الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل لبس السلاسل للرجال حرام

هل لبس السلاسل للرجال حرام

يسمح للرجل بارتداء الفضة، وهذا الرأي هو الرأي العام، وقد تأتي هذه الفتوى استنادا إلى قول الشافعية ورأي الحنابلة، وهو رأي ابن حزم وابن تيمية وابن القيم والشوكاني وابن عثيمين، وقد تم استدلال هذه الفتوى من خلال العديد من الأدلة التي توضح أن الأصل في الدين الإسلامي هو الإباحة والمنع بناء على الدليل النقلي أو العقلي، ومن بين هذه الأدلة ما يلي:

  • قول الله- تبارك وتعالى-: في سورة البقرة، ذكر أن الله هو الذي خلق كل ما في الأرض والسماء وسواهن بسبع سماوات، وهو عالم بكل شيء
  • قول الله- تبارك وتعالى-: (قل من يحرم زينة الله التي أخرجها لعباده والطيبات من رزقهم ۚ قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ۗ كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون) (سورة الأعراف، الآية: 32)

وكانت الدلالة في الآيتين السابقتين هي أن الآيتين أكدتا أن الأصل في الشريعة الإسلامية هو التحليل، فلا ينتقل عن ذلك الأصل المدلول عليه بشكل عام في القرآن الكريم إلا ما يتعلق به دليل، فالأصل في ارتداء الفضة هو الحل، وذلك حتى يتم توضيح ما إذا كان هناك دليل واضح يحظر ذلك، ولكن لم يذكر أبدا في المنع من ارتداء الفضة واستخدامها بأي شكل.

  • قال الله- تعالى-: (ولماذا لا تأكلون مما ذكر اسم الله عليه، وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه؛ وإن كثيرا من الناس يضلون بأهوائهم بغير علم؛ إن ربك هو أعلم بالمعتدين) (سورة الأنعام، الآية: 119)

الدلالة في تلك الآية هي أن الله لم يحظر استخدام الفضة للتجميل في ذلك الوقت، مما يعني أن ارتداء الفضة جائز وإذا كانت مسموحة للختم بالفضة، فلا يوجد فرق بين الأصابع وبقية الأعضاء في ذلك.

هل لبس السلاسل للرجال حرام إسلام ويب

يسمح للرجل أن يرتدي خاتما من الفضة، وذلك بناء على ما ورد في الصحيحين بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرتدي خاتما من الفضة، كما يسمح للرجال بوضع قبيعة من الفضة على مقبض سيفهم، وهي الجزء الموجود في قبضة السيف، وتستند هذه الفتوى إلى ما رواه الإمام أحمد والنسائي عن أنس بن مالك، الذي قال فيه: كانت قبيعة سيف النبي -صلى الله عليه وسلم- من الفضة.

كما هو مقبول من بعض العلماء، فإن ارتداء الأشياء المزينة بالفضة أو المرصعة بها يعتبر جائزا، والدليل على ذلك هو أن الصحابة – رضوان الله عليهم – كانوا يرتدون مناطق محلاة بالفضة، وعلى العكس من ذلك، فإن الفضة هي محرمة على الرجال في رأي بعض أهل العلم، وهذا هو رأي أئمة المالكية، وأقل حكم شرعي في تحليلها، هو أنها مكروهة عند الآخرين.

أما بالنسبة للرجال الذين يرتدون السلاسل أو الأساور كزينة، فهذا غير مسموح، سواء كانت هذه المجوهرات من الفضة أو من المعادن الأخرى، حيث يحظر ذلك بسبب الشبه بالنساء. فكل ما يخص الرجال شرعا أو عرفا يجب أن يمنع عن النساء، وما يخص النساء يجب أن يمنع عن الرجال، حتى لو كان مقبولا عرفا.

  • وقد ذكر النووي في المجموع شرح المهذب: حسب رأي المجمع العلمي، يجوز للرجل ارتداء خاتم فضة، بينما يعتبر ارتداء الحلي الفضية الأخرى، مثل الطوق والسوار، محرما وفقا للجمهور.
  • وفي الفتاوى، قال المتولي والغزالي أنه جائز لأنه لم يثبت في الفضة تحريم الأواني المزخرفة وتحريم التشبه بالنساء، والصحيح الأول، لأن ارتداء الرجال للحلي والزينة يشبه النساء، وهذا حرام.
  • وحيث أن حمل الفضة من صفات النساء – كما هو معروف – وبتوفر الدليل على جواز الرجل الختم بالفضة، فإن ذلك يلغي تلك الخاصية المرتبطة بالختم فقط، أما ما يتعلق بذلك فيستمر على حالته الأصلية من حيث الحرمة بالنسبة للرجل.
  • وفيما يتعلق بعدم التشبه بين النساء والرجال، قال عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) (حديث صحيح)
  • الفتوى في هذا الأمر هي تحريم للرجال ارتداء الفضة بشكل كامل، باستثناء استخدامها في الخاتم والتوقيع بها، أو العلاج بها، فاستخدام السلاسل والأساور بكل حالاته حرام شرعا للرجال.

حكم لبس السلاسل الفضة للرجال دار الإفتاء

وصل سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يسأل فيه صاحبه عن حكم لبس السلاسل للرجال، علما أنه يخلعها عند كل صلاة، وليس الهدف التشبه بالنساء، فأجاب الدكتور أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية أحمد ممدوح، مذكرا أن بعض الفقهاء أكدوا أن ارتداء السلسلة الفضة أو الحلية الزائدة للرجال حرام، لأنها لائقة للنساء.

أيضا، يقول أن الحكم بحرمة ارتداء السلاسل الفضية للرجال ليس متفقا عليه، فالعرف له دور في ذلك أيضا، فإذا كان العرف لا يعتبر لبس السلسلة الفضية للرجل تقليدا للنساء، ويرتديها الرجل بهذه النية، فهو يجنب التشبه بالنساء، وفي هذا الوقت فقط، لا نستطيع الحكم بالحرمة.

  • أوضح أمين الفتوى أنه ليس مطلوبا مني أن أكون متماشيا مع حدود الحلال والحرام في كل شيء أفعله أو أتركه، وقد يتطلب البعض من الأمور الخشونة والشجاعة للخروج من الخلافات والمشاكل.
  • كما أكد الدكتور أنه لا يمكنه أن يفرض الورع والخروج من الخلاف على الناس، بل يقودهم نحو الأخلاق الحميدة، حتى إذا لم يتمكن من التأكيد على حرمة ارتداء سلسلة فضية للرجال، فعلى الأقل يجب أن يقول (هذه السلسلة تعود للفتيات)

حديث عن لبس الفضة للرجال

عبد الله بن عمر وأنس بن مالك -رضي الله عنهما- يقولان: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرتدي خاتما في يده اليسرى ليختم به رسائله وكتبه للملوك. هذا الحديث يشير إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرتدي خاتما في خنصر يده اليسرى. وقد تناقلت الأخبار أيضا أن بعض الصحابة كانوا يرتدون الخاتم في اليمين، بينما كان البعض الآخر يرتديه في الشمال.

هل لبس الذهب للرجال من الكبائر

فضيلة الدكتور علي جمعة، مفتي جمهورية مصر العربية السابق، أشار إلى أن العلماء قد اتفقوا على أن ارتداء الذهب للرجال حرام شرعا، ولكن الأمر مختلف تماما بالنسبة للنساء. وأضاف جمعة أن هناك بعض العلماء الذين أجازوا ارتداء الذهب للرجال، ولكن 99% من علماء المسلمين حرموه واستندوا في قرارهم إلى حديث النبي – صلى الله عليه وسلم.

  • عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ قماش حرير ووضعه في يده اليمنى، وأخذ قطعة ذهب ووضعها في يده اليسرى، ثم قال: إن هذان محرمان على ذكور أمتي، وفقا لحديث صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى