صليت استخارة وحلمت بشخص آخر فما رأي دار الإفتاء في ذلك؟
قمت بأداء صلاة الاستخارة وحلمت بشخص آخر، وهذا يعد واحدا من الأسئلة التي يتساءل عنها الكثيرون عندما ينوون أداء صلاة الاستخارة بهدف تحديد شرك الحياة أو شريك العمل. ويهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بعرض كل ما يتعلق بهذا الأمر وفقا لرأي الفقهاء والعلماء المتخصصين.
صليت استخارة وحلمت بشخص آخر
سأل أحد الأشخاص دار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حول هذا الموضوع، وكان الرد من فضيلة الشيخ أمين الفتوى بدار الإفتاء أحمد وسام يحتوي على الإجابة، إذا كانت الإجابة كانت كالتالي
استشرت الله فيما يتعلق بالزواج من إحدى النساء، ولكنه حلم بامرأة أخرى في كل مرة يصلي فيها الاستخارة. وسأل عن رأي دار الإفتاء المصرية في هذه المسألة.
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بأن الاستخارة هي دعاء، وإذا كان هذا الحلم يسبب للسائل القلق ويمنع اتخاذ قرار بالزواج من النساء التي يتشاور الله فيهن، فإن الأهم هو الحصول على الراحة النفسية. وباستخدام الاستخارة، يمكن للسائل أن يجعل قراراته مباركة ومملوءة بالخير.
نصح أمين الفتوى السائل بأن يفعل ما يلهمه قلبه بعد الاستخارة، وأن يعرف أن الخير يأتي ببركة الاستخارة. وإذا تم الأمر، فهذا هو الخير، وإذا لم يتم، فالخير في الترك إذا شعر بالضيق النفسي أو القلق.
هل يمكن أن ينوب أحد في صلاة الاستخارة لغيره؟
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الاستخارة هي طلب الاستشارة، أي طلب التوجيه من الله والاختيار الأفضل، ويتم ذلك من خلال الصلاة أو الدعاء المشتمل على الاستخارة.
أشارت الدار في فتوى لها إلى أن العلماء متفقون على أن الاستخارة هي سنة، وأنه يجوز للشخص أن يوكل شخصا آخر لأداء صلاة الاستخارة نيابة عنه، وذلك استنادا إلى رأي بعض المشايخ والفقهاء الذين يرون أن ذلك يساعد على فعل الخير.
ذكرت الدار بعض الآراء الفقهية حول هذا الموضوع. ذكر النفراوي في “الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني” أن النيابة في صلاة الاستخارة جائزة للغير. وذكر “شرح مختصر خليل للخرشي” أن بعض المشايخ يوكلون شخصا آخر لأداء الاستخارة عنهم، وأن بعض الفقهاء يرون أن الشخص يمكنه أن يستشير الله من أجل الآخرين.
كيف أعرف نتيجة صلاة الاستخارة؟
سألت امرأة واحدة من العلماء على أحد المواقع الدينية عما إذا كانت تصلي صلاة الاستخارة، واستيقظت فجأة عند الفجر بعد أن رأت حلما سيئا، وكان سؤالها عما إذا كان ذلك إشارة لترك الأمر، وكان السؤال والفتوى على النحو التالي:
تم استشارة دار الإفتاء بشأن مسألة الاستخارة، حيث أنه ليس من الضروري أن يكون لدى الشخص الذي يستخير الله رؤية أو حلم، ولا يتوقع العلماء حدوث ذلك بالضرورة. ويمكن للشخص الذي يستخير الله أن يبدأ في الأمر الذي يرغب فيه، فإن كان الأمر خيرا سيجد السهولة واليسر، وإن كان الأمر ليس خيرا سيواجه العقبات والمشاكل.
بخصوص موضوع الراحة القلبية، فإنه أمر نسبي ولا يمكن تحديده بشكل قاطع، وقد يتأثر بعوامل أخرى. لذا، يتوجب عليك الاعتماد على الله، والبدء في هذه المسألة بعد صلاة الاستخارة، واستشارة أهل الخبرة والمعرفة بالأمر. وعليك أن تتذكري أنه لا يخذل من يستشير، ولا يندم من يستخير. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ييسر أمرك، ويحقق حاجتك، وينعم عليك بالخير في أي مكان، ويجعلك من السعداء في الدنيا والآخرة.
ويمكن حصر دلائل معرفة نتيجة الاستخارة في النقاط التالية:
- الأولى هي الشعور بالارتياح والسعادة التي يشعر بها المستخير بعد استشارة الله واستخارته، ويمكن للمستخير أن يستمد الثقة من هذا الشعور وأن يتقدم في تنفيذ الأمر.
- الثانية هي شعور الضيق والنفور من الأمر الذي استخار الله فيه، وفي هذه الحالة ينبغي للمستخير أن يتراجع عن الأمر ويتجنبه.
- الرؤيا في المنام هي إحدى العلامات، وقد لا تحدث بالضرورة بعد الاستخارة، وفي حالة حدوثها ينبغي للمستخير أن يسأل أهل العلم عن تفسيرها.
- الرابعة هي جهالة المستخير بالحالة، وفي هذه الحالة ينبغي للمستخير أن يكرر الاستخارة حتى يظهر له شيء من الانشراح أو الانقباض.
- الفائدة الخامسة هي عدم تحقيق نتيجة واضحة، وفي هذه الحالة يجب على المستخير أن يتشاور مع أهل العلم والخبرة، حتى يستفيد من نصيحتهم ويتخذ قراره بناء على ذلك. وقد قيل: “من يتشاور لا يخطئ، ومن يستشير لا يندم.
هل يفضل تكرار صلاة الاستخارة؟
لا يفضل تكرار صلاة الاستخارة. يتفق العلماء على أنه إذا تبين للشخص شيء بعد الاستخارة، فلا يجوز له أن يعيد صلاة الاستخارة ويجب عليه أن يبدأ في العمل دون انتظار علامات أخرى. أما إذا استمر الشخص في حيرته ولم يتضح له شيء، فمن المسموح تكرار صلاة الاستخارة، وهناك اختلاف في آراء العلماء حول هذه المسألة.
يعتقد البعض أنه لا يجوز تكرار الاستخارة، ويستدلون بأنها محددة بأداء ركعتين فقط في السنة، وأن الإنسان يجب أن يؤديها وينتهي منها. أما البعض الآخر فيرون أنه لا بأس بتكرار الاستخارة، ويستدلون بأنها من أنواع الدعاء التي يجوز تكرارها ثلاث مرات. ويشير بعض العلماء إلى أن استخدام الاستخارة يساعد على التوكلعلى الله ويجعل المستخير يشعر بالارتياح والاحتياج إلى الله، ويعزز اتصاله بالخالق.
6 فوائد لأداء صلاة الاستخارة
تُعَدّ الاستخارة مصدرًا للفوائد والثمرات المتعددة، ومن أبرز هذه الفوائد:
1- الاستخارة تعكس توجه المؤمن نحو الله والاعتماد عليه في جميع مجالات الحياة، مع الثقة التامة بأن الخير يكمن فيما يختاره الله له. فقد قال تعالى: “وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون”.
تساعد استخارة الشخص على الاقتراب من الله والحصول على الأجر، حيث تتضمن الصلاة والدعاء، وكلاهما يعتبران عبادة وخير. كما تساعد على الخروج من حالة الحيرة والشك إلى الاستقرار والطمأنينة، حيث يفوض العبد أمره إلى الله ويعتمد عليه، ويعلم أنه بيده ملكوت كل شيء، فقد قال تعالى: “قل إن الأمر كله لله.
تساعد الاستخارة على تحقيق الخير وتجنب الشر، حيث يتواجد الخير فيما يختاره الله للعبد، وليس فيما يختاره العبد لنفسه، فإن الله -عز وجل- يعلم ما يصلح العباد وما يناسبهم.
تحقق الاستخارة في تفريغ القلب من أي شيء يتعلق به غير الله، والتوجه نحوه والاعتماد عليه، وتفويض الأمر إليه، مما يعزز التوحيد في القلب.
تساعد الاستخارة على اتخاذ القرارات الصائبة وتعطي المسلم توفيق الله في سعيه، وتحقق النجاح في اختياره، فمن يثق بالله في طلبه يرزق بما يحتاجه ولا يرد.
تحقيق الاستخارة للسكينة والثقة في القلب، ورضا بقضاء الله وقدره، وتخفيف الهموم والأحزان الناتجة عن الاختيار.
ما هي شروط صلاة الاستخارة؟
توجد بعض الشروط والضوابط التي يتم خلالها أداء صلاة الاستخارة، ومن بنيها ما يلي:
يجب استخدام الاستخارة في الأمور التي لا يعرف المسلم الخير والشر فيها، مثل الأمور التي تتعلق بالاختيار بين خيارين متعددين. ويجب عدم استخدامها في العبادات والواجبات والمحرمات، إلا إذا كان الهدف هو تحديد وقت محدد للقيام بها، مثل استخارة تحديد وقت الحج لهذا العام أو العام القادم.
يجوز استخدام الاستخارة في الأمور المباحة، أو المشروعة في حال وجود تعارض بين أكثر من مشروع. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدامها في الاختيار بين شراء سيارة أو توفير المال للزواج أو الحج.