المراجع

هل تعلم عن الوفاء بالعهد

هل تعلم عن الوفاء بالعهد

الوفاء هو واحد من الصفات الحميدة التي حثت عليها الشرائع السماوية، وعند الحديث عنه في هذه الفقرة، يمكن أن نتحدث عنه كما يلي:

  • الوفاء هو أحد العناصر الهامة في أي نشاط تجاري، وعلى جميع الموظفين في أي مؤسسة تجارية أن يتسموا بالوفاء، وذلك لتحقيق نجاحات كبيرة.
  • الوفاء بالتزاماتنا تساهم في زيادة الثقة والاحترام بين الناس.
  • الوفاء أمر نادر بين الناس في الوقت الحالي، ومن يتمتع به فهو يمتلك ميزة فريدة تجعله يكسب قلوب المحيطين به.
  • من الصعب تصيغة تعريف محدد للوفاء، لكن من السهل أن نشعر بمعنى كلمة الوفاء ونلاحظ هذه الصفة بين الناس.
  • يعتبر الوفاء مؤشرا هاما للأشخاص الذين نثق بهم في حياتنا، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الوفاء يكشف عن طبيعتهم الحقيقية.
  • من الممكن أن يكون المرء على حق في تحديد الأشخاص الذين يثق بهم، وذلك أصبح واضحا في المواقف التي تختبر مدى وفائهم.
  • يجعل الوفاء الناس يشعرون بأنهم صادقون دائما مع أنفسهم وأخلاقهم.
  • الوفاء يضمن للإنسان الشعور بطيبة قلبه وضميره الحي، ويسمح له بالنوم جيدا بدون توتر، ويمكنه أن يعيش بشفافية مع المجتمع.
  • يجب ألا يتصرف الشخص بدافع الوفاء المطلق أبدا، إلا إذا كان في تنفيذ الأوامر والنواهي الإلهية في العقيدة الدينية، وما دون ذلك فلا يجب عليه ذلك، حتى لا يتم استغلاله بأشكال مختلفة وسيئة.
  • من الجوانب الأساسية للوفاء هو الوفاء للذات، حيث يجب على الشخص أن يحافظ على أحلامه ويظل وفيا لعهوده مع نفسه، وأن يسعى دوما لتحقيق ما يرغب فيه.

ما أهمية الوفاء بالعهد

للوفاء بالعهود أهمية كبيرة في العديد من المجالات، ومن بينها كل ما يلي:

  • الإخلاص: الوفاء يعبر في مضمونه عن مفهوم الإخلاص، الذي يعني التزام الفرد بالوعود التي يقطعها والالتزام القوي بالعديد من الأمور الأخرى، مثل الإخلاص للزوجة والإخلاص للعقيدة والشريعة الدينية والالتزام بأحكامها والإخلاص للوطن. هذا يجعل الإخلاص واجبا على الفرد، ومن الممكن أن يتضح الرضا والوفاء لاعتقاد معين أو لشخص ما عن طريق الولاء والدعم الكامل له.
  • العمل: تعد الولاء أحد الأسس الأهم التي يستند عليها العمل الناجح في تعزيز الرضا والثقة تجاه الخدمات المقدمة للعملاء، فعندما يتمتع العملاء بصفة الوفاء في التعامل، فإن ذلك يساعد في زيادة حجم المبيعات وتجنب المخاطر والأخطاء المقصودة التي تؤدي إلى الإفلاس.
  • العلاقات الاجتماعية: الوفاء هو أحد الأمور الضرورية في العلاقات الاجتماعية، ويعود السبب في ذلك إلى أنه يساعد في تعزيز الالتزام ويعمل على زيادة الإخلاص بين الأحباء، ومن ثم يؤدي إلى زيادة الثقة والاحترام. كما يعتبر الوفاء أحد أسس الصداقة للتعاون في التغلب على مشاكل الحياة والوصول إلى حلول لهذه المشاكل وتحقيق الاستقرار النسبي الذي يجلب الراحة.
  • السياسة والقيادة: عند زيادة الوفاء والولاء تجاه رئيس ما، سيزيد إنتاج المجتمع، والسبب في ذلك هو عدم وجود خيانات في صفوف الحكومة، والوفاء يساعد أيضا في زيادة قدرة الولاء للقائد، مما يسهل فرض القواعد والأنظمة والالتزام بها.

أهمية الوفاء بالعهد في الإسلام

الوفاء هو أخ الصدق والعدل، بينما الغدر هو أخ الكذب والجور، فالوفاء هو صدق اللسان والفعل معا، والغدر هو كذبهما، بسبب انتهاك العهد، والوفاء هو صفة خاصة بالإنسان، فمن يفتقد تلك الصفة لم يعد إنسانا، وقد فقد كل الصفات الإنسانية، وعلى رأسها الصدق، وجعل المولى – عز وجل – العهد جزءا من الإيمان، وهو أساس لشؤون الناس، حيث يجبر الناس على التعاون، ولا يمكن تحقيق التعاون إلا من خلال احترام العهد والوفاء به، ولولا ذلك، لتباعدت القلوب وتعقدت العلاقات الاجتماعية، ولذلك أوجد الله – عز وجل – أهمية كبيرة للوفاء بالعهد، وذلك في العديد من الآيات في القرآن الكريم، ومن بينها ما يلي:

  • قال- تعالى-: (فأوفوا بعهدي وسأوفي بعهدكم واهتدوا إلي) (سورة البقرة، الآية: 40)
  • قال- تعالى-: وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد تأكيدها، وقد جعل الله نفسه كفيلا لكم. إن الله يعلم ما تفعلون.” (سورة النحل، الآية 91)

الصدق في الوعد والعهد يعتبر فضيلة من فضائل الأخلاق، وهي صفة يتحلى بها المؤمنون، أما الكذب في الوعد أو العهد فهو من الرذائل الأخلاقية، وهو ما يتجنبه المؤمنون. يشترك الوعد والعهد في أنهما إخبار بأمر يجب أن يفعله المخبر، ولكن هناك اختلاف بينهما في أن العهد يأتي بتوثيق أكبر من الوعد، حيث يتم توثيقه بواسطة صاحب العهد. وقد وصف القرآن الكريم الذين يفيون بعهدهم بأفضل الصفات، ومنها ما يلي:

  • قال- تعالى-: (۞ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (سورة البقرة، الآية: 177)
    • ففي تلك الآية جمع الله- عز وجل- بين الموفين في العهد وبين زمرة من الصالحين، وجمعهم كلهم في أنهم هم المتقون، الذين يتقوا الله في افعالهم وأقوالهم.
  • قال- تعالى-: (بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (سورة آل عمران، الآية: 76)
    • ويوضح الله- عز وجل- أن الله يحب الموفون بالعهد، وذلك كونهم من المتقين.

وعلى العكس من ذلك، وعد الله- عز وجل- بلعنة الذين يخالفون العهد، لأن ذلك من سوء الأخلاق، ووضح ذلك في قوله- تعالى-: (فبسبب خروجهم عن عهدهم لعنناهم وجعلنا قلوبهم قاسية ۖ فهم يحرفون الكلمة عن مواضعها ۙ وينسون حظا مما ذكروا به ۚ ولا تزال تطلع على خيانة منهم إلا قليلا منهم ۖ فاعفوا عنهم واصفحوا ۚ إن الله يحب المحسنين) (سورة المائدة، الآية: 13)

أحاديث عن الوفاء بالعهد

ذكر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تحث على الوفاء بالعهود، وتذم أولئك الذين ينقضون عهودهم، وتصنفهم في فئة المنافقين، ومن بين تلك الأحاديث هي:

  • عمرو بن عبسة يذكر أن رسول الله قال: (من عاهد قوما فلا ينقض العهد ولا يخونهم حتى يكمل أمده أو ينبذ عليهم بالتسوية)
  • قال أبو هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (هناك ثلاث علامات للمنافق: عندما يكذب، وعندما يخيب وعد، وعندما يخون الأمانة) (حديث صحيح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى