الفرق بين الرحمة والرأفة
الفرق بين الرحمة والرأفة
يؤكد العديد من علماء اللغة العربية أن هناك فرقا كبيرا بين الرأفة والرحمة، حيث أكدوا أن الرأفة أكثر عمومية وشمولية وتعبيرا قويا، فعلماء اللغة يؤكدون أن الرأفة تكون صيغة مبالغة أكثر قوة من الرحمة.
حيث يتجسد الرحمة في الدرجة الأولى عندما ينبعث في قلب الإنسان الدعوة إلى الرحمة تجاه كل مخلوق يظهر أمامه. وعندما تزداد الرحمة في قلب الإنسان وتمتلئ به، تتحول فورا إلى رأفة. ويؤكد بعض علماء اللغة أن الرأفة هي محاولة لدفع المكروه عن الفرد وإزالة أي ضرر قد يتعرض له، بينما الرحمة هي جزء من الرأفة.
فوائد الرحمة وآثارها
من الواضح أن الرحمة وانتشارها بين الأفراد على الأرض لها تأثير إيجابي كبير على جميع خلق الله سبحانه وتعالى. لا يمكننا تجاهل حقيقة أن الرحمة تحمل العديد من الفوائد والثمار، حيث إن الشخص الذي يتمتع بالرحمة يكون لديه صفات عظيمة كصفات النبي صلى الله عليه وسلم. بالإضافة إلى أنه يكون محورا للرحماء وأتباعه الصالحين بنعمة الله سبحانه وتعالى.
وعلى جانب آخر، يشعر الفرد الذي يتميز بالرحمة بالعديد من المشاعر الإيجابية الهامة، والتي تشمل الانتماء الحقيقي للصف الإسلامي، وينعكس ذلك بشكل كبير على سلوكه وشخصيته وتعاملاته الحياتية مع الآخرين.
الرحمة في الإسلام
تعد الرحمة من أهم الصفات التي يتصف بها تلك الجموع المؤمنة بالله عز وجل، حيث نجد قلوبهم ترق لكل ما يشاهدونه من آلام ربما يتعرض لها أحد ممن هم حولهم، والجدير بالذكر أن الرحمة في الدين والشريعة الإسلامية لها العديد من الصور المختلفة والتي نبدأها بتلك الرحمة التي تتجلى في رحمة الله سبحانه وتعالى بخلقه الضعفاء رغم كثرة ذنوبهم وذاتهم إلا إننا نجده جل وعلى شأنه يرحمنا ويقول في الحديث القدسي ( لو خلقتموهم لرحمتموهم).
- ومن جهة أخرى، نجد أن الرحمة تتجسد بأفضل صورها عندما يتعلق الأمر برحمة الوالدين تجاه أبنائهم أو رحمة الأبناء تجاه والديهم، وهنا يتوقف العقل والقلب عن الكلام عن تلك الرحمة الإلهية التي أنزلها الله تعالى في قلوب كل والد ووالدة لأبنائهم والعكس صحيح.
- من أشكال الرحمة الصحيحة في الدين الإسلامي هو رحمة اليتامى، فقد أمرنا الله بأن نرحم الأيتام وأن لا نظلمهم. وقد نصحنا رسول الله بالتعامل الحسن مع الأيتام، ووعد بجائزة عظيمة لمن يكفل يتيما، وهي أن يكون جارا للنبي في الجنة. إنها جائزة لا تضاهى.
- من ناحية أخرى، يوصي الدين الإسلامي بالرأفة والرحمة تجاه الحيوان، ومن الغريب أن المسلمين هم من تلقوا هذا الأمر من الله، لكن للأسف لا يتم تطبيقه في حياتنا اليومية، بينما يتصرف الغربيون بنفس القيم دون أن يكونوا مسلمين.
أقوال العلماء في معنى الرأفة
ذكر العديد من العلماء المسلمين واللغويين معنى الرأفة، وعندما نزلت آيات من القرآن الكريم تذكر بأن اسم الرؤوف هو اسم من أسماء الله الحسنة، والرأفة هي صفة من صفات الله- سبحانه وتعالى- فصار معرفة معنى الرأفة هو من أبواب الوقوف على اسم من أسماء الله الحسنى، وفي ذلك ذكر العلماء ما يلي:
- أوضح ابن عاشور أن الرأفة تعني الرقة والعطف الذي ينشأ عند تعرض الشخص المعروف للمشاكل والأذى، وأشار في تفسيره لكلمة رؤوف رحيم أن الرحمة تعني الرقة التي تتطلب العطف والمحبة للشخص المعروف. وهناك فرق بين الرأفة والرحمة، فالرأفة تكون عامة، أما الرحمة فتتطلب الإحسان للشخص المعروف.
- وقال القفال: الفرق بين الرأفة والرحمة هو أن الرأفة تعتبر تضخيما للرحمة من نوع خاص، وهي التي تستدعي دفع المكروه وإزالة الضرر، وذلك وفقا لقوله تعالى في قضية الزاني والزانية: “الزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة، ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين” (سورة النور، الآية 2)، وقد ذكر المفسرون تفسيرا لقوله تعالى: “ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله”، أي أنه أمر بعدم الرأفة، وهذا يؤدي بهما إلى الوقوف أو رفع العقوبة المحددة في تلك الآية، أما الرحمة فهي الاسم العام الذي يجمع العديد من الصفات، من بينها الرأفة والإحسان والتعاطف.
- أبو البقاء الكفوي يقول أن الرحمة هي عندما يوصل غليك المسار، والرأفة هي عندما يدفع عنك المضار. فالرحمة تزكي والرأفة تخلي. والرأفة في مبالغتها هي رحمة خاصة، وهي التي ترفع المكروه وتزيل الضر. فبمجرد ذكر الرحمة في القرآن، تكون الرأفة عامة وشاملة.
- يقال أن الرأفة لها مرتبة أعلى من الرحمة، ويقال أن الرحمة هي الأكبر والأشمل من الرأفة، ولكن الرأفة أقوى من الرحمة في الطريقة، وذلك بسبب أن الرأفة تعني إيصال النعمة بدون ألم.
مواضع ذكر رؤوف في القرآن
تم ذكر اسم الله “الرؤوف” في 10 مواضع في القرآن الكريم، وتشمل ما يلي:
- واحملوا أوزانكم إلى بلد لم تكونوا قادرين على الوصول إليه إلا بجهودكم الشخصية. إن ربكم لطيف ورحيم.” (النحل ٧)
- ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم (آية 20 من سورة النور)
- لكي لا يضيع إيمانكم، إن الله هو لطيف ورحيم مع الناس.” (البقرة ١٤٣)
- لقد بعث إليكم رسول من بينكم، الذي يعتز بكم ويحرص على راحتكم، وهو رحيم ورءوف تجاه المؤمنين (التوبة 128)
- وبعض الناس يبيع نفسه لمرضاة الله، والله لطيف بعباده
- يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أجلا بعيدا، والله يحذركم نفسه، والله رءوف بالعباد
- أو يخيفهم بذلك، فإن ربكم لطيف رحيم (٤٧ النحل)
- ينزل الله آيات بينات على عبده، ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وإن الله لرءوف رحيم
- لقد أبت الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في وقت الضيق بعدما كادت قلوب فريق منهم تتوجه نحو الضلالة، ثم تاب الله عليهم. إنه رءوف ورحيم بهم.” (التوبة 117)
- ألم تر أن الله قد جعل لكم ما في الأرض والفلك يجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه؟ إن الله لطيف بالناس، رحيم.” (سورة الحج 65)
- والذين جاءوا بعدهم يدعون: “ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا حقدا على المؤمنين. ربنا إنك رءوف رحيم” (سورة الحشر ١٠)
أسئلة شائعة
كم مره ذكر اسم الله الرؤوف؟
ذكر اسم الله- تعالى- الرؤوف عشر مرات في القرآن الكريم.
ما هو جمع رؤوف؟
رؤفاء أو رؤوفات.