مفهوم القوانين الصفية وأهميتها

يجب أن يكون هناك جو من التناغم والنظام داخل الصف الدراسي بين الطلاب والمعلم، وبين الطلاب أنفسهم، وهذا يظهر أهمية وجود قواعد تنظم الأدوار التي يجب أن يؤديها كل منهما، وتساعد على توضيح المسؤوليات والواجبات والسلوكيات المطلوبة سواء من الطلاب أو المعلمين أثناء وجودهم في الصف.

بعض هذه القواعد يتم وضعها من قبل المدرسة، مثل مواعيد الانصراف والحضور وضرورة الالتزام بزي المدرسة المحدد، وبعضها يتم وضعه من قبل المعلم، وهناك قواعد أخرى يتعاون في وضعها المعلم والطلاب معا، وتعود أهمية هذه القواعد والقوانين في الحفاظ على الانضباط بالصف وتمكين التواصل الناجح والفعال بين الطلاب والمعلم، وبين الطلاب أنفسهم.

القوانين الصفية

يؤدي المدرس الدور الأساسي والأكبر في نظام القوانين الصفية حيث يمثل العنصر الذي يتوقف عليه التزام الطلاب بهذه القوانين أو عدم امتثالهم لها. إنه الركيزة الأساسية التي يتوقف عليها نجاح نظام التعليم، حيث تعمل على خلق بيئة تعليمية نموذجية تنشئ أجيالا قادرة على تحمل المسؤولية والالتزام بالقواعد والقوانين المختلفة في الحياة لاحقا. وفيما يلي ما يجب على المدرس القيام به:

• القيام بعرض قواعد الفصل بوضوح.
• يجب على الطلاب اتباع الطريقة التي يمكنهم من خلالها تنفيذ التوجيهات اليومية في الصف الدراسي، مثل كيفية الدخول والخروج، وكيفية طلب الإذن.
• يتم عرض التدابير التي يمكن للطلاب اتخاذها لتعزيز مشاركتهم في تنفيذ القوانين، مع شرح الإجراءات التي سيتم اتخاذها ضد أي طالب ينتهك القوانين والتعليمات.
• أرسل نسخة من قوانين الصف إلى أولياء الأمور لتشجيعهم على الالتزام بهذه القوانين.
• من الأمور المهمة أن ينبه المعلم كل من الطلاب والطالبات إلى أهمية هذه النظم منذ بداية الصف الدراسي، بالإضافة إلى تذكيرهم بها في مختلف الأوقات وتخصيص وقت لتدريبهم عليها بين الحين والآخر.
• تعليمهم هذه الأشياء عن طريق الكلام أفضل من القيام بالأفعال، فالمعلم يكون قدوة لطلابه ويسلكون طريقه، وعندما يظهرون الالتزام بهذه القوانين، سيقومون بفعل المثل

القوانين الصفية للمرحلة الابتدائية

تبدأ تذكير الطلاب بالقوانين الصفية وتعليمهم إياها منذ السنوات الأولى الثلاث من مرحلة التعليم الابتدائي وبعد ذلك عند بداية السنوات الدراسية التالية سيكون اتباعهم للقوانين الصفية والالتزام بها نمط حياة يلتزمون به تلقائيا بدون أن يوجه إليهم.

صياغة القوانين الصفية

مسؤولية صياغة القوانين المدرسية تقع على المعلم، ويجب عليه أن يهتم ببعض الأمور، بما في ذلك:

• صياغتها بلغة سهلة ومفهومة حتى يتمكن الطلاب من فهمها.
• قابليتها للتنفيذ وإمكانية تدريب الطلاب عليها.
• مشاركة الطلاب بوضعها بما يجعلهم حريصين على الالتزام بها.
• أن تكون القوانين منطقية ولا تتعارض مع المنطق والعقل.
• التعبير عنها للطلاب بصورة واضحة وإيجابية.
• يتم صياغة القوانين في إطار يراعي الاعتبارات الدينية والأخلاقية والتربوية.
• لا ينبغي أن تكون القوانين صعبة التنفيذ، بل يجب أن تكون قابلة للتطبيق وأن يحرص المعلم على تنفيذها حتى لا تكون مجرد شعارات تردد بدون العمل بها.

أهمية القوانين الصفية

توجد العديد من الفوائد المرتبطة بالعملية التعليمية، بما في ذلك أهمية القوانين الصفية، ومن بينها ما يلي.

• ما توفره من تفاعل الطلاب داخل الصف، وبالتالي تفاعلهم في جميع جوانب الحياة خارج المدرسة.
• تساهم القوانين الصفية بشكل كبير في تعزيز التفاعل بين الطلاب والمعلم، وبالتالي تخلق جوا نشطا واجتماعيا بينهم.
• التجارب التعليمية وتحقيق أثر التعلم لا يتم في صفوف تسودها العشوائية والفوضى، بل يحتاج إلى نظام منظم يسمح بتطوير التجربة بين الطلاب.
• تلك القوانين تعتبر وسيلة لتنظيم التفاعل بين الطلاب والمعلم، وبينهم أنفسهم أثناء شرح المعلم للدرس، وبالتالي يكتسبون مهارة الالتزام في جميع جوانب الحياة اليومية.

القواعد الصفية للمعلم

هناك بعض القوانين التي يجب على المعلم أن يلتزم بها أثناء تواجده في الصف وأثناء شرح الدرس، ومن أهم هذه القوانين هي:

• يجب عليه أن يمتنع عن ممارسة الاستبداد أثناء فرض قوانين السلوك على الطلاب، حتى لا يتسبب في إثارة الذعر في نفوسهم، وبالتالي لا يلتزمون بها إلا خوفا منه ولا يطبقونها إلا أمامه.
•  عليه أن ينتبه لما يقوله ويفعله مع الأهمية الكبيرة للالتزام بضبط النفس، خاصة عند التعامل مع الأطفال الصغار، حيث يكون الأطفال في ذلك السن صعبي التعامل معهم، وغالبا ما يتسببون في إثارة انفعال المعلم.
• الصبر على تعلمهم القوانين والعلم يستغرق وقتا طويلا ولا يحدث بسرعة.
• رفض المعلم السخرية من أي طالب بغض النظر عن نوع السلوك الذي ارتكبه حتى لا يتعلم الطلاب سخرية منه ويطبقونها بينهم، ولكي لا يزيد سلوك هذا الطالب عدوانية وسوءا نتيجة للإهانة التي تعرض لها أمام زملائه.
• يجب تجنب استخدام أسلوب الضرب كعقاب للطلاب، حيث توجد العديد من الطرق الأخرى لمعاقبتهم بدون إيذاء جسدي، مثل حرمانهم من بعض الدرجات.
• يجب على المعلم عدم التسرع في إصدار العقاب وتنفيذه على الطالب المخطئ، ولكن ينبغي عليه أن يكون حكيما وأن يحاول توجيه الطالب إلى الصواب قبل تنفيذ العقاب عليه.

القوانين الصفية للطلاب

هناك العديد من القوانين الصفية التي يتعين على الطلاب الالتزام بها عند وجودهم في المدرسة، ومع الوقت ستصبح هذه القوانين جزءا لا يتجزأ من شخصيتهم ويتعين عليهم الالتزام بها أيضا خارج المدرسة، ومن بين هذه القوانين الأهم التالية:

• يجب على كل طالب التعامل بادب مع زملائه.
• عدم السماح لأي طالب بالاعتداء على زميله سواء بالفعل أو القول.
• أن تتعامل بلطف وإحسان كقاعدة أساسية في جميع المعاملات داخل الصف.
• احترام كل طالب لما لزملائه عليه من حق.
• الامتناع التام عن التعرض لأو الاعتداء على أغراض الزملاء أو استخدامها بدون إذن.
• يجب أن يتعامل الجميع بالمساواة ويتجنبوا التفضيل بناء على اللون أو الدين أو العرق، ويجب على الطلاب أن يدركوا أنهم متساوون ولا يوجد منهم أفضل من الآخر.
• الالتزام بأداء الواجب المدرسي وتسليمه في الموعد المحدد من قبل المعلم، واتباع جميع ما يطلبه المعلم والالتزام به.
• عدم مغادرة الصف الدراسي دون الحصول على إذن المعلم، وعدم التدافع أثناء الخروج الجماعي، أو الدخول جميعا في وقت واحد.
• المحافظة على نظافة الفصل.
• يجب على الطلاب الحرص على الحفاظ على ممتلكات المدرسة سليمة وعدم إلحاق الضرر بها، ويجب أيضا أن يحافظوا على أغراضهم الشخصية.
• يجب أن يتحدث المرء بلباقة واحترام تجاه المعلم وزملائه.

يجب أن نذكر أن القوانين الصفية، على الرغم من عدم تضمينها في المنهج الدراسي، لا تفقد أهميتها. فقد أصبحت تمثل الأساس الذي يقوم عليه المجتمعات لتعليم طلابها بأساليب علمية منذ الصغر. إنهم الجزء الأهم في المجتمع، وبالتالي يجب تهيئتهم لتحمل المسئوليات في المستقبل والالتزام بالقواعد والنظم الموضوعة. لذلك، يعتبر تعليمهم القوانين الصفية خطوة أولى لتحقيق هذه الأهداف منذ الصفوف الدراسية.

ما الفرق بين القواعد والاجراءات في الادارة الصفية؟

بعد عرضنا القوانين الصفية، يجب وجود إدارة للصف لضمان اعتماد القوانين الصفية، وبشكل عام، سنتحدث فيما يلي عن الإدارة الصفية.

تعريف الإدارة الصفية

التحكم في سلوك الطلاب وتوجيههم بطريقة تعزز العملية التعليمية وتعمل على اتمامها، من خلال تشجيع السلوك الايجابي والتخلص من السلوك الغير مناسب واقامة نظام صفي وتنظيم سلوك الطلاب وفقا للقواعد والانظمة الصفية المحددة لتسهيل التفاعل الصفي وتحقيق الاهداف.

• وذلك يتم بواسطة المعلم الذي يقوم بإنشاء نظام خاص للصف، ويتضمن هذا النظام توضيح المعايير والإجراءات السلوكية، ويتم الاتفاق عليها مع الطلاب، ويتضمن أيضا توضيح السلوكيات المرغوب فيها والسلوكيات غير المرغوب فيها من قبل الطلاب، ويعمل المعلم على توجيههم نحو السلوك الصحيح؛ وذلك لتطبيق هذا النظام.

العوامل المؤثرة في ضبط الصف

هناك العديد من العوامل التي تؤثر بشكل ملحوظ على تنظيم الصف، ومنها ما يلي:

• توفر مساحات تسمح للطلبة بالتحرك بحرية
• نمط المعلم بإدارة الصف
• عدد الطلبة
• توافق الأدوات والأجهزة والمعدات مع احتياجات الطلاب
• نوعية الطلبة وخلفياتهم الاجتماعية والثقافية وخبراتهم
• حجم حجرة الدراسة
• نوعية المعلم وخبراته السابقة

أسباب مشكلات عدم الانضباط

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المشاكل المتعلقة بعدم الانضباط الصفي، ومن بينها كل ما يلي:

• اكتظاظ حجرة الصف
• العدالة
• جمود طرق التدريس
• المشكلات الانفعالية والقصور الحسي
• نقص الدافعية لدى الطلبة
• عدم الاهتمام بالفروق الفردية
• نمط المعلم بإدارة الصف
• عدم وجود نظام واضح متفق عليه

عوامل تساعد على تحقيق الانضباط

بالنسبة للعوامل التي تساعد المعلم على تحقيق الانضباط في الصف، فهي كما يلي:

• تدريب الطلبة على الانضباط الذاتي
• اعتبار الضبط الصفي عملية وقائية
• التعرف إلى خصائص الطلبة وقدراتهم
• التعزيز الإيجابي
• إشراك الطلبة وتوزيع المسؤوليات
• كسر الروتين والملل والرتابة
• تدريب الطلبة على الهدوء
• علاقة إيجابية بين المعلم والطلبة
• الاتفاق المسبق بين المعلم والطلاب حول السلوكيات المقبولة والمعايير والإجراءات

خطوات تحقيق الانضباط الصفي

لتحقيق الانضباط الصفي، يجب على المعلم أن يتبع بعض الخطوات الأساسية، والتي تعد ضرورية لتحقيق الانضباط داخل الصف، وذلك لضمان تنفيذ العملية التعليمية وتحقيق أهدافها، وتلك الخطوات هي كما يلي:

• التخطيط الجيد للحصة يشمل تحديد القواعد التي تحدد سلوك الطلاب المتوقع، وتوضيح الإجراءات المتخذة في حالة سلوك غير مرغوب فيه. يجب أن يكون التخطيط شاملا لجميع جوانب العملية التعليمية في الصف، بما في ذلك التحضير للدرس باستخدام استراتيجيات متعددة وتوقع أسئلة الطلاب وتحديد مسار الحصة.
• إقامة القواعد والعمل بها طوال مدة الصف الدراسي.
• مراجعة النتائج.
• توضيح السلوك الجيد وتعريضه لباقي الطلاب والثناء على فاعله.
• المشاركة مع أولياء الأمور في التنظيم الموضوع.

أسئلة شائعة