ما معنى الحرية

الحرية هي واحدة من أهم حقوق الإنسان في الحياة، فلا يمكن للإنسان أن يعيش بدون الحرية، فإنها حق ثابت يتمتع به الإنسان، ولا يتجرأ أحد على حرمان الإنسان من الحرية أو التدخل في حرية أي شخص على وجه الأرض، فإنها تجعل الفرد يشعر بأهميته في الحياة والمجتمع وتساعده على تحقيق إنسانيته.

ما معنى الحرية وأنواعها

تتعدد المفاهيم التي تقوم بتعريف الحرية، فهي ليست مقتصرة على بعض الكلمات أو التعريفات، بل هي حق من حقوق جميع البشر ولا يمكن العيش بدونها، ولا يمكن لأحد أن ينتهك حرية الآخر.

• يمكن لأي شخص أن يمارس الحرية في الفضاء الواسع والتحرك في أي اتجاه ومكان يشاء، ويمكنه القيام بأي فعل دون إيذاء أي شخص.
• الحرية هي واحدة من المطالب الأساسية لأي إنسان منذ بداية الخلق، ولا يمكن لشخص أن يتخيل حياته بدون حرية، حيث يكون مقيدا وحزينا، وقد اتفق الأدباء والشعراء على عظمة الحرية وعلى مدى التضحية التي يقوم بها الإنسان للحصول عليها من أجل أن يعيش حياة كريمة وعزيزة، ولكي يتمكن من التعبير والتفكير بإبداع.
• كما تزود الحرية الإنسان بمشاعر متعددة بما في ذلك الثقة بالنفس والقدرة على تحقيق أمنياته، فهي تعني قدرة الشخص على اتخاذ قراراته بدون أي إكراه أو ضغوط من أي جهة وتحديد الشروط واختيار الخيارات التي يجب عليه اتخاذها فقط.
• وهو ببساطة التحرر من جميع الضغوط والقيود والشروط والأحكام التي تفرض على الإنسان وتحد من حريته وتحرمه من العيش بسعادة وأمان. والحرية هي العكس التام للعبودية ، حيث جاءت الحرية لتحرر الإنسان من جميع أشكال العبودية والإكراه والتحكم.
• تنطوي الحرية في الرأي والتعبير عن الآراء والفرص المتاحة، على بذل الجهود لتمكين كل فرد من التعبير عن وجهة نظره، فكل شخص حر في التعبير عن رأيه وآرائه حتى إن كانت تختلف عن آراء الآخرين.
• وبالتالي، يتم تعريف الحرية على أنها من الأعمال الطبيعية التي يقوم بها الإنسان بدون تدخل منه أو من غيره في ذلك، فهي لا ترتبط بالأصل أو القبيلة التي ينتمي إليها ذلك الشخص، بل هي شعور داخلي طبيعي يؤدي إلى أعمال طبيعية تحدث بدون إرادة الإنسان، فلا يوجد أي شخص من البشر يحب العبودية، بل الجميع يميلون إلى الحرية والتخلص من جميع أشكال القهر والتحكم.

مفهوم الحرية

الحرية هي مفهوم لا ينتهي تفسيره، ولا يمكن التوصل إلى اتفاق على فلسفة واحدة أو عدد قليل من الكلمات لوصف الحرية، وتختلف تعريفاتها باختلاف الزمان والمكان، ولذلك هناك العديد من المفاهيم المختلفة لوصفها.

• فيما يتعلق بالإعلان الذي أعلنته منظمة حقوق الإنسان في عام 1789 ميلاديا بشأن مفهوم الحرية، فهو “حق الإنسان في فعل ما يشاء ما لم يتسبب في إلحاق الضرر بالآخرين.
• فالحرية تعني أن يتصرف الشخص ويقوم بالأفعال التي يختارها ويتخذ القرارات الشخصية في كل جوانب حياته دون أن يجبره أحد أو يتدخل أحد آخر في شؤونه الشخصية.
• يمكن تعريف الحرية على أنها رؤية شاملة لحياة الإنسان، تنظم الحرية الشخصية دون أن تقيد، ودون أن تؤذي الآخرين. لذلك، يعتبر الاعتداء على حريات الآخرين وانتهاك حقهم في الحياة الرغيدة تعديا. فالإنسان لا يعيش بمفرده في العالم، بل يعيش في مجتمع، ويجب عليه المشاركة كما دعت إليه الأديان السماوية جميعا في حق الحرية، وهو حق مكفول لكل البشر.
• والحرية تعرف على أنها فعل إنساني طبيعي، وقدرة كل فرد على اتخاذ القرارات والتصرف بحرية دون أي إجبار أو تحكم من أي شخص آخر، وعدم تمنيع أي فرد من القيام بأعماله الخاصة.
• الحرية هي الخطوة الأولى التي يبدأ بها الإنسان نحو تحقيق النجاح وتحمل المسؤولية والوصول إلى مراتب عالية، بالإضافة إلى أنها إحدى العوامل الرئيسية التي تحرك الشعوب وتدفعها للثورة ضد أنظمة الاستعباد والتحكم والقمع، وهي قضية عادلة ينادي بها جميع شعوب العالم.

معنى الحرية الشخصية

الحرية الشخصية هي مفهوم لا يتم فهمه بشكل صحيح من قبل الكثير من الأشخاص، حيث يتجاوز البعض في وضع قيود على الحرية الشخصية أو يتجاوزون بشكل خاطئ ويعتبرون ذلك جزءا من الحرية الشخصية. ومن بين المفاهيم التي تندرج تحت مفهوم الحرية الشخصية، فإن هناك مسؤوليات الفرد تجاه المجتمع

• عدم التحكم في أفعال الآخرين، بما أنه لا يمكن لأي شخص أن يسيطر على أفعال وأقوال الشخص الآخر طالما كانت تلك الأفعال والأقوال غير مؤذية، إلا أن لكل فرد في هذه الحياة الحق الكامل في التحكم في حياته الشخصية واتخاذ قراراته وتحديد مصيره 
• أن يكون الشخص حرا لا يعني انتهاك حقوق وأعمال الآخرين والتحكم بهم، فهذا ليس أخلاقيا، ولا يمكن أن يجبر أحدا على فعل أي شيء كتهديده أو ترهيبه.
• والعديد من الناس يعتقدون أنهم يستطيعون السيطرة على غيرهم، ويطلق على ذلك اسم الحرية الشخصية، وهذا هو سبب الكثير من الأزمات والمشكلات في جميع أنحاء العالم. وسوف تنتهي العديد من الأزمات العالمية عندما يتوقف البعض عن الاعتقاد بأنه بإمكانهم السيطرة على غيرهم.
• تعرف الحرية الشخصية بأنها حق الفرد في القيام بأي شيء في حياته، طالما أنه لا يضر الآخرين. إنها نوع من الحرية الاجتماعية التي تعكس طبيعة العلاقات بين البشر واحترامهم لبعضهم البعض وحق كل فرد في تصرفاته الشخصية دون تدخل أحد.

الحرية الشخصية لا تعني التخلي عن المسئولية

بالتأكيد، يجب على الفرد أن يتحمل عواقب أفعاله وأفكاره واختياراته في الحياة، وعدم إلقاء اللوم على الآخرين أو الظروف المحيطة بسبب نتائج أفعاله، حيث يتعين عليه أن يكون مسؤولا عن تصرفاته الشخصية، وعدم محاولة ترويع أو إثارة غضب الآخرين أو إدخال الحزن إلى قلوبهم كجزء من حريته الشخصية، إذ تنتهي حرية الفرد عند حرية الآخرين، وعندما يحدث ضرر للآخرين.

• لا تتعدى على قيم الآخرين، فلا يحق لأي شخص في العالم أن يتجاوز أي شخص بالكلام أو الأفعال، ولا يجوز أن يتعدي على قيم الآخرين أو يتحدث بما لا ينبغي أن يتحدث به.
• يجب على كل فرد أن يفهم حق الحرية في التعبير بشكل صحيح، فعلى الرغم من أن لكل شخص معتقداته الخاصة ورؤيته للحياة، إلا أنه لا يجوز انتهاك خصوصية الآخرين أو التعدي على أفكارهم أو نقل رسائل تشجع على الكراهية أو التعنيف أو العنصرية أو الاستهانة بالآخرين بسبب اختلاف الرأي.
• يجب على الشخص أن يطرح تبادل الأفكار والاستماع للآخرين وعدم التعدي عليهم بسبب الاختلاف في الدين أو العرق، ويجب ألا يكون هناك تقييد أو حدود لذلك.
• بالإضافة إلى عدم التعدي على خصوصية الآخرين، تعتبر حماية الخصوصية من أهم حقوق الحرية الشخصية. لا يمكنك انتهاك خصوصية الآخرين بالتصوير في منازلهم أو حاجياتهم الشخصية أو حتى في الأماكن العامة. لا يمكنك أخذ صورة لشخص غريب ونشرها في كل مكان دون إذنه، فهذا يعتبر انتهاكا لخصوصيته. وبالطبع، لا ترغب في أن يتم انتهاك خصوصيتك وحياتك الشخصية بأي شكل من الأشكال.
• تعنى الحرية الشخصية بحرية الفرد في أفعاله، وتنتهي عندما يكون هناك أشخاص آخرون متورطين، حيث يصبح القرار بيد أكثر من شخص وليس الفرد وحده.
• تقوم الحرية بدعم النظام الديمقراطي في الدول، بالإضافة إلى مساعدتها لكل فرد في المجتمع على اتخاذ القرارات الخاصة بحياته دون تدخل من أي شخص آخر، وتتحمل المسئولية سواء كانت تلك القرارات صحيحة أم خاطئة، ويمكن للفرد سماع الآراء والنصائح من الآخرين، ولكن في النهاية سيقوم هو باتخاذ القرارات.
• بالإضافة إلى ذلك، تساعد الحرية الشخصية الأفراد على النمو والتطور بشكل مستمر، وتساهم في قدرتهم على التعامل مع الآخرين ومشاركة الأفكار والآراء وتجربة أشياء جديدة، وهذه التجارب تلعب دورا فعالا في بناء شخصية كل فرد.

معنى الحرية في الإسلام

الإسلام من أعظم الأديان التي دعت إلى الحرية وجعلتها ضرورة قصوى للمجتمع الإسلامي السليم، فالمسلم له الحق في نفسه دون إلحاق أذى بالمجتمع المحيط به، ولا يمكن للمجتمع أن يستسلم للاحتلال أو التدخل الأجنبي، حيث يسعى الإسلام لنشر مبادئ الحرية في العالم وتعزيز كرامة الإنسان ودعمه وتعزيته.

أكدت الشريعة الإسلامية أن الحرية متاحة للجميع دون قيود أو تكلفة، فالحرية هي الحالة الطبيعية التي خلق الله الإنسان عليها، والعبودية هي صفة مرفوضة ولذلك اشتروا العديد من الصحابة العبيد وأطلقوهم لوجه الله.

الحرية في القرآن الكريم

دعا القرآن الكريم إلى الحرية بوسائل متعددة حيث ذكر في كتاب الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم تطبيق القصاص في قتلى الحريات) وذكر أيضا: (وليس للمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ، ومن قتل مؤمنا خطأ فعليه تحرير رقبة مؤمنة) حيث اعتبرت الدين الإسلامي الحرية حقا لكل إنسان، وجعل عتق الرقبة تكفيرا كبيرا للذنوب والمعاصي، وثوابا عظيما عند الله، ودعا الدين الإسلامي أيضا إلى الحرية الدينية حيث قال:

• (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) فلكل فرد الحق في اختيار الدين الذي يرغب فيه، فقد ذكر في كتاب الله: (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا)
• فالإسلام من أعظم الأديان التي دعت إلى الحرية الدينية والحرية المالية والحرية الشخصية. وجاء ليزيل ضباب الكفر والجهل ويطهر النفوس البشرية من الانغماس في الغرائز والشهوات. وبعد الإسلام، استعاد الناس حرياتهم وحققوا المساواة، وظهر مفهوم المجتمع وكيفية التعاون من أجل المصلحة العامة.
• وقد قال الله تعالى: “إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا. إلا المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا”. وهذا يعني أن الله أمر الإنسان بالابتعاد عن أي مكان يجعله ضعيفا أو يسلب حريته ومعتقداته.

أسئلة شائعة