بحث عن الجفاف
مقدمة بحث عن الجفاف
(ألم يلاحظ الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا متلازمتين فتشققناهما، وجعلنا من الماء كل شيء حي، فهل لا يؤمنون) (سورة الأنبياء:30)
لقد خلقنا الله في صورة مثلى ومنحنا القدرة على التفكير والاستنتاج السليم حتى ندرك خطورة المواقف الطبيعية المحتملة التي يمكن أن يواجهها الإنسان. وجعل الله لكل شيء مخرجا، ومن بين هذه المواقف الطبيعية الخطيرة هو الجفاف الذي يمكن أن يحدث في أي مكان، وهو يعتبر من كوارث الطبيعة التي تتسبب في تدمير الأراضي والأشخاص والحيوانات وغيرها. لا يقتصر وجود الماء في حياتنا على سقاية النباتات فقط، بل يكون ضروريا أيضا لاستقرار الكائنات الحية الأخرى وتغذية التربة التي تنمو فيها المحاصيل الزراعية والتي تعتبر مصدرا أساسيا للحياة. في هذا المقال، سنتحدث عن أسباب الجفاف والآثار التي تنتج عنه، والأنواع المختلفة التي يمكن أن تؤثر على المجتمعات. وفي النهاية، سنقدم بعض النصائح لمكافحة خطر الجفاف.
بحث عن الجفاف
هناك العديد من الدول في العالم تعاني من مشكلة الجفاف، وهذه المشكلة هي ظاهرة عالمية تؤثر على بعض الدول وتسبب لها الكثير من الأضرار، وتؤثر بشكل سلبي على الإنسان في جميع النواحي سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو ثقافية أو سياحية، ولكن مع التقدم الذي يشهده العالم في ذلك الوقت قد يكون هناك حل يمكنه التغلب على مشكلة الجفاف في العالم.
الجفاف هو ظاهرة طبيعية معقدة ومرتبطة بين التوازن المحلي والماء والطاقة، وهو نقص شديد في موارد المياه مثل قلة هطول الأمطار أو انخفاضها عن المعدل الطبيعي في فترة زمنية معينة، ويسبب ضررا كبيرا على الإنسان والموارد الزراعية، ويزيد من هجرة الأفراد للبحث عن مصادر الماء، ويسبب الكوارث البشرية مثل المجاعات.
أسباب الجفاف
الجفاف أو القحط، يعتبر من الكوارث الطبيعية التي تحدث في المناطق ذات قلة هطول الأمطار أو نقص حاد في إمدادات المياه لفترات طويلة، وتؤدي إلى وفاة عدد كبير من الأشخاص وحدوث المجاعات، وتوجد عدة أسباب لحدوث الجفاف ومنها ما يلي:
- موسم الجفاف: في هذا الموسم، يحدث انخفاض عام في معدل الرطوبة في المناطق المدارية، وتزيد معدل تبخر الماء، مما يؤدي إلى جفاف المسطحات المائية مثل البحيرات والأنهار. ويتسبب هذا الموسم في تدمير العديد من المحاصيل الزراعية التي تعتمد على المياه المستمدة من الأنهار والبحيرات.
- تغير المناخ: يؤدي تغير المناخ إلى حدوث ظاهرة الجفاف، حيث يرتفع ارتفاع درجات الحرارة في بعض الأماكن إلى زيادة التبخر في المسطحات المائية وتجف، وهذا يؤثر على الإنسان والمحاصيل الزراعية.
- الموارد البشرية: يمكن للإنسان أن يتسبب في حدوث الجفاف عن طريق استغلال التربة والمياه بطرق غير صحيحة، وإفراط استخدام الموارد المائية يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة التربة أو موت المحاصيل الزراعية، كما يمكن أن تكون إزالة الغابات سببا في حدوث الجفاف، بسبب غياب الغطاء النباتي الذي يحمي التربة من التعرض لعوامل التعرية مثل الرياح والتراب والأمطار.
آثار الجفاف
يترتب على الجفاف آثار سلبية واسعة تشمل جوانب الحياة المختلفة، سواء كانت بيئية أو اجتماعية أو زراعية أو اقتصادية، مما يؤثر بدوره على حياة الإنسان وأنشطته. يمكن توضيح كل من هذه الآثار على النحو التالي:
- الآثار الاقتصادية: الجفاف يكون له أثر واضح على الحياة الاقتصادية ومن الأضرار التي يمكن أن يشكلها ما يلي:
- يقوم بتقليل الأداء الاقتصادي ومن ثم يؤثر على مستوى المعيشة للإنسان.
- الجفاف يسبب تدمير المحاصيل والأراضي الزراعية وتراجع أعداد الحيوانات والأسماك.
- ارتفاع أسعار السلع بسبب نقصها، وخاصة السلع الغذائية.
- تقليل إنتاج المزروعات وبالتالي يؤثر على الأعمال الزراعية الخاصة بالأفراد.
- يعمل على تقليل الضرائب بسبب نقص الموارد والاستهلاك.
- يرفع من معدل البطالة.
- يلحق الضرر بالسياحة.
- الآثار البيئية: هناك العدي من الآثار التي تلحق الأذى بالبيئة، ومنها ما يلي:
- يزيد من معدل حدوث الحرائق.
- يتسبب بإلحاق الضرر للنباتات.
- يتسبب الجفاف في تأكل وتعرية التربة.
- قد يؤدي عدم توفر ظروف بيئية مناسبة للعيش إلى انقراض بعض أنواع الحيوانات.
- الآثار الاجتماعية: تتمثل الأضرار الاجتماعية بسبب الجفاف فيما يلي:
- نقص الإنتاج الزراعي ومن ثم يتسبب في نقص الغذاء وزوال الأمن الغذائي.
- تزيد من عدد الوفيات بسبب الأمراض المرتبطة بقلة الغذاء.
- يتعرض الأفراد لضغط نفسي وعقلي وجسدي بسبب زيادة المشكلات الاجتماعية.
- تسبب في انخفاض مستوى المعيشة.
- قد تكون فكرة الهجرة من البلاد هي السائدة بسبب الخلل الاجتماعي.
- نقص الموارد المائية التي تصلح للاستخدام.
- تتناقص الرقعة الخضراء يسود التصحر.
أنواع الجفاف
هناك عدة أنواع من الجفاف التي تصيب البلاد، ومن بين هذه الأنواع ما يلي:
- الجفاف من وجهة نظر الأرصاد الجوية: المجاعة هي الجفاف الذي يحدث بسبب كمية الأمطار في الموسم المطري والتي تكون أقل من المعدل في العام الواحد، ويرجع السبب في ذلك إلى الأحوال الجوية التي تؤثر على مناطق معينة وتسبب نقصا في الأمطار.
- الجفاف الزراعي: الجفاف يحدث عندما لا تكفي كمية الأمطار لتلبية احتياجات النباتات، وتكون معدلات التبخر والتبخر النتحية مرتفعة جدا مقارنة بكمية المياه المروية.
- الجفاف الهيدرولوجي: يشير هذا إلى جفاف يحدث عندما يكون نفس كمية الماء الحالية السبب فيه، نظرا لأن فترة هطول الأمطار قصيرة أو ينخفض منسوب الماء في البحيرات والأنهار، ويعود ذلك إلى زيادة معدل التبخر، مما يؤدي في النهاية إلى نقص كمية الماء وتأثر الاحتياجات البشرية، وبالتالي تكون المياه غير كافية لتلبية الاحتياجات السكانية.
- الجفاف الاقتصادي والاجتماعي: يحدث هذا الجفاف بسبب زيادة الطلب على السلع مقارنة بالعرض وذلك بسبب نقص موارد المياه التي تؤدي إلى نقص الحبوب والأعلاف والغذاء، ويحدث أيضا بسبب التغيرات في الأحوال الجوية.
مكافحة الجفاف
الجفاف من الكوارث البشرية التي يجب على الجميع محاربتها لتجنب فقدان الأرواح والخسائر الكبيرة للأمم، ولذلك يجب اتباع بعض النصائح للحد من خطر الجفاف الذي نواجهه، ومن هذه النصائح:
- يمكن تحلية المياه المالحة في البحار والمحيطات، وذلك لاستخدامها في الري أو بديل لمياه الشرب واستخدامها في العديد من الأغراض.
- استخدام بعض الأساليب الصناعية للمساعدة في هطول الأمطار.
- تقليل استهلاك الماء، وذلك في الأعمال المنزلية أو غسيل السيارات أو غيرها من الأمور التي نقوم بها بإستهلاك الكثير من الماء.
- توضع قنوات صناعية لإعادة توجيه المياه إلى المحاصيل الزراعية في المناطق التي تعاني من جفاف شديد.
- زراعة المحاصيل الزراعية التي لا تحتاج إلى استهلاك كمية كبيرة من الماء.
- العمل على تقليل التصحر من خلال استخدام بعض الأساليب المدروسة.
- استغلال الموارد المتاحة لتحقيق الاكتفاء في مجالات متنوعة.
- السعي في رفع مستوى المعيشة للفرد.
- تحقيق الأمور التي تؤدي إلى التوازن البيئي.
خاتمة بحث عن الجفاف
في الختام نتمنى أن يكون الموضوع قد شمل جميع الجوانب المتعلقة بمشكلة الجفاف، حيث بدأنا بفهم الظاهرة وكيفية حدوثها والتأثيرات المترتبة عليها وطرق حلها، ويعتبر هذا الموضوع من القضايا الصعبة التي تستحق اهتمام الجميع حتى يتم التغلب على خطر الجفاف.