التعليموظائف و تعليم

هل تعلم عن الابتكار والإبداع

هل تعلم عن الابتكار

الإبداع هو السمة المشتركة بين جميع الفنانين والعلماء المتميزين، ويمكننا أن نتحدث عنه لفترة طويلة، ولكن يمكننا عرض بعض الجمل البسيطة التي تحمل معلومات مفيدة، والتي يمكن عرضها في قسم “هل تعلم” في الإذاعة المدرسية، ومن بين تلك الجمل ما يلي:

  • هل تعلم أن الابتكار هو عملية تنظيم الأفكار وتجسيدها في شكل جديد؟
  • هل تدرك أن العقل هو المصنع للابتكار، والسبب في ذلك يعود إلى أنه يمثل مركز التفكير لدى الإنسان؟
  • هل تعلم أن الابتكار هو عملية التعامل مع الأشياء المألوفة بطريقة غير مألوفة؟
  • هل تدرك أن الابتكار يمكنه رؤية ما لا يراه الآخرون؟

ما هو تعريف الابتكار

تتعرف منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي الابتكار على أنه تنفيذ لمنتج، سواء كان ذلك المنتج سلعة أو خدمة أو عملية جديدة بشكل جديد أو محسن، أو عن طريق الاستعانة بأسلوب تسويق جديد، أو أسلوب تنظيمي جديد في ممارسة الأعمال، أو في تنظيم مكان العمل أو في العلاقات الخارجية.

تتنوع التعريفات المتعلقة بالابتكار، وربما يكون هذا التعريف هو الأكثر شمولا، حيث يقدم صورة أوسع نطاقا عن الأنشطة الجديدة والمفيدة اقتصاديا، حيث لا يتوقف الإبداع البشري عن إيجاد طرق جديدة لتحسين النشاط الاقتصادي، والعمل على تطوير نماذج وعمليات جديدة في مختلف القطاعات، وخاصة في قطاع الأعمال، وتوفير سلع وخدمات جديدة.

تظهر أنشطة الابتكار من خلال تقرير مؤشر الابتكار العالمي السنوي، الذي يصدره مؤسسة الويب وشركاؤها، ويقارن الأداء الابتكاري لما يصل إلى 130 بلد، باستخدام أكثر من 180 مؤشرا.

الابتكار لا يقتصر على الاختراعات فحسب، فهناك أفكار رائعة وجديدة تنبثق باستمرار من أفراد المجتمع، ولكن التحدي الحقيقي هو قدرتهم على تطوير منتج قابل للتسويق، وذكر جوزيف شومبيتر عالم الاقتصاد في ملاحظته المشهورة أن الابتكار يتحقق فقط عندما يتم طرح الاختراع في الأسواق، حيث يمكن للناس الاستفادة منه، ويساهم هذا في التركيز على أهمية حقوق الملكية الفكرية، كونها وسيلة لضمان الاستثمار اللازم لتطوير الاختراعات وتسويقها، بحيث يمكن لها أن تصبح ابتكارات مستقلة.

أنواع الابتكار الرئيسية

هناك العديد من أنواع الابتكار، ولكن هناك 3 فئات محددة تحظى بالكثير من الاهتمام في الأوساط السياسية والعالمية، وهي كالتالي:

الابتكارات الخارقة للطبيعة

هذا النوع من الابتكارات يستدعي المزيد من التوضيح ويعتمد على التكنولوجيا ويساهم في تغيير الهيكل الاقتصادي والاجتماعي وقطاع الأعمال، كما يستبدل الممارسات الحالية ويؤدي إلى ظهور قطاعات جديدة تماما، وأمثلة شهيرة لهذا النوع من الابتكارات هي المحرك الداخلي والمضادات الحيوية، وأحد أبرز تلك الاختراعات هي الهواتف المحمولة.

قبل فترة تقدم قطاع الهواتف المحمولة، كانت الشبكات اللاسلكية تحتاج إلى طريقة مناسبة وفعالة وسريعة لإدارة الإشارات الكثيرة. كانت تعامل مع عدد محدود من الموجات الراديو فقط. في هذا المجال، ظهرت العديد من الابتكارات في نفس الوقت، وكان هناك ابتكاران مختلفان تماما. الأول هو تكنولوجيا النفاذ المتعدد بالتقسيم الشفري (رمزها COMA)، والتي تستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية. تم اختراعها من قبل العالم أروين جاكوب وتسوقها شركة كوالكوم. الثاني هو تكنولوجيا النظام العالمي الجديد للاتصالات المتنقلة (رمزها GSM)، والتي تستخدم بشكل كبير في أوروبا. تم تطويرها بإشراف مجموعة من الشركات والمؤسسات الأوروبية.

لقد عملت هاتان التقنيتان الرائدتان بدور رائد في مجال تطوير التكنولوجيا، وأصبحت اليوم منتشرة في جميع أنحاء العالم تقريبا، وأحدثت تغييرات كبيرة وجذرية في المجتمع وقطاع الأعمال.

الابتكار التدرجي

على عكس الابتكارات الطبيعية، النوع الثاني من الابتكار هو الابتكار التدريجي، والذي يتمثل في التحسينات التي تضاف إلى التكنولوجيا الحالية، ويتم تحقيق ابتكارات من هذا النوع خطوة بخطوة، بدلا من تحقيق قفزة نوعية، وفي بعض الأحيان يعتبر الابتكار التدريجي غير مهم، ولكن في الواقع يكون غالبا تدريجيا، وتراكم تلك التطورات التدريجية يمكن أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة.

وربما من أكثر انتشارا لتلك الابتكارات من هذا النوع هي التي تكون في الهواتف المحمولة، فالهواتف الذكية تتحسن بشكل تدريجي يوما بعد يوم، ولكن هذه التحسينات هي تحسينات طفيفة، وهذه الابتكارات التدريجية جعلت شركة أبل تتبع نهجا في أجهزتها المحمولة، وهو الإعلان عن حزمة من التطورات التدريجية في النسخ الجديدة من أجهزتها كل عام، ولكن بشكل عام تراكم مثل هذه التطورات التدريجية يمكن أن يؤدي إلى حدوث تغييرات كبيرة مع مرور الوقت.

ما يميز الهواتف الذكية في الوقت الحالي عن سابقاتها في بداية الألفية الحالية أو في بداية العقد الماضي هو التطورات والإمكانيات الحالية.

الابتكارات المقتصدة

تعد هذه النوعية من الابتكارات هي الابتكارات التي يتوجب فيها أخذ القيمة الاجتماعية بعين الاعتبار بشكل أكبر، مع تقليل استخدام الموارد النادرة في البيئة. وتظهر هذه النوعية من الابتكارات في أغلب الأحيان في البيئات التي تحتوي على موارد محدودة، والتي تهدف إلى تلبية احتياجات المجتمعات ذات الدخل الاقتصادي المنخفض، وحتى المتوسط.

  • لقد زاد الاهتمام بمثل هذا النوع من الابتكارات في الفترة الأخيرة، والهدف هو تعميم الاستفادة من الابتكارات الحديثة على جميع الأشخاص بغض النظر عن موقعهم الجغرافي، وإمكانياتهم الاقتصادية، ومكانتهم الاجتماعية. يسعى العديد من دول العالم حاليا لتحقيق هذا الهدف، ويساهم النمو الكبير الناتج عن الابتكار بشكل عام في تحسين حياة جميع أفراد المجتمعات المختلفة. فإن هذه الابتكارات تزيد من معدلات الدخل سواء للأفراد أو المجتمعات بشكل عام، وتعمل على تقليل أسعار السلع والخدمات، وتساهم في إنتاج أنواع مختلفة من الأدوية والمعدات التي تحسن معيشة جميع الفئات الاجتماعية المختلفة.
  • ومع ذلك، الأمر ليس بهذه السهولة، قد يستغرق وقتا طويلا ليصل الابتكار إلى بعض المجتمعات، ويجب تكييفه ليتناسب مع احتياجات الأشخاص في المناطق التي يعيشون فيها، على سبيل المثال، لكي تكون التكنولوجيا ذات قيمة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق المعزولة حول العالم، يجب أن يتمكنوا من استخدامها والاستفادة منها، وتحتاج تلك التكنولوجيا للتكيف في الوقت الحالي مع البيئات التي تفوق نطاق تغطية شبكات اللاسلكي المعروفة حاليا.
  • الابتكار المقتصد بشكل عام ظهر كاستجابة لاحتياجات الأشخاص الذين يعيشون في بيئات ذات موارد محدودة، وازداد الاعتراف به في الوقت الحالي كفرصة لدعم الاستخدام الفعال للموارد، إلى جانب القيمة التي توفرها مثل هذه الابتكارات للمستهلكين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى