الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل اليأس دليل قرب الفرج

هل اليأس دليل قرب الفرج

اليأس هو صفة من صفات أهل الكفر، فلا يجوز للمسلم الصالح أن يشعر باليأس، بل عليه أن يرجو رحمة الله -سبحانه وتعالى- ويطمح فيها وذلك ليستجيب الله لدعائه، فاليأس لا يدل على قرب الفرج، بل هو من عوائق استجابة الدعاء.

اليأس هو خاصية تتعارض مع صفات المسلم وتمنع استجابة الدعاء. فهو يتعارض مع أداب الدعاء التي تشمل الاستمرار في التواصل مع الله وملء القلب بالثقة واليقين في قدرة الله تعالى على استجابة الدعاء وتحقيق الرغبات والتخلص من الشدائد. يجب على المسلم أن يدرك أن الله يستجيب للدعاء في الوقت المناسب والمناسب.

  • وذكر الله تعالى في القرآن الكريم صفات الكافرين وكانت من بين تلك الصفات اليأس، لذلك يجب على المسلم أن يبتعد عن تلك الصفة، وقال الله تعالى: “إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون”
  • ذكر في الحديث الشريف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حول اليأس وعدم اليقين بالله والشك في قدرة الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا تتساءل عنها: رجل يجادل الله في رداءه، فإن رداءه هو الكبرياء وإزاره هو العزة، ورجل يشك في أمر الله، والقنوط من رحمة الله”
  • اليأس يعتبر من الكبائر التي يقع فيها المسلم، وقال ابن مسعود: أكبر الكبائر هو الإشراك بالله والإستئناس بمكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من رحمة الله. وقد رواه الطبراني في “المعجم الكبير”
  • اليأس هو سبب يعوق استجابة الدعاء، ولا يعد دليلا على الفرج، بل يشير إلى استمرار الحالة السيئة والابتعاد عن الله تعالى. بالمقابل، المسلم الصالح الذي يثق في الله ويتفائل لديه يقين بقدرة الله ورحمته في استجابة الدعاء في الوقت المناسب. وفقا لأبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سيستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي

الداعي يأمل رحمة الله وقدرته في استجابة الدعاء، ويخشى عدم إيفاء حق الله تعالى. الشعور باليأس هو أحد الأمور التي يجب تجنبها، حيث تعوق الدعاء إلى الله ولا تؤثر في استجابته، لأنها من العوائق التي منعها الله وحث على الابتعاد عن الرسول صلى الله عليه وسلم. كما قال الله تعالى في القرآن: “ادعوا ربكم تضرعا وخفية، إنه لا يحب المعتدين، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا، إن رحمة الله قريبة من المحسنين.

في قصص الأنبياء، هناك العديد من الدروس والحكم حول صبرهم على البلاء والحصول على الجزاء العظيم من الله بسبب صبرهم وإيمانهم بالله وثقتهم في قدرته على كل شيء وتغيير الأحوال. في قول الله تعالى “حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين”، لا يقصد هنا اليأس من الله أو عدم استجابة الدعاء، ولكنه اليأس من الأشخاص وعدم إيمانهم بالله، ويكون هذا تعبيرا عن زيادة المحن على الأتقياء وإشارة إلى اقتراب الفرج.

علامات تدل على قرب الفرج

الله – سبحانه وتعالى – قادر على تغيير حالة الإنسان من الشدة والكرب إلى الفرج والفرح، ومن الشقاء إلى الراحة، ومن الفقر إلى الغنى، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم “لتركبن طبقا عن طبق” وهذا يعني أن هذه هي سنة الحياة وهي تغيير الحالة بشكل دائم، وهناك علامات قرب الفرج بعد ضيق الحال

بداية حدوث الشدة

  • وقوع العبد في الشدة أو البلاء هو بداية نقصان وقت الشدة واقتراب الفرج والتخلص من تلك المصاعب. فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- لكل بداية نهاية ولكل شيء أجل ونهاية معروفة
  • على المؤمن الصالح أن يستعين بالله -عز وجل- وبقوته في الصبر وتحمل البلاء والشدة التي يمر بها، وأن يتوقع التحسن والتغير إلى الأفضل

الرؤيا الصالحة يراها أو ترى له

  • تعتبر الرؤيا الصالحة هي بشر من عند الله -سبحانه وتعالى- ورسالة ممتلئة بالخير لمن يعاني، وتشير إلى أن النجاة قريبة ونهاية المحنة قد اقتربت، وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم “لم يبق من النبوة إلا المبشرات، فقالوا: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: الرؤيا الصالحة
  • والمبشرات في قول رسول الله هي البشارات التي أرسلها الله -سبحانه وتعالى- للعبد كمؤشر على قرب حلول الفرج

اشتداد الشدة

  • يختبر الله العبد الصالح بالبلاء ليعرف صبره وتحمله وقوة إيمانه بالله -سبحانه وتعالى- ويقينه به، وكما قال رسول الله “أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل”، أي أن الله يبتلي كلما أحب عبده كما فعل مع الأنبياء الصالحين
  • رفع الله الكرب والبلاء عن الكثير من الأنبياء والصالحين وكثير من العباد عندما تفاقم عليهم البلاء، وفي قول الله تعالى يخبر فيه أنه ينزل الفرج على رسله عندما يشتد بهم البلاء، حتى إذا يأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء.

زيادة التعلق بالله تعالى وقت الشدة

  • كلما زادت الصعوبات والمتاعب على العبد الصالح، كلما يجب عليه أن يزيد اعتماده وإيمانه بالله -تبارك وتعالى- والتوكل عليه، والثقة في أن الله قادر على إزالة الصعوبات مهما كانت شدتها.
  • وعلى العبد الصالح أن يعلم أن البلاء مؤقت وأن الله -عز وجل- قادر على إزالته، فكلما تمسك العبد بالله -سبحانه وتعالى- وزاد إيمانه، كلما اقترب وقت النجاة

التوفيق للدعاء

  • إذا وفق الله العبد للدعاء، فإنه سيجاب، وإذا أصاب الله العبد بالبلاء لاستخراج الدعاء منه وليعود العبد إلى الله ويتعلق به
  • الدعاء هو أحد أعداء الصعوبات والمصاعب، لأنه هو السبب في اقتراب النجاة، وهو السبب في جعل الله -تعالى- يحول الحال من البلاء إلى النجاة، فالدعاء يمنع البلاء قبل أن يحدث ويخففه عندما يحدث، والدعاء القوي يزيله تماما

اشتداد الصبر كلما زادت الشدة

  • الصبر هو إشارة من إشارات اقتراب الفرج، لذلك يجب على الشخص الذي يعاني الابتلاء أن يتحلى بالصبر للتخلص من البلاء والصعوبة وتحقيق الفرج، فالتذمر وعدم الصبر على أمر الله والبلاء لن ينفع
  • مثلما مدة البلاء تضر المبتلى، الصبر يخفف من البلاء، تماما كما صبر سيدنا أيوب -عليه السلام- على البلاء لفترة طويلة حتى تحولت الضيقة إلى الفرج

التوبة عند حدوث الشدة

  • ينزل الله الابتلاء والمحن على العبد بشدة ليعود إلى الله ويقترب منه، ويتوب على السيئات ويستغفرها. فإن السيئات هي سبب رئيسي للبلاء الذي ينزل على العبد
  • عندما يترك العبد الأسباب التي كانت سببا في معصية الله -سبحانه وتعالى- ويترك الذنوب التي كانت سببا في الابتلاء والكرب، فإن الله سيغير الحال من البلاء إلى الفرج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى