الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

الإقامة هي الإعلام بدخول الوقت

الإقامة هي الإعلام بدخول الوقت

الإعلان بدخول الوقت يعني أنه حان وقت الصلاة، أما الإقامة فتعني أنه حان وقت القيام للصلاة المفروضة، ولذلك فإن استخدام عبارة “الإقامة” للإعلان بدخول الوقت هو عبارة خاطئة.

  • بينما توجد اختلافات بين الإقامة والصلاة، إلا أنهما مرتبطتان ببعضهما، فبعد أن يؤذن المؤذن بالصلاة بعد وقت قصير، يؤدي المقيم الصلاة لينبه الناس إلى أداء الفرضية

ما هي الإقامة

الإقامة هي النداء لأداء الصلاة وتعتبر واجبا على المسلم، وعند سماع الإقامة يجب على المسلم أن يتوجه إلى المسجد لأداء الصلاة، لأن الصلاة فرض على كل مسلم وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان في يوم القيامة، فإذا كانت صلاته صحيحة في الدنيا، فإن عمله كله سيكون صحيحا، وإذا كانت صلاته غير صحيحة، فإن عمله كله سيكون غير صحيح. أما الإقامة فليست فرضا بل يمكن أداء الصلاة بدون الإقامة.

ما اختلاف الإقامة عن الصلاة

تشبه الإقامة الأذان إلى حد كبير، لكنها تختلف عنه في بعض الجوانب، ومن بين الاختلافات بين الإقامة والصلاة:

  • الصلاة تكون في حالة الغياب لتنبيه الوقت المحدد للصلاة وتجهيز النفس، أما الإقامة فهي في حالة الحضور لمعرفة بداية الصلاة
  • كلمات الإقامة وكلمات الصلاة متطابقة باستثناء فرق بسيط في أن كلمات الإقامة تزيد عن كلمات الصلاة في قول “قد قامت الصلاة” بعد “حي على الفلاح
  • ترتيب ألفاظ الصلاة والإقامة هو نفسه، ولكنه يختلف في التكرار وتحديد اللفظ بشكل خاص
  • الإقامة ليست فرضا، أما الصلاة فهي فرض على كل مسلم

حكم إقامة الصلاة

يتفق الفقهاء وعلماء الدين على أن إقامة الصلاة هي واجب فرض على المسلمين، حسب المذاهب الإسلامية، ويتم إقامة الصلاة بشكل دائم بعد الأذان، حيث يعتبر تركها أمرا غير مستحب.

حكم إقامة الصلاة في مذهب المالكية والشافعية والحنفية

المذاهب الإسلامية لديها وجهتي نظر، إما أن الإقامة سنة مؤكدة والدليل عليها، أو أنها فرض كفاية والدليل عليها:

  • الإقامة هي سنة مؤكدة لأداء الصلاة بعد الأذان. وفي الإسلام، السنة تعني أنها من أعمال العبادة التي يحث على أدائها، واستدلت المذاهب الثلاثة على ذلك من قصة الأعرابي الذي صلى أمام النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بعد أن أنهى الصلاة، ذهب ليسلم على النبي فقال له: “اذهب وصلي، فإنك لم تصلي بعد.” وقام بتصحيح الوضوء وتوجيه القبلة وأداء أركان الصلاة الفرضية، ولم يذكر الإقامة.
  • يقال أن الإقامة فرض كفاية يلزم المسلم بها في الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، ويفضل أن يؤدي الصلاة في حالة الإقامة أو حتى أثناء السفر. إذا قام بأداء الصلاة، فإنه يفتقد باقي المصلين، أما إذا ترك الصلاة، فهذا إثم على الجميع. وقد استدلت المذاهب الإسلامية بهذا الحديث النبوي: ”إذا أنتما خرجتما، فأذنا، ثم أقيما، ثم ليؤمكما أكبركما“

كيفيّة الإقامة

تتطابق عبارة إقامة الصلاة مع عبارة الأذان التي يقولها المؤذنون عند دخول وقت الصلاة، وتكون كالتالي: (الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله).

  • يقول الحنابلة والشافعية: يجب أن نعلم أن جميع هذه الأقوال هي أفرادية باستثناء الصلاة التي تتكرر مرتين، وتستدل على ذلك من قول أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلال مؤذن النبي بأن يؤذن مرتين وأن يقول “أمر بلال بأن يشفع بالأذان ويوتر بالإقامة إلا الإقامة” وبذلك يقصد أن الصلاة قد تمت
  • ويقول الحنفيّة: التكبيرات في بدايتها أربعة واثنتان في نهايتها، وبين البداية والنهاية يذكر مرتين
  • المالكية: تتكون كلمات الإقامة لدى المالكية من عشر كلمات فقط وتكرر التكبيرتين مرتين فقط

طريقة الإقامة الصحيحة وأحكامها

لإقامة الصلاة هناك عدة أحكام لكي تتم بطريقة صحيحة ومن أحكام الإقامة الصحيحة:

  • لا يقيم مقيم الإقامة ببطء، بل يتم الإقامة بسرعة ولكن بوضوح الكلمات، ويلفت النظر الجملة الأخيرة في الإقامة بصوت آخر
  • اتفق جمهور الفقهاء على أن من يؤذن الأذان يجب أن يكون هو نفس الشخص الذي سيقيم الصلاة، ويكره في الإسلام أن يؤذن شخص ويقيم الصلاة شخص آخر
  • تختلف المذاهب حول مكان الإقامة، فقد قال الحنابلة أن إقامة الصلاة في نفس المكان الذي أذن فيه هي سنة، ويقول الشافعية أنه يفضل تغيير مكان الإقامة عن مكان الأذان وخفض صوت الإقامة
  • تتم إقامة الصلاة بعد الحصول على إذن من الإمام، مثلما فعل بلال لكي يقيم الصلاة بعد أن استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمح له الرسول، وقام بلال ليقيم الصلاة
  • لا يتم القيام إلى الصلاة قبل أن يقوم المؤمن أو يحضر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا أقيمت الصلاة، فلا تقوموا حتى ترونني”
  • اختلف الفقهاء في وقت قيام المصليين وتعددت الآراء. فمنهم من يقول: عند قول المؤذن “حي على الفلاح” وبعد قيام الإمام، ويقول الحنابلة أنه عند قول المؤذن “قد قامت الصلاة” يقوم المصليون. ويقول الشافعية أنه يقوم المصلي بعد الانتهاء من إقامة الصلاة، ويقوم المأموم سريعا حتى يحصل على أجر تكبيرة الإحرام لبداية الصلاة
  • يجب على المقيم أن يكون طاهرا ويقف في القبلة المناسبة للصلاة، ولا يتجول ولا يتحدث بكلام خارج الإقامة
  • يتم إقامة الصلاة بعد فترة قصيرة من الأذان، ولا يجوز تأخير الإقامة لفترة طويلة، وإذا حدث ذلك على المقيم أن يعيد إقامة الصلاة مرة أخرى ثم يبدأ في الصلاة
  • يقوم الإمام بتكبيرة الإحرام بعد انتهاء الإقامة على الفور، ولا يجب فصلهم إلا لترتيب صفوف المصلين، ويحظر غير ذلك
  • لا تقيم المرأة الصلاة في مكان يوجد فيه رجال، ولكن يجوز للمرأة أن تقيم صلاة السيدات
  • على الحاضرين ترديد الأذان والإقامة والوقوف وراء المؤذن
  • قبل بدء الصلاة، يقول الإمام “استووا يرحمكم الله” وينظر إلى اليمين واليسار للتأكد من استقامة صفوف المصلين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “سووا صفوفكم؛ فإن تسوية الصف من تمام الصلاة”.
  • المذاهب الإسلامية تروج لوضع إصبعي السبابة في الآذان أثناء الأذان، وتعتبر هذه سنة مستحبة ويجب اتباعها، بينما يرى الحنابلة والشافعية أنه يجب وضع إصبعي السبابة في الأذن أثناء الإقامة

شروط الإقامة الصحيحة

يشترط لكي تكون الإقامة صحيحة أن:

  • يتم الإقامة بعد دخول وقت الصلاة المحدد وبعد الأذان
  • عدم قبول الإقامة باللغة العربية وترجمتها إلى أي لغة أخرى
  • يجب أن يكون صوتها أقل من صوت الأذان ولكن يجب أن يسمعها الحاضرين
  • في حالة أن المصلي وحيد فقط، يكفي أن يسمع صوت الإقامة
  • يجب أن تكون كلمات الإقامة مرتبة وملفوظة بشكل صحيح ولا يجب أن يحدث انقطاع في منتصف الإقامة
  • المقيم يجب أن يكون شخص واحد فقط ولا يجوز أكثر من ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى