حكم عن الحزن

هذه الحكم تعبر عن الحزن وتوضح العبر والعظة المستفادة من تجارب الآخرين الذين تعرضوا لألم شديد. ولكن قبل عرض هذه الحكم، ليس من الأفضل أن نتعرف أولا على الحزن نفسه وكيف يؤثر علينا بطريقة مقيتة، وبعد ذلك نطرح السؤال الأهم: كيف يمكننا التخلص من الحزن؟ وعندئذ يمكننا عرض الحكم المذكورة، وذلك على موقع الموسوعة العربية الشاملة.

جدول المحتويات

ما هو الحزن

الحزن هو أحد أكثر المشاعر الإنسانية إيلاما وألما للفرد، فهو رد فعل طبيعي تجاه فقدان أشياء أو أشخاص أعزاء، سواء فقدان الثقة بشخص كان محل ثقة، أو فقدان الشخص نفسه بالانفصال أو الموت، وقد يحدث الحزن نتيجة لتغيرات كبيرة في الحياة، مثل انتقال الأبناء للعيش بمفردهم، أو فقدان العمل، أو الاعتزال، أو شعور الشخص بأن الآخرين لم يعدوا بحاجته.

غالبية الناس يحتاجون في بعض الأحيان إلى تجربة الحزن بعد فقدان شخص عزيز عليهم أو بسبب حدوث تغير مؤلم في حياتهم، وهذا الشعور يأتي بقوة وقسوة وألم في معظم الأحيان، وهو تعبير غير مقصود عن الألم العميق المكبوت، ومحاولة لإظهار مدى الكارثة التي تعرضنا لها نحن والعالم المحيط بنا، فالحزن هو إشارة على أن الشخص المتأثر به بحاجة ماسة إلى عدم حمل نفسه فوق طاقته خلال فترة زمنية معينة.

يعتقد العديد من الناس أن الحزن والبكاء هما نوعان من الأحاسيس، لكن ردة فعل الجسم يمكن أن تكون متنوعة بشكل كبير، ومن الممكن أن يتجلى الحزن بأعراض مختلفة، بما في ذلك التعب الشديد والمزاج المتقلب وصعوبة التركيز والقلق والخوف والملل، بالإضافة إلى بعض الأوجاع في منطقة القلب أو المعدة، وبعض مشاكل النوم. وفيما يتعلق بكبار السن، فقد تظهر عليهم أعراض مثل الاكتئاب، وقد تكون الأعراض غامضة أكثر من ذلك.

أقرأ أيضاً: ما هي مراحل الحزن الخمسة

كيف يؤثر الحزن على الحياة

كل حالة من الحزن هي حالة فريدة في ذاتها، ولا يوجد طريقة محددة أو أسلوب نموذجي للتعبير عن الحزن. الأهم من طريقة التعبير عن الحزن هو أن يقوم الشخص بأمور يمكنها أن تخفف عنه ذلك الشعور الدفين بطريقته الخاصة. ويحتاج الحزن إلى فترات زمنية متفاوتة بين الأشخاص، حتى يستعيدوا حيويتهم مرة أخرى. فهناك من يحتاج إلى سنة كاملة، وهناك من يحتاج إلى فترات زمنية أقل بكثير. وهناك أشخاص يعانون من الاكتئاب المزمن بسبب الحزن، وتستمر تلك الحالة معهم لسنوات. وخاصة عندما يحين ذكرى سنوية لسبب تلك الحالة الحزينة، أو في الأعياد التي يتم الاحتفال بها من دون وجود ذلك الشخص.

من الممكن أن يعاني الأشخاص الذين يعيشون في حالة حزن من بعض الأعراض الغريبة، بما في ذلك رؤية أو سماعهم لشخص يتحدث، وهذه الأمور تعتبر ردود فعل طبيعية تقوم بها العقل، وتعبيرا عن اشتياقهم لتلك الشخصية المفقودة، ولا يعني ذلك بالضرورة أن هؤلاء الأشخاص يعانون من مشاكل نفسية.

ولكن الأهمية تكمن في تشجيع الشخص الذي يعاني من الحزن على التعبير عن مشاعره، وعدم قمعها داخله، فإبقاء تلك المشاعر مكبوتة في قلبه يمكن أن يؤدي إلى إجهاد القلب وتكديره بالأعباء الكثيرة، والتي قد تتسبب في إصابته بالعديد من الأمراض العضوية، وليس فقط النفسية.

يمكن الهروب من الحزن بالانشغال بالعمل أو السفر بكثرة على سبيل المثال، ويمكن أن يؤدي الحزن في بعض الأشخاص إلى اتباع سلوكيات سلبية، بما في ذلك اللجوء إلى المواد المخدرة غير القانونية للاستخدام، وهذه السلوكيات قد تزيد من ألمهم وتدمرهم جسديا ونفسيا في نفس الوقت.

اقرأ أيضاً: أعراض الحزن الشديد

كيف يمكن التخلص من الحزن

عندما يشعر الشخص بالحزن الشديد ويظن في أقصى درجات الحزن أن هذا لن ينتهي مهما مضى من الوقت، فهذا الظن غير صحيح تماما، بل يجب على الشخص الحزين أن يحاول أن يتخطى المصائب التي مر بها مهما كانت مؤلمة، وعلى الرغم من صعوبة هذه الفكرة بالنسبة له، إلا أنه لا يوجد طرق مختصرة، فالأهم أن يسمح لنفسه بالتعبير عن كل الألم الذي يشعر به دون خجل، ويفضل التوجه لبعض الثقات الذين يمكنهم تقديم الدعم العاطفي له.

عندما يتحول كل شيء إلى فوضى عظيمة ولا يشعر الشخص بأي معنى لأي شيء من حوله، من المهم أن يحاول الشخص الالتزام بروتينه اليومي الخاص به، ومن الممكن أن يضطر إلى تقليل العمل وما إلى ذلك، مما يؤدي إلى زيادة الحزن والعزلة، ويفضل دائما الحفاظ على العادات التي تساعد في تحسين المزاج، ومن بين تلك العادات النوم والتغذية المنتظمة.

ولا بأس أن يكون الشخص الحزين وحيدا بعض الوقت، وذلك عندما يحتاج إليه، ولكن يجب عدم تركه لينطوي بنفسه بشكل كامل، والأهم من كل ذلك الحصول على المساعدة اللازمة من الأقارب حتى يمكن تجاوز تلك المرحلة.

من الممكن أن يواجه الأقرباء صعوبة وبعض القلق مع الشخص المحزن، ولكن دائما ينصحون بالاستماع وتقديم المساعدة في الأمور اليومية، أو حتى بالتواجد المجرد إلى جانب المصاب. يجب أن يعلموا أن أسوأ ما يمكن أن يحدث للشخص هو الانعزال والابتعاد والصمت بعيدا عن المحيطين به.