الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

لماذا كان المشركون يستعجلون نزول العذاب بهم

لماذا كان المشركون يستعجلون نزول العذاب بهم

سبب استعجال المشركون لنزول العذاب هو إيمانهم بالأصنام واعتقادهم بأنها ستشفع لهم وتحميهم من عذاب الله، وهم لم يؤمنوا بالله حتى يروا يوم العذاب، وكان الكفار أكثر الناس الذين ينكرون دين الله واليوم الآخر وعقوبة الله التي لا يمكن أن تصيبهم.

الآيات التي تدل على استعجال الكافرين لعذاب الله

وجد في القرآن الكريم آيات تشير إلى انتظار الكافرين لعذاب الله، ومنها قول الله تعالى:

عندما قالوا “اللهم إن كان هذا هو الحق الذي يأتي من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء أو أتنا بعذاب أليم” 

سورة الأنفال: 32

ويستعجلونك بالعذاب، ولولا أجل محدد لأتاهم العذاب بغتة وهم لا يشعرون

سورة العنكبوت: 53

ما الفرق بين الكافر والمشرك

هناك فرق بين المشرك بالله والكفار، ويمكن توضيح هذا الفرق فيما يلي:

  • الكافر: الكافر هو من لم يؤمن بالله أو بأمور لا بد من الإيمان بها وتعتبر من الأركان الأساسية التي لا جدال بها، حيث إنها تعتبر من الركائز ومتفق عليها في الشريعة الإسلامية، ويمكن أن تستخدم كلمة كافر مع الأشخاص الذين لا يؤمنون بتحريم أمور ثابتة في الدين حرمه الدين الإسلامي والشريعة، حيث من ينكر وجود الجنة والنار والبعث ويوم القيامة فهو كافر، ومن يشك في حتمية الصلاة والصيام والحج والزكاة ومن يكذب وجود الله من حولنا أو الملائكة والرسل والنبيين فهو كافر، ومن الجدير بالذكر أن الكافر يكون مولوداً على الكفر أو يولد على الإسلام فيرتد عنه، فالمرتد كافر بإجماع الآراء لنكرانه وجحوده للح، وحسب تعريف الراحل الإمام محمود شلتوت شيخ الأزهر رحمة الله عليه فإن الكافر في وقتنا الحالي هو من تحققت فيه الشروط التالية:
    • من بلغته رسالة الإسلام، بلاغاً صحيحاً، وكان أهلاً للنظر فيها، ونظر فيها، وعلم أنها الحق، وجحدها.
  • المشرك: المشرك هو شخص يؤمن بوجود الله رب الكون ولكنه يؤمن بوجود شريك له في خلق السماوات والأرض وكل شيء. المشرك يعبد آلهة أخرى بدلا من الله، ويدعوهم ويتقرب لهم في العبادة، ويتمنى شفاعتهم خوفا من العقاب. بعض عباد الأصنام يعتقدون أنها تقربهم لله، فيشركونها مع الله في العبادة.

جزاء المشركين والكفار عند الموت والحساب

إن المشركين سيتلقون أعظم عذاب من الله يوم القيامة، بسبب إيمانهم بإله غير الله وتضرعهم إليه ليغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم. ولذلك، توعدوا بالعذاب الأكبر. كما أن الذين كفروا بدين الله سيتعرضون لعذاب شديد من الله يوم الحساب، وقد وعد الله بهذا العذاب الشديد في آياته، ومن هذه الآيات:

قال الله تعالى: إن الذين كفروا لن تنفعهم أموالهم ولا أولادهم عند الله بشيء، وهم الوقود للنار

سورة آل عمران: 10

  • الكافرين بدين الله ورسله هم الذين لا يمنع عنهم أولادهم ولا أموالهم عذاب الله في الدنيا والآخرة، وقد جعلهم الله حطبا لنار جهنم في يوم القيامة بسبب صفاتهم.

قال الله تعالى: (أولئك الذين فشلت أعمالهم في الدنيا والآخرة وليس لديهم أي معينين)

سورة آل عمران: 22

  • إن أعمال الكافرين لا جدوى منها في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك بسبب عدم إيمانهم بالله، وهذا يجعلهم بلا معين يحميهم من العذاب يوم القيامة.

قال الله تعالى: إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به، أولئك لهم عذاب أليم وليس لهم من ناصرين

سورة آل عمران: 91

  • من يكفر ويموت وهو كافر بدين الله، فلن يقبل الله منه وزن الأرض من الذهب حتى يتخلص من عذاب النار، وسيكون لهم عذابا شديدا ولن يكون لهم أي ناصر أو شفيع يوم القيامة حتى يتخلصوا من هذا العذاب.

قال الله تعالى: (إن الذين كفروا لن تنفعهم أموالهم ولا أولادهم عند الله شيئا، وهم أصحاب النار وسيكونون فيها خالدين)

سورة آل عمران: 91

  • من يكفر بالله فإن لهم عذابا أليما من الله ولن يزيل العذاب عنهم أبدا بأولادهم أو أموالهم، ولن يتلقوا رحمة، بل سيزداد العذاب عليهم.

قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ولكنه يغفر غير ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما

سورة النساء: 48

  • إن الله لن يغفر لمن يشرك بعبادته أي شيء أو يتخذ من المخلوقات إلها، المشركون سيتعرضون لعذاب أليم من الله بناء على ذنوبهم وخطاياهم، ومن يشرك بالله فقد ارتكب إثما كبيرا ولن يغفر له ذنبه.

قال تعالى: اليوم أبين لكم الأطعمة الطيبة، والطعام المحلى لأهل الكتاب حلال لكم وطعامكم حلال لهم، والنساء المؤمنات والنساء المحصنات من أهل الكتاب محلى لكم إذا أعطيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذين أخدان. ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين

سورة المائدة: 5

  • من ينكر ما شرعه الله في كتبه أو يرتكب فاحشة الزنا أو ينكر أحكامه الشرعية، فقد أبطل الله عمله ووعده بالعذاب الشديد في يوم القيامة، وأصبح من الخاسرين وسيكون في جهنم خالدا فيها إلى الأبد.

قال الله تعالى: (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لن يفتح لهم أبواب السماء ولن يدخلوا الجنة حتى يدخل الجمل في سم الخياط، وهكذا نجازي الجناة)

سورة الأعراف: 40

  • لا تسمح بفتح أبواب السماء لأعمال الكفار بسبب كفرهم، فلا روح لهم إذا ماتوا، ولا يحققون الجنة، ويكون من المستحيل عليهم دخول الجنة، وهذا هو العقاب الذي ينتظرهم بسبب ذنوبهم العظيمة.

قال الله تعالى: (كما كان الذين من قبلكم أشد قوة وأغنى أموالا فاستمتعوا بخلاقهم كما استمتعتم بخلاقكم، وخاضوا المعارك كما خاضوا، فقد هلكت أعمالهم في الدنيا والآخرة، وهم هم الخاسرون)

سورة التوبة: 69

  • يتمتع الكفار بمتاعب الدنيا وشهواتها، ولكنهم لا يعرفون حصتهم المقدرة من الله تعالى، وذلك بسبب تجاهلهم للحق والتشكيك في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد يتعرضون للهلاك في الدنيا والآخرة ولن تقبل أعمالهم منهم.

ما الفرق بين الكفر والإيمان بالله

نحن ممنونين لله على نعمة العقل التي أعطانا إياها لتمييز الأشياء واللجوء إلى كل ما هو مفيد وصحيح، وأيضا على إرساله لنا الأنبياء والرسل لدعوتنا لعبادة الله وحده بدون شريك، وأصبح واضحا لنا أن الله سبحانه وتعالى هو من خلق الكون ويدير أموره، ومن واجب العبادة أن نطيع الله عز وجل، وذلك لأن الله عز وجل خال من أي نقص أو عيب أو ضعف، فهو الحي القائم الذي لا يحتاج ولا يوجد لديه شريك أو ولد قادر على خلق كل شيء.

  • أنزل الله كتابه العزيز على النبي صلى الله عليه وسلم ليؤمنوا بالله واليوم الآخر ويوحدوه في قول لا إله إلا الله، وهذا يعتبر الجزء الأول من الشهادة، والجزء الثاني هو أن محمد رسول الله.
  • من يعبد آلها آخر من دون الله، فقد أشرك في عبادة الله وسيتعرض لعذاب شديد من الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى