الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة الاضحية للاطفال والدروس المستفادة منها

قصة الاضحية للاطفال والدروس المستفادة منها

قصة ذبح سيدنا إبراهيم لابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام هي واحدة من أبرز القصص المذكورة في القرآن الكريم والتاريخ الإسلامي، وتحمل العديد من العبر والدروس التي ما زال المسلمون يستفيدون منها حتى اليوم.

  • لم يكن لله تعالى أن يرزق نبيه إبراهيم عليه السلام بالأطفال حتى بلغ الثمانين من عمره، فقد تزوج من السيدة هاجر عسى أن يرزقه الله منها بأطفال، وبالفعل رزقه الله بولده إسماعيل.
  • كان سيدنا إبراهيم يحب ابنه سيدنا إسماعيل بشدة، فأراد الله عز وجل أن يختبر الأب في أعز ما يملك.
  • في يوم من الأيام، رأى سيدنا إبراهيم عليه السلام في حلمه أنه يضحي بابنه إسماعيل، فتأكد بأن تلك الرؤية هي رسالة من الله، لأن رؤى الأنبياء هي حق ووحي من الخالق العزيز الجليل.
  • فقد جاء في قول الله تعالى في سورة الصافات: بعد أن بلغ السعي، قال له ابني: إني رأيت في الحلم أني سأذبحك.
  • قام سيدنا إبراهيم بتنفيذ رؤيته لسيدنا إسماعيل، ووجد ابنه يستجيب بحب وطاعة لأوامر الله، وكان راضيا وصابرا ومحتسبا.
  • فقد جاء في قول الله تعالى في سورة الصافات: اعمل ما تؤمر به يا أبت، ستجدني إن شاء الله من الصابرين.
  • بعدما أعطى سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه تفويضا من الله عز وجل، قرر تنفيذ أمر الله، فأخذ ابنه إلى مكان بعيد، وخلع إسماعيل قميصه ليكون كفنه بعد وفاته، وجعل إبراهيم ابنه إسماعيل ينام على وجهه لكي لا ينظر إليه فيشفق عليه، ووضع قرب حلقه لوحة نحاسية ليستخدمها في ذبحه.
  • أعد إبراهيم ابنه إسماعيل للذبح، وأعد وقال بسم الله والله أكبر، وفي هذه اللحظة ناداه الله عز وجل، كما ورد في سورة الصافات: “يا إبراهيم، قد صدقت الرؤيا، إنا كذلك نجزي المحسنين، إن هذا هو البلاء المبين”.
  • فأرسل الله تعالى كبشا أبيضا ذو قرون عظيمة، ثم قام سيدنا إبراهيم عليه السلام بذبحه بدلا من ابنه إسماعيل، وهذا ما ورد في قوله تعالى في سورة الصافات: “وفديناه بذبح عظيم.
  • وقد اعتبر المسلمون هذا اليوم عيدا لهم، حيث يقدمون الأضحية كتقرب إلى الله.

الحكمة من الأمر بذبح إسماعيل

لم يأت ابتلاء ذبح سيدنا إبراهيم ابنه إسماعيل عليه السلام عبثا، فهناك أكثر من حكمة من أمر الله لنبيه بهذا الفعل وهي:

تحقيق معنى العبودية

  • بعد أن دعاه الله سبحانه وتعالى، رزق النبي إبراهيم ابنه إسماعيل بطفل ذكر.
  • عند حدوث ذلك، تعلق قلب سيدنا إبراهيم بابنه بشدة، ولذلك اختبره الله وأمره بذبح الشخص الأعز إليه، فاستجاب إبراهيم عليه السلام لأمر ربه دون أن يشعر بأي غضب في قلبه.
  • وعندما كان يعتزم أن يذبح ابنه ، تأكد أن حب الله في قلبه وعبادته له يفوق حبه لابنه إسماعيل ، فأنزل الله الذبيح ليكون فداء لإسماعيل ، لأنه لم يكن هناك غاية من الذبح بعد ذلك.

السرعة في تنفيذ ما أمر به الله

  • عندما رأى إبراهيم عليه السلام في حلمه أنه يذبح ابنه، فهم أن ما رآه لم يكن إلا أمرا من الله عز وجل لتنفيذ ما جاء في الرؤية.
  • ولذلك ذهب إلى ابنه دون تردد، وأخبره بما رأى، فكان ذلك اختبارا للأب وابنه، وأنقاد إبراهيم عليه السلام لأداء أمر ربه بسرعة.
  • وكما أجاب سيدنا إسماعيل عليه السلام على أمر ربه، لم يكن في قلبه إلا الصبر تجاه هذا البلاء العظيم، وساعد والده في تنفيذ ما أمره الله به.

تبدل الغيرة في قلب سارة إلى حب

  • كانت سارة زوجة إبراهيم عليه السلام تشعر بغيرة شديدة تجاه هاجر، وزادت هذه الغيرة بعد أن أنجبت هاجر ابنها إسماعيل عليه السلام.
  • أراد الله تعالى أن يخفف من غيرة السيدة سارة، لذا أمر إبراهيم بأن يأخذ هاجر وابنها للعيش في مكة.
  • عندما أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل، كانت قلب سارة مليئة بالغيرة تجاه هاجر وابنها، وتحولت هذه الغيرة الشديدة إلى حب ورحمة.
  • أحسن الله تعالى معاملة السيدة هاجر وجبر قلبها، عندما جعل المكان الذي سارت فيه مع ابنها وما تركته من آثار مكان عبادة للمسلمين من جميع الأماكن. وكانت تلك نهاية سعيدة لابتعادها ووحدتها واستسلامها لأمر الله عز وجل.

الدروس المستفادة من قصة ذبح إسماعيل

من الدروس التي يمكن استخلاصها من قصة ذبح سيدنا إسماعيل عليه السلام:

  • سؤال الله عز وجل والتوجه إليه بالدعاء في جميع أمور الحياة.
  • التوجه إلى الله بالدعاء للحصول على ذرية صالحة، فهي من أعظم النعم التي ينعم بها الله سبحانه وتعالى على عباده.
  • التشاور والتحاور مع الأطفال، خاصة في الأمور المتعلقة بهم، وعدم فرض رأي أو أمر عليهم.
  • استلم ما يحدث من قبل الله تعالى واستقبل التحديات بالصبر لتحصل على الأجر العظيم والثواب.
  • إن الله تعالى لا يضيع أمره لمن سلم له وينفذ أوامره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى