سيرة السيدة فاطمة الزهراء
سيرة السيدة فاطمة الزهراء
فاطمة الزهراء هي ابنة محمد رسول الله وابنة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي رضي الله عنها، والمعروف أن نسل رسول الله استمر من خلال فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
- فاطمة الزهراء رضي الله عنها هي سيدة نساء الأمة، لأنها من أحب الناس إلى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقد أطلق عليها لقب أم الحسن وأم الحسين، وكذلك لقب أم أبيها.
- تزوجت من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنجبت الحسن والحسين.
تاريخ مولد السيدة فاطمة الزهراء
ولدت السيدة فاطمة رضي الله عنها بعد ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم بأربع وأربعين سنة، ويمكن تحديد يوم ولادتها قبل بعثة النبوة الشريفة بخمس سنوات في العام الذي قامت فيه قريش بإعادة بناء الكعبة.
فاطمة الزهراء رضي الله عنها كانت أصغر بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ كانت بنته زينب هي الأكبر، ثم تليها رقية وبعدها أم كلثوم وأخيرا فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
زواج فاطمة الزهراء رضي الله عنها
في السنة الثانية من الهجرة، تزوجت فاطمة الزهراء رضي الله عنها من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويقال إن الزواج تم بعد غزوة بدر بأيام قليلة.
- زواج فاطمة كان من أفضل الأمثلة التي يتم اتباعها الآن، حيث كان الرسول ييسر الأمور ولم يتطلب الزواج مهرا باهظا أو جهدا كبيرا في تجهيز الحفل كما يحدث في الوقت الحالي. بل كان الأمر متسامحا ومرضيا وتعاونيا بينهم.
- في تلك الفترة، تقدم لفاطمة الزهراء العديد من الرجال الميسورين ماديا لطلب يدها في الزواج لكي يحظوا بشرف النسب للنبي، ولكن الرسول لم يزوجها إلا بأمر من الله، وفي نفس الوقت، كان علي بن أبي طالب يرغب في خطبتها ولكنه كان يشعر بالحياء من الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب عدم قدرته المادية
- عندما قدمت للزواج من ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم وافق النبي الكريم، حين سمع عن موافقة الرسول صلى الله عليه وسلم سجد لله تعالى سجدة شكر لما أنعم عليه بنسبه للنبي الكريم، بارك النبي زواجهما ودعا لهم بالذرية الصالحة.
- لم يبال الرسول صلى الله عليه وسلم بالتكلفة العالية للمهر أو الجهاز، حيث كان جهازهم قطيفة وقربة ووسادة محشوة بالليف.
- حضر هذا الزواج المبارك حشد من الصحابة وهم: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وجمع من المهاجرين والأنصار.
أبناء فاطمة الزهراء رضي الله عنها
أنعم الله عليها بالأولاد والبنات، وأشارت الكتب التاريخية إلى أنهم جميعا من نسل علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وأنعم الله عليها بالأولاد الحسن والحسين ومحسن، وأنعم الله عليها بالبنات زينب وأم كلثوم.
دفاع فاطمة الزهراء عن أبيها
فاطمة الزهراء رضي الله عنها هي أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم والأقرب إلى قلبه، كانت فاطمة الزهراء ذات قلب طيب وتقية، وتشبه أباها في المظهر والأخلاق الكريمة، اشتهرت فاطمة الزهراء بتقواها وتفانيها في تجنب الدنيا الزائلة حيث كانت تعيش حياة بسيطة خالية من التبذير والترف.
- كانت تدافع عن والدها حتى آخر لحظة، ومن بين المواقف التي أظهرت فيها حبها ودفاعها عن والدها، تعتبر رؤيتها لرجل يضع بعض الأحشاء على ظهر والدها حالة خاصة، إذ قامت بإزالتها وهي تبكي بسبب شدة ألمها على والدها.
- كانت دائما تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: رغم صغرها وضعفها، تظهر الفتاة الصغيرة رغبتها في دعم والدها وتخفيف معاناته.
مظاهر محبة النبي لفاطمة الزهراء
كانت فاطمة الزهراء رضي الله عنها من أحب الأشخاص إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وظهرت هذه المحبة في تصرفات عديدة، بما في ذلك ما يلي:
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبلها بحفاوة، حيث كان يقوم من مكان جلوسه عندما تدخل عليه فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ومن ثم يقوم بتقبيل رأسها ويجلسها في مكانه تكريما لها ولإظهار محبته لها، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني” رواه البخاري، حيث كان يحب من أحبها ويبغض من أبغضها.
- عندما يعود النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة أو سفر، يبدأ بزيارة فاطمة الزهراء
السيدة فاطمة الزهراء عند وفاة النبي
دخلت فاطمة الزهراء على النبي صلى الله عليه وسلم في أخر لحظات حياته. قام النبي بتكريمها وسلم عليها وجلسها بجواره، وتحدث معها. بدأت تبكي في الحديث الأول، ثم تحدث معها مرة أخرى فضحكت. في الحديث الأول، أخبرها الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سيموت، فبكت. وفي الحديث الثاني، أخبرها أنها ستكون أول من يلحق به بعد وفاته، فضحكت.
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: فاطمة تمشي كما كان يمشي النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: مرحبا بابنتي، ثم جلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أخبرها بأمر فبكت، فقلت لها: لماذا تبكين؟ ثم أخبرها بأمر فضحكت، فقلت: لم أر يوما فرحا يقارب حزنا. فسألتها عن ما قال، فقالت: لم أكن لأفشي سر النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى توفي النبي -صلى الله عليه وسلم-. فسألتها، فقالت: أخبرك: جبريل كان يعارضني في تلاوة القرآن كل سنة مرة، ولكن هذا العام عارضني مرتين، ولا أراه إلا حين يقترب وفاتي. وأنت أول أهل بيتي يلحق بي. فبكيت، فقال: ألا ترضين أن تكوني سيدة النساء في الجنة -أو نساء المؤمنين؟ فضحكت على ذلك
رواه البخاري
صفات السيدة فاطمة الزهراء
كانت السيدة فاطمة تشبه الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الصفات، بما في ذلك الشكل والتصرفات والأخلاق الحميدة. أخبرتنا السيدة عائشة بأنها لم تر شخصا يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من فاطمة، حيث كانت تقوم بتحية فاطمة عندما تدخل عليها، وتقبل يدها وتجلسها في مجلسها. وكانت فاطمة تفعل الشيء نفسه عندما يدخل عليها الرسول صلى الله عليه وسلم
فاطمة رضي الله عنها كانت تتميز بالصبر رغم المصاعب التي واجهتها، فقد فقدت أمها وهي صغيرة قبل الهجرة إلى المدينة، وفقدت أيضا أخواتها رقية وأم كلثوم وزينب، وكانت تظهر صبرا شديدا مع زوجها علي بن أبي طالب حيث تزوجت في ظروف بسيطة جدا ومعيشة صعبة للغاية وواجهت العديد من الصعوبات، وكانت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم هي واحدة من أصعب المحن التي تحملتها في حياتها.
ألقاب السيدة فاطمة الزهراء
أطلق على فاطمة الزهراء العديد من الألقاب ومنها ما يلي:
- الزهراء: لقد أطلق على الزهراء هذا اللقب من قبل العديد من العلماء المسلمين، حيث يعني المرأة البيضاء المشرقة المستنيرة.
- فاطمة أم أبيها: كانت من أحب الناس إلى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان لها اهتمام كبير من قبله وكان يعتني بها، لذلك كان يناديها النبي بأم أبيها.
- فاطمة البتول: يطلق هذا اللقب على المرأة التي تكرس وقتها لعبادة الله وحده، وأطلق على فاطمة رضي الله عنها هذا اللقب نظرا لأنها كانت متزهدة في الحياة وانفصلت عن النساء من حولها وكانت تكرس وقتها لعبادة الله وحده.
وفاة فاطمة الزهراء
توفيت فاطمة رضي الله عنها في الثالث من رمضان في العام الحادي عشر للهجرة، وقبل وفاتها طلبت أن يقوم بتغسيلها أسماء بنت عميس رضي الله عنها، وبالفعل تم تغسيلها بواسطة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.