ما معنى سبحان الله

معنى سبحان الله

لا شك أن اسم الله تعالى من أسماء الجميلة والتي يجب علينا أن نتأمل في معانيها وتأثيرها على حياتنا وأحكامنا. كلما اقتربنا من الله زاد رزقنا وراحت نفوسنا واستقرت بيوتنا. لا يوجد شيء أجمل من قول “سبحان الله” لحفظ النفس من السوء وللحصول على البركة في الرزق. لا يوجد قوة أعظم من قوة الله. لذا، يجب علينا التأمل في اسم الله وفوائده العديدة والمعاني العظيمة التي تحتويها هذه الكلمة.

معنى سبحان الله في اللغة العربية

وفقا لما ذكر في كتاب مقاييس اللغة، الذي يتناول تفسير معنى سبحان الله، فإن المعنى العربي للكلمة متوافق مع المعنى الديني لها، والذي يعبر عن تنزيه الله عن أي نقص أو عيب أو ضعف أو وجود أي صفات مشتركة بينه وبين خلقه، فإن الله غير معروف لأي شخص.

• سبحان الله يعني أن السر والجمال في الخلق والطبيعة والمخلوقات على الأرض، وكيف خلق الله الإنسان بهذا الشكل، هي من أسراره الخاصة، ولا نعلم كيف ولماذا خلق الله الإنسان بهذه الصورة ولا نعرف الأسرار الخفية للأرض وعملية الخلق نفسها.
• وتشير الكلمة إلى أن الله سبحانه وتعالى معزز عن وجود أولاد لديه، فلا يوجد إله إلا الله، وهو الواحد الكامل الذي لا يشاركه أحد، وتسبيح الله هو جزء من أصول الدين وإشارة إلى توحيد الإنسان الكامل الذي يؤمن بخلو الله تعالى من العيوب والنقائص وعدم التشابه مع الخلق، فسبحان الله تعالى.

تفسير الصحابة والأئمة لمعنى سبحان الله

تم اعتبار الإمام الطبراني في الطيران، كما ورد في كتاب الدعاء الذي يحتوي على العديد من الدرر المصنفة في باب “تفسير التسبيح” حيث قال الإمام الطبراني:

• “سبحان الله”: فيها تنزيه للخالق عن كل صفة سيئة.
• وعن يزيد بن الأصم أنه قال: جاء شخص إلى ابن عباس رضي الله عنهما وأخبره: “لا إله إلا الله” يعني أنه لا يوجد إله سوى الله، و “الحمد لله” يعني أن جميع النعم من قبل الله وحده ويحمده على هذه النعم العظيمة، و “الله أكبر” يعني أنه لا يوجد شيء أعظم من الله في الدنيا، فما معنى “سبحان الله”؟
• قال ابن عباس رضي الله عنه: الكلمة التي رضي بها الله الخالق الواحد لنفسه، وأمر بها الملائكة وفزع لها الأخيار من الخلق.
• وقد سئل علي بن أبي طالب عن معنى سبحان الله، فأجاب: إنها طريقة لتكريم إله واحد، وتعظيمه لذاته.
• وعن مجاهد أنه قال: التسبيح يعني أن الله تعالى خال من كل شر.
• وعن ميمون بن مهران أنه قال “سبحان الله”: نوع من التكبير لذات الله يستخدمه الإنسان لتعظيمه. وقد قال الحسن أن معنى سبحان الله هو: اسم خاص لذات الله وحده لا يمكن لأي شخص آخر أن يتشرف بهذا الاسم العظيم.
• عن أبي عبيدة معمر بن المثنى: عندما نقول “سبحان الله”، نكون نبرئ ذات الله وننزه صفاته الفريدة التي لا يشاركها أحد غيره

معنى سبحان الله وبحمده

تعد “سبحان الله” أصل التوحيد، حيث أن الله تعالى بعيد عن العيوب وعن الادعاءات الزائفة التي يقولها الكفار، والأصل اللغوي لكلمة “سبحان الله” يأتي من السبح، وهو يعني البعد.

• كما قال البعض: تفسير سبحان الله عجبا يعتبر نوعا من الاعتزاز والفخر، وهذا ما يعتبره قريبا من الآخر، ففي الكلمة توجد تنزيه وفخر واعتزاز في نفس الوقت.
• يتم تسبيح الله سبحانه وتعالى عن طريق التفكير فيه بشكل صحيح والابتعاد عن الشكوك الكاذبة والشرور التي ينسبها الكافرون والملحدون.
• وفي نفس المعنى ذكر في القرآن الكريم: “ما ٱتخذ ٱللـه من ولد وما كان معهۥ من إلـٰه إذا لذهب كل إلـٰه بما خلق ولعلا بعضهم علىٰ بعض ۚ سبحـٰن ٱللـه عما يصفون” المؤمنون/91
• وقد قال أيضاً في كتابه:
  (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا وإن الجنة لعليمة بأنهم لمحضرون، سبحان الله عما يصفون) الصافات/158-159
• أما عن تنزيه الله وصفاته، قال تعالى:
  (إنه الله الذي لا يوجد إله سواه، هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، سبحان الله عن الشرك الذي يشركون) الحشر/23

بالنسبة لمعنى بحمده

كلمة بحمده هي اختصار يستخدم للجمع بين التسبيح والحمد في نفس الجملة، ويمكن أن تستخدم كحالة أو عطفا، وتعني: أسبح الله وأحمده في نفس الوقت، معبرا عن الشكر والثناء على كل شيء، وأسبح الله وأحمده على نعمه.

• يرى الحافظ ابن حجر رحمة الله عليه: واو الإشارة إلى الحال، والمعنى: أسبح الله عز وجل وأظهر شكري له، يعني أنني ملتزم وثابت في شكري لله، لكي أطلب توفيقه في أمور الدنيا، ويقول: عاطفة ومعناها: أسبح الله عز وجل وأعرض عن شكره وحمده.
• ويحتمل أن تكون الباء إشارة إلى حذف متقدم والإشارة: عندما تثني على الله وتحمده، فإن سبحان الله في البداية تكون عبارة منفردة، وبحمده تكون عبارة متعلقة بها.
• بالنسبة لمعنى سبحان الله وبحمده في تفسير الخطابي، يعني أنه يجب أن نحمد الله على نعمه وأنه ليس بقوة أو قدرة منا كعبد. يشير إلى أن ما نحققه بسبب السبب يعتبر بديلا للمسبب، وهذا ما ذكر في فتح الباري والله أعلى وأعلم.

التسبيح في القرآن الكريم

سبحان الله هي كلمة ذات مكانة عظيمة عند الله، بالإضافة إلى أنها من أشرف وأعظم الأذكار التي يمكن للعبد أن يتذكرها للتقرب من الله. وذلك يرجع إلى فضلها العظيم والكبير الذي ذكر في القرآن والأحاديث الشريفة بكثرة.

باعتبار أن فضلها تم ذكره في القرآن الكريم في مواضع مختلفة وبصيغ متنوعة لا تقل عن ثمانين آية، يمكن ذكر هذه المواضع فيما يلي:

• صيغة الأمر، حيث قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا، اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه صباحا ومساء” (سورة الأحزاب: 41: 42)
• صيغة المضارع، حيث قال الله تعالى: يمدح الله في كل ما في السماوات وما في الأرض، الملك القدوس العزيز الحكيم” (سورة الجمعة: 1)
• لفظ المصدر، حيث قال الله تعالى: سبحان ربك رب العزة عما يصفون * وسلام على المرسلين * والحمد لله رب العالمين” (سورة الصافات: 180:182)
• افتتاح للآيات، وهذا ما ورد في سورة الإسراء في قوله تعالى: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير”

متى يقال سبحان الله

يقوم المسلم بالتسبيح في العديد من الأوقات، ويمكن ذكر هذه الأوقات على النحو التالي:

• التسبيح في حالة القيام بمجلس: المجالس التي يكون فيها ذكر سوء ، يجب أن يتم ذكرها ، وهذا هو ما ذكره أبو هريرة رضي الله عنه في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك
• التسبيح أثناء الصلاة وبعدها: يجب على المسلم أن يبدأ الصلاة بالتسبيح، وذلك عن طريق قول: “سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك ولا إله غيرك”، بالإضافة إلى أنه يمكنه التسبيح أثناء القراءة والقيام بالليل وأثناء الركوع والسجود وعند انتهاء الصلاة. روى أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال بعد كل صلاة ثلاث وثلاثين تكبيرة وثلاث وثلاثين تحميدة وثلاث وثلاثين تسبيحة وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو قادر على كل شيء، غفر له ذنوبه ولو كانت مثل رغيف البحر”
• التسبيح في الصباح وفي المساء: قال الله تعالى: “وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى” (سورة طه: 13)

أسئلة شائعة