يسمى كفر الإباء والاستكبار بالكفر الإبليسي
يسمى كفر الإباء والاستكبار بالكفر الإبليسي
- تحدث عدد كبير من علماء وفقهاء الإسلام عن أنواع الكفر وتقسيمها إلى عدد كبير من الأنواع، ومنها الكفر الأكبر والأصغر.
- كما ذكروا أيضا كفر الإباء والاستكبار وأنه من أنواع الكفر الأكبر
- تم تسمية كفر الإباء والاستكبار بالكفر الإبليسي الذي يعبر عن كفر إبليس بأوامر الله واستكباره عليها
ما هو الكفر بالإباء والاستكبار
كفر الإباء والاستكبار: هو اتباع كلام الله وأوامره بالعصيان والتكبر، وليس بالإنكار أو الجحود، فهو يعرف الحق ويعرف صدق رسول الله ويعتقد أنه بعث بالحق من عند الله، ولكنه يتكبر في أوامر الله ويرفض تنفيذها
المعني الاصطلاحي للكفر بالإباء والاستكبار
يكتفي الإنسان بمعرفة الحق ورفض المعاندة والتكبر فقط، دون أن يتعلمه أو يطبقه، سواء كان هذا الحق قولا أو فعلا أو اعتقادا.
كما اتفق كثير من الفقهاء على أن:
- كفر الإباء والاستكبار هما أشكال للكفر الأكبر
- وعلى المؤمن أن يؤمن بما أنزل من عند الله في قلبه، فإذا أنكره وتكبر ولم يؤمن، فإن هذا هو كفر الإباء والتكبر
- لأن الإيمان يتضمن القول والعمل والنية، يجب أن نترك الاستكبار جانبا وأن نجعل قلوبنا تؤمن بجميع كلمات الله وتطيع جميع أوامره
لماذا تم تسمية كفر الإباء والاستكبار بالكفر الإبليسي
تم تسمية كفر الإباء والاستكبار بالكفر الإبليسي بسبب أعمال إبليس ضد أوامر الله
- بعد أن خلق الله آدم، أمر الملائكة جميعا ومنهم إبليس أن يسجدوا لآدم
- جميع الملائكة أطاعت كلام الله، إلا إبليس الذي رفض وتكبر، ولم ينفذ أوامر الله.
- قال لله إنك خلقت آدم من طين وأنا من نار، فكيف أسجد إليه؟ وتكبر على الله وعلى أوامره، على الرغم من معرفته الحق وأن عليه تنفيذ أوامر الله وطاعتها من القلب، إلا أنه لم يفعل
- فكفر إبليس بالله بسبب استكباره على الأوامر وأخرجه الله من الجنة
لذلك يطلق على كفر الإباء والاستكبار اسم الكفر الإبليسي، لأنه بعد اكتشاف مدى صدق محمد صلى الله عليه وسلم وأنه جاء بالحق، وأن كلام الله وأوامره تستحق الطاعة والتنفيذ، ومع ذلك لم يقم بالطاعة وتنفيذ أوامر الله بسبب استكباره وعناده، لذلك قام بمثل ما فعل إبليس بأوامر الله وسقط في الكفر، وقال الله تعالى: “وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبىٰ واستكبر وكان من الكافرين” (34).
كيف يقوم الإنسان بالتوبة بعد وقوعه في الكفر
التوبة في الإسلام هي: عندما تتعرف على أن الخطيئة التي ارتكبتها قبيحة، يجب عليك أن تتوب وتتركها وتشعر بالندم والحزن على ارتكابها، والتوبة تعني أن تقرر ألا تقوم بارتكاب هذه الخطيئة مرة أخرى
طريقة التوبة الصحيحة بعد الكفر
- يقول الفقهاء إنه يجب على المرتكب للكفر أن يغتسل، وهناك اختلاف فيما إذا كان الاغتسال واجبا أم لا، ولكن من الأفضل الاغتسال بعد الكفر
- اترك المعصية التي ارتكبتها واكفر بالله وبكلامه واسمع وأطع أوامر الله ونفذها
- العزم على عدم العودة إلى ما كنت عليه، وأنك ستقوم الآن بتنفيذ كل أوامر الله
- ثم يجب على المتوب أن يؤدي صلاة التوبة
ما هي صلاة التوبة
هي ركعتان يقوم بهما الخاطئ بعد ارتكابه للخطيئة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ليطلب من الله الغفران والتوبة، وينصح بها أثناء الصلاة.
- يمكن أداء صلاة التوبة في أي وقت من اليوم، حتى في الأوقات الممنوعة للصلاة مثل بعد صلاة العصر
- من المستحب أداء صلاة التوبة عندما يكون العزم على ارتكاب المعصية مرة أخرى.
- يصليها المتوب منفردا فهي من النوافل التي لا تصلى جماعة
- يمكن أداء ركعتان التوبة بعد ارتكاب المعصية مباشرة أو بعد مرور فترة من الزمن
- يستحب أن تقوم بأعمال صالحة تقربك إلى الله، مثل إعطاء الصدقة وغيرها
هل يتقبل الله التوبة من المذنب
- يعرف الإنسان بأخطائه وكونه مفرطا في الخطايا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل ابن آدم خاطئ وخير الخطائين التوابون.
- في الواقع، يقوم كل إنسان بارتكاب ذنوب خلال حياته. بعضها يمكن أن يغفر له من خلال الاستغفار وقول “استغفر الله العظيم وأتوب إليه من كل ذنب عظيم”. وبعضها الآخر يعتبر ذنوبا كبرى تتطلب توبة أكبر
- في حالة ارتكاب أي ذنب، يجب على المذنب أن يتوب إلى الله ويطلب الغفران منه. إن الله سبحانه وتعالى يقبل توبة عباده ويعفو عن سيئاتهم، ويدل على ذلك قوله تعالى”وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات” (الشورى 25)
- الله يحب أن يستمع لعباده وهم يستغفرون ويقتربون منه. الله يدعو عباده للتوبة ويقول “يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تيأسوا من رحمة الله، فإن الله يغفر الذنوب جميعا”
- في حديثه الشريف، قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: “لله أشد فرحا بتوبة عبده عندما يتوب إليه أحدكم وهو في برية بلا أي وسيلة للعيش، حتى تهرب منه راحلته التي عليها طعامه وشرابه، ويشعر باليأس. فيلتجئ إلى شجرة ويستلقي في ظلها وفجأة يجد راحلته قائمة بجانبه. فيصبح فرحا شديدا جدا ويقول: “اللهم أنت عبدي وأنا ربك”، ويخطأ من شدة الفرح”. وهذا يعني أن توبتك وطلب المغفرة من الله هما من أعظم العبادات المحبوبة لله.
أخطاء يقع فيها الإنسان في التوبة
هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها المتوب عند التوبة والعودة إلى الله، ومن هذه الأخطاء:
- تأجيل التوبة: على الرغم من معرفة الشخص الذنب أنه ارتكب معصية تغضب الله، وأنه عليه التوبة، إلا أنه يؤجل توبته، ولذلك يجب عليه أن يتوب من الذنب ومن تأجيل التوبة
- الغفلة عن التوبة: يمكن للإنسان أن يتغاضى عن التوبة وعن وجوبها لله، ويجب عليه أن يتوب إلى الله ويطلب منه الغفران والرحمة، ويحدث ذلك بسبب جهله بالدين وعلومه، وجهله بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم “الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل”، فسأله أبو بكر عن الطريقة للخلاص منه، فأجابه رسول الله بأن يقول “اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم
- ترك التوبة: قد يخاف المذنب من العودة لتلك المعصية مرة أخرى، وهذا خطأ؛ فعلى العبد أن يتوب في كل مرة يخطئ فيها لأنه لا يعلم متى يأتي الأجل
- التمادي في الذنوب: على الرغم من أنك تعلم أنك مخطئ ومذنب، إلا أنك تقوم بارتكاب الذنب وتكراره، ويجب على هذا المذنب أن يدرك أنه مهما كانت مغفرة الله ورحمته واسعة، فإن هناك عقابا للمذنبين والمفرطين في الذنب شديد، كما قال الله تعالى “نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم” (سورة الحجر 49،50)
- الاغترار بإمهال الله للمسيئين: هناك بعض الأشخاص الذين كفروا بالله وتجبروا على عدم اتباع أوامره ويعلمون أنهم يخالفون إرادة الله ، ولكنهم لا يتوبون ويغرقون في الاعتقاد بأن الله سيمهل المذنبين ، وهذا ليس صحيحا
- اليأس من رحمة الله: هناك بعض الأشخاص الذين يفقدون الأمل في رحمة الله. عندما يتوبون من الخطيئة، يعودون إليها ويفقدون الأمل ويعتقدون أنهم محكومون بالشقاء في الدنيا وأنهم يرتكبون الكثير من الذنوب. فيتخلون عن رحمة الله ولا يتوبون، ويستمرون في الخطيئة وارتكاب الذنوب