هل يجوز اعطاء الزكاة لغير المسلم ام لا ؟

هل يجوز أن نعطي الزكاة لغير المسلم؟ هذا هو واحد من أكثر الأسئلة التي تدور في أذهان وألسنة المسلمين، بما أن شهر رمضان المبارك يقترب من الانتهاء والزكاة تعتبر شرطا لقبول صيام العباد عند الله تعالى. فالزكاة هي واجب على العبد وليست تفضيلا منه، وقد صرح عبد الله بن عباس بقوله عن الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم (زكاة الفطر واجبة على الصائم لتطهيره من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، ومن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات).

والمقصود بكلمة طهرة هو تطهير النفس لمن صام شهر رمضان، أما الرفث فهو الكلام البذيء، والطعمة هي إطعام المساكين. الزكاة فرض على المسلمين لمساعدة المحتاجين، وسنجيب عن مسألة إخراجها لغير المسلمين في الموسوعة، فتابعونا.

هل يجوز اعطاء الزكاة لغير المسلم

انتشرت أقوال وآراء على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن جواز إخراج زكاة عيد الفطر لغير المسلمين، خاصة في ظل الأزمات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) التي تواجهها البلاد والآثار السلبية والأضرار التي ترتب على ذلك، سواء على المستوى الاقتصادي للدول أو على المستوى الشخصي للأفراد، بغض النظر عن دينهم وعقيدتهم.

وقد أقروا الفقهاء في فتاواهم أن إعطاء المساعدة لغير المسلمين جائز ولا يوجد فيه حرج، وذلك للمحتاجين الذين يحتاجون المال للعلاج أو لشراء الضروريات مثل الطعام بما يكفي لتغطية احتياجاتهم، وقد استدلوا في ذلك على مضمون الآية القرآنية الكريمة رقم 60 من سورة التوبة (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)

يشير الفقهاء إلى أن الله لم يفرق بين المسلمين وغير المسلمين فيما يتعلق بالأموال التي تعطى لأهل الذمة، وقد قام سيدنا عمر بن الخطاب بإعطاء أهل الذمة غير المسلمين من أموال الزكاة وتمت الموافقة على ذلك من قبل الإمام محمد ابن سيرين وجابر بن زيد والإمام زفر خليل والإمام أبو حنيفة رحمة الله عليهم جميعا.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر لغير المسلمين

• تطرقت دار الإفتاء المصرية إلى الحديث حول مدى جواز إخراج الصدقة لغير المسلمين وقد ورد عنها ما يلي (إذا قام سيدنا عمر بإعطاء غير المسلمين من أهل الذمة الزكاة لسد حاجاتهم وتخفيف معاناتهم، فإن ذلك يعتبر جائزا للمواطنين من الأولويات والأهمية العالية، خاصة في ظروف الكوارث والأوبئة والجوع التي يتطلب فيها أن يقف المسلم مع إخوانه وجيرانه المواطنين من أهل بلده).
• وقد أكملت فتواها قائلة (من الواضح أن القضاء على الأمراض القاتلة والأوبئة هو أحد أركان حياة الإنسان وسبل عيشه، ويحقق هذا الأمر أهم الأهداف الشاملة العليا للشريعة، وهو حفظ النفس، لذلك يحق لهم الاستفادة من أموال الزكاة والصدقات).

وبلا شك، ستحظى دار الإفتاء المصرية بهؤلاء الفقهاء والعلماء المسلمين الموثوق بهم في فقههم وعلمهم ودراستهم للدين الإسلامي بتقدير كبير وتصديق. ووفقا لذلك، في حالات الضرورة والحاجة، أذن الله بإخراج الزكاة للمسلمين وغير المسلمين بناء على الدليل القرآني وإجماع الفقهاء.