بحث عن الامومة والطفولة
مقدمة بحث عن الامومة والطفولة
لقد منحنا الله عز وجل معجزة لا يمكن لكثيرين تقديرها وهي الأم التي وضع الله الجنة تحت قدميها، التي تعبت حتى تحتضن جنينها الصغير بعد حملها لمدة تسعة أشهر حيث تحملت العديد من المتاعب أثناء فترة الحمل بسبب العلامات المرهقة التي تؤثر على الجسم بأكمله والتي تمنعها من النوم الجيد، وعلى الرغم من كل ذلك لم تشتكي من طفلها بل قبلت كل هذا بالحب والعناية، الأم هي زهرة الحياة ورضاها عليك يحدد مصيرك.
الامومة والطفولة
لا يمكنك أن تحظى بالراحة في هذه الحياة ما لم تر ابتسامتها، ولن تكون لك جنة في الحياة الآخرة إذا عصيتها وغضبت عليك. ومن خلالها يمكن أن تتعلم الكثير، وأهم ما يمكن أن تتعلمه هو تقديم العطاء في كل أفعالك، فهي تعطي دون مقابل ولا تنتظر أي شيء من الآخرين، ولكنها ترغب فقط في رؤية التقدم والنجاح لجميع أبنائها. ولها العديد من المزايا في حياة أبنائها، وفيما يلي نستعرض بعضها بشكل مفصل
- الأم هي صانعة الأجيال ومصدر الحنان الذي ينبع من قلبها دون أن يتوقف لحظة حبها لأبنائها.
- كما أنها تعتبر نموذجا للرحمة وتتمتع بالكثير من الصبر في التعامل مع الأطفال بدون ملل، والله تعالى يعلم قدرها العظيم الذي لا يقدر بثمن ومكانتها العظيمة.
- تعتبر الحجاب من الأشخاص الذين يستنجد بهم الفرد بعد الله، وصلاتها تصل إلى السماء من قوتها على الرغم من كونها كائنا رقيقا وصوتها حنونا.
- وهي أيضا صانعة للرجال ومربية للأمهات الجدد، وهي أساس استمرار الحياة وسبب للشعور بالأمان عندما يتواجد ويسمع صوتها في المنزل.
- غيابها يؤلم ويظلم ولا يعطي للحياة معنى، ببساطة لا يوجد حياة بدونها.
أهمية الأمومة والطفولة
كما هو معروف دائما، هناك علاقة وثيقة تربط الأم بأطفالها. ومسؤولية تربية الأطفال تقع بشكل دائم على الأم، حيث تبذل قصارى جهدها لجعل طفلها متميزا دائما وتعلمه جميع العادات والتقاليد التي تؤثر إيجابيا على سلوكه. بالإضافة إلى ذلك، تهتم الأم بتنمية وحماية طفلها، وعندما تحقق ذلك، تشعر بالسعادة الكبيرة لأنها ترى بأم عينيها ما نجحت في غرسه في أبنائها الصغار.
بالإضافة إلى ذلك، فإنها تعمل دائما على تشجيعه بطريقة إيجابية، وأحد أهم الأمور التي تشغل بال كل سيدة قبل التفكير في إنجاب طفل هو ما إذا كانت قادرة ومستعدة لتلبية احتياجات الطفل كما ينبغي.
التواصل بين الأم والطفل
بالعكس عندما يعتقد الكثيرون أن التواصل بين الأم وطفله يبدأ بعد الولادة، هذا اعتقاد خاطئ تماما، فالتواصل بين الأم وطفله يبدأ أثناء فترة الحمل من خلال تحديث الأم للجنين بشكل مستمر، وذلك بسبب عدة أمور
- لقد أثبتت العديد من الدراسات والتجارب العلمية أن الجنين يستطيع سماع الأصوات من حوله تقريبا في الشهر السادس، مما يتيح له التعرف على صوت والدته وأبيه في تلك الفترة وتمييزهم عن جميع الأصوات الأخرى من حوله، ولذا لجأ العديد من الأمهات إلى تخصيص وقت معين في اليوم للتحدث مع الطفل.
- يجدر بالذكر أن التحدث مع الطفل وتعريضه لمجموعة متنوعة من الأصوات المحيطة به أثناء فترة الحمل يعزز قدرته على التركيز والانتباه للأمور في محيطه عندما يكبر، كما يعزز قدرته على فهم والتواصل مع الأشخاص في محيطه.
- يجب أن يتم التأكيد على أن التواصل الجسدي هو أحد الأمور الهامة التي يجب على الأم أن تلتزم بها طوال فترة طفولة الطفل، فهذا يساهم في تقوية العلاقة بين الطفل وأمه وتعزيز الثقة بينهما وبين الآخرين.
كيف تستعدين للأمومة
يمكن للأم الاستعداد للأمومة من خلال القيام بالعديد من الأشياء، بما في ذلك ما يلي:
- يتوجب عليك أن تكوني في حالة استعداد تامة قبل التفكير في إنجاب طفل، من دون أن يكون لديك شعور بالخوف، وأن تكوني واثقة من قدرتك على قضاء الكثير من الوقت لرعاية طفلك المدلل، وأن تكوني قادرة على تربيته بشكل جيد وتلبية جميع احتياجاته الروحية والمادية، ومن الضروري أن يتشاور الزوجين في هذا القرار، للوصول إلى حياة أسرية سعيدة ومستقرة، ومن الطبيعي أن يحدث بعض التغيرات في حياة الأم بعد وضعها لطفلها الأول.
- ليست لديها الكثير من الوقت لتقضيه على هواياتها وحياتها اليومية، وليست قادرة على أداء الأعمال المنزلية بسهولة مثلما كانت تفعل في السابق.
- يحتاج الطفل إلى الحب والرعاية منذ ولادته، حيث تعتبر هذه العواطف ضرورية كالهواء الذي يتنفسه، وهناك أمهات يفتقرن إلى هذه المشاعر ويؤثر ذلك سلبا على سلوك الطفل وتعامله مع الآخرين، ومن الأمور الضرورية في تربية الطفل التحدث معه ومنحه الفرصة للتعبير عن رأيه.
- يجب تشجيعه على الاعتماد على نفسه حتى لا يصبح شخصا عدوانيا أو انطوائيا وحتى يكون لديه الثقة الكافية في النفس.
- يجب عليك أن تزرعي الحب في قلب كل طفل حتى يشعر به، وتحفزيه على ذلك من خلال النظر إلى عينيه أثناء التحدث معه أو الاستماع إليه، وعليك أن تعبري له عن حبك بقول كلمة “أحبك يا طفلي” بين الحين والآخر وأنت تنظرين إلى عينيه، فالنظر إلى عينيه يمكنك من خلاله التواصل البصري الذي يؤثر بشكل كبير في بناء علاقة قوية بين الأم والطفل والشعور المستمر بالمحبة.
- من الضروري أن تمسك يد طفلك وتلمسه فحاسة اللمس تزيد من إحساسه بالدفء والود الذي يعزز العلاقة بين الطفل وأمه، وأيضا احتضني الطفل وقبليه، وعند عودته من المدرسة استقبليه بشوق وابتسامة دائمة على وجهك لتجعلي الحياة ممتعة له.
خاتمة عن الأمومة والطفولة
في النهاية، نحن نؤكد أن الأمومة هي واحدة من أعظم المشاعر التي يمكن أن تشعر بها المرأة في حياتها، وذلك لأن رابطة الأمومة والطفولة هي واحدة من أقوى الروابط في الحياة، وهذا مؤكد في العديد من الآيات القرآنية الشريفة، بمن فيها:
وعندما أخذنا الميثاق من بني إسرائيل أن لا يعبدوا إلا الله وأن يكونوا محسنين للوالدين وذوي القربى والأيتام والمساكين، وأن يتعاملوا بلطف مع الناس ويقوموا بالصلاة وإيتاء الزكاة، ثم تجاهلتم كل ذلك ما عدا أقلية منكم وأنتم معرضون (83).
“سورة البقرة، الآية:83”.
قل لهم تعالوا لأتل ما حرم ربكم عليكم، ألا تشركوا به أي شيء، وتكونوا محسنين لوالديكم، ولا تقتلوا أولادكم خوفا من الفقر. نحن نرزقكم وإياهم، ولا تقربوا الفواحش سواء ظهرت أو بطنت، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق. هذا هو الأمر الذي وصانا به، لعلكم تعقلون.
“سورة الأنعام، الآية 151”.
ووصينا الإنسان ببر واحترام والديه، حيث تحمله أمه وهي ضعيفة وضعفها مستمر لمدة عامين، فليكن لك الشكر لي ولوالديك إلى المصير.
“سورة لقمان، الآية:14”.
أسئلة شائعة
ما هو مفهوم الأمومة؟
الأمومة: هي تشكيلة كبيرة من المشاعر والانفعالات والأساليب التي تميز النساء عن غيرهم من البشر، وتعتبر حاجزا كبيرا لهن من العذاب والنار في يوم القيامة إذا تم توجيهها بشكل صحيح لأولادهن.
متى تبدأ الامومة؟
تبدأ فترة الأمومة الأولى منذ فترة الحمل، حيث يزرع الله العديد من مشاعر الحنان والاهتمام والرعاية في الأم خلال تلك الفترة، وتستمر هذه المشاعر وتزداد بكثير بعد الولادة.