هل الذنوب تتضاعف في ليلة القدر
هل الذنوب تتضاعف في ليلة القدر
ربما السبب الذي يجعل الكثيرين يتكررون هذا السؤال هو أنهم يعلمون أن الله يضاعف الأجر والثواب في شهر رمضان، ويضاعفه أكثر في ليلة القدر، وذلك بناء على قول الله تعالى في سورة القدر: “ليلة القدر خير من ألف شهر”.
ماذا عن السيئات التي يرتكبها العبد في تلك الأيام المباركة وليلة القدر؟ الذنب يحسب على العبد بمقدار سيئته فقط، ولا يضاعف. فقد قال الله في سورة الأنعام: “ومن جاء بالسيئة فلا يجزىٰ إلا مثلها وهم لا يظلمون”.
تتضاعف سوء العمل إذا ارتكبه العبد في مكان أو زمان يكرمه الله، فالسوء يتضاعف إذا ارتكب في المسجد الذي يكرمه الله، ويتضاعف في الأشهر الحرم وفي عشر ذي الحجة. وقال ابن القيم: تتضاعف عواقب السيئات وليس كمياتها، فجزاء السوء هو سوء آخر، فالسوء في حرم الله وبلده وعلى سجادته أكثر اعتدالا مقارنة بمكان بعيد عنه.
ومن ذلك يمكن أن نقول أن الذنوب التي ترتكب في ليلة القدر لا تتضاعف في العدد، ولكنها تتضاعف في الطريقة التي ترتكب بها، لأنها ترتكب في زمان مبارك عنده الله عز وجل
حكم من اذنب في ليلة القدر
- يعاقب الله عز وجل بشدة من يذنب في العشر الأواخر من شهر رمضان، وخاصة في ليلة القدر.
- إذا ارتكب المسلم الذنوب في تلك الأيام المباركة، فهو يستخف بحرمة شهر رمضان المبارك.
هل تضاعف السيئات في رمضان
- نعم، تتضاعف الأخطاء والذنوب في شهر رمضان، ولكنها تتضاعف فقط من حيث الكمية، أي أن الله يعظم جرمها ويعاقب عليها بشدة.
- وذلك بالاستناد إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: احترسوا من الخطايا في شهر رمضان؛ فإن الحسنات تتضاعف فيه بأعداد غير مسبوقة، وكذلك السيئات.
- وكان الشيخ ابن باز رحمه الله قد قال: في رمضان، الخطيئة تكون أعظم إثما من الخطيئة في غيره، والطاعة تكون أكثر ثوابا عند الله في رمضان من الطاعة في غيره. ونظرا لمكانة رمضان العظيمة، فإن الطاعة فيه تكون لها فضل ومضاعفة كثيرة، وإثم المعاصي فيه يكون أشد وأكبر من إثمها في غيره.
- كما أن الشيخ ابن عثيمين قد قال: فالحسنة تتضاعف بالكم والكيف، وأما السيئة فبالكيف لا بالكم.
مضاعفة الحسنات في رمضان
أعطى الله سبحانه وتعالى شهر رمضان مكانة عظيمة وشرفا كبيرا، حيث أنزل فيه القرآن الكريم على عباده، وفيه يتضاعف الحسنات كما وكيفما، وتضاعف السيئات فقط، وكل عمل صالح يقوم به المسلم في شهر رمضان يتضاعف له أجره وثوابه، ومن بين تلك الأعمال والعبادات التي يمكن ذكرها:
- الصيام: وفيما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قال الله عز وجل إن كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجازي به والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يتكلم بكلام فاحش ولا يشتم، فإن سبه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرح بهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقى ربه فرح بصومه”. وبما أن الصوم في شهر رمضان من أركان الإسلام، فإن الله عز وجل يضاعف أجره لكل مسلم.
- التراويح: بشكل عام، قيام الليل هو شرف للمؤمن، والله يضاعف أجر صلاة التراويح في شهر رمضان، وذلك بناء على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، يغفر له ما تقدم من ذنبه”.
- قراءة القرآن: يعتبر شهر رمضان هو الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم، ولذلك فإن تلاوته في هذا الشهر تحمل أجرا مضاعفا، وروى ابن عباس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان ليدارسه القرآن”.
- الصدقة: وعد الله عز وجل المتصدقين بأجر عظيم، ويزيد الله هذا الأجر في شهر رمضان المبارك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على التصدق في تلك الأيام المباركة، فقد قال ابن عباس -رضي الله عنه-: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلتقيه جبريل”.
- العمرة: وعد الله عباده بمضاعفة أجر العمرة في شهر رمضان، لأنها تتزامن مع شرف الزمان وهو شهر رمضان، وشرف المكان وهو الحرم المكي، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “العمرة في رمضان تعدل حجة”.
قد تضاعف الحسنات وتَعظم السيئات في بعض الأزمنة والأمكنة مثل لذلك
- هناك دلائل على تضاعف الحسنات والسيئات في الأماكن الفاضلة والأوقات الفاضلة.
- من الأوقات مثل عشر ذو الحجة وشهر رمضان.
- ومن الأمكنة مكة المكرمة والمدينة المنورة.
- فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة في هذا المسجد خير من ألف صلاة في غيره، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في هذا المسجد.
المراجع