الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

أول ذنب عصي الله به في السماء

أول ذنب عصي الله به في السماء

أول ذنب عصاه الله به عز وجل هو الكبر، حين عصى إبليس كلام الله سبحانه وتعالى ولم يسجد لآدم، وقال إنه خلق من النار وخلق الله آدم من الطين، فكيف يسجد لمن خلقه الله من الطين.

  • في قول الله تعالى في سورة البقرة “وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم، فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين
  • وروى عن مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من لا يدخل الجنة هو الشخص الذي يحمل في قلبه قدرا صغيرا من الكبر، فأجاب رجل قائلا إن الإنسان يحب أن يكون مظهره حسنا وأن يحمل أشياء جميلة. فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم قائلا إن الله جميل ويحب الجمال، ولكن الكبر هو رفض الحق وإهانة الناس
  • أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الكبر ليس التجمل في الشكل واللباس، فالتجمل في الشكل واللباس محبوب عند الله سبحانه وتعالى، أما الكبر فهو صفة في داخل الإنسان تتجلى في القلب وتظهر في تصرفاته من احتقار الناس وعدم قبول الآخرين.

ما هو الكبر

  • الكبر هو صفة تنتمي لقلب الإنسان وتعتبر مكروهة في الإسلام، حيث يقوم صاحب هذه الصفة بإحتقار الآخرين
  • وقد صرح عدد من العلماء المتخصصين في دراسة تلك الصفات والتصرفات للبشر، وتم تعريف هذه الصفة في مجال علم النفس على أنها صفة أساسية في الإنسان منذ البداية، حيث يوجد بعض الأشخاص الذين يتفاعلون معها وتنمو داخلهم وتزدهر عليهم
  • وهناك بعض الأفراد الآخرين الذين يحاولون التغلب على هذه الصفة ويمتلكون صفات أخرى مثل التواضع والمحبة، وبالتالي تتغلب الصفات الحسنة على صفة التكبر السيئة
  • تظهر صفة التكبر في تصرفات الشخص مثل الحركات والسكون والنظرات والأفكار والطموحات، ومهما حاول الشخص إخفاء هذه الصفة لكي لا تظهر للآخرين، فلن يستطيع التحكم في تصرفاته ونظراته.

أنواع التكبر

ذكر القرآن الكريم التكبر وصفاته وسمات تلك الصفة السيئة، ولكنه يختلف عن التكبر الذي قد يتصف به الإنسان، أما ذلك التكبر الذي تم ذكره في القرآن الكريم وهو التكبر على الله سبحانه وتعالى وعلى آياته وعلى كلام الرسل والأنبياء، وتم تقسيم التكبر إلى:

  • التكبر على الله سبحان وتعالى وعلى آيات القرآن الكريم: وهو من أسوء أنواع التكبر وينتج ذلك النوع عن ملئ القلب بالقسوة والكره والطغيان،
    • وظهر ذلك النوع في آيات القرآن الكريم مثل أية فرعون الذي طغى وتكبر على الله، ففي قول الله تعالى”اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى”.
    • في الآيات التي يتحدث فيها عن التكبر على الله، يقول الله تعالى في سورة البقرة: “ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت، قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب، فبهت الذي كفر، والله لا يهدي القوم الظالمين
  • والنوع الأخر هو التكبر على الرسل والأنبياء وما أنزلوا به من عند الله، واستكبروا بأيات الله وبكلام الرسل وذكر في القرآن ما يدل على ذلك ففي قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم” قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ”.
    • وأية أخرى من أيات القرآن الكريم تدل على استكبار القوم على الرسل في قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم “أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ”.

مخاطر الكبر

  • الكبر يمنع العباد من الاستماع واستجابة أوامر الله سبحانه وتعالى، تماما كما منع إبليس من طاعة أوامر الله وسجوده لآدم
  • وهذا هو ما جعل الكفار يستكبرون على كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما أتى بهم بالبينات والآيات من الله سبحانه وتعالى وأمرهم بترك الشرك والايمان بالله وحده لا شريك له، ومع ذلك، استكبروا وعصوا الرسول
  • وفقا لقول الله تعالى “وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين” [النمل:14]
  • وفقا لما قاله الله تعالى في كتابه، يمنع الكبر المستكبرين من الدعاء لله والتوبة منه وأداء العبادات. في قوله تعالى “وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين.
  • ويتم منع الأشخاص عن أداء ما فرضه الله عليهم مثل الصلاة والزكاة والصوم، فإن الأشخاص الذين حصلوا على جزء من الثروة في الحياة ولديهم الكبرياء في قلوبهم، يستكبرون عند دخول المسجد وأداء الصلاة رغم قرب المسجد منهم
  • بسبب الكبر، يبتعد الناس عن اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروي أن رجلا أكل عند النبي صلى الله عليه وسلم بجانبه الأيسر، فأمره أن يأكل بيمينه، ولكنه رفض بسبب الكبر، وقال: “لا أستطيع”، فقال النبي: “لو شئت لاستطعت، ما منعه إلا الكبر، فلينزلها إلى فيه”.
  • والكبر يبعد الإنسان عن تعلم العلم النافع وفي أقوال بعض السلف يقولون أن العلم لا يناله من مستح ولا مستكبر
  • وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “عندما يتباهى رجل بمظهره ويفخر بنفسه أثناء مشيه، فإن الله سيغمره في الأرض حتى يوم القيامة”

عقوبات المتكبر

  • يذكر في القرآن والأحاديث النبوية أن الله سيعاقب كل من يتكبر في قلبه، وتتنوع عقوبات الله للمتكبرين، فهو يعاقبهم بالضلال والابتعاد عن الهدى، كما قال تعالى: “سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق”
  • وفي عقاب المستكبرين، يقول الله تعالى “هكذا يختم الله على قلوب الكافرين” [الأعراف:101]
  • كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عقاب المتكبر وقال: “من جر ثوبه بخيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة”
  • وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا في عقاب المستكبرين “سيجتمع المتسلطون والمتكبرون في يوم القيامة كمثل الذرة يدوسونها الناس ويغشاهم الذل من كل جانب” ورواه الترمذي والنسائي
  • نوع العقاب يختلف حسب نوع الكبر الموجود في القلب، وقد عصى آدم الله سبحانه وتعالى مشتهيا، وعندما دعا الله وطلب المغفرة، تاب الله عليه
  • إبليس عصى الله سبحانه وتعالى مستكبرا ورفض أوامر الله بسبب كبريائه وانتمائه لنفسه، فلعنه الله وحرمه من دخول الجنة
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لا يحمل في قلبه حبة الكبر فإنه لا يدخل الجنة”
  • الكبر هو حجاب وساتر يفصل بين العباد والجنة، وهذا يجعل صاحب الكبر لا يحب للمؤمنين ما يحبه لنفسه ويفضل نفسه دائما
  • صاحب الكبر لا يمكنه أن يكون متواضعا ويتعامل بطريقة حسنة دائما، فقلبه مليء بالحقد والحسد والغضب، ولا يستطيع أن يسامح أو يكبت غضبه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى