موضوع عن بر الوالدين

مقدمة موضوع عن بر الوالدين

قال الله تعالى: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به أي شيء، وأحسنوا معاملتكم مع الوالدين والأقارب والأيتام والمساكين والجيران القريبين والجيران المجاورين والأصدقاء المقربين والمسافرين ومن يكونون تحت ولايتكم. إن الله لا يحب الأشخاص الذين يتكبرون ويتفاخرون

سورة الأنعام: 151

بر الوالدين هو جزء من الروح والفطرة واعتراف بالجميل وإعطاء حقوق أهل الحقوق، فالوالدين هما حياتنا، نحن جزء من روحهما، فقد تعبت أمك في حملك ورعايتك وتربيتك على الأخلاق الحسنة لتكون فردا صالحا في الدنيا والآخرة بإذن الله

وقمت بذل العديد من الجهود والتعب لتوفير احتياجاتك، بما في ذلك طعامك وشرابك وسكنك وملابسك، وجميع تفاصيل حياتك، حتى يمكنك أن تصل إلى بر الأمان الذي يمكنك من الاعتماد على نفسك ومواجهة الحياة. وعلى الرغم من ذلك، لا نتركك وحيدا، بل نوجهك وننصحك ونساعدك. لذلك، من واجبنا أن نقدم لهم حقوقهم ونحترمهم في حياتهم وبعد وفاتهم

بر الوالدين في الإسلام

الدين الإسلامي أوصى أتباعه ببر الوالدين في جميع الأوقات، وربط الإحسان إليهما بعبادة الله تعالى في أكثر من موضع في القرآن الكريم، لدرجة أن برهما أصبح ركنا من أركان الإسلام

• فيقول تعالى: قضى ربك بأنك لا تعبد غيره وتحسن لوالديك، إذا بلغت من الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
• بعد أن تحدث الله تعالى عن التوحيد، يأتي الحديث عن بر الوالدين وإحسانهما في حياتهما بطاعتهما، وبعد وفاتهما بالدعاء لهما بالرحمة
• وفي حديث يوضح أهمية بر الوالدين في الإسلام، قال ابن مسعود رضي الله عنه: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: ما هو العمل الأعظم عند الله؟ فقال: أداء الصلاة في وقتها. ثم قلت: ثم ماذا؟ فقال: بر الوالدين. ثم قلت: ثم ماذا؟ فقال: الجهاد في سبيل الله

كيفية بر الوالدين

بر الوالدين لا ينقطع أبدا، فهو مستمر في حياتهم وحتى بعد وفاتهم، وله العديد من الأشكال التي يمكن توضيحها على النحو التالي:

بر الوالدين في حياتهم

عندما يكون الوالدين على قيد الحياة، هناك العديد من الطرق لبرهم

• زيادة الدعوة للوالدين يعتبر من أفضل الأعمال التي يمكن أن نقدمها لهم، وذلك لنشكرهم على ما يقدمونه لنا، وندعو لهم بالرحمة والمغفرة وتحسين أحوالهم وتسهيل أمورهم ونهاية حسنة.
• إخراج الصدقة عنهما، والتي يكون لا الأجر والثواب في الحياة والممات، وذلك من خلال عدة طرق، مثل:
  • بناء مسجد أو المساهمة به.
  • المساهمة يف حفر بئر من الماء.
  • المشاركة في طباعة المصاحف.
  • نشر الخير والعلم.
• امنحهم حقهم في التقدير والاحترام، من خلال قبول الرأس واليد والتودد والتواضع لهما.
• تمجيد وتقدير جهودهم وما قدموه من أعمال لخدمة أبنائهم من نصح وإرشاد وتعليم وتوجيه نحو الطريق الصحيح، ويجدر بالذكر أن هذا التقدير يسبب لهم السرور والبهجة.
• العمل على تلبية حاجتهم في الدنيا.
• أخذ المشاورة منهم حتى في الأمور الخاصة.
• الإستماع لهم بعناية، وتقديم الاهتمام والتفاعل معهم وموافقة على الحديث.
• عدم قطع العلاقة معهم وزيارتهم بانتظام، أو الاتصال بهم إذا كان الوجود المستمر صعبا.
• السعي المستمر لكسب رضا الوالدين وعدم مخالفتهم في أي شيء.
• تلبية ندائهم في أي وقت يكون بحاجته.

بر الوالدين في مماتهما

يتمثل بر الوالدين في مماتهما فيما يلي:

• زيادة الدعاء والاستغفار إليهما هي من الأعمال الصالحة التي تشفع للإنسان بعد الموت، وذلك ما أكده الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له”
• صلى الرحم لأحبائهم من الأصدقاء والأقارب واحترامهم كما كانوا يحترمون في حياتهم، حيث كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه مهتما جدا بالبقاء على صلة وتواصل مع أسرة والده عمر بن الخطاب حتى بعد وفاته، وقد روي عن عبد الله بن عمر: “عندما كان يذهب إلى مكة، كان يمتلك حمارا يستخدمه عندما يكون التجوال صعبا، وكان يرتدي عمامة على رأسه. في أحد الأيام، وهو على ظهر الحمار، مر به أحد البدو، فقال: “ألست ابن فلان بن فلان؟” فأجاب: “نعم”. ثم أعطاه الحمار وقال له: “اركبه وارتدي العمامة”. فقال أحد أصحابه له: “قد غفر الله لك! لقد أعطيت هذا البدو حمارا كنت تستخدمه وعمامة ترتديها على رأسك”. فأجاب: “إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إن من أفضل البر صلة الرجل بأهل ود أبيه بعد أن يتولاهم، وإن والد عمر كان صديقا لصديقي.
• يمكن للأموات أن يقضوا العبادات عنهم بعد وفاتهم مثل الحج أو الصيام المتأخر.

فضل بر الْوَالِدَيْنِ

إن فضل بر الوالدين لا يعد ولا يحصر في الدنيا والآخرة، وله ثواب عظيم من الله عز وجل، لذلك يمكننا توضيح أبرز وأهم الفضائل التي يمكن الحصول عليها من بر الوالدين:

• يحظى الإنسان بعلو الشأن والمكانة.
• يُرزق بطيب السمعة وحسن السيرة بين الناس.
• الله يبارك عمله ورزقه ويضاعف أجره في حياته.
• يغفر له ذنوبه ويكفر عن سيئاته، ويضاعف له حسناته.
• يدخله الله الجنة ويحميه من النار، حيث أن رضا الله يأتي من رضا الوالدين.
• من خلال رضا الوالدين، يمكن الحصول على أجر وثواب كبير مثل أجر وثواب الجهاد في سبيل الله.
• ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله، فقال: هل لك والدين حيين؟ فقال: نعم، بل كلاهما، فقال: فتبتغي الأجر من الله؟ فقال: نعم، فقال: ارجع إلى والديك واحسن صحبتهما”، وهذا الحديث يشير إلى أن شرط صحة الجهاد هو رضا الوالدين وأن طاعة الوالدين والقيام بتلبية احتياجاتهما تكون مثل الجهاد في سبيل الله.
• يأتي فضل بر الوالدين في المرتبة الثانية بعد الصلاة، ثم يأتي الجهاد في سبيل الله.
• روي عبد الله بن عمر رضي الله: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال هي الأفضل؟ فأجاب: الصلاة في أول وقتها. ثم سألت: ماذا بعد ذلك يا رسول الله؟ فقال: بر الوالدين بإحسان. ثم سألت: وماذا بعد ذلك يا رسول الله؟ فأجاب: الجهاد في سبيل الله. وهذا الحديث يشير إلى ترتيب أفضلية بر الوالدين عند الله عز وجل.
• صلاة الوالدين هي من أعمال الخير المحبوبة لدى الله، فتجلب السعادة وتزيل الهم والغم والحزن، وتنير الطريق في الدنيا والآخرة.
• بر الوالدين من الأسباب التي تجعل الله يغفر الذنوب لعباده، وورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال إني أذنبت ذنبا عظيما، فهل لي من توبة؟” فقال له النبي: “هل لك أم؟” قال: “لا”، فقال النبي: “هل لك خالة؟” قال: “نعم”، فقال النبي: “فبرها”
• بر الوالدين يخفف الهم ويستجيب لدعائهم، وهو سبب في بركة الرزق في الحياة الدنيا.

علامات بر الوالدين

هناك علامات تشير إلى رضا الوالدين، ومنها:

• انشراح الصدر: بر الوالدين يؤدي إلى ارتياح القلوب والاقتراب من الله، وهو من أفضل الأعمال الطاعة، لذلك يجب على من يشعر بضيق في صدره أن يراجع نفسه وطاعته لوالديه.
• استجابة الدعاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر، وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس، فقال عمر: هل هنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: إن رجلا يأتيكم من اليمن يدعى أويس، لا يترك في اليمن أحدا غير أمه، وكان لون بشرته بيضاء، فدعا الله فأزاله عنه، إلا موضع الدينار أو الدرهم، فمن يلتقيه منكم فليستغفر لكم.” (رواه أسير بن جابر)، فأخذ عمر بن الخطاب بعد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يبحث عن أويس وطلب منه أن يدعو له.
• تقبل الأعمال: بر الوالدين يجلب قبول الأعمال وتكفير الذنوب، والعاق لوالديه لا تقبل أعماله حتى لو صام وأدى العبادات، وبالتالي يحرم من رحمة الله ولعنته.

منزلة الوالدين

أعطى الإسلام اهتماما كبيرا لبر الوالدين لتعزيز المحبة والمودة بين الأقارب والأبناء، ومن أفضل الأعمال وأحبها إلى الله هو بر الوالدين، فهو مثل الجهاد في سبيل الله، ويساهم في دخولهم الجنة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة”، وثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه

أعمال بر الوالدين

بر الوالدين يبدأ بالطاعة لهما وتنفيذ أوامرهما ما لم تتعارض مع الدين. ويتجسد بتقديم الدعم المالي والتحدث بألفاظ طيبة واحترامهما وخدمتهما بكل الطرق. يجب أن يكونوا أولوية في حياة الإنسان، ويجب أن يخصص لهما وقتا في الحياة اليومية. وفي حالة وفاتهما، يجب أن يدعو الله لهما بالرحمة ويصلي على أرواحهما ويتعامل بلطف مع أصدقائهما.

خاتمة عن بر الوالدين

وبذلك، فإن بر الوالدين هو أفضل ما يستفيد منه الإنسان في الآخرة، ويعترف بهما بفضلهما عليه في الدنيا. لذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أردك أبواك عندما تكبر، فلم تدخل الجنة  

هما باب وريقة من الطرق التي تؤدي إلى الجنة، لذا فإن من لم يستغل وجودها في حياته ليحظى بهذه النعمة العظيمة، فإنه سيكون خاسرا بلا شك، ومجحفا لجودتها وفضلها عليه

 أسئلة شائعة