التعليموظائف و تعليم

من فضائل العلم الشرعي في السنة السنوية

من فضائل العلم الشرعي في السنة السنوية

ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة فضائل العلم الشرعي، وسنحاول ذكر بعض تلك الفضائل فيما يلي.

العلماء ورثة الأنبياء

يعتبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن العلم هو الميراث الذي تركه الأنبياء- عليهم السلام-، وأكد على أن العلماء هم الذين يرثون هذا الميراث العظيم، ولهم الكثير من الفضل بسبب عملهم في نشر علم رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وأنهم في النهاية سيحصلون على نصيب كبير من الخير، وذلك واضح في الحديث الشريف الذي ذكره أبو الدرداء- رضي الله عنه-: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-

من سلك طريقا يسعى فيه للحصول على المعرفة، يسلك الله به طريقا من طرق الجنة. وإن الملائكة تفرح وتسر بالطالب للعلم وتفتح أجنحتها ترحيبا به. وإن العلماء يغفر لهم من السكان السماويين والأرضيين. والحيتان في أعماق الماء. وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر في ليلة البدر على سائر الكواكب. وإن العلماء ورثة الأنبياء، فهم لم يرثوا مالا ولا ثروة، بل ورثوا المعرفة، فمن أخذها فقد نال نصيبا وفيرا

رواه أبو داود

وقد أوضح لنا الحديث السابق العديد من النقاط المختلفة، والتي توضح أهمية البحث عن العلم الشرعي والعلم بشكل عام، فقد أوضح لنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- النقاط التالية من هذا الحديث الشريف.

  • أقر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأن طلب العلم الشرعي والديني، من جميع مصادره، هو الطريق للوصول إلى الجنة بدون تعب يوم القيامة.
  • وقد ذكر رسول الله- ﷺ- أن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم، كتعبير عن رضاها على طلبه للعلم الشرعي، فيضع الملائكة أجنحتها ليتمكن طالب العلم من السير عليها، أو يمكن أن يعنى ذلك أن الملائكة تتوقف عن الطيران وتنزل إلى طالب العلم لتستمع إلى علمه.
  • كما ذكر رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، تستغفر للعالم كل المخلوقات في السماوات والأرض، حتى الأسماك في الماء. يعملون جميعا على طلب المغفرة له من الله – عز وجل – لذنوبه، أو قد يكون المقصود بهذا المجاز الإشارة إلى حسن أعماله، وذلك بسبب فائدة المعرفة الشرعية العامة، حيث ترتبط مصالح كل شيء ومنافعه بتلك المعرفة التي يتعلمها.
  • ثم قدم لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تفصيلا حول الفرق بين فئتين من أولئك الذين يتعلمون العلم الشرعي، وهما العالم والعابد. العالم هو الشخص الذي يكتسب المعرفة ويعمل بأسسها وقواعدها الصحيحة، أما العابد فهو الشخص الذي يهتم بالعبادة أكثر من المعرفة، وقد وصف النبي – صلى الله عليه وسلم – الفرق بينهما بأن العالم مثل نور القمر الذي ينير الأرض في الظلمات، بينما العابد مثل نور الكواكب الذي يظهر ولكنه لا ينير ولا يفيد غيره. وهم العباد.
  • كما ذكر رسول الله- ﷺ- مقام العلماء مقارنة بالأنبياء- عليهم السلام-، فقد أشار رسول الله إلى أن العلماء هم من يورثون الأنبياء، فالأنبياء- عليهم السلام- لم يتركوا ميراثا ماديا أو مالا، ولكنهم تركوا العلم النافع الديني، ومن يعلم به ويستفيد منه ويعمل به وينصح الناس فيه، فقد ورث مقام الأنبياء، وحصل على نصيب كامل وشامل، وهذا أمر عظيم.

العلم الشرعي هو طريق النجاة في الحياة

العلم الشرعي هو الطريق الرئيسي لمعرفة الله -تبارك وتعالى-، والذي من خلاله يتم توجيه الناس لعبادة الله -تبارك وتعالى- كما يرغب الله -جل جلاله- في أن يعبد، وبالتالي فإن طريق العلم الشرعي هو الطريق الصحيح للنجاة في هذه الحياة الدنيا، والفوز بالآخرة، وتجنب العذاب والعقاب فيهما، فهو الطريق الصحيح للابتعاد عن الشهوات والشبهات، وذكر أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

إن الدنيا ملعونة بما فيها، إلا ذكر الله وما يرضيه، والعلم، أو المتعلم

رواه الترمذي

إن في تعليم العلم الشرعي فائدة لمعلمه ومتعلمه

تحدث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أهمية العلم الشرعي وفوائده، وثوابه لكلا طرفي العملية التعليمية، سواء كان المتعلم أو الطالب، أو المعلم أو المتبحر في العلم. وذكر معاذ بن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:

من علم علما فله أجر من عمل به، ولا ينقص من أجر العامل

في الصحيح الجامع

من فضائل العلم الشرعي في القرآن الكريم

ذكر الله في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تتحدث عن فضائل العلم الشرعي، مع ذكر العديد من الفضائل التي يحصل عليها الطالب والعالم في العلوم الشرعية في الحياة الدنيا والآخرة، ومن بينها كل ما يلي.

  • رفع المولى، تبارك وتعالى، شأن طالب العلم وذلك على حساب قدر الجاهل في الدنيا والآخرة. ذكر الله ذلك بوضوح في القرآن الكريم، حيث قال: “يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم، وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات. والله بما تعملون خبير” (سورة المجادلة الآية: 11)
  • قد قدم الله-تبارك وتعالى- العلم قبل الإيمان في العديد من الأماكن في القرآن الكريم، والتي تشير إلى أهمية العلم. فالإيمان الصحيح لا يحقق إلا بناء على المعرفة والمعرفة، وبناء على ذلك وصف الله-تبارك وتعالى- أهل العلم بأنهم أكثر الناس ثباتا في يوم الحشر، مما يدل على قوة إيمانهم النابعة من المعرفة واليقين.
  • ذكر الله- عز وجل- العلماء بأنهم الأكثر خشية له، وخوفا منه، وذلك لأنهم وصلوا بعلمهم إلى ما لم يصل إليه الكثيرون من مدى قدرة الله- عز وجل- في خلقه وعجائب قدرته، مما جعلهم يدركون حقيقة الرسالات، ويزدادون يقينا بقدرة الله- تعالى- العظيمة، والتي تجعلهم يخشون لقاء الله- تعالى- فيعملون لهذا اليوم العظيم أكثر من غيرهم من الناس.

طلب العلم الشرعي

لا شك في أن كتب العلم الشرعي هي أهم الكتب التي توضح للمسلمين والمؤمنين طرق العبادة وأدوار الطاعة والطريقة الصحيحة التي يريد المولى – تبارك وتعالى – منا أن نعبده بها ودورنا في هذه الأرض ولماذا خلقنا من الأساس؟ جميع هذه الأسئلة الكثيرة تحتوي على إجابات في كتب العلم الشرعي وأصوله ومصادره، وأهم هذه الكتب على الإطلاق هو القرآن الكريم، تليه مباشرة كتب أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتأتي بعدها العديد من الكتب التي تشرح وتوضح وتبحث وتدرس في هاتين الكتابين، وما زال العمل مستمرا في بعض الفروع حتى يومنا هذا.

  • كما ذكر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن العبد المسلم الذي يريد الخير بواسطة الله، يفقهه في الدين، وبهذا يبلغ كل الخير والثواب العظيم، فيصبح من زمرة العلماء ويصير من كوكبة الحاصلين على إرث الأنبياء سلام الله عليهم أجمعين-.
  • أما من أراد الله له الخسارة في الدنيا والآخرة، فإنه يفتح له باب الجهل، ويغلق أمامه أبواب العلم، فلا يستطيع التأمل واكتساب الفهم في العلوم الشرعية، بل يتعامل معها بشكل سطحي، وحتى ينسى بعض الضروريات منها- ونعاذ بالله-.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى