتسال.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء

كان لرسول الله – صلى الله عليه وسلم- نهج عظيم يتميز بسهولة ويسر في الوضوء، وفيما يلي سنذكره لكم:

  • كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ قبل كل صلاة، وقد قيل أنه في بعض الأحيان كان يصلي بوضوء واحد فقط لأكثر من صلاة.
  • وأحيانا كان يتوضأ بالمد وفي أحيان أخرى بثلثيه أو أكثر، وكان وضوؤه مرتبا ومتواليا حيث لم يتخلف عنه أبدا، حتى لو لمرة واحدة.
  • وكان يهتم بعدم إهدار الماء عند الوضوء، ويقوم بسكبه بلطف في كل مرة، بالشكل الذي يكفي لأداء الغرض المطلوب فقط، وجدير بالذكر أنه حذرنا من التبذير في الماء في بعض الأحاديث النبوية.
  • بالإضافة إلى ذلك، عندما يتنفس أو يشم أو يتمضمض، كان – صلى الله عليه وسلم- يستخدم ماءا من غرفة واحدة أو غرفتين.
  • يذكر أن بعض الأشخاص كانوا يغسلون أعضاء الوضوء مرة أو مرتين أو 3 مرات.
  • أما عن بداية الوضوء فإنه لم يكن يقول كلمة نويت الوضوء أو حتى كلمة نويت رفع الحدث، إذا كان يكتفي بالتسمية كالآتي:
    • في بداية الوضوء: كان يقول “أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ”.
    • في آخر الوضوء: وكام يختتم قائلا “سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك”.
  • وبالنسبة لطريقة اغتساله في الوضوء:
    • كان يستنشق بواسطة يده اليمنى ويستخدم اليد اليسرى للتنفس.
    • كما كان يمسح رأسه كله أحيانا ويسمح لأذنيه بالظهور والاختفاء.
    • إذا لم يكن يرتدي حذاءا أو جوارب في قدميه، كان يغسلهما، وإذا كان يرتديهما، كان يمسح عليهما.
    • ولا يجب تجاوز المرفقين أو الكعبين أثناء الوضوء.
    • بالإضافة إلى عدم اعتياده على تجفيف أعضائه بعد الوضوء.
    • ومن الأشياء المحببة إليه تخليل أصابعه في لحيته لكي يصل الماء إليها، وكذلك التخليل بين أصابعه، ولكنه لم يواظب على ذلك ويستمر فيه.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين

أما بالنسبة لتوجيهات سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- بخصوص المسح على الخفين، فهي كالتالي:

  • عمل النبي – عليه الصلاة والسلام- على المسح على الخفين في حالتين وهما الحضر ، وأيضا السفر.
  • ذكر وقت المقيم وهو يوم وليلة، أما للمسافر فهو 3 أيام ومعها لياليهن.
  • عندما يتم مسح الأقدام، يتم مسح الجزء الظاهري من الخفين، بالإضافة إلى السماح بمسح الجوارب والأحذية.
  • ومن الجدير بالذكر أنه – صلى الله عليه وسلم- كان يمسح على عمامته والناصية، وأحيانا على العمامة بمفردها.
  • ومن أبرز ما يميزه أنه لم يتكلف أمام الوضع الذي تكونت عليه قدميه، حيث في حالة ارتداء الجوارب يقوم بمسحهما وفي حالة عدم تغطية قدميه يقوم بغسلهما.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التيمم

فيما يلي منهج النبي – صلى الله عليه وسلم – في التيمم:

  • عندما يصلي على الأرض، يعتاد أن يتيمم باستخدام التراب أو الرمل أو السبخة التي تكون متاحة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- كما روى أبو أمامة الباهلي “جعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجدا وطهورا، فأينما يصلي أحد من أمتي، فذلك مسجده وطهوره”.
  • من الجدير بالذكر أنه لم يتم تطبيق التيمم في كل صلاة، حيث تم القيام بها مثل مقام الوضوء.
  • وكان عندما يتيمم يقوم بضرب وجه وكفيه بضربة واحدة.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الغسل

طريقة الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم- في الغسل تتضمن الاغتسال في الأمور التالية:

  • كان يستحم في اليوم مرة واحدة أو عدة مرات.
  • ولقد ذكر أنس وعن مصعب أنه – صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من 4 أشياء وهم:
    • يوم الجمعة.
    • الجنابة.
    • تغسيل الميت.
    • الحجامة.
  • أثناء غسل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ذكر أبو رافع مولى رسول الله الطريقة قائلا: “في يوم ما، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يطفو على نسائه ويغتسل هنا وهنا. قلت له: يا رسول الله، لماذا لا تجعل ذلك غسلا واحدا؟ قال: هذا أكثر تطهيرا وأطيب وأزكى”.

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في قضاء الحاجة

سنوضح فيما يلي كيفية التزام الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالطهارة عند قضاء الحاجة:

  • عندما يدخل الحمام، كان النبي – عليه الصلاة والسلام – يقول “اللهم إني أعوذ بك من الأذى والأذراء”، وعندما يخرج منه يقول “غفرانك”.
  • وكان أيضًا في كثير من الأحيان يتبول وهو جالسًا.
  • وعندما يكون طاهرا، يستنجي بالماء في بعض الأحيان وبالأحجار في أحيان أخرى، وأحيانا يجمع بين الاثنين.
  • ويجدر الذكر أنه كان يغتسل ويستجم بشماله.
  • كما يقوم – صلى الله عليه وسلم- بضرب يده على الأرض عقب استنجاءه بالماء.
  • وفي حال سفره، إذا أراد أن يذهب إلى الحمام، فإنه يختبئ بعيدا عن أصحابه ويتستر إما بأشجار النخيل أو شجر الوادي.
  • وذكر أنه عندما يجلس للتبول، لا يرفع ثوبه حتى يقترب من الأرض، وفي حالة مرحبا بأي شخص أثناء التبول، لا يرد عليه.

السير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم

السير على سنة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – يترتب عليه العديد من الفوائد التي تؤثر على حياة المسلم في الدنيا والآخرة

  • مغفرة الله – سبحانه وتعالى- للذنوب والمعاصي.
  • الحصول على معونة الله من خلال التوافق مع الخير.
  • ابتعد عن الضلالة ومتع الحياة التي تشغلنا عن الآخرة وفكرة العقاب.
  • زيادة الاقتراب من الخالق، وتحقيق درجة المحبة والرضا من الله تعالى.
  • ضمان إجابة الدعاء.
  • تعويض النقص الذي قد يحدث بسبب تأدية الفرائض، فالسنة النبوية تصحح الصلاة وتكمل سائر أعمال المسلم.
  • فقد قال الله -عز وجل- في كتابه العزيز (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ويذكر الله كثيرا) [الأحزاب، 21].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى