من خصائص السؤال الناقد أنه مثيرًا وموجهًا للتفكير الناقد
من خصائص السؤال الناقد أنه مثيرًا وموجهًا للتفكير الناقد
تعتبر القدرة على طرح الأسئلة الناقدة إحدى المهارات المميزة التي تساهم في تطوير الفكر، إلى جانب الالتزام بقواعدها وأساسياتها، ومن بين هذه القواعد التركيز الجيد على الموضوع والاستفسار بوضوح وبساطة، وهي أحد أساليب التفكير الناقد التي سنتناولها في مقالنا اليوم.
- قبل أن ندخل في مناقشة التفكير النقدي، سنذكر إجابة هذا السؤال (إن خاصية السؤال النقدي هي أنه مثير وموجه للتفكير النقدي)، فالعبارة صحيحة.
ما هو التفكير الناقد؟
التفكير الناقد يعبر عن القدرة على تحليل الافتراضات بشكل موضوعي، لمعرفة ما إذا كانت حقيقية أم لا، وهو عملية تقييم للأدلة والبراهين المتعلقة بموضوع ما، ويعتمد على التفكير العقلاني والابتعاد عن التحيز والأهواء الشخصية، وفيما يلي سنقدم بعض التعريفات التي تتفق في المعنى
- القدرة على التواصل الفعال للوصول إلى حلول منطقية للمشكلات، مع الابتعاد عن التحكم وفرض الرأي.
- هو عملية تأملية تركز على تفكير الفرد وأدائه ومعتقداته.
- التحقق من الحلول المعروضة حتى يتم الحكم عليها والتأكد من صحتها.
- كلمة (نقد) تستخدم في اللغة العربية للإشارة إلى اختبار وتقييم الشيء للتأكد مما إذا كان صالحا أم لا.
- ترجع أصول عملية التفكير الناقد إلى العالم الفلسفي (سقراط) حيث وضعها كوسيلة لطرح الأسئلة لتبرير الافتراضات المعرفية.
- هي عملية منظمة وعقلانية، تحتوي على التفكير المنطقي والمتسع.
- هو عملية هادفة تهدف إلى إيجاد حلول منطقية للمشكلات المختلفة والتحقق من صحتها.
- تعني العملية الذهنية التي يتم تنفيذها بخطوات محددة لاستيعاب وتحليل المعلومات التي تم اكتسابها من التجربة والملاحظة.
- عملية التفكير الناقد تعتمد على الدقة والوضوح والعمق الفكري.
نشأة التفكير الناقد
تعرفنا للمرة الأولى على التفكير الناقد من خلال سقراط، حيث بدأ يبحث عن إجابات لمجموعة من الأسئلة باستخدام تحليل الافتراضات والتحقق منها. أما الفيلسوف جون ديوي، فقد تمكن خلال الفترة من (1910م إلى 1939م) من تطوير مصطلح التفكير التأملي من خلال عملية الاستقصاء في بحثه العلمي، وأوضح أيضا أن التفكير الناقد يعتمد على التأمل والصبر في إصدار الأحكام.
- ثم جاء دور العالم إدوارد جليسر، الذي استخدم التفكير النقدي بشكل أعمق، حيث تضمن كل العبارات والمعتقدات والاقتراحات، بالإضافة إلى أنه كان يأخذ في الاعتبار الأدلة المتاحة لدعم تلك الحقائق.
- كما استبدل العالم روبرت إنيس مهارة حل المشكلات، التي تعد أحد أساسيات التفكير النقدي، بمهارة القياس والتقويم التي تعتمد على البحث العلمي.
ما هي خطوات التفكير الناقد
يتضمن التفكير النقدي مجموعة من الخطوات التي يجب اتباعها، والتي تتمثل في ما يلي:
- تحديد الغاية من هذا التفكير.
- التعرف على أبعاد وجوانب الموضوع.
- تحليل الموضوع بشكل كامل ودقيق.
- الاطلاع على جميع الآراء المتناقضة مع نفس الموضوع.
- الاطلاع على جميع المقالات المتصلة بالموضوع.
- تحديد جميع نقاط الضعف ونقاط القوة والعمل بناء عليها.
- يجب على المفكر أن يكون محايدا وموضوعيا وأن لا يتحيز لرأي معين.
- التوصل إلى قرار أو حكم نهائي.
أهمية التفكير الناقد
يحمل التفكير الناقد العديد من الجوانب المهمة التي سنذكرها فيما يلي:
- يتم التحليل والتحقق من مختلف المواضيع عن طريق البحث الشامل لجميع جوانبها، وهذا يكشف الصورة الكاملة للموضوع.
- يتم عقد المقارنات بين الخيارات المتاحة من خلال دراسة جميع الحقائق المتعلقة بتلك القضية، وتصنيفها لتحديد الاستنتاج المناسب والأكثر صحة لحل المشكلة.
- يساهم التفكير الناقد في حل المشكلات بطريقة منطقية ومنظمة وعقلانية
- يعد واحدا من العوامل التي ساهمت في التطور الثقافي والمعرفي، الذي يواكب العصر الحديث، حيث يساعد المفكر خلال عمليات البحث على اكتساب قاعدة معرفية جديدة في العديد من المجالات.
- المساهمة في تنمية قدرات المفكر من خلال توسيع مفرداته اللغوية وتحسين طرق تفكيره، ويتم ذلك أثناء عمليات تحليل وتدقيق مشكلة معينة.
- يساهم في تحسين القدرة الإبداعية وطريقة التفكير في حل المشكلات، من خلال تقديم حلول مختلفة وجمع معلومات ذات صلة بموضوع البحث، ثم اختيار أفضل الحلول وإزالة ما هو غير صحيح.
- إنها إحدى المهارات التي تساهم في تطوير الذات، حيث تساعد في تنمية بعض الصفات مثل القدرة على التأمل والتقييم، واتخاذ القرارات الصحيحة في مواضيع مختلفة.
- إنها واحدة من الأسس الأساسية للديمقراطية، حيث يعتمد العلم على المراقبة والتجربة لتثبيت صحة البيانات، وتسهم بشكل فعال في اتخاذ الأحكام وتجنب التحيز في الرأي.
عناصر التفكير الناقد
كما سنتعرف على عناصر التفكير الناقد، وهي كالتالي:
- تحديد الفرضيات: وذلك عن طريق تصنيف المفكر للأدلة المتاحة إلى عناصر أولية، ليتمكن من الحصول على نتائج منطقية.
- توضيح الحجج: تتم عن طريق تجنب الأمور الغامضة والغير مفهومة واستبدالها بمقترحات واضحة.
- تأسيس الحقائق: هي مرحلة التحقق من صحة الحجج، حيث يتم فحص جميع المعلومات المتاحة والتأكد من صحتها، مع البحث عن المعلومات المفقودة.
- تقييم الفرضيات: هو عملية التحقق من صحة الفرضيات، وتستند إلى الاستنتاجات الصحيحة، وهذا هو مبدأ المنهج الاستقرائي.
- التقييم النهائي: يتم فيها الاعتماد على مهارة موازنة جميع الحجج والبراهين المتاحة، بالإضافة إلى استبعاد الأدلة التي ثبت عدم صحتها أو التي لا تفيد بسبب بيانات غير مرغوب فيها.
سمات المفكر الناقد
هناك بعض الصفات التي يجب أن تكون متوفرة في المفكر الناقد، ومن بينها ما يلي:
- القدرة على التغلب على العقبات وحلها من خلال حلول منطقية وواضحة.
- التفكير العقلاني يجب أن يتغلب على تأثير آراء الآخرين مع المحافظة على الاستقلالية.
- استمع إلى أفكار الآخرين مع التحيز نحو الأهواء الشخصية.
- أن يضع نفسه في دائرة التحقق من أفكاره وأن لا يسيطر العناد على شخصيته.
- أن يكون مؤمناً بالقيم والمعتقدات المجتمعية
- أن يكون الشخص تعاونيا ومساندا للآخرين من حوله.
- القدرة على التفاعل الاجتماعي.
- المشاركة الفعالة في حالة التأكد من حل المشكلات.
- أن يحافظ على تجنب الوقوع في الأخطاء الشائعة.
- ومن أهم ميزات المفكر الناقد أنه ينظر إلى الموضوع بشكل شامل، ويبتعد عن كل ما هو ناقص فيه.
- الاعتماد على المصادر الموثقة.
- الهدف هو جمع جميع المعلومات المتعلقة بالموضوع للوصول إلى حل مناسب للمشكلة المطروحة.
معوقات التفكير الناقد
تساهم مجموعة من العوامل في إعاقة التفكير الناقد، وتتمثل في:
- التحيز في الرأي والأنانية المفرطة.
- التفكير في صورة جماعية.
- المشاكل الحياتية والنفسية.
- ضغوطات العمل والشعور بالتعب والتوتر.
- الخوف من إبداء الرأي في بعض الأمور.
أسئلة شائعة
ما هي أعلى مستويات التفكير؟
يعتبر التفكير الإبداعي أو الابتكاري من أعلى مستويات التفكير، فهو قادر على إنتاج العديد من الأفكار الجديدة والمبتكرة والفريدة.