الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما معنى كلمة ان مع العسر يسرا

ما هو معنى عبارة “إن مع العسر يسرا”، نحتاج بشدة إلى أن نعيش في حالة دعم نفسي، وأفضل دعم يأتي من الله الرحمن الرحيم، وذلك بسبب معرفتك بأنه هو رب الكون وخالق المعجزات ورب المستحيلات، ستجعلك واثقا أنه سيكون هناك مخرج من الأزمة وفرج بعد الشدة وعافية بعد المصائب، ستجد نفسك تعيش في هدوء وأمان، لا تحاول حساب المستقبل ولا تفكر كثيرا في ما سيحدث، ستعيش في حالة توكل مصحوبة باليقين أنه لا يمكن أن يكون هناك عسر بدون يسر، ومن خلال هذه المقالة سنتحدث عن قوله تعالى “إن مع العسر يسرا” وآراء علماء تفسير القرآن الكريم، فتابعونا.

ما معنى كلمة إن مع العسر يسرا

تحتوي القرآن الكريم على العديد من الكلمات ذات المعاني السامية، والتي تؤكد على عظمته ودقته في الوصف، ومن بين هذه الآيات آية “فإن مع العسر يسرا”، وسنتعرف فيما يلي على معنى هذه الآيات الرائعة

  • هذه الآية جاءت من آيات سورة الشرح وتتألف من ثماني آيات محكمة.
  • يتحدث الله تعالى بهذه الكلمات كما لو أنه يناجي نبيه ويبشره بالخير والسهولة التي ستتبع الصعوبة.
  • وسورة الشرح من السور المكية والتي نزلت بعد سورة الضحى مباشرة.
  • تأتي هذه السورة لتخفف على رسول الله صلى الله عليه وسلم المتاعب التي كان يواجهها في سبيل الدعوة ونشر الإسلام.
  • تعتبر رسالة من الله لبث الأمن والأمان في نفس النبي والمسلمين بعده، وللتأكيد على أن الله تعالى يقف إلى جانبه.
  • تعتبر علامة على اليأس من الإيمان، وأن الدنيا هي مكان البلاء الذي يجب على المسلم أن يظهر فيه الصبر والثبات لكي يحظى برضا الله ونعيم الآخرة.
  • تنشر آياتها الأمل من جديد في قلوب كل من يقرأها، فتجدد عزيمتهم وتمنحهم الصبر والبشرى من الله بأنه لا يوجد بلاء دائم.
  • تساعد المؤمن على الاستعانة بالقوة والتوكل على الله تعالى، والاطمئنان بكرمه، وأنه لن يترك عباده في الصعوبات دائما.
  • هذا يشير إلى أن طوق النجاة لا يزال موجودا وسيمنحه الله للعباد في الوقت المناسب.

أولاً: إن مع العسر يسرا تفسير ابن كثير

يعتبر ابن كثير أن قول الله تعالى “فإن مع العسر يسرا” وتكرارها علامة على التأكيد الذي يود الله أن يخبر به نبيه والمؤمنين، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لن يغلب عسر يسرين”.

ثانياً: إن مع العسر يسرا تفسير الطبري

  • يقول الطبري إن قوله تعالى “فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا” هو تذكير للنبي بأن الصعوبة والبلاء لا يدومان 
  • كما تعتبر بشرى من الله تعالى على تحسن الظروف ووجود السعادة والتسهيل التي ستجعله يتخلص من أذى المشركين والكفار، ويحقق له الانتصار
  • من الممكن أن الرسول قد قال لأصحابه بعد نزول هذه الآية “فرحوا، قد أتاكم اليسر، فإن العسر لا يدوم ويأتي بعده يسر” .

ثالثاً: إن مع العسر يسرا تفسير الجلالين

تم تحقق هذه الآية وصدق الله العظيم في ذكرها عندما يمكننا أن نشهدها كثيرا في الواقع، كما أتى اليسر للنبي بعد العسر، فبعد أن واجه العديد من المشاكل والأذى وصبر وتحمل، جاء النصر من الله، وها نحن نشهد اليسر الذي تحقق للنبي بعد أن أصبحت الأمة الإسلامية من أكبر الأمم في العالم.

رابعاً: تفسير القرطبي

يؤكد القرطبي أن هذه الآية تستخدم للإشارة إلى الفرج الذي سيعيشه المسلمون بعد فترة صعوبة ويأس، وأن الله أنزلها لتزيد من صبرهم وقدرتهم على تحمل الصعاب، ولتبشرهم بأن السهولة ستأتي لهم بالضرورة، وأنه لا يوجد صعوبة في الدنيا إلا وبجانبها سهولة، وأكد الله تعالى ذلك مرتين، ويرى القرطبي أن هذه الآية قد تكون بشارة من الله تعالى بفتح مكة، وبذلك يكون المقصود بالصعوبة هو خروج المسلمين من مكة بالإكراه، ثم عودتهم مرة أخرى لفتحها وتحقيق النصر.

خامسًا: تفسير الرازي

فسر الإمام الرازي الآية الكريمة بأنه عند تواجد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، عايره المشركون بفقره. قالوا له إنه إذا طلب بدعوته تلك المال، فهم قادرون على إعطائه الكثير من الأموال بشرط أن يترك تلك الدعوة. هذا الأمر أحزن الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا وظن أن الكفار يرفضون قبول دعوته للإسلام بسبب فقره.

لذلك نزلت سورة الشرح، التي تبين عظمة الفضائل التي يمتلكها الرسول الكريم وتحمل بشارة للنبي الكريم بالغنى بعد العسر. تأكد الله على أن سبب تنكير كلمة يسر هو تعظيم وتوضيح لعظمة اليسر الذي سيمتلكه الرسول في الآخرة، مع الأجر العظيم، وفي الدنيا بفتح البلاد وتعزيز كلمة الإسلام في مختلف الأماكن حوله.

سادسًا: تفسير البيضاوي

أكد الإمام البيضاوي أن العسر المذكور في الآية الكريمة يشبه ضيق الصدر والإيذاء من القوم الضالين، ولذلك نزلت سورة الشرح لتؤكد للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه بعد كل العسر الذي واجهه من المشركين في سبيل الهداية والدعوة، سيأتيه يسر كبير من الله عز وجل وتحل مشاكله، وأكد أيضا أن كلمة “إن مع” المذكورة في الآية تؤكد على اقتراب موعد اليسر بعد العسر.

سابعًا: تفسير السعدي

فسر الإمام السعدي الآية الكريمة بأن اليسر دائما يرافق العسر، حتى لو استمر لفترة طويلة وأصبح شديدا. يؤكد ذلك استخدام “العسر” مع التعريف “ال”. وهذا يشير إلى أنه مهما طالت مدة العسر والصعوبة، ستأتي بعدها اليسر بالتأكيد.

ثامنًا: تفسير البغوي

أكد الإمام البغوي أن هذه الآية نزلت لتأكيد الرخاء والنعم التي سينعم بها الرسول “صلى الله عليه وسلم” بعد المحن والكروب التي تعرض لها أثناء دعوته للمشركين. كما أشار الإمام إلى أن تكرار ذكر هذه الآية هو لتعظيم وتأكيد البشرى للرسول “صلى الله عليه وسلم.

إن بعد العسر يسراً شعر

هناك بعض الأبيات الشعرية التي تناولت مكنون الآية، وأكدت على أن العسر لابد أن يعقبه اليسر، ومنها:

أيها الدهر الكئيب تبسم         إن بعد العسر الشديد يسرا

وترنم فالنصر آت قريباً        يصرع الخير في الوجود الشرا

سيسود الخلاص كل قبيل        ويعم الســلام برا وبحرا

ويطل الربيع يرقص بشراً       وتفوح الرياض طيباً وعطرا

  • وهكذا قال أبو القاسم الشابي “لا بد لليل أن ينجلي…. ولا بد للقيد أن ينكسر”.
  • وقال محمد بن إدريس الشافعي “ضاقت فلما استحكمت حلقاتها… فرجت وكان يظنها لا تفرج”.
  • وفيما يتعلق بالحسن رضي الله عنه، قال: “الصبر هو كنز من كنوز الخير، ولا يمنحه الله إلا لعبده الكريم الذي لديه.

إن مع العسر يسرا إعراب

نعرب في التالي ذكره مفردات آية : “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5)”:

  • إن مع العسر يسرا: جملة استثنائية لا يمكن إعرابها.
  • إن: حرب مشبه بنصب والفعل المصدري.
  • مع: ظرف متعلق بخبر إن المحذوف المقدم.
  • العسر: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
  • يسرا: اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة.

إن مع العسر يسراً عائض القرني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى