هل حلق اللحية من الكبائر
فتاوى حلق اللحية في الإسلام وهل حلق أو تخفيف اللحية حرام أم مكروه، واللحية هي الذقن عند الرجال وكثير منا يسأل دائما هل حلق اللحية من الكبائر؟ أما من الصغائر؟ أما يجوز شرعا؟
هل حلق اللحية من الكبائر
هناك عدة فتاوى للشيوخ ومنها قص اللحية ليست من الكبائر ولكنها حرام وتعتبر من الصغائر إلا إذا أصر الرجل عليها واستمر في حلقها، فإن هذا الإصرار على الصغائر والإعلان بها يجعلها من الكبائر .
- ليس بالضرورة أن يكون من الصغار ليقلل من شأن حلق اللحية، كما قال بعض السلف
- لا تنظر إلى المعصية ولكن انظر إلى من عصيت
- قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: “إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما”
حلق اللحية بها أربع من الكبائر
ذكر الشيخ عبد الرحمن عبد الصمد رحمه الله أن حلق اللحية يعتبر من الكبائر الأربعة
- تغير خلق الله
- مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم
- التشبه بالنساء
- التشبه بالكفار
أظهر الشيخ عبد الرحمن عبد الصمد أن الرجل الذي يحلق لحيته يوميا، فهو يصر على العصيان، وهو يكشف أيضا عن العصيان لأنه يظهر به أمام الناس يوميا بهذا العصيان
من يرغب في الآخرة يؤذي الدنيا، ومن يرغب في الدنيا يؤذي الآخرة، يا أيها الناس، اسعوا فيما هو فان لما هو باق
حكم حلق اللحية للزينة
حلق اللحية لأغراض التزيين يعتبر حراما لأنه يخالف سنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك عدم حلق اللحية لأغراض التزيين أيضا حرام لأنها تتعارض مع اتباع سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فاللحية هي زينة طبيعية للرجال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الأعمال بنياتها، ولكل شخص ما نوى.” وهذا صحيح صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
حلق اللحية عند بعض الأئمة
أفسر لنا بعض الأئمة أنه واجب على الرجال المسلمين عدم حلق اللحية بناء على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “خالفوا المشركين وأعفوا اللحى واحفوا الشوارب”
في حديث آخر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل أمتي سيدخلون الجنة إلا من يرفض. قيل: يا رسول الله، ومن يرفض؟ قال: من أطاعني سيدخل الجنة، ومن عصاني فقد رفض .
حلق اللحية غير مسموح به عند الحنابلة، ولكن يسمح بتقصيرها. فقد قال الحنابلة: لا مانع من أخذ ما زاد عن القبضة، ولكن يجب قطع ما زاد عن القبضة، وهو المطلوب.
حكم حلق اللحية لدفع الضرر
يسأل الكثيرون عن حلق اللحية لتجنب المشاكل التي قد تتسبب فيها ظروف بعض الدول، فإذا كانت المشاكل مجرد توهم، فلا يجوز حلق اللحية، ولكن إذا كانت المشاكل حقيقية وقد تؤدي إلى السجن مثلا، ينبغي تخفيفها فقط .
حلق اللحية ليس من الكبائر ولكنه ذنب بالأدلة من الأحاديث
هناك آراء تقول إن حلق اللحية ليس من الكبائر، مستندين في ذلك إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا رأي معارض
- ذنب لأنه يتعارض مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم “اقصوا الشارب وأعفوا اللحية
- تشبه الرجال النساء، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم “لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء”
- يشبه بالمجوس حيث حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم مماثلة المجوس وقال أيضا صلى الله عليه وسلم “من تشبه بقوم فهو منهم”
- هناك تغيير في خلقة الله، حيث أمرنا الرسول في حديث آخر بمنع تغيير شكلنا الذي خلقنا عليه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لعن الله النامصات والمغيرين لخلق الله”
- يتضمن عدم اتباع سنة النبي المختار محمد وعدم اتباع السنة النبوية، حيث كان صلى الله عليه وسلم يحمل لحية كثيفة وطويلة، وقال الله عز وجل “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني
- حرم الأئمة الأربعة حلق اللحية .
حلق اللحية عند المذاهب الأربعة
الحنفية : تمنع الحنفية حلق اللحية ويقولون إنها تشبه اليهود والنساء .
المالكية :لا يوجد نص صريح يحرم صاحبه من أداء أي فعل، بعض الأشخاص يعتبرونه محظورا والبعض الآخر يعتبرونه مكروها .
الشافعية: لم يتم حرمان حلقها من قبل الشافعية ، بل قالوا إنها عمل مكروه وليس تحريما ، وقالوا أيضا إنها من الأمور المتعلقة بالعادات والأكل والشرب واللبس والجلوس والهيئة .
الحنابلة: منهم من أعلن أن المعتمد حلقها محرم، ومنهم من أعلن الحرمة ولم يكن هناك خلاف .
حلق اللحية لدار الإفتاء المصرية
أكدت دار الأفتاء المصرية أنه من الواجب الشرعي عدم حلق اللحية وتركها كما هي، بناء على ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يعتني بلحيته وينظفها ويحافظ عليها من خلال غسلها وترطيبها وتمشيطها. وقد اتبع الصحابة سنة النبي في هذا الأمر، وبالتالي فإن حلق اللحية يعتبر حراما .
بينما يروي بعض الفقهاء أن الأمر المشار إليه في الأحاديث ليس واجبا وإنما مستحب، وبالتالي فإن إعفاء اللحية يعد سنة يجزى صاحبها ولكن لا يعاقب من تركها .
وبناء على ما سبق، نلاحظ وجود خلاف بين علماء الدين والفقهاء بشأن جواز حلق اللحية من الكبائر أم لا. وهذا يعتبر رحمة من الله، فاختلاف الفقهاء يسمح لكل شخص بممارسة الأمر الذي يرونه مناسبا له دون خوف أو قلق وفقا للظروف المحيطة بهم .
حكم حلق اللحية بسبب التجنيد
يذكر الإمام ابن باز أن حلق اللحية غير جائز، وذلك بناء على أن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – أمر بترك اللحية وتربيتها في العديد من الأحاديث الصحيحة. كما أخبر – صلى الله عليه وسلم – أن ترك اللحية يتعارض مع عادات المجوس والمشركين، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – ذو لحية كثيفة.
وأن طاعة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واجبة علينا، والالتزام به والتأسي به في أخلاقه وأفعاله هو من أفضل الأعمال، وذلك بناء على قول المولى – تبارك وتعالى -: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا” (سورة الأحزاب، الآية 21)، وبناء على قوله – جل في علاه -: “ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، واتقوا الله، إن الله شديد العقاب” (سورة الحشر، الآية 7)
- التشبه بالكفار هو واحدة من أعظم المنكرات، وتعتبر من أسباب الحضر معهم في يوم القيامة، وذلك بناء على قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (من تشبه بقوم فهو منهم) (حديث صحيح)، فإذا كان المسلم في عمل يتطلب منه حلق لحيته، فيجب عليه ألا يطيعهم في ذلك، لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) (حديث صحيح)، إذا تم إلزام المسلم على حلق لحيته بسبب العمل، عليه أن يترك العمل، ووصف الشيخ ابن بار هذا العمل بأنه يغضب الله ويعيق الرزق.
أسئلة شائعة
لماذا نهي رسول عن حلق اللحية؟
يذكر عبد الله بن عمر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (اختلفوا عن المشركين؛ واتركوا اللحى، واحفوا الشوارب. وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر امسك بلحيته، فما زاد عن استعمالها.) (حديث صحيح) لذلك، قصة حلق اللحية هي عدم التشبه بالمشركين، والذين كانوا في ذلك الوقت المجوس عباد النار، فكانوا يقصون لحاهم، أو يحلقونها تماما.
هل حلق اللحية من الكبائر صالح الفوزان؟
يذكر الشيخ صالح الفوزان أن حلق اللحية يعتبر من الكبائر، وهو فعل يدل على إصرار الحلاقين، وهذا يعني أن الذين يحلقون لحاهم ويصرون على ذلك ويستمرون فيه، فإنهم يخالفون سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بصراحة، ولذلك يعتبر حلق اللحية من الكبائر العظيمة بسبب إصرارهم عليه، أما فيما يتعلق بالأحاديث التي تتحدث عن ذلك، فقد ذكر رسول الله أن ترك اللحية من الفطرة.