الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصص خالد بن الوليد في المعارك

قصص خالد بن الوليد في المعارك

هو خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، الصحابي الجليل والقائد العسكري، وقد شرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنحه لقب سيف الله المسلول. كان يتميز بعبقريته في التخطيط العسكري، وقاد براعة وحنكة كبيرة جيوش المسلمين في العديد من الحروب والمعارك التي خاضها في عهد أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

على مدى أكثر من 100 معركة، لم يتمكن سيف الله المسلول من الهزيمة أمام أقوى القوات من مختلف الإمبراطوريات والجيوش والقبائل العربية، ولم يكن فوزه في تلك المعارك مجرد صدفة؛ بل يعود الفضل إلى تصرفاته وتكتيكاته في تلك المعارك التي أظهرت خبرته وعبقريته. فيما يلي بعض أشهر المعارك التي شارك فيها خالد بن الوليد:

غزوة مؤتة

  • هذه الغزوة وقعت بعد قتل هرقل الحارث بن عمير الأزدي، الصحابي الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم لدعوته للدخول في الإسلام والإيمان بالله تعالى وحده.
  • وقاد زيد بن حارثة جيشا مكونا من 3 آلاف مقاتل، ثم تولى قيادته جعفر بن أبي طالب، وبعده عبد الله بن رواحة، واستشهد القادة الثلاثة بعد وصولهم إلى معان.
  • بعد ذلك، استلم خالد بن الوليد الراية، وهو واحد من جنود الجيش، وقد وضع خطة لإعادة ترتيب الجيش، وأخذ العدو يعتقد أن هناك تعزيزات وصلت للمسلمين، فقام بتبديل الميمنة بالميسرة، ووضع ذيل الجيش في المقدمة.
  • أثر خالد بن الوليد بشكل كبير في صفوف المسلمين، وعمل على شن هجمات متوالية وبسرعة على العدو الذي لم يستطع مهاجمة الجيش الإسلامي لأنهم اعتقدوا أن الإمدادات وصلت إلى المسلمين.
  • لقب رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي خالد بن الوليد بـ سيف الله المسلول، أثناء تفصيله لتفاصيل الغزوة للمسلمين، فقال عنه: “ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه”.

فتح مكة

  • وهو الفتح الذي وقع في السنة الثامنة من الهجرة، بعد اتفاق الحديبية؛ حيث لم يلتزم المشركون بالاتفاق وخرقوه، فاستعد الرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه لدخول مكة.
  • تم تقسيم الجيش إلى أربع مجموعات، وكان خالد بن الوليد أميرا للجيش الذي يتجه من الجنوب إلى الشمال بناء على اختيار من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت الخطة هي دخول مكة من الجنوب إلى الشمال، وطلب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين عدم مهاجمة أي شخص ما لم يبدأ هو القتال.
  • ولكن وقعت المعركة بين خالد بن الوليد ومجموعته وبين المشركين بقيادة عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية بعدما عرقلوا طريقهم.
  • ونتج عن هذا القتال استشهاد ثلاثة من المسلمين، ومقتل ثلاثة عشر من المشركين، وتمكنت قوات المسلمين من التجمع في مكة وأدوا طواف البيت وهم يكبرون.
  • قام خالد بن الوليد و30 فارسا معه بتدمير أعظم صنم لقريش وبني كنانة، وهو صنم العزي، بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

معركة دومة الجندل

  • علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هرقل يعتزم محاربته، فذهب مع المسلمين لمواجهة الروم، وأرسل السرايا إلى المناطق المجاورة لتبوك.
  • كان خالد بن الوليد قائدا لإحدى السرايا التي أرسلت إلى صاحب دومة الجندل، وهو أكيدر بن عبد الملك. وقد نجح سيف الله المسلول في أسره إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن وضع له كمين.
  • تم التوصل إلى اتفاق بين أكيدر والرسول صلى الله عليه وسلم، حيث دفع أكيدر الجزية وتم الإفراج عنه. ثم أرسل الرسول خالد بن الوليد ليهدم صنم ود الذي يقع في دومة الجندل، وتمكن خالد من هدمه بعد قتال الأشخاص الذين حاولوا منعه.

غزوة حُنين

  • كان خالد بن الوليد في طليعة جيش المسلمين الذي حارب المشركين في غزوة حنين.
  • نصبت قبيلة هوزان كمينا للجيش الإسلامي، ونتج عن ذلك إصابة خالد بن الوليد بجروح خطيرة، ولكنه تمكن من المقاتلة حتى تحقيق النصر للمسلمين.
  • بعد اختياره من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيادة ألف مقاتل، أتم خالد بن الوليد رضي الله عنه غزوة حنين وسير إلى الطائف.

معركة اليمامة

  • جرت معركة اليمامة بين المسلمين والقبائل العربية التابعة لمسيلمة الكذاب الذين ارتدوا عن الإسلام وامتنعوا عن دفع الزكاة.
  • قاد خالد بن الوليد جيش المسلمين المكون من ثلاثة عشر ألف مقاتل لمواجهة مسيلمة الكذاب الذي فاز على أبو بكر وعكرمة وشرحبيل رضي الله عنهما.
  • عندما التقى جيش المسلمين بجيش المرتدين، الذي بلغ عددهم أربعين ألف مقاتل، اشتدت المعركة بين الجانبين، واستغل المرتدون التفوق العددي على المسلمين، وحث الصحابة بعضهم البعض على المقاومة.
  • انتهت المعركة بانتصار المسلمين وهزيمة المرتدين ومقتل مسيلمة الكذاب وحوالي عشرين ألف جندي من جنوده، بينما استشهد حوالي ألفين ومئتي مسلم وتاب بعض المرتدين ودخلوا الإسلام مرة أخرى.

أشهر معركة قادها خالد بن الوليد

  • تعتبر معركة اليرموك واحدة من أشهر المعارك التي قادها الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه.
  • وقعت معركة اليرموك في السنة الثالثة عشرة من الهجرة، في وادي اليرموك.
  • وقام خالد بن الوليد رضي الله عنه بتوزيع جيش المسلمين إلى ثلاث فرق، وعين قادة هذه الفرق عمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة عامر بن الجراح.
  • تمكن المسلمون من تحقيق النصر على الجيش الروماني الذي كان لديه 200 ألف مقاتل مسلح مقابل 45 ألف جندي في جيش المسلمين، بفضل خالد بن الوليد الذي أثار روح القتال فيهم وجعلهم يؤمنون بأن النصر هو نعمة من الله عز وجل.
  • انتصار الجيش الإسلامي العظيم على الروم، كان بداية فتح الإسلام لجميع بلاد الشام.

المعركة التي خسرها خالد بن الوليد

  • المعركة التي خسرها خالد بن الوليد كانت قبل إسلامه، وهي غزوة الخندق.
  • فكان خالد بن الوليد قائدا لإحدى أجنحة جيوش المشركين في هذه المعركة، وانتهت بانتصار المسلمين على الأحزاب.

لماذا لقب خالد بن الوليد بـ سيف الله المسلول

  • حصل الصحابي الجليل خالد بن الوليد على لقب سيف الله المسلول بعد قيادته لجيش المسلمين في غزوة مؤتة.
  • عندما قتل ثلاثة من قادة المسلمين، نجح بن الوليد في تنظيم صفوفهم، ثم حقق انتصارا على جيش الرومان الذي كان عدد جنوده مائتي ألف مقاتل، بينما كان في جيش المسلمين ثلاثة آلاف مقاتل.
  • على الرغم من الزيادة الكبيرة في عدد جيش الرومان، إلا أن مهارة خالد بن الوليد في القيادة العسكرية سمحت له بالفوز في تلك المعركة.

ماذا قال الرسول عن خالد بن الوليد

  • قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصحابي الجليل خالد بن الوليد: “أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد وفتح الله عليه”.
  • وفي رواية عن أنس رضي الله عنه، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وفاة زيد وجعفر وابن رواحة للناس قبل أن يصلهم خبر وفاتهم. وقال: أخذ الراية زيد ثم أصابه الجرح، ثم أخذ جعفر فأصابه الجرح، ثم أخذ ابن رواحة فأصابه الجرح، وكانت عينيه تذرفان حتى أخذ سيفا من سيوف الله وفتح الله عليهم.
  • قال النبي عليه الصلاة والسلام هذه العبارة عندما كان يروي للمسلمين أحداث غزوة مؤتة.
  • ومن هنا سمي خالد بن الوليد بسيف الله المسلول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى