الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

من حكمة مشروعية العيد شكر الله تعالى على إتمام عبادتي الصوم

من حكمة مشروعية العيد شكر الله تعالى على إتمام عبادتي الصوم

هناك العديد من العبادات الخالصة لله وحده، ولكل منها حكمة خاصة وأجر وثواب من الله تعالى. ومن النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا هي نعمة الإسلام. وقد شرع الاحتفال بالعيدين (عيد الأضحى، عيد الفطر) لحكمة معينة. ومن بين هذه الحكم، التذكير بالشريعة التي جاء بها الإسلام، وصلاة العيد والتكبير لله تعالى، وأداء مراسم الحج، التي تعتبر من الحكم التي اتفق عليها المسلمون والتي تحمل حكمة في تجمع المسلمين على عبادة وشكر الله وحده. ولذلك، يعتبر الاحتفال بالعيد تعبيرا صحيحا عن حكمة شرعية العيد في شكر الله تعالى على إتمام عبادتي الصوم.

ما الغرض من تشريع العبادات

إن الله خلقنا في أحسن تقويم لنستمر في عبادته وطاعته ولنعمر الأرض، وهي التي يكون بها صلاح الأحوال للإنسان. جميع هذه العبادات لا تتعلق بالروح فقط، بل تتعلق أيضا بالجسد، مثل الصلاة التي تتطلب جهدا بدنيا ونفسيا لطلب رضا الله عز وجل. هناك العديد من العبادات الأخرى التي يبذل المسلم فيها جهدا وتعبا لكي يقترب من الله ويحصل على ما يحب ويرضى. ولكل شرعة حكمة من الله، ومن بين هذه الحكم المهمة هي:

  • الاختبار والامتحان: من خلال أداء هذه العبادات يتجلى من يطيع الله سبحانه ومن يعصي أوامره ويستجيب لرغبات نفسه
  • التخيير: نظرا لتنوع العبادات، يمكن للعبد اختيار ما يناسبه ويستطيع القيام به بنفسه ويسهل أداؤه، وذلك لمنع الشعور بالملل الذي يسيطر على النفس.
  • فتح الفرصة والمجال: حتى يحصل العبد على رضا الله سبحانه، ويحصل على الأجر العظيم في يوم القيامة، يجب أن يشعر قلب العبد بالطمأنينة وأن ينشرح صدره، لكي يتحسن أحواله في الدنيا والآخرة
  • ربط العبد بربه وخالقه: الشعور بالفقر هو أمر هام نشعر به في وقت الصيام والامتناع عن الطعام والشراب، وهو حالة الحاجة المستمرة لله سبحانه وتعالى
  • الفرصة لحثّ الأمة على الوحدة والاجتماع: التجمع للصلاة في المساجد من الأمور المهمة التي تعزز الترابط بين المسلمين، والصيام في شهر واحد لجميع المسلمين، وأداء الحج في وقت محدد أيضا، وأخذ الزكاة من أغنياء المسلمين وتوزيعها على الفقراء، كل ذلك يعزز قوة روابط المسلمين وينشر الحب والأخوة والمحبة في المجتمع المسلم
  • العبادات تجعل العلاقة بين المسلمين وبعضهم علاقة تساوي: ففيه لا فرق بين الناس، حيث تعتبر العبادة ساحة تجتمع فيها الجميع بلا تمييز، ويقف المسلمون فيها للصلاة جميعا في صف واحد، ليظهر التساوي بين الفقير والغني والضعيف والقوي، فلا فرق بينهم عند الله إلا بالتقوى.

العيد عند المسلمين

أيام العيد هي أيام للأكل والشرب واللهو الحلال. يفرح المسلمون بفضل الله ورحمته في هذه الأيام وتشعر النفوس بالراحة. قالت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما قاله الأنصار في يوم البعث. قالت وليستا مغنيتين، فقال أبو بكر: “أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم”. وذلك في يوم عيد الفطر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا”.

يعود ذلك إلى أن المسلمين لديهم عيدين فقط والتشابه مع أعياد أخرى يعتبر محرما، حيث يعتبر العيد من مظاهر الدين والشعائر التي أعظمها الله ورسوله، وتجلب السرور. وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “عرض للنبي المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيرا منهما: يوم الفطر والأضحى”.

يوم العيد في بيت النبوة

يعتبر يوم العيد من أيام البهجة في المدن الإسلامية. في صباح يوم العيد، يشهد البيت النبوي العديد من مظاهر الاحتفال بعلم من النبي صلى الله عليه وسلم. الغناء يعتبر مباحا في يوم العيد، ويمكن استخدام الدف فقط دون الآلات الموسيقية الأخرى.

  • لم تكن احتفالات يوم العيد مقتصرة على بيت النبي فقط، بل كانت تقام في العديد من الأماكن في المدينة. وروت لنا السيدة عائشة رضي الله عنها قائلة: “في يوم العيد، كان السودان يلعب بالدرق والحراب. إما أن أسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وإما يقول: هل تشتهين أن تشاهدي؟ فقلت: نعم. فوقفني خلفه ووضع خده على خده وكان يقول: دونكم يا بني أرفدة. حتى انتهيت من الملل، قال: هل أنت راضية؟ قلت: نعم. فقال: فاذهبي.” رواه البخاري.
  • وبعد ظهور هذه الاحتفاليات ، استنتج العلماء أن من مظاهر الاحتفال بالعيد هو إظهار السرور والفرح وأن ما يحدث هو تخفيف للضغوط النفسية واستجماع الجسم ، وهذا جزء من شعائر الدين الإسلامي ، ولكن مظاهر اللهو والمرح والفرح التي يمكن أن تظهر لا تكون مبررة لارتكاب الأخطاء والفواحش ، وهذا ما أشارت إليه السيدة عائشة رضي الله عنها في حديثها قائلة: “كان الحبش يلعبون بحرابهم فسترني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنا أنظر.

آداب صلاة العيد

عند حلول العيد، يأتي معه الفرح والسرور، ومن الأمور الهامة التي يجب اتباعها والالتزام بها هو أداء صلاة العيد وفقا للسنة النبوية الشريفة، فصلاة العيد لها خصائص وآداب، ومن هذه الآداب:

  • الاغتسال والتجمل في يوم العيد يتم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يرتدي أجمل ثيابه في العيدين وكان لديه حلة خاصة يلبسها في العيدين والجمعة
  • في يوم العيد، من المستحب أن يتطيب الشخص ويستخدم السواك. قال ابن العباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كان طيبا، فليمس منه وعليكم باستخدام السواك”.
  • في صلاة العيد بالنسبة للسيدات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تمنعوا إماء الله من دخول مساجد الله، ولكن ليخرجن وهن غير متطيبات.
  • في عيد الفطر، يسمح بتكبير الحجم من ليلة العيد حتى صلاة العيد، وهذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخرج في يوم الفطر ليكبر حتى يحين موعد الصلاة.
  • وفقا للسنة النبوية الشريفة، يجب على المسلمين أن يظهروا التكبير في ليلتي العيد، سواء في المساجد أو الأسواق أو الشوارع، حتى يحضر الإمام.
  • إذا كان المسلم يرغب في الخروج لأداء صلاة عيد الفطر، من الأفضل أن يتناول بضعة تمرات تقليدا لنبينا – صلى الله عليه وسلم. وعن أنس – رضي الله عنه – قال: “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لا يبدأ يوم الفطر حتى يتناول التمرات، ويأكلهن واحدة تلو الأخرى.” رواه البخاري.
  • فيما يتعلق بصلاة العيد، فلا تتم إقامة الأذان ولا الإقامة؛ كما ذكر جابر بن سمرة – رضي الله عنه – قال: “صليت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلاة العيدين ليس مرة ولا مرتين، بدون أذان وإقامة” وذلك حسب رواية مسلم .
  • من الأمور المستحبة في صلاة العيد للمسلم الاستماع إلى الخطبة لما تحمله من الخير والدعاء والذكر، ومعرفة أحكام وآداب العيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى