الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

إجابة سؤال الاثار المترتبة على القول على الله بغير علم

الاثار المترتبة على القول على الله بغير علم

المقصود بقول الإنسان عن الله بدون علم هو كل شيء ينبع منه، سواء كان حكما أو فتوى في قضية من قضايا الشريعة الإسلامية، بدون أن يكون لديه علم مؤكد ومتيقن بصحة ما ورد عن الله. وهذا الأمر يعرف بالتألى على الله، وقد تم حظره بشكل قاطع في قول الله في سورة الأعراف الآية 33 (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون).

وعند التحدث عن القول على الله بغير علم، هناك دليل لا يقبل الشك أنه يعتبر شركا بالله وظلما وإثما عظيما. تنتج عن ذلك آثارا عظيمة تجعلها واحدة من أخطر وأعظم الذنوب في الإسلام. فهي تعتبر واحدة من أبواب الفتن الكبرى التي قد تؤدي إلى فتنة المسلمين وتسبب في سفك الدماء وهلاك الأمم. نذكر هنا مثالا شهيرا في التاريخ الإسلامي، وهو ما قام به مسيلمة الكذاب عند ادعائه النبوة والتضليل للخلق وإشعال حروب الردة التي أدت إلى سفك آلاف الدماء.

أكد الله تعالى خطورة النطق بغير علم في القرآن الكريم، وأنه يعتبر من أعظم الذنوب والمحرمات الكبرى، كما ورد في سورة العنكبوت في سرد الحوار بين المشركين والمسلمين. فقال المشركون للمسلمين: “اتبعوا سبيلنا ونحن سنحمل ذنوبكم ولن نحمل من ذنوبنا شيئا، إنهم كاذبون”. وبهذا ينتج تشويش في فهم الأحكام الإسلامية الصحيحة بسبب الأكاذيب.

علل لما يأتي أعظم الكذب القول على الله بغير علم

  • الكذب على الله والقول عنه بدون علم يحتل مكانة أعلى من الشرك بالله وحماك الله. بل هو أكبر وأشد من الشرك وهذا ما ذكره ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين (فليس هناك شيء أعظم بالنسبة لله منه ولا شيء أشد منه ولا شيء أشد إثما، فهو أساس الشرك والكفر ومنه أتت البدع والضلالات. فكل بدعة ضلالة في الدين أساسها القول عن الله بدون علم).
  • تم تحظير حظره في السنة النبوية حيث قال أبو هريرة: قال رسول الله: (من يفتي بفتوى غير ثابتة فإثمه على الذي أفتاه)، وقال عبيد الله بن جعفر مرسلا: قال رسول الله: (أجرئكم على الفتوى أجرئكم على النار)، وقال علي بن أبي طالب: قال رسول الله: (من تكذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
  • حتى حبيبنا المصطفى عندما يسأل عن شيء ليس لديه علم به، يمتنع عن الإجابة وينتظر حتى ينزل عليه الوحي، حيث يأتيه الجواب من الله عز وجل بقوله (يسألونك عن) ومن ثم يذكر الجواب، وهذا مثال من الأمثلة العديدة في القرآن مثل قول الله تعالى في سورة البقرة الآية 189 (يسألونك عن الأهلة ۖ قل هي مواقيت للناس والحج ۗ ).

القول على الله بغير علم إيذانٌ بهلاك صاحبه ولو كان من سادات الناس ووجهاء المجتمع

  • يعود منشأ وأصل الضلال الذي يصيب الأفراد إلى القول على الله بدون علم، وقد ذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب في مسائل الجاهلية: (قاعدة الضلال هي القول على الله بدون علم)، وهذا مذكور في آية 21 من سورة الشورى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)، ويمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب للقيام بهذا الفعل، أبرزها الجهل والخصومة في الدين.
  • قيل عن الفقيه صالح فوزان أنه قال (إذا كنت مسلحا بالكتاب والسنة والعلم النافع، فابحث عن المناظرة مع المخالفين، ولكن قبل أن تسلح نفسك، لا تدخل في المناظرة، فالإنسان يتعلم قبل أن يدخل في حلبة النقاش والرد والمناقشة)، وأيضا قال (اكتشف الجهل بالتعلم والعلم، لأن الجهل مرض قاتل، والجاهل لا يصلح)، واستكمل رأيه في هذه المسألة قائلا (الواجب على الإنسان أن لا يناقش إلا بالعلم، أما ما لا يعرفه فعليه الصمت).

ومن خلال ما تم ذكره يتضح لنا ويصبح واضحا بدون أي شك مدى خطورة الوقوع في هذا الإثم العظيم والذنب، بغض النظر عن السبب والدافع، فإن من لا يكون على دراية تامة بأمور الدين والشريعة الإسلامية ولا يمتلك آيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة كسلاح، عليه أن يمتنع عن الإجابة، وهذا يكون خيرا له وللأمة الإسلامية ويحميهم من الوقوع في الشرك والضلالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى