الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

أرأيت الذي يكذب بالدين تفسير

أرأيت الذي يكذب بالدين تفسير

  • قال الله عز وجل في سورة الماعون: هل رأيت الذي يكذب بالدين؟ ذلك الذي يتجاهل حق اليتيم، ولا يحث على إطعام الفقير، فويل للمصلين الذين يهملون صلواتهم، الذين يظهرون ويمنعون المساعدة.
  • فتلك الآيات الكريمة التي وجهها الله سبحانه وتعالى كانت لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
  • وعندما يرون الحالة التي وصل إليها المشركون، يستغربون عدم إيمانهم بالدين وما جاء به، وعدم احترام حقوق الأيتام وعدم إعطاء الفقراء ما أعطاهم الله، وترك الصلاة والامتناع عن دفع الزكاة.
  • إن التعجب في تلك الآيات الكريمة من حالة المشركين ووصولهم إلى أقصى درجات الجحود والجهل والكفر بالله عز وجل.
  • في تلك السورة، يحث الله سبحانه وتعالى عباده على إكرام اليتيم والحفاظ على الصلوات وإخلاصهم في جميع أعمالهم وعدم امتناعهم عن تقديم القليل من احتياجاتهم وأموالهم.

ما معنى يُكَذِّبُ بِالدِّينِ

  • يقول الله تعالى في بداية سورة الماعون: “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ“.
  • ففي هذه الآية يوجه الله عز وجل حديثه إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يقول له: أرأيت يا محمد الذي ينكر الدين وما جاء به من ثواب وعقاب، وبناء عليه فإنه لا يطيع أوامر خالقه ولا يتجنب نواهيه.
  • ومما جاء في تفسير تلك الآية: حكى لي محمد بن سعد قائلا: حكى لي أبي قائلا: حكى لي عمي قائلا: حكى لي أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله: (أرأيت الذي يكذب بالدين) قال: الذي يكذب بحكم الله عز وجل.
  • يستفهم الله سبحانه وتعالى في تلك الآية بغرض التعجب من حال الذين يكفرون بكل ما جاء بالدين، والمقصود بتكذيب الدين هو تكذيب ما أقره الدين بوجود يوم الحساب وجزاء وحساب في الدار الآخرة.
  • هذا ما جعل المشركين لا يهتمون بلقاء خالقهم عز وجل، فتجاهلوا الآخرة، وأصبحت الدنيا هي همهم وهدفهم في حياتهم، لذلك كانوا حريصين أشد الحرص على الحياة الدنيا، وهذا ما جعل قلوبهم قاسية.
  • ومن التفسيرات الأخرى لتلك الآية أن الكلام به حذف، والمقصود به هو: أرأيت الذي يكذب بالدين هل هو مصيبة أم مخطئ.

تفسير سورة الماعون

  • وفي الآية الثانية: قال الله تعالى في القرآن “فذلك الذي يدع اليتيم” ليوضح صفة المشركين الذين يظلمون اليتيم ويقهرونه، وذلك لأنهم لا يخشون عقاب الله، فتملأ قلوبهم بالقسوة.
  • وقد تشابه هذا المعنى مع ما جاء في سورة النساء بأنهم كانوا لا يعطون النساء والأطفال الصغار نصيبهم من الميراث.
  • وفي آية أخرى لا يشجع على إطعام المسكين كإكمال لصفات المشركين الذين يبخلون بالمال ويكذبون بجزاء الآخرة وبالتالي لا يأمرون أنفسهم ولا أهلهم بإطعام المسكين.
  • وفي آية أخرى، يحذر الله سبحانه وتعالى المصلين من العذاب والهلاك إذا تركوا أداء الصلاة المفروضة عليهم. ولكن هؤلاء المصلين يهملون صلاتهم ويكونون غافلين عن أداء الصلاة كما أمرهم الله. فيتركون أركانها ويتجاهلون وقتها، وبذلك يعصون الله في أحد الأمور الأساسية التي فرضها عليهم وسيسألون عنها في يوم القيامة. إنهم لا يخشون عقاب الله بترك الصلاة.
  • وفي تفسير تلك الآية ذكر سعد بن أبي وقاص قول النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: “ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون”، قال: “يعني الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها ويتهاونون بها”
  • ابن عباس فسرها بأن المنافقون هم الذين يتركون الصلاة سرا ويصلونها علانية، وعندما يقومون للصلاة يقومون بكسل
  • أولئك الذين يقومون بالأعمال لأجل المظهر أمام الناس، فالصلاة ليست للعبادة بالنسبة لهم، بل هم يصلون لكي يمدحوا من قبل الناس.
  • ويمنعون الماعون في المعنى، فالمقصود بالماعون هنا هي المستلزمات والأدوات التي يتبادلها الناس بين بعضهم مثل القدر والفأس والدلو.
  • فقد قال الزجاج : وأبو عبيد والمبر: الماعون في الجاهلية يشمل كل ما فيه فائدة، بما في ذلك الفأس والدلو والقدر والقداحة وأي شيء آخر ذو فائدة قليلة أو كبيرة.
  • كما أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن قرة بن دعموص النميري أنهم وفدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله ما التزمتم علينا؟ قال: لا تمنعوا المساعدة. قالوا: وما المساعدة؟ قال: في الحجر والحديدة وفي الماء. قالوا: فأي الحديدة؟ قال: أوانيكم من النحاس وأدوات الفأس التي تستخدمونها. قالوا: وما الحجر؟ قال: أوانيكم من الحجر.
  • تم تفسير كلمة الماعون بأنها تعني الزكاة، أي أنهم يمتنعون عن أداء ما يجب عليهم من زكاة.
  • أشار قطرب إلى أن الماعون يعني الجزء الصغير، ولذلك يطلق على الزكاة والصدقات اسم الماعون لأنها جزء صغير من شيء كبير.
  • وجميع هذه الأشياء لا يجوز منعها، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: قلت يا رسول الله، ما هو الشيء الذي لا يجوز منعه؟ قال: الماء والنار والملح. قلت: يا رسول الله، هذا الماء، فماذا عن النار والملح؟ قال: يا عائشة، من يعطي نارا فكأنه يتصدق بكل ما يطبخ بهذه النار، ومن يعطي ملحا فكأنه يتصدق بكل ما يتبخر بهذا الملح، ومن يسقي شربة من الماء حيثما يوجد الماء، فكأنه يعتق ستين نفسا، ومن يسقي شربة من الماء حيث لا يوجد، فكأنه يحيي نفسا، ومن يحيي نفسا فكأنه يحيي الناس جميعا.

صفات الكافرين في سورة الماعون

أبرزت سورة الماعون مجموعة من الصفات الذميمة في الكافرين وهي:

  • نفيهم بيوم الدين والثواب والعقاب الذي ينتظرهم على أعمالهم في الدنيا.
  • القسوة في التعامل خاصة مع اليتامى.
  • يجب أن يتجنبوا البخل في إنفاق المال وأن لا يحثوا أنفسهم وأهلهم على إطعام المساكين.
  • تجاهلهم لصلواتهم وضياعها وتركها حتى يفوت وقتها.
  • نفاقهم يظهر في أفعالهم، فالأفعال التي يقومون بها هي فقط لأجل رياء الناس.
  • امتناعهم عن إعادة المستلزمات التي لا تسبب أي ضرر من خلال إعارتها.
  • عدم إحسانهم لله سبحانه وتعالى ولا لخلقه.

سبب نزول أرأيت الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ

أما عن أسباب نزول سورة الماعون فهي كالتالي:

  • هناك اختلاف وجهة النظر حول سبب نزول آية “أرأيت الذي يكذب بالدين”؛ فقد قال مقاتل والكلبي أنها نزلت في العاص بن وائل السهمي، وقال ابن جريج: كان أبو سفيان بن حرب يذبح جزورين كل أسبوع، ثم أتاهم يتيم فاستفسر منه شيئا وضربه بعصا، فنزلت تلك الآية.
  • آية ولا يحض على تناول طعام المسكين نزلت لأن المنافقين كانوا يبررون بخلهم على الفقراء والمساكين.
  • ويل للمصلين الذين هم غافلون عن صلواتهم، نزلت هاتان الآيتان لتنذر الله تعالى بهم المنافقين الذين لا يبالون بصلواتهم ويتركونها بسهولة، فكانوا يتركون وقت أدائها ينفرون.
  • تم نزول آية ويمنعون الماعون لأنه قد تم ذكره عن ابن مسعود رضي الله عنه أن الكفار كانوا يرفضون مساعدة المسلمين ورفضوا طلباتهم في استعارة أشياء مثل القدر والدلو والفأس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى