الناس و المجتمع

ما هي اثار التسول على الفرد والمجتمع

ما هي اثار التسول على الفرد والمجتمع

تتعدد الظواهر السلبية في المجتمع، ومن بين أهم هذه الظواهر التسول، بسبب التأثير السلبي الذي يحدثه على الفرد والمجتمع، وسنتعرف على هذه الآثار بالتفصيل في السطور التالية

آثار التسول على المجتمع

تعدد الآثار السلبية لظاهرة التسول على المجتمع، وهي تتمثل في التالي:

  • عرقلة أداء الخدمات: تعيق ظاهرة التسول العديد من الخدمات المتاحة في البلاد، والتي تشمل خدمة المرور التي تعتبر الأهم، وذلك من خلال انتشار المتسولين في جميع إشارات المرور والتزاحم على السيارات، مما يعوق تدفق حركة المرور وعمل إشارات المرور.
  • انتشار الجرائم: ليست المشكلة مقتصرة على المتسولين فقط، بل تشمل أيضا أولئك الذين ليس لديهم وعي كاف بالأحكام الراضعة التي تفرضها الدولة على المجرمين، أو المتسولين الذين يتم خداعهم بالهروب من العدالة أو القضاء. بالإضافة إلى ذلك، يتعرض الأطفال المتسولين لخطر الجرائم في البلاد، مثل جرائم الاختطاف لغرض بيع الأعضاء أو الاغتصاب وغيرها.
  • انتشار التعاملات السلبية: عادة ما يفتقد المتسول لأسرة تعلمه الأمور الصحيحة والخاطئة، مما يعرضه للتعامل الوحشي مع المواطنين من حوله.
  • تجارة المخدرات: هذا النوع من التجارة هو المفضل للمتسولين، حيث يمكن بيعه في الشوارع بواسطة الأطفال أو غيرهم دون أن تراقبهم الشركة. إنها واحدة من أكثر أنواع التجارة الغير قانونية جنيا للأموال، وهذا ما يسعد كل متسول لأنه السبب الرئيسي لوجوده في الشوارع وطلب المال من الناس.
  • ارتفاع نسبة البطالة في المجتمع: إذا لجأ عدد كبير من الشباب الذين يشكلون أساس تقدم جميع المجتمعات في جميع دول العالم، سترتفع معدلات البطالة في الدولة بشكل كبير، وهذا سيؤثر بشكل سلبي على جميع أفراد المجتمع، بسبب الأضرار التي ستلحق بنسبة الإنتاج المحلية، وبالتالي ستضطر الدولة لصرف مبالغ كبيرة لاستقطاب العمال من الخارج، لتلبية احتياجات الشعب من الغذاء والملابس وغيرها.
  • التأثير على السياحة: التسول من أكبر الظواهر التي تؤثر سلبا على المظهر العام للبلاد أمام السياح، وذلك بارتداء المتسولين للملابس الممزقة وغيرها، بالإضافة إلى إزعاجهم للمواطنين وخاصة السياح، وهذا يشكل خطرا على نسبة السياحة في البلد، بسبب اهتمام المتسولين الوحيد بجمع المال، وكثرة المتسولين في جميع أنحاء العالم الذين لا يملكون منازل تأويهم، وبالتالي يضطرون للنوم في الأنفاق والشوارع، وهذا يشوه المظهر العام للبلاد أمام السائحين.
  • انتشار الأمراض: بسبب انتشار الأمراض بين المتسولين، وذلك بسبب عدم اهتمامهم بأي من أمور النظافة الشخصية أو النظافة العامة للبلاد، يصاب عدد كبير منهم بأمراض متعددة، وهذا يشكل خطرا على المواطنين خاصة مع اقتراب المتسولين من الأشخاص الذين يطلبون منهم المال.
  • زيادة أعداد الإرهابيين في البلاد: نظرا للطمع الكبير للمتسولين في الشارع، أصبح من السهل استدراجهم من قبل أفراد العصابات الإرهابية، وهذا يشكل خطرا كبيرا على جميع أفراد المجتمع وأفراد الأمن الوطني.

آثار التسول على الفرد

هناك آثار متعددة تؤثر على المتسولين بما في ذلك الآثار النفسية والجسدية وغيرها، سنتعرف عليها من خلال النقاط التالية:

الآثار الصحية على الفرد

أكدت الدراسات التي أجريت على عدد كبير من المتسولين في الشوارع أن العديد منهم مصابون بأمراض صعبة الشفاء مثل مرض الإيدز، بالإضافة إلى بعض الأمراض الأخرى مثل أمراض المعدة وأمراض القلب والروماتيزم والنقرس وغيرها من الأمراض المؤذية لصحتهم الشخصية وصحة المواطنين الذين يتعاملون معهم من خلال إعطائهم المال.

من الجدير بالذكر أن سبب الإصابة بكل تلك الأمراض يكمن في عدم قدرة المتسولين على النوم في أماكن نظيفة، مما يزيد من احتمالية إصابتهم بالربو أو الأمراض التنفسية، وأن معظمهم لا يهتم بالنظافة الشخصية التي تحمي من الأمراض المعدية المختلفة مثل غسل اليدين قبل تناول الطعام أو الاستحمام وما إلى ذلك.

الآثار النفسية على الفرد

يتعرض العديد من المتسولين للعديد من الأمراض النفسية والتي يكون السبب الرئيسي لها هو عدم التحلي بشيم الكرامة والثقة بالنفس وعزة النفس، وهذا يسبب فقدان كل المتسولين حول العالم، كما أن طبقة كبيرة من أفراد المجتمع يتعاملون مع المتسولين بطرق مهينة، وذلك بسبب ضغط المتسول في الحصول على المال، وهذا يمكن أن يؤدي إلى ضربهم في الشارع، مما يزيد من شعورهم بالإهانة وفقدان الكرامة.

يجب أن نلاحظ أن هذا الأمر قد يثير الكراهية والعدوانية في قلوب المتسولين تجاه الشعوب والمجتمع، مما سيؤثر سلبا عليهم ويقلل من تفاعلهم مع المجتمعات المحيطة بهم، أو قد يؤدي إلى ظهور عدد كبير من المجرمين الذين يصعب السيطرة عليهم بسبب العدوانية الزائدة لديهم.

آثار التسول على الأطفال

لا يمكننا الهروب من حقيقة أن هناك شريحة كبيرة من المتسولين من الأطفال الصغار، الذين يستخدمون استعطاف الناس لكسب المال، مما يلحق بهم ضررا كبيرا، مما يجعلهم غير قادرين على الاستمتاع بطفولتهم أو أي نشاط حيوي، وقد يعرضهم للكبر دون داع.

أي يكونوا من البطالين بسبب عدم قدرتهم على التعامل مع الأشخاص في المجتمع من حولهم، ويرجع ذلك إلى الإساءة الكبيرة التي يتعرضون لها في الطفولة، سواء كانت إهانة لفظية أو جسدية أو جنسية، نعم، لا يمكن إنكار أن عددا كبيرا من مرضى الجنس يستهدفون الأطفال المتسولين في الشارع بهدف الاغتصاب أو التحرش أو الشذوذ.

ونتيجة لذلك، ينتج لدينا أطفال غير قادرين على بناء حياة جديدة مع شركاء آخرين بسبب التعقيدات النفسية التي تكونت فيهم منذ الصغر. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال المتسولين لا يلتحقون بالمدارس في البلاد لعدة أسباب، بما في ذلك:

  • يتم زرع التفكير المادي في عقل الطفل منذ الصغر، وهو ينص على أن الشيء الأهم الذي يجب عليه فعله هو جمع الأموال.
  • عدم إصدار شهادات الميلاد للأطفال، كما أكد السجل المدني في دول العالم، يعني أن العديد من الأطفال المتسولين ليس لديهم شهادات ميلاد، مما يعني أنهم غير مدرجين ضمن سكان الدولة ويزيد هذا الأمر من شعورهم بالإهانة.

يجب ألا ننسى خطر الحوادث المختلفة على الطرق بسبب مرور الأطفال بين السيارات في إشارات المرور، مما يزيد من خطر إصابتهم بالشلل، ويضيف عاملا آخر إلى عدم قدرة الأطفال على توفير احتياجاتهم المادية والحياتية مثل الطعام والشراب والسكن وغيرها.

أشكال التسول

تتنوع أشكال التسول في العالم، وهي تتمثل في التالي:

  • التسول المخفي: ذلك عن طريق التسول ببيع شيء بسيط في الشارع، أو تنظيف زجاج السيارات.
  • التسول الإجباري: يتم تجبر المتسول على ممارسة المهنة بواسطة مجموعة من الأفراد أو العصابات.
  • التسول الموسمي: يتم هذا النوع من التسول في فترات محددة من السنة مثل شهر رمضان المبارك أو الأعياد والمناسبات.
  • التسول الصريح: يتم ذلك عن طريق الوقوف في الشارع وطلب المال مباشرة من المواطنين.

نصائح للحد من ظاهرة التسول

سنتعرف الآن على أهم النصائح للحد من ظاهرة التسول في الشوارع

  • زيادة الوعي الاجتماعي: هذا يهدف إلى زيادة الوعي بين المواطنين حول خطر التسول على المجتمع والأفراد، ويتطلب أيضا تحسين صورة المتسولين في نظر العامة، مما يزيد من رغبة المتسول في التخلص من حالته والانضمام إلى أي وظيفة متاحة في البلاد.
  • زياد نشر القيم الأخلاقية: تربية جيل واع قادر على التمييز بين ما هو جيد وما هو سيء من أهم الأمور التي يجب غرسها في أطفال المجتمع جميعا.
  • المؤسسات الاجتماعية: إن إقامة عدد كبير من المؤسسات الاجتماعية التي تعتمد بشكل أساسي على الزكاة المخرجة من الأغنياء، ستقلل من عدد الأفراد الذين ينضمون إلى ظاهرة التسول في المجتمع، من خلال توفير مأوى للمستحقين والطعام والشراب والنوم في أماكن نظيفة، بالإضافة إلى توفير معلمين متخصصين لتأهيلهم وزرع الأفكار الإيجابية وإزالة الأفكار السلبية من عقولهم. وهذا سيساعد أيضا في تعليم الأطفال منذ الصغر حماية كرامتهم، مما يقلل من فرص انضمامهم إلى تلك الظاهرة.
  • التعاون بين المنظمات الحكومية والخاصة: ذلك من خلال توفير عدد كبير من الوظائف للمتسولين في مختلف الجهات العاملة في المجتمع مما سيوفر لهم إمكانية كسب المال بطرق مختلفة غير التسول، كذلك يمكن تعليمهم الحروف اليدوية خاصة النساء مع توفير المحلات المستأجرة من قبل الدولة لهم لعرض المنتجات والاستفادة من الربح المالي لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى