أسأل الخبراءالمراجع

من هو فرعون موسى

من هو فرعون موسى

توجد العديد من الأسئلة التي تشغل العديد من العلماء والمؤرخين، خاصة الذين يبحثون عن العلاقة بين القصص الموجودة في المصادر الدينية السماوية ودلائلها في الواقع، ومحاولة تحديد التاريخ الدقيق لتلك القصص وموقع حدوثها والآثار المتبقية لها. ومن بين هذه القصص، يبرز قصة فرعون موسى. فمن هو فرعون موسى؟ سؤال أثار تساؤلات العلماء والباحثين والمؤرخين في مجالات الآثار والتاريخ المصري والأديان السماوية، ولكن الإجابات اختلفت بشكل كبير.

  • إشارة إلى الروايات التاريخية، يذكر أن فرعون موسى هو “رمسيس الثاني”، وهو يعتبر أحد أعظم ملوك الأسرة التاسعة عشر، وكان له سطوة ونفوذ كبيرين، وهذا الاعتقاد ينتشر بشكل كبير بين الإسرائيليين.
  • يذكر بعض العلماء أن فرعون موسى هو الملك مرنيتاح، وهو الابن الأكبر لرمسيس الثاني، ويعتمد هذا الرأي على أول ظهور لكلمة “إسرائيل” في التاريخ المصري، والتي ظهرت في لوحة خلال حكمه، وتوجد تلك اللوحة حتى الآن في المتحف المصري وتعرف بلوحة مرنيتاح.
  • ولم تكتفي التكهنات إلى ذلك الحد فقط، بل وصلت الآراء للعديد من الفراعنة، ومن بينهم كل من.
    • تذكر أقوال بأن فرعون موسى لم يكن مصرياً من الأساس ولكن من الهكسوس.
    • كما ذهب البعض إلى أنه تحتمس الثاني.
    • يذكر آخرون أنه الملك أحمس.
    • أو هو من نسل أحمس وهو تحتمس الثالث.
    • يذكر الآخرين بأن الملك منفتاح هو فرعون موسى.
    • هناك رأي آخر يشير إلى أن فرعون موسى هو أخناتون.
    • سمنخ كارع
    • توت عنخ آمون
    • حتى الملك خوفو لم يتجنب تلك الاحتمالات الكبيرة.

سوف نقدم فيما يلي عرضا بسيطا لبعض تلك الآراء، مع ذكر حكمة المولى -تبارك وتعالى- في طمس هوية فرعون موسى عن العالم بأسره.

فرعون موسى في الروايات الدينية

تؤكد الروايات الدينية أن فرعون موسى كان حاكما لمصر، ولكنه كان أجنبيا وليس مصريا، بل كان من الهكسوس، وهم من أصل إسرائيلي وقد قدموا إلى مصر من منطقة صحراء النقب، وعبروا سيناء واستوطنوا محافظة الشرقية. وتشير الآثار إلى أن مكان إقامة بني إسرائيل في ذلك الوقت كانت مدينة الزقازيق، وقد وصلوا إلى مصر خلال فترة حكم الأسرة الثانية عشرة من الدولة الوسطى.

  • طبقا للآثار المصرية، بدأ عصر الاضمحلال الثاني بانهيار الأسرة الثانية عشرة، وفي ذلك الوقت، استعمر الهكسوس مصر لمدة تقارب مائتي عام أو أقل بقليل.
  • تؤكد الدراسات في علم الأديان أن فرعون موسى كان من الهكسوس، وأن كلمة “فرعون” هي اسم وليست لقبا، وذلك استنادا إلى قول الله -تعالى- في سورة العنكبوت: (وقارون وفرعون وهامان ۖ ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين) (39)
  • وفقا للباحثين في علم الأديان واللغة العربية، فإنه ليس جائزا أن يتم إطلاق لقبين معا، فقد ظهر لفظ فرعون بين قارون وهامان، وبالتالي يذكر القرآن أن فرعون هو اسم هذا الشخص وليس لقبه.

فرعون موسى في رأي العلماء المصريين

  • ذكر الدكتور محمد وصفي في كتابه “الارتباط الزمني والعقائدي بين الأنبياء والرسل” في الصفحة رقم 156 بأن فرعون موسى هو الملك أحمس، وهو الذي عمل على تعذيب بني إسرائيل واضطهدهم، وكان ذلك لتحقيق بعض الأغراض السياسية والحربية والاجتماعية.
    • وكانت حجته في هذا الرأي كون أن بني إسرائيل قد جاءت إلى مصر من ناحية الشرق، واستوطنت مناطق شمال وشرق مصر، فكان من المرجح أن يقوم أحمس مخلص مصر من الهكسوس بتعذيب الذين جاؤوا معهم، وهم بني إسرائيل.
    • التاريخ يذكر بأنهم كانوا يقتلون أبناءهم لكي لا يصبحوا قوة تهدم ما بنوه من تحرير البلاد من الحكم الأجنبي، واستمر تعذيب بني إسرائيل منذ عام 1580 قبل الميلاد حتى عام 1571، وهو التاريخ الذي يقال إن نبي الله موسى – عليه السلام – ولد فيه.
  • قد عمل الدكتور رشدي البدراوي على دراسة بعنوان “من هو فرعون موسى” وادعى فيها أنه قد تمكن من الوصول إلى زمن خروج بني إسرائيل من مصر، ذلك بهامش تقريبي، يقترب من أن يكون يوماً واحداً، وفقد وضح بأن يوم الخروج كان تقريباً يوم 9 من شهر أبريل للعام 1495 قبل الميلاد، وذلك عن طريق حساب التقويمات، وبهذا يكون تحتمس الثاني هو الملك حينها، وهو فرعون موسى.
    • كما ذكر البدراوي بأن مومياء تحتمس الثاني مكتوب عليها وصف لأورام جلدية، وعلى الرغم من أن واحداً من صفات فرعون مصر التي ذكرتها التوراة هي طفح جلدي.
  • بالنسبة لعالم المصريات العالمي الدكتور زاهي حواس، فهو يعتقد أنه لا يوجد أي دليل مادي في الآثار المصرية يثبت وجود فرعون موسى على الإطلاق. ويعتبر أن كل ما يتم ذكره حاليا مجرد تكهنات بشأن هوية فرعون موسى وزيارة الأنبياء موسى ويوسف لمصر.

فرعون موسى في رأي دار الإفتاء المصرية

  • ذكرت دار الإفتاء المصرية في وقت سابق لها أن أغلب الأقوال لدى المفسرين وعلماء التاريخ تشير إلى أن فرعون نبي الله موسى – عليه السلام – هو رمسيس الثاني.
  • يشير دار الإفتاء إلى وجود رأي آخر يفيد بأن موسى -عليه السلام- تعامل مع اثنين من الفراعنة في فترة معينة.
  • ذكر الشيخ رشيد رضا- رحمه الله- أن الأرجح أن فرعون موسى هو مرنيتاح، لأنه كان يلقب بإله رع، وهذا الاسم ذكر في الأثر الوحيد الذي يعود لبني إسرائيل، وهو المحفوظ في متحف مصر.

فرعون موسى في رأي سيجموند فرويد

اعتقد العالم سيجموند فرويد أن موسى كان أحد الأمراء المقربين من ملك مصر آنذاك، أخناتون، ولكن عندما حدثت الثورة المشهورة ضد أخناتون تم استبعاد موسى، وعندما انهارت آماله في حكم البلاد، أراد أن يلعب دور زعيم، فعمل على قيادة بني إسرائيل، وأعطاهم دينا جديدا، واستوحى ذلك من عقيدة أخناتون التوحيدية، وقاد بني إسرائيل للخروج من مصر.

الحكمة من عدم ذكر القرآن الكريم اسم فرعون

الهدف الرئيسي للقصص في القرآن الكريم هو التركيز على القصة نفسها، والعبرة والعظة التي تتضمنها، وهذا بالدرجة الأولى، حتى لا يشغل الناس أنفسهم بمعرفة أصحاب القصة، ويتجاهلون الهدف الرئيسي للقصة، وهذا يظهر في العديد من القصص الموجودة في القرآن الكريم، بما في ذلك قصة ذي القرنين وأصحاب الكهف، ولذلك لم تهتم الآيات التي تتحدث عن قصة فرعون وموسى بتعريف فرعون أو موسى، ولم توضح ذلك، فالهدف من القصة يكمن في العبرة والعظة التي تحملها، وفي إظهار كفر فرعون، بعيدا عن التفاصيل الشخصية لفرعون نفسه.

  • جميع هذه التفاصيل غير ذات أهمية عامة لجميع المسلمين، بل هي معلومات تهم خصوصا علماء التاريخ، وليس لها مكان في القرآن الكريم، وعليهم أن يبحثوا كما يشاءون، والعبرة والعظة وصلت إلى جميع المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى