التعليموظائف و تعليم

قصص استعملت فيها الحيلة لحل مشكلة

قصص استعملت فيها الحيلة لحل مشكلة

إن الحياة تمتلئ بالعديد من المواقف التي نتعلم منها الدروس القيمة، وعلى الرغم من أن تلك المواقف قد تحمل بعض الألم، إلا أننا في النهاية نستطيع مواجهتها مجددا وتحسين طريقة التعامل معها، لكي نخرج منها بأقل الخسائر الممكنة. ومن بين أهم الأماكن التي نستفيد منها الدروس والمعلومات هي القصص الحياتية التي نشهدها من حولنا أو نتعرف عليها من خلال وقائع التواصل الاجتماعي.

من بين أهم أنواع القصص التي يمكننا استخلاص العبر والحيلة منها هي القصص القرآنية أو قصص الأنبياء، حيث تتضمن حكمة وموعظة وقدرة على حل المشاكل بأقل قدر من الخسائر الممكنة. لذا، سنقدم لكم في الفقرات التالية مجموعة من القصص التي تحمل في طياتها الذكاء والحيلة وتعتبر من أهم القصص التعليمية للحلول المتعلقة بالمشاكل الحياتية

قصة سيدنا يوسف والسارق

من القصص الحياتية التي شهدها سيدنا يوسف (عليه السلام) في صغره، كانت قصته المشهورة عن السارق الذي كان في قصر العزيز والذي تربى فيه سيدنا يوسف مع زوجته زليخة. في يوم من الأيام، عندما كان النبي يوسف يمر مع أحد أفراد القصر، سمع كل منهما عن سرقة كمية من الذهب من المخزن في القصر بواسطة أحد الحراس هناك.

عبر قسم كل منهما بأنه الشخص البريء والطرف الآخر هو السارق، ارتبك الحكيم في اتخاذ قرار بينهما. حتى اختار أنه سيراعي مسؤولية من كان يحرس الذهب في تلك الفترة. ولكن، نبي الله يوسف كان لديه رأي مختلف، فقد تعلم من نبي الله يعقوب والده العديد من الحيل القضائية التي تساعد في التعرف على المذنب في الأمور والمشاكل التي يواجهه.

من بين هذه الحيلة التي استخدمت لكشف اللص الحقيقي للذهب، طلب من الحكيم ربط أعين السارقين ووضعهم على الأرض أمامهم، ثم سمح للحارس الأكبر بقطع رقبة الكاذب بمجرد أن يتلقى إذنا لذلك، وفعل جميع الحاضرين طلب النبي، وبدأ النبي يوسف في خداعهم.

يتمثل ذلك في خداع الكاذب للسارق عن طريق كشف هويته الحقيقية، مما أدى إلى زيادة الرعب والقلق في قلب السارق الحقيقي. بناء على ذلك، أمر النبي كبير الحراس بقطع رأس السارق الحقيقي. وبإصرار النبي على رأيه، انتاب الخوف السارق واعترف بنفسه، ظانا أنه سيتمكن من النجاة من قطع الرأس. وبالفعل، تمكن الجميع من معرفة السارق الحقيقي وتم احتجازه كعقاب لفعلته. ونود أن نذكر أن هذه القصة مستوحاة من القصص الإسرائيلية المعروفة عند اليهود وأصبحت منتشرة أيضا بين العرب والمسلمين، ولا يمكننا التأكيد على صحتها تاريخيا. نذكر هذه القصة هنا للعبرة والعظة سواء صحتها أم لا.

من الملاحظ أن قصص الأنبياء مليئة بالعبر والحيل الذكية، التي سمحت لهم بالتعرف على الجناة الحقيقيين بأسهل الطرق الممكنة، ومن بين هذه القصص القصة التالية:

قصة سيدنا يوسف وأخيه

من الحكايات الشهيرة جدا عن النبي يوسف وأخيه الصغير من نفس الأم بنيامين، الحكاية التالية: ولكن في البداية يجب التأكيد على أن تلك الحكاية من الحكايات المذكورة في القرآن الكريم، أي أنها من أهم الحكايات التي تروي عن الحيل لحل المشاكل التي نواجهها في الحياة وهي، بعد أن نجح النبي يوسف بعد أن أكرمه الله في تفسير حلم الملك بأنه سيأتي على البلاد سبع سنوات تملأ فيها الأرض بالخيرات.

ثم يأتي بعدها سبع سنوات جائعة، حيث لا يسقط المطر على الأرض وتنقص الخيرات، وبعد ذلك يأخذ النبي يوسف مهمة تخزين القمح في مخازن يتمكن من خلال حكمته تخزينه بطريقة تحافظ عليه لأطول فترة ممكنة وبأكبر كمية ممكنة لتلبية احتياجات الناس في ذلك الوقت، وتمتد الجفاف والجدب إلى البلدان المجاورة بما في ذلك بلاد النبي يعقوب ووالد النبي يوسف، والذي أمر أبنائه بالذهاب إلى مصر لجلب القمح والطعام.

بعد أن عرفوا من مجموعة من القوم أن عزيز مصر يعطي القمح للناس، وفعلا ذهب كل أبناء النبي يعقوب إلى مصر، وتمكنوا فعلا من الحصول على القمح، ولكن نبي الله يوسف استطاع التعرف على إخوته في تلك المرة، وأمرهم بأنه إذا نجحوا في جلب أخيهم الآخر معهم في المرة القادمة، سيحصلون على كمية أكبر من القمح، وكان الأخوة سعداء بهذا الأمر، وطلبوا من والدهم السماح لهم بأخذ أخيهم الصغير بنيامين معهم في الزيارة القادمة إلى مصر لجلب القمح.

لكنه رفض في بداية الأمر خوفا على ابنه من إخوته، بسبب ما فعلوه في أخيهم يوسف في الماضي ولم يعترفوا به، ولكنه في النهاية استجاب لطلبهم، مع تأكيدهم القوي بأنهم سيحرصون على أن يعود أخوهم سليما معافى إليهم مرة أخرى، وبالفعل ذهب جميع الأخوة إلى مصر، بما فيهم أخو نبي الله يوسف من والدته، بنيامين، والذي تمكن النبي يوسف من التعرف عليه بعد أن تعرف على بقية إخوته، ولكن من دون أن يكشف عن هويته لهم، باستثناء أخيه بنيامين.

والذي تمكن هو أيضا من التعرف على أخيه، واستطاعوا البقاء معا بفضل خطة بسيطة من النبي يوسف، حيث طلب من أحد الأشخاص في القصر وضع كأس الملك الثمينة في حقيبة طعام أخيه بنيامين، ثم تتبعه أخوته واتهموا أخاهم بنيامين بالسرقة، مما يعني أنه سيكون في سيطرة عزيز مصر.

بالفعل، نجح الوكيل في تنفيذ هذه الحيلة مع أخوة النبي يوسف (عليه السلام) وأخذ أخاهم بنيامين معه مرة أخرى في اتجاه القصر، وهذا زاد من حيرة أخوة النبي، ولكن في النهاية عادوا مرة أخرى إلى البلاد وأخبروا والدهم النبي يعقوب بما فعله ابنهم بنيامين، وشعروا بحزن شديد لفراق ابنهم الثاني بنيامين.

كان العوض عن فراق نبي الله يوسف، ولكنهم في النهاية عادوا لعزيز مصر وطلبوا السماح منه على ما فعله ابنهم بنيامين، وبالفعل عاد جميع الأخوة مرة أخرى للعزيز وطلبوا السماح لأخيهم بنيامين، وفي تلك المرة تمكنوا من التعرف على أخيهم نبي الله يوسف، وطلبوا السماح على ما اقترفوه من ذنب ضده، وتتابع الأحداث حتى يلتقي نبي الله يعقوب ابنه نبي الله يوسف.

قصة الأرنب والسلحفاة

تعد هذه القصة من القصص التي تحمل العديد من العبر والحكم، وليس فقط الحيل. تروي القصة أنه في يوم من الأيام، عرض الأرنب الصغير على صديقته السلحفاة إقامة سباق كبير، مع الاتفاق على أن الفائز سيحصل على كمية كبيرة من طعام الخاسر. اعتمد الأرنب في هذا التحدي على سرعته الكبيرة في الجري، بينما تفتقد السلحفاة هذه السرعة بشكل كبير.

بسبب حجم غطائها الكبير، وافقت على عرض الأرنب. بدأ السباق حيث تمكن الأرنب في البداية من التسارع بشكل أسرع من السلحفاة التي كانت تسعى جاهدة للفوز في السباق. ومع ذلك، اعتمدت السلحفاة في الأساس على غرور الأرنب الكبير الذي كان الدافع الرئيسي لعرضها في البداية.

الغرور الذي كان من أسوأ صفات الأرنب والذي كان السبب الرئيسي في خسارته لذلك السباق، حيث قام الأرنب بعد أن تمكن من اجتياز جزء كبير من السباق في بدايته بالتوقف عن الجري، واعتماده على أن السلحفاة بطيئة جدا ولن تستطيع مطاردته بسرعتها البطيئة، كما أخذ قيلولة بسيطة.

لكن للسلحفاة رأي آخر في تلك الفترة القصيرة للقيلولة، حيث استمرت في الجري خلال تلك الفترة حتى تمكنت من الوصول إلى المنطقة المتفق عليها مسبقا، وبذلك تمكنت السلحفاة من الفوز في السباق وكسر غرور الأرنب الماكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى