التاريخالناس و المجتمع

من العالم المسلم الذي اخترع البوصلة البحرية

من العالم المسلم الذي اخترع البوصلة البحرية

ابن ماجد هو من ابتكر البوصلة البحرية، حيث يتم تثبيت الإبرة المغناطيسية على سن معدني، بحيث تكون لها حرية الحركة ولا تحتاج إلى الماء لتطفو وتشير إلى الاتجاهات الرئيسية، ولكن بالنسبة لاختراع فكرة الإبرة المغناطيسية التي تشير إلى القطبين الأساسيين للأرض، فلها قصة تاريخية كبيرة، وسنقدم بعض المعلومات عن هذا الأمر وعن ابن ماجد فيما يلي.

من هو أحمد بن ماجد مخترع البوصلة البحرية

هو شخص من جلفار، وهي مدينة حاليا تعرف بإسم رأس الخيمة، وكان ماهرا في الفلك والمالحة والجغرافيا، واشتهر بشكل كبير في الحضارة الإسلامية بسبب اختراعه للبوصلة، ولديه العديد من الكتابات في علم الملاحة العربي، وكان ملاحا ماهرا في البحر الأحمر وخليج بربرا والمحيط الهندي، والمضيق الملفا وصولا إلى بحر الصين الجنوبي.

  1. كما ارتبط اسمه بالرحلة الشهيرة لحملة فاسكو دي غاما البرتغالية، والتي بدأت من البرتغال ووصلت إلى الهند، فقد تم تداول خبر مساعدته للحملة، وبشكل خاص في مساعدتهم على قطع المرحلة الأخيرة، التي تقع بين “ماندي” – دولة كينيا حاليا – و “قليفوت” – مدينة كوريكود في جنوب الساحل الهندي الغربي – لأول مرة في تاريخ الأوروبيين، ومع ذلك، هذا الرواية غير صحيحة ولا ينسب إليه، حيث لم يذكر في كتاب المؤرخ المسلم النهروالي، ولم يذكر أي من المؤرخين العرب أي شيء مشابه، وقد أثبت سلطان بن محمد القاسمي أنها خاطئة.
  2. يعود فضل إرساء قواعد الملاحة في بحر الهند والبحر الأحمر والخليج العربي إلى ابن ماجد، واستمرت مؤلفاته وتطويراته للأدوات الملاحية مثل البوصلة ووردة الرياح في مجال الملاحة، حتى وصلت إلى بحر الصين الجنوبي لفترة طويلة.
  3. ذكر له أنه أشهر من كتب في موضوع المرشدات البحرية الحديثة.

حياة أحمد بن ماجد مخترع البوصلة البحرية

بدأ ابن ماجد في سن العاشرة مصاحبة والده في رحلاته البحرية، واستمر تحت إشراف والده حتى أصبح قائدا في أول رحلة وهو في السابعة عشرة من عمره. تعلم ابن ماجد علوم الفلك والرياضيات والجغرافيا، بالإضافة إلى التاريخ والأدب. نجح في تأليف أكثر من 30 كتابا ورسالة وأرجوزة، حيث وضع قواعد علم جديد وهو “علم البحار”، وهذا العلم لم يكن معروفا من قبل.

أشهر أعمال أحمد بن ماجد

يذكر لابن ماجد أنه له العديد من الأعمال، بما في ذلك الكتابة والاختراعات والآلات والعلوم البحرية.

1. اختراع ابن ماجد للبوصلة

يعتبر ابن ماجد واحدا من أشهر المطورين للبوصلة، إذ أن البوصلة التي كانت معروفة لدى العرب قادمة من الصين كانت بدائية، حيث لا تتجاوز وضع قضيب مغناطيسي على قطبين خشبيين خفيفين ووضعهما في وعاء يحتوي على ماء، لكي تطفو تلك الإبرة وتتحرك بحرية وتحدد الاتجاهات، وقد قام ابن ماجد بتطويرها بحيث يثبت القضيب المغناطيسي من منتصفه على محور عمودي ويتم توجيهه باتجاهات مرسمة على قاعدة، وهذا التثبيت يجعل حركة القضيب حرة حيث يدور بشكل أفقي حول المحور.

  1. يشير هذا الدوران الأفقي بحرية إلى الشمال المغناطيسي، ثم يتم وضع تلك المجموعة في وعاء زجاجي لحمايتها وسهولة استخدامها، وأيضا لتجنب التأثير على حركة الإبرة، ولجعلها محمولة وقابلة للنقل.

2. القياس بالأصابع لابن ماجد

ابن ماجد اكتشف أنه يمكن تقسيم دائرة الأفق إلى 32 جزءا مشابها لخطوط البوصلة، واستخدام قبضة اليد والذراع الممدودة في اتجاه النظر للتحديد. قبضة اليد من الخنصر إلى الإبهام تمثل جزءا من المحيط الدائري بنقطة الاتصال بين الذراع والكتف. عندما نستخدم قبضة اليد لتحديد الشمال، يمكننا أن نعرف أي اتجاه آخر على دائرة الأفق.

3. دور ابن ماجد في تطوير الملاحة البحرية

يعتبر كتاب “الفوائد في أصول علم البحر والقواعد” واحدا من أهم الكتب في الملاحة البحرية وعلم الملاحة العربي، حيث يذكر تاريخ علم البحر والملاحة البحرية حتى القرن الخامس عشر الميلادي.

  1. يسلط الكتاب الضوء على مدى تأثير التقاليد البحرية بشكل عام على البرتغاليين فيما بعد، وعلى بحر الهند بشكل خاص.
  2. يتحدث الكتاب عن العلوم والثقافات التي يجب على قبطان السفينة أن يكون على دراية بها.

كتابات أحمد بن ماجد

كتب ابن ماجد العديد من الكتب، وعلى سبيل المثال ما يلي.

  1. نظم الشعر بهدف جديد وهو الملاحة، وكانت هذه الطريقة في تنظيم الشعر تسهل تعلم علوم البحر وتساعد على حفظ القواعد عند الحاجة إليها، أو حتى لرواية الأخبار.
  2. قام ابن ماجد بكتابة العديد من الأقوال، لكن الشعر كان له أهمية أكبر في تلك الفترة، لأن معظم البحارة لا يعرفون الكتابة والقراءة، لذا كان حفظ الأراجيز والقصائد المنظومة أسهل لهم لاستذكار المعلومات المهمة عن البحر، ووصل عدد قصائده إلى حوالي 34 قصيدة، بحيث يصل إجمالي أبياتها إلى ما يقرب من 4600 بيت.
  3. من أشهر أعماله النثرية التي لا تزال معروفة حتى الآن فهي كما يلي.
    1. مختصر كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد.
    2. كتاب “الفصول”.
    3. كتاب “الملل”.
    4. هذا الكتاب المطول يعتبر من الكتب المفقودة، ويتناول أصول علم البحر والقواعد.
    5. كتاب “شرح الذهبية” هو أيضا كتاب مفقود.
    6. كتاب “حاوية الاختصارات في أصول علم الملاحة”.
  4. كما أن لابن ماجد الكثير من المحفوظات في معهد الدراسات الشرقية “بلينغراد”، ومنها ما يلي.
    1. مخطوطة عربية شعرية لابن ماجد في ثلاثة فصول، وقام فيها بوصف طرق الملاحة المختلفة في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي.

أول من اخترع البوصلة على الإطلاق

يعتبر الصينيون هم الأوائل الذين فكروا في ابتكار البوصلة، ووفقا للمراجع، تم اختراعها في عصر سلالة تشين، وذلك في الفترة من عام 221 إلى 206 قبل الميلاد، حيث قام العرافون الصينيون باستخدام الأحجار المغناطيسية لصنع ألواح التنبؤ بالحظ، ولاحظوا أنه يمكن استخدام تلك الألواح لتحديد الاتجاهات الحقيقية، مما أدى في النهاية إلى اختراع أول بوصلة في التاريخ.

  1. ظلت تلك البوصلة الصينية، التي كانت تتألف من إبرة مغناطيسية خفيفة مثبتة على عودين خشبيين، تطفو وتكون حرة الحركة في إناء يحتوي على ماء.
  2. ثم جاء العرب الذين كانوا يعتمدون في رحلاتهم البحرية على النجوم والأجرام السماوية، وهذا كان يؤثر عليهم عندما كانت السماء غير واضحة، فاستخدموا البوصلة الصينية لفترة طويلة.
  3. ثم جاء ابن ماجد لتسهيل حركة البوصلة بتعديلها، وجعلها أخف وأصغر، ويمكن حملها للاستخدام السريع والدقيق عند الحاجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى