أهمية التفكير الإيجابي
أهمية التفكير الإيجابي
للتفكير الإيجابي دور هام في الأهمية، حيث يؤثر بشكل إيجابي على الصحة العامة سواء كانت نفسية أو جسدية. فالأشخاص الذين لديهم نظرة إيجابية للحياة يتعاملون بشكل أفضل مع التوتر ويمتلكون مناعة أقوى، مما يقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم أقل عرضة للوفاة في سن مبكر. واحدة من فوائد التفكير الإيجابي الأكثر انتشارا هي ما يلي.
تعزيز مناعة الجسم
اكتشف الباحثون أن للدماغ البشري تأثير قوي على الجسم بشكل عام، وخاصة على الجهاز المناعي، حيث يزيد التفكير الإيجابي كفاءة الجهاز المناعي بفضل العناصر المختلفة التي يحتويها، وأظهرت الدراسات العلمية أن التفكير السلبي يؤدي إلى تنشيط مناطق في الدماغ مرتبطة بالعواطف السلبية، مما يؤدي إلى ضعف في الاستجابة المناعية حتى لأنواع اللقاحات المؤثرة والمتفاعلة مثل لقاح الأنفلونزا.
- ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين كانوا متفائلين ببعض جوانب حياتهم يظهرون استجابة مناعية أقوى من الذين يفكرون بنظرة سلبية أكثر، وأكثر من غيرهم بشكل عام.
تحسن الحياة الاجتماعية والشخصية
يؤدي التفكير الإيجابي إلى زيادة الثقة بالنفس، وهذا يدل على أن صاحب التفكير الإيجابي يجذب الآخرين نحوه بشكل كبير، ويصبح أكثر حبا من الآخرين.
تعزيز الأداء الوظيفي
يؤثر التفكير الإيجابي حتى على الأداء المهني والوظيفي، حيث يساهم التفكير الإيجابي في تسهيل عمليات التفكير والتخطيط لتحقيق أداء الوظائف والواجبات المطلوبة، ويساعد أيضا في التغلب على أي مشكلات طارئة تظهر خلال العمل.
- بالإضافة إلى ذلك، يعمل التفكير الإيجابي على تعزيز العلاقات العاطفية والاجتماعية بين الشخص ومحيطه من زملائه في العمل، مما يؤدي إلى العمل بكفاءة أكبر وتحسين بيئة العمل بشكل عام.
تعزيز الصحة النفسية
تعتبر واحدة من أهم فوائد التفكير الإيجابي الرئيسية، والتي تؤثر على المزاج العام والتفكير والعادات والقرارات والأفعال لدى الشخص، وقد أظهرت العديد من الدراسات العلمية مدى التأثير السلبي الذي ينتج عن التفكير السلبي، والذي يؤدي إلى تفاقم الانحرافات في المشاعر السلبية وظهورها بشكل أكبر واستمرارها لفترات أطول، وتشمل هذه المشاعر الخوف والقلق وحتى الاكتئاب.
إتاحة المرونة في التعامل مع المشاكل
يمكن لأصحاب التفكير الإيجابي أن يكونوا أكثر مرونة وقدرة في مواجهة الأزمات بأنواعها المختلفة، وحتى الصدمات العاطفية أو النفسية بشكل قوي، وبعزيمة شديدة، بدلا من الانهيار الذي يتعرض له أصحاب التفكير السلبي، ويمتلك أصحاب التفكير الإيجابي القدرة الكبيرة على الاستمرار والتغلب في النهاية على التحديات والأزمات التي يواجهونها.
تخفيف الشعور بالتوتر
الأشخاص الذين يتمتعون بالتفكير الإيجابي يمكنهم تجاوز المواقف المزعجة والصعبة بكفاءة والتصدي لها، حيث يستطيعون وضع خطط تساعدهم على الخروج من تلك المواقف والمشاكل، بالإضافة إلى طلب استشارة الآخرين والبحث عن حلول متعددة، وهذا يبقيهم بعيدين عن الشعور بالتوتر الشديد مثل الذين ينظرون بتشاؤم ويتبنون التفكير السلبي.
فوائد صحية أخرى للتفكير الإيجابي
بالإضافة إلى ما سبق، لا يزال للتفكير الإيجابي العديد من الفوائد الصحية التي يوفرها للجسم، ومن بينها:.
- تقليل انتشار الالتهابات في الجسم، وهذا يقلل من خطر الوفاة بسبب الالتهابات.
- تقليل خطر التعرض للوفاة بسبب الأمراض النفسية بمختلف أشكالها.
- تقليل خطر الوفاة بسبب السرطان بجميع أشكاله.
- يعزز التفكير الإيجابي الصحة العامة للجهاز الهضمي، حيث يساهم التفكير الإيجابي في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، ويقلل من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب.
- التقليل من معدلات الإصابة بالاكتئاب.
كيف يمكنك التفكير بشكل إيجابي
تعتبر أولى الخطوات نحو التفكير بإيجابية تكمن في التخلص من أي أفكار سلبية، وبعد ذلك يمكنك استغلال العديد من الطرق التي ستساعدك على التفكير بإيجابية، ومن بين هذه الطرق ما يلي.
حاول التغير من مزاجك للأفضل
أحيانا قد تجد أن الحياة أصبحت أصعب قليلا، مما يجعل الأخبار السيئة أو حتى الشعور بالخسارة يصعب التفكير بإيجابية، وفي مثل هذه الحالات يوصي العلماء باستخدام ما يسمى “تغييرات المزاج”
- ويمكن أن يحدث ذلك بسهولة عن طريق أحد أفراد الأسرة، أو حتى بتذكر تجربة سعيدة، حيث تبدأ التجربة العاطفية بالتحول والظهور بشكل أكثر إيجابية.
- أحد علماء علم النفس والصحة النفسية يشير إلى ضرورة أن يبدأ الشخص كل يوم بسماع ثلاثة أشياء على الأقل لزيادة شعوره بالامتنان. وينبغي أن ينهي يومه بتفكيره في أفضل لحظة لديه طوال اليوم.
الابتعاد عن الخوف
عرضت المعالجة النفسية الأمريكية “تيري كول إن” أن العامل الأساسي الذي يؤدي إلى تحريك المشاعر السلبية بدون شك هو الخوف، فمعظم الأشخاص الذين يعانون من الشعور بالخوف بشكل مستمر سواء من المستقبل أو ما قد يحدث أو ما قد لا يحدث هم أكثر نظرة تشاؤمية من غيرهم.
- وكما شرحت كول، الحل يكمن في تحديد الأفكار المخيفة في لحظة ظهورها في العقل، والعمل على تحديد سبب الخوف بدقة، والتركيز على ذلك السبب بالعقل، ويمكن استخدام تقنية التنفس العميق، وتصور أن تلك الفكرة تختفي واستبدالها بفكرة إيجابية في الخيال.
لمعرفة المزيد عن طرق التخلص من الخوف يمكنك قراءة: كيف ارتاح من الخوف
طرق أخرى للتفكير الإيجابي
- لا تصدق كل ما يقوله العقل.
- عليك بإعادة صياغة أفكارك.
- حاول السيطرة على ردود أفعالك التلقائية.
- السعي الدائم لاكتشاف الذات والعمل على تحديد الأهداف الشخصية.
- اقبل نفسك كما هي، واعمل على الرضا عن نفسك والثقة في تصرفاتك.
- اعمل على قبول النقد بصدر رحب، وابتعد عن التأثير السلبي له، فلا تجعله يؤثر على أفكارك.
- حاول تغيير أسلوبك في التفكير تماما، لكي تتمكن من تغيير نظرتك للحياة والأمور المحيطة بك.
- حاول أن تخاطب نفسك بمشاعر السعادة، وسينتقل هذا الاهتمام إلى حياتك، وسترى تأثيرها الفعال على أسلوب حياتك.
التفكير الإيجابي في الإسلام
هناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تساعد في علاج التفكير السلبي بشكل عام وتساعدك على التعامل بشكل إيجابي مع مختلف المواقف التي تواجهها. يعتقد المسلم بشكل عام أن كل شيء يأتي من الله هو للخير، سواء كان هذا الأمر إيجابيا أم سلبيا، وهذا ليس كلامي، بل هو كلام رسول الله – صلى الله عليه وسلم
عن أبي يحيى صهيب بن سنان – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ﷺ: (مدهش أمر المؤمن، فإن جميع أموره له خير، ولا يحدث ذلك لأحد إلا المؤمن. إذا أصابه سراء، فهو يشكر وهذا خير له. وإذا أصابه ضراء، فهو يتحمل الصبر وهذا خير له)
رواه مسلم
إذا، كل ما يمر به المسلم يعود عليه بالخير، بل واجعلني أزيدك من الشعر بيت، حتى في حالة فقدان فرصة أو أمر ما عليه، فيجب عليه أن يفكر بإيجابية، وذلك موجود في قوله -تبارك وتعالى-: (عسىٰ ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلىٰ ربنا راغبون) (سورة القلم الآية: 32)
- لقد جعل الإسلام الرضا بقضاء الله وقدره ركنا من أركان الإيمان.
- كما ترفض الشريعة الإسلامية بشكل عام اليأس والتفكير السلبي، وهذا يتجلى واضحا في قول الله-تبارك وتعالى-: (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تفقدوا الأمل في رحمة الله، فإن رحمة الله لا تفقد إلا الكافرين) (سورة يوسف الآية: 87)