الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن ابن صياد

مقدمة بحث عن ابن صياد

ابن صياد هو موضوع جدل بين العلماء، وذكر في السنة النبوية، وهو أحد المدعين للنبوة الذين ظهروا في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولكنه الوحيد الذي لم يأمر رسول الله بمحاربته، بل تركه لحاله وأبقاه على طبيعته، وأوقف عنه الأذى من قبل أصحابه وخاصة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -، والأهم من ذلك هو السؤال الذي طرحه ابن صياد على مر الزمن، وهو ما إذا كان هو المسيح الدجال أم لا. وهذا هو النقطة المحورية في قصته، والتي سنستعرضها فيما يلي:

قصة ابن صياد في الحديث

كان هناك صبي يهودي صغير يدعى صافي ابن صياد، وهو ابن صياد يهودي يعيش في المدينة. اشتهر هذا الصبي الصغير بقدرته على التنبؤ بالأحداث السابقة والمستقبلية. في بعض الأحيان يثبت كلامه صحة، وفي الأحيان الأخرى لا يصدقه أحد حتى اعتبره سكان المدينة الدجال. عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الصبي، أراد التحقق بنفسه من حقيقة هذا الصبي الذي اشتهر بكونه الدجال. وفي حديث لمحمد بن المنكدر، قال: “رأيت جابر بن عبد الله يحلف باسم الله بأن ابن الصائد هو الدجال. قلت له: تحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف بذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم.” رواه البخاري.

  • في يوم من الأيام، ذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبحث عن منزل ابن صياد ويتأكد من حقيقة أمره. لما رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرسول صلى الله عليه وسلم يحاول الاختباء خلف الأشجار والتحرك من شجرة إلى شجرة حتى وصل إلى مكان ابن صياد، استمع إلى الصبي الصغير وهو يتحدث بكلمات غير مفهومة في محاولة لفهمه. في هذه اللحظة، نادت أم الصبي الصغير عليه وقالت له إن محمد يقف بين الأشجار لكي يتمكن من سماعه. أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عمر أنه لو لم تنادي أمه، لما اكتشف حقيقة أمر هذا الصبي.
  • في عام 1765، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عمر بن الخطاب وابن صياد. وتحدث النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن صياد قائلا: هل تشهد أني رسول الله؟ فرد عليه ابن صياد قائلا: أشهد أنك رسول الأميين. ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: هل تشهد أني رسول الله؟ فقال له النبي: إني أؤمن بالله ورسله. ثم سأل النبي ابن صياد قائلا: إن في نفسي كلمة أريدك أن تعرفها. فقال ابن صياد: الدخ الدخ. وعندما سأل عمر بن الخطاب عن الكلمة نفسها، أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم أنها الدخان، وقد عرف الصبي نصف الكلمة. فقال النبي لابن صياد: إنك لن تتعدي قدرك. فأراد عمر بن الخطاب أن يقتل الصبي، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم رفض ذلك، مخبرا عمر أنه لو كان الدجال فلن تسلط عليه يا عمر، وإن لم يكن الدجال فلا فائدة لنا من أن تقوم بقتله.
  • وقد حدث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن ما حدث مع ابن صياد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان عمر يتحدث دوما أمام الرسول عن كون ابن صياد الدجال، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا أو يلوم عمر بن الخطاب رضي الله عنه على قوله ذلك. وخاف الناس من ابن صياد بعد أن شكوا في كونه الدجال، وقال زيد بن وهب: “أحب لي أن أحلف عشر مرات أن ابن صياد هو الدجال، من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به”. ورواه أحمد.
  • وقابل عبد الله بن عمر بن الخطاب ابن صياد في السوق بعد أن أصبح شخصا ذا مال وولد، ولكن عينه قد فقدت بصرها. فتوجه عبد الله بن عمر إليه وسأله ما حدث لعينك يا ابن صياد؟ فأخبره ابن صياد أنه استيقظ من نومه ليجد عينه بهذا الشكل، وأصبح أعورا. فتعجب عبد الله بن عمر وسأله كيف تكون عينك في رأسك ولا تعرف ما حل بها؟ فقال ابن صياد لو شاء الله لجعلها في عصاك. فضربه عبد الله بن عمر مما جعل ابن صياد ينتفخ بطريقة غريبة. فقالت حفصة أم المؤمنين إن النبي قال إن الدجال يخرج من غضبة يغضبها. وسمع عن ابن صياد بعد ذلك أنه أسلم.
  • وقد روي ابى سعيد الخدري : حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: في جيشنا في المدينة قبل هذا الحدث، كان هناك عبد الله بن صياد يعيش بمفرده، لا يرافقه أحد، ولا يأكل أو يشرب مع أحد. كانوا يطلقون عليه لقب الدجال. ثم في أحد الأيام، رأيته وهو جالس، فجلست بجواره. فقال لي: يا أبا سعيد، ألا ترون ما يفعل الناس؟ لا يرافقونني، ولا يشربون معي، ولا يأكلون معي، ويطلقون علي لقب الدجال. وأنا علمت يا أبا سعيد أن رسول الله قال إن الدجال لن يدخل المدينة، وأنا ولدت في المدينة وسمعت الرسول يقول إن الدجال لن يكون له ولد، ولكن لي ولد. فوالله، لقد أفكر في أن أأخذ حبلا وأشنق نفسي للتخلص من هذا الوضع. ولكنني لست الدجال، ولكن لو أردت لأخبرتكم بالاسم الخاص به واسم أبيه واسم أمه والقرية التي ينحدر منها.
  • لقد كان هناك تحير بين العلماء حول ابن صياد، لأنه في نهاية حياته فقد جميع أبنائه وظل وحيدا. ثم في معركة الحرة بين أهل المدينة والحجاج بن يوسف الثقفي، اختفى بطريقة غريبة ولم يتم العثور عليه بعد المعركة، سواء في الحياة أو في الموتى. وقد قام ابن حجر بتفسير هذه الأقوال، حيث قال: “أقرب تفسير يجمع بين ما ذكره تميم وفكرة أن ابن صياد هو الدجال هو أن الدجال هو الشخص الذي رآه تميم وهو موثوق فيه، وأن ابن صياد هو شيطان ظهر بصورة الدجال في تلك الفترة، حتى اتجه إلى أصبهان واختفى مع رفيقه، حتى حان الوقت الذي قدره الله لظهوره.

الفرق بين الصياد والمسيح الدجال

يذكر أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن ابن صياد ليس دجالا، وذكر ذلك استنادا إلى أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – نفسه، ووصف النبي – صلى الله عليه وسلم – المسيح الدجال، ولكن لم تظهر على ابن صياد العديد من تلك الصفات التي وصفها لنا الخدري في حديثه مع ابن صياد نفسه

(قالَ لي ابنُ صَائِدٍ: ثم أخذتني ذمامة منه، وهذا هو عذر الناس. وما لي ولكم؟ يا أصحاب محمد، أليس نبي الله صلى الله عليه وسلم قد قال: إنه كان يهوديا ولكنه أسلم، وأنا لست يهوديا بل ولدت من أم مسلمة. وقد حرم الله عليه مكة ولكنني قد حججتها. وبقي يصر على قوله حتى كاد أن يصل إلى حد الانتقال. فقال له الرجل: ألست أنت ذلك الرجل؟ فأجاب: لو عرض علي ما كرهت ذلك.” (صحيح مسلم)

  • فقد حصل تباين في الآراء بين ابن صياد والمسيح الدجال في العديد من الصفات التي ذكرها الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – بنفسه. بالإضافة إلى ذلك، ابن صياد هو من بني آدم وهو يهودي، ويقال أنه أسلم بعد وفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وعندما كبر في السن، حاول أن ينفي تلك الاتهامات ويرفض أن يكون هو المسيح الدجال المنتظر ليوم القيامة. ويبرر ذلك بأن الصفات التي أخبر بها النبي – صلى الله عليه وسلم – عن المسيح الدجال لا تتوافق معه.

خاتمة بحث عن ابن صياد

بعد كل ما تم عرضه من معلومات عن مدعي النبوة الذي قيل أنه أسلم في آخر أيامه، والتعرض لما يحيط بقصته من أقوال وأحاديث، أصبح الأمر أقرب لأن يكون واضحا، وهو أنه ليس المسيح الدجال، وإنما فتى كفر بالله، وادعى النبوة بسبب ما يفعله من دجل، وفي نهاية حياته أسلم، ولا تتفق عليه صفات المسيح الدجال، إلا في بعض القليل فقط منها، وهي لا تدعم رأي بأنه الدجال، وإنما فقط يستند إلى هذا الرأي بأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم ينه في أمره، وقد يكون ذلك كفاية للأذى عنه، أو لأمر لا يعلمه إلا الله ورسوله، حتى في قصة اختفاءه في نهاية حياته، فليست بالدليل القاطع على أنه الدجال.

أسئلة شائعة

ما معنى كلمة الدجال؟

يعرف الاحتيال أو الخداع بأنه استغلال الثقة للحصول على المال أو الشهرة أو أي امتيازات أخرى، ويتم ذلك عن طريق استخدام أشكال التظاهر أو الخداع.

كيف سينتهي المسيح الدجال؟

مقتولا على يد المسيح عيسى بن مريم – رضي الله عنه – في نهاية الزمان.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى