التعليموظائف و تعليم

بحث عن الامن الفكري ومفهومه وأهدافه

الامن الفكري

  • تقدم الموسوعة لكم بحثا عن الأمن الفكري، وهو أحد الموضوعات الهامة والمعقدة التي غالبا ما تبحث عنها لدراستها وفهمها، حيث يمثل الأمن ضرورة في حياة الإنسان لا يمكن الاستغناء عنها أو العيش بدونها، نظرا لأن غياب الأمن يؤدي إلى تغيير حالة الفرد وأموره من الاطمئنان والاستقرار إلى الخوف والتشتت.

مقدمة عن تعريف الأمن الفكري

  • يوجد العديد من أنواع الأمن، ويعتبر الأمن الفكري واحدا منها، وبشكل عام، يتم تعريف الأمن في اللغة بأنه حالة طمأنينة القلب وسكونه، وألا يوجد أي ضرر أو مكروه قد يصيب الشخص أو يلحق به أو بالأشخاص المحيطين به.
  • في المصطلح الأمن هو الحالة التي يشعر فيها الإنسان بالأمان والراحة، وخاليا من أي شيء يمكن أن يؤثر على عقله وجسده ودينه، أو ماله.
  • فيما يتعلق بالأمن الفكري، يتم تعريفه بأنه تأمل القلب وتردده، وفي الاصطلاح فإن المقصود بالفكر هو ترتيب الذهن لأموره التي توصل إلى المراد بها سواء كان ذلك الفقر ظنا أو يقينا وعلما.

عناصر بحث عن الأمن الفكري

  • مفهوم الأمن الفكري.
  • مفهوم الأمن الفكري في الإسلام.
  • أهداف الأمن الفكري.
  • عوامل ضعف الأمن الفكري.
  • خاتمة بحث عن الأمن الفكري.

مفهوم الأمن الفكري

الأمن الفكري لم يكن مصطلحا شائعا في الماضي، وهناك اختلاف في الآراء حول تعريفه ومن بين المفاهيم والتعريفات المذكورة حوله ما يلي:

  • أمر مهم هو ضمان استقامة أساليب تفكير الشخص والتحقق من بعده عن أي شيء يهدد مكوناته الفكرية وأمنه القومي، حيث قد يؤدي إلى انحراف عقيدته، أمنه، أخلاقه، أو ثقافته نحو الهلاك.
  • الأمن الفكري يعني سلامة الشخص في تفكيره وفهمه حيث يحميه من الانحراف ويوجهه نحو الاعتدال والوسطية في النواحي اللاسياسية والدينية بالإضافة إلى رؤيته الكونية، لكي لا تدفعه رؤيته إلى التطرف أو العلمانية والإلحاد ونعوذ بالله.
  • وكما ورد في تعريف الأمن الفكري، فإنه يشير إلى أشخاص يعيشون بأمان في مجتمعاتهم ووطنهم، ولهم علاقة مع عدة جوانب تتعلق بثقافتهم الخاصة، ونظامهم الفكري، وعناصر أصالتهم، ومن قام بتحديد تعريف الأمن الفكري للمسلمين فقد أضاف إلى ما سبق ذكره في التعريف أن الأمن الفكري يتعلق بالنظام الفكري المستمد من كتاب الله وسنة رسوله الكريم.

مفهوم الأمن الفكري في الدين الإسلامي

  • تم تعريف مفهوم الأمن الفكري في الإسلام بأنه الحالة التي يكون فيها عقل الإنسان سليما وخاليا من الانحراف عندما يتأمل ويتساءل، ويجب أن تكون تلك النظرة التأملية متوافقة مع منهج الشريعة الإسلامية ومتفقة مع سلوك السلف الصالح، مما يؤدي إلى تحقيق الأمن الثقافي في المجتمع الذي يستمد ثقافته من القرآن الكريم وسنة النبي الحبيب.

أهداف الأمن الفكري

يمكن التعرف على أهداف الأمن الفكري التي يسعى لتحقيقها من خلال الاطلاع على جوانب أهميتها وتتمثل في الأمور التالية:

أحد مكونات الأمن الأساسية

  • يعتبر الأمن الفكري أحد المكونات الرئيسية للأمن بشكل عام، حيث يساهم في توجيه الاهتمام نحو تطبيق الأمن والسعي لتحقيقه والحفاظ عليه، ورصد أي تأثير له على سلامة الفكر واستقامته، إنه نعمة لا يمكن الاستغناء عنها في هذا العيش.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه (من يستيقظ منكم وهو آمن في جسده، معافى في صحته، ولديه قوة ليومه، فكأنما اكتسب العالم بأكمله). وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أن الأمن هو نعمة ينعم بها على خلقه، ومنهم قريش كما ورد في سورة قريش (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من الجوع وآمنهم من الخوف).

سلامة العقيدة من الانحراف

  • إذا تسبب الإخلال بالأمن الفكري في عدم إدراك الفرد لقيمة عمله مما يجعله يضيع بدون فائدة أو جدوى، وهذا ما ذكره الله تعالى في سورة الفرقان الآية 23 (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا).
  • الأمان الفكري يتعلق بالعقل، الذي هو آلة التفكير وأساس الوصول للحقائق والمعرفة الصحيحة والواضحة. وبما أن الحفاظ على العقل هو أحد أهم أهداف الشريعة الإسلامية لحمايته من الأذى، فإن سلامة العقل لا يمكن تحقيقها إلا بالحفاظ على أمنه.

تحمل الإنسان مسؤولية أفعاله

تنقسم المسؤولية الخلقية فيما يتعلق بالأمن الفكري بالإسلام إلى شقين وهما:

  • فيما يتعلق بالثواب والعقاب، يعني أن الإنسان مسؤول عن العقوبة التي يتلقاها نتيجة اختياره للأفعال الخاطئة. وهو أيضا الوحيد القادر على جلب رضا الله والحصول على الثواب من خلال أعماله الصالحة. وقد أوضح الله تعالى أن الثواب والعقاب مرتبطان ارتباطا وثيقا بأعمال الإنسان، كما هو مذكور في آية 281 من سورة البقرة (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، ثم يوفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).
  • المسؤولية في الكسب الإرادي تعني أن اعتقاد الإنسان وإرادته يتحملان المسؤولية، وبالتالي، فإن الشخص الذي ليس لديه إرادة فعلية لا يكون عليه لوم أو مسؤولية. وقد ذكر الله في سورة الأنعام الآية 164 (ولا تكسب كل نفس إلا عليها، ولا تزر وازرة وزر أخرى، ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)، وهذه الآية الكريمة تشير إلى أن كل إنسان مسؤول عن الأعمال الصالحة والسيئة التي يقوم بها ولن يجازى الشخص أو يسأل عن أعمال الآخرين.

عوامل ضعف الأمن الفكري

هناك عدة أسباب وعوامل تعد أساسية في ضعف الأمن الفكري في المجتمعات، ومن أهم تلك العوامل والأسباب التي يجب معالجتها والتخلص منها هي:

  • الانشغال في التأمل بما يصعب على العقل إدراكه: وهنا يقصد بالانشغال بالغيبيات والأمور التي تخص الله تعالى علمها بنفسه وذاته العليا، فالانشغال بتلك الأمور يؤدي إلى الاستسلام للضلالة، حيث أن تلك الأمور تفوق قدرة العقل واستيعابه في التعرف عليها.
  • تقديم العقل على الشرع: العقل لا يستطيع أن يدرك جميع الأمور التي تحيط بالإنسان، ولذلك أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ليوضح ما يكون صعبا على الإنسان أن يفهمه ويدركه بمفرده، حيث قال الله في سورة النساء الآية 165 (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)، ولذلك فإنه عندما نضع العقل في مقدمة ما جاء به الدين من أوامر وأحكام، فإن ذلك يعتبر ضعفا في الأمن الفكري وزوالا له.
  • اتباع الشهوات والشبهات: إن اتباع المشاهد الشهوانية والمفسدة يؤدي إلى تدمير الفكر وضياع العقل، وقد ذكر الله تعالى في سورة النساء الآية 27 (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا إلى الخطأ بشكل كبير).

خاتمة بحث عن الأمن الفكري

في النهاية وبعد مناقشة مفهوم الأمن الفكري وأهميته والعوامل التي تؤدي إلى ضعفه، نشير إلى أن هناك مصطلح مشابه للأمن الفكري يعتقد البعض أنه مرادف له وهو الغزو الفكري، ولكن في الواقع الغزو الفكري هو عكس الأمن الفكري الذي أورده ابن الباز رحمه الله بأنه مجموعة من الإجراءات والتدابير التي تتخذها بعض الدول للسيطرة على أفكار الأمم الأخرى وسلوكياتها والتي تهدد أمن واستقرار الشعوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى