لكل طفل مخاوف طبيعية كثيرة، ولكن هناك فرق كبير بينها وبين الخوف المرضي. تختلف المخاوف مع تغير المرحلة العمرية، وتبدأ في الظهور لدى الأطفال في الفترة الأولى من حياتهم حيث يشعرون بالخوف من الغرف المظلمة أو الأماكن المظلمة. غالبا ما يرغب الطفل في إشعال النور ويبكي للتعبير عن رغبته. الصغار يخافون من صوت الرعد أو الأصوات الغريبة، وهذا الخوف ينقرض مع تقدمهم في السن.
أنواع الخوف عند الأطفال
يواجه العديد من الأطفال مخاوف مختلفة ناتجة عن عدة عوامل تؤثر على حياتهم، وأنواع الخوف التي يعاني منها الأطفال تختلف حسب أعمارهم، وتشمل هذه الأنواع ما يلي:
خوف يأتي للأطفال الأقل من عامين
نوع من أنواع الخوف التي تصيب الأطفال في سن مبكرة، وتحدث بسبب بعض العوامل الخارجية، أو يمكن أن تكون طبيعية لدى الطفل، ويشمل ذلك النوع من الأعراض:
- الطفل يشعر بخوف شديد من الأصوات العالية أو الأصوات الغريبة التي تصل إلى آذانهم والتي ليست مألوفة بالنسبة له.
- وأيضا الخوف من الابتعاد عن الأب أو الأم، فإنه يخاف من الأشخاص الغرباء أو الذين لم يتعود عليهم أو يعرفهم من قبل.
- وكذلك يخاف الشخص من الأشياء والأشخاص الذين لا يعرفهم جيدا ويرى أشياء متحركة أو أشياء ذات حجم كبير.
- الشعور بالخوف بشكل كبير عند رؤية الحيوانات، خصوصا إذا كانت كبيرة الحجم.
- الخوف الشديد من عدم تواجد الأب أو الأم أو انفصالهما.
خوف يصيب الأطفال في الفترة ما قبل الذهاب للمدرسة
“في السن ما بين 3: يشعر الأطفال بالخوف في سن الست سنوات، وأكثر المخاوف التي يواجهونها هي الخوف من الكائنات الخيالية في القصص والأفلام الكرتونية وما إلى ذلك.
- الأطفال يخافون من الأشياء التي يتخيلونها مثل الوحوش والأشباح وجميع المخلوقات المرعبة التي يرونها في التلفزيون وحتى الكائنات خارقة للطبيعة والأقنعة والظلام.
- بالإضافة إلى الخوف من النوم بمفرده في الغرفة، يعاني من مشكلة كبيرة حيث يشعر بسماع أصوات غريبة خاصة أثناء الليل مثل صوت الرعد، وهذا يسبب له العديد من الرعب
- رؤية الكائنات الخارقة أو المنقرضة والتي غير موجودة في الواقع على التلفاز في بعض القنوات تسبب رعبا كبيرا وتثير خيالات أكبر.
- الخوف من سماع أصوات غريبة غير مألوفة مثل صوت الرعد أو صوت المطر الشديد، وجميع تلك الأصوات الغريبة تشكل مصدر خوف كبير خاصة إذا تم سماعها أثناء النوم.
خوف يصيب الأطفال في عمر المدرسة
“الفترة ما بين 7: بعد سن 16، يشعر الطفل بالخوف من الأشياء الحقيقية وغير الخيالية، بعدما يتخلص من الخوف من الأشياء الخيالية، يبدأ في رؤية الواقع بشكل أوضح وقد يشعر ببعض الخوف.
- مثل الخوف من الجروح أو الكدمات أو حدوث أي شيء سيء، فذلك قد يؤدي إلى تناول دواء ذو طعم غير محبب، أو أخذ حقنة، أو التعامل مع الطبيب وهذا يسبب له رعبا كبيرا.
- وكذلك التعامل مع المعلمين وغضبهم والخوف من خسارة الدرجات في الدراسة.
- أو الخوف من الموت أو وقوع حادث طبيعي مثل زلزال أو فيضان وغيرها.
- العديد من الأطفال يشعرون بالخوف من الذهاب إلى المدرسة بسبب حبهم الشديد لأهلهم ورغبتهم في عدم فصلهم عنهم. هذه مشكلة تواجه معظم الأطفال في سن 5 إلى 7 سنوات، ولكنها ليست مشكلة مماثلة للأطفال الأكبر سنا لأنهم يحبون زملائهم في المدرسة ومعلميهم ويدركون أهمية الدراسة.
- كما هناك العديد من الأطفال الذين يشعرون بالخوف لأسباب منطقية مثل تعرضهم للمعاملة القاسية في المدرسة أو لعدم لطف المعلمين في التعامل معهم أو مع زملائهم في المدرسة.
أسباب الخوف المرضي عند الأطفال
يوجد الكثير من الأسباب والعوامل التي تؤثر على تفكير وحياة الطفل وتجعله يشعر بالخوف، وتختلف درجة الخوف من طفل إلى آخر، ومن بين تلك الأسباب والعوامل:
- يتعرض الطفل لأشياء أو مواقف لا يستطيع تفسيرها وهذا يشكل تهديدا كبيرا بالنسبة له، والأشياء التي تخيف الأطفال ليست محددة، فقد يخاف من أمور معينة لا يخاف منها أخوه والعكس أيضا.
- يقوم الطفل بترجمة كيفية استجابة الناس لأشياء مختلفة، ويميل إلى تقليدهم في أفعالهم أو حتى تقليد الأطفال الصغار عندما يرون مخلوقا ما أو أسدا على سبيل المثال
- توجد العديد من الأشياء التي تؤثر على الطفل، بما في ذلك رؤية حادث مخيف أو قطة ميتة أو أي حادث مروع بالنسبة له، ويسبب له خوفا رهيبا وتبقى الحادثة عالقة في ذهن الطفل الصغير حتى عندما يكبر
- كل ما يقوم به الأب والأم يؤثر على شخصية الطفل بشكل إيجابي وسلبي، فبعض التصرفات يمكن أن تسبب أشياء سلبية مثل تقليل احترام الطفل وربما يصل إلى فقدان احترامه لنفسه وثقته بنفسه وقدرته على فعل الأشياء. لذا، من المهم أن يدعم الأب والأم طفليهما ويعززان ثقته بنفسه ويشيران طوال الوقت إلى مدى قدرته العظيمة في عينيهما وقدرته على تحقيق الأشياء الكبيرة للتخلص من الخوف والقلق لدى الطفل الصغير
- وجود مشاكل أسرية: يسبب الكثير من التوتر للأطفال وهو من الأمور التي يجب عدم مناقشتها أمام الأطفال وتجنب إظهار أي نوع من المشاجرات أمام الطفل للحفاظ على سلامة وصحة الطفل النفسية
- يخاف الكثير من الأطفال من أشياء بسبب خيالهم الواسع وطريقة تفكيرهم، لذا يجب على الآباء أن يهتموا برعاية الطفل بما يتناسب مع عمره وميله لحل المشكلة الأساسية بحب وحكمة وصبر واحترام مشاعره، دون التهكم عليه بغض النظر عن ما يخاف منه واستيعاب أفعاله.
- عدم السماح للطفل بمشاهدة الصور المخيفة أو مشاهدة أفلام مرعبة، وكذلك يجب عدم سرد القصص المخيفة للأطفال أو التي تحمل معان مخيفة قد تسبب الخوف للطفل، حيث يقوم الطفل بتجميع كل تلك الصور والقصص في ذهنه ويخرجها بشكل سيء ممزوجة بالخوف.
أعراض الخوف عند الأطفال
جميع الأطفال يشعرون بنفس المشاعر، ولكن يمكن تقسيمها حسب درجة ونوع المشاعر التي يشعر بها كل طفل، وتختلف درجة الخوف التي يشعر بها كل طفل والأعراض المصاحبة لها، وتشمل تلك الأعراض:
- إصابة الطفل بالتعرق وتسارع في نبضات القلب.
- في بعض الأحيان يمكن للطفل أن يشعر بالاختناق وضيق التنفس الشديد والألم الشديد نتيجة لشدة الخوف.
- الشعور بألم في منطقة الصدر.
- الشعور بالرعشة في الجسم ، مصحوبا بارتجاف شديد يظهر بشكل واضح على الجسم.
- قد يشعر الطفل في بعض الأحيان بدوار شديد واهتزاز الجسم وقد يسقط الطفل.
- عندما يشعر الطفل بالخوف، يصعب عليه السيطرة على نفسه.
- يترافق الإصابة بمشاكل شديدة في المعدة مع بعض الآلام والغثيان.
- الشعور الدائم بعدم الراحة.
علاج الخوف عند الأطفال
هناك العديد من الطرق التي يمكن للآباء والأمهات اتباعها لعلاج خوف الأطفال وتقليل الأعراض المرافقة والتخلص منه بشكل نهائي لتجنب أي تأثيرات سلبية على الطفل، ومن بين تلك الطرق العلاجية المتبعة:
- يعرف على مخاوف الطفل، ومن ثم يساعده على تجاوز تلك المخاوف تدريجيا من خلال تعرضه لها بشكل مباشر والتحدث معه حول ما يشعر به.
- تجنب استخدام طرق العقاب للأشياء التي يخاف منها الطفل، لتجنب أي ردود فعل سلبية، ولكي لا يشعر الطفل بأن هذه المخاوف كبيرة وتزداد خوفه منها.
- اللعب معه بتماثيل صغيرة لحيوانات مختلفة خصوصا إذا كانت حيوانات يشعر بالخوف تجاهها، بالإضافة إلى تماثيل الوحوش والأشباح لكي يزيل خوفه تجاهها.
- تطبيق طريقة الاسترخاء مع الطفل، خاصة عندما يشعر الطفل بالخوف، من خلال عرض بعض مقاطع الفيديو الخيالية للأشياء التي يخاف منها الطفل.
- يجب تشجيع الطفل دائما بالأقوال والكلام، وتدريبه على مواجهة مخاوفه بطريقة سهلة وبسيطة دون أن يشعر بالخوف. من الأفضل أن يتم التحدث معه بطريقة إيجابية قبل مواجهته لتلك الأمور المخيفة في الحقيقة، لكي يتذكر الكلام المشجع ويكون قادرا على التصرف ومواجهة خوفه.