الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل قص الحواجب حرام

الإجابة على سؤال هل قص الحواجب محرم توضح مدى انتشار الدين الإسلامي في كل تفاصيل حياة الإنسان بشكل عام، بما في ذلك زينة النساء والرجال. فقص الحواجب له أهداف متعددة، وتعتمد الحكمة على كل هدف بشكل فردي، ولم يتم تعميم التحريم أو الجواز، ويهتم موقع الموسوعة العربية الشاملة بتقديم كل ما يتعلق بهذا الحكم.

هل قص الحواجب حرام

اتفق الفقهاء على تحريم نتف الحواجب، استنادا إلى الحديث الوارد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يلعن فيه النساء المنتقمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن، اللواتي يغيرن خلق الله.

قال عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لعن الله النساء الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله ما لي لا ألعن من لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو في كتاب الله

صحيح البخاري الصفحة 5948

لكن آراء الفقهاء تختلف في حكم قص أو حف الحاجب. الفقهاء المالكية والشافعية يرون أن حف الحاجب يعتبر من النتف المنهي عنه في الحديث السابق.

واتفق الحنابلة على جواز الحف والحلق، وأن الحديث يحظر فقط النتف دون الحف والحلق. وآراء ابن مسعود وابن جرير الطبري تتفق على تحريم الحديث بشكل عام، وأنه لا فرق بين النتف والحلق في النهي، لأنهما يشتركان في نفس السبب، وهو محاولة تغيير خلق الله تعالى.

يجب أن نفصل بين نزع الحاجب للضرورة وللزينة فقط، فقد أذن العلماء بإزالة ما يعتبر غير مألوف ويثير الاشمئزاز، فنقوم بإزالة الزائد فقط، أما الحاجب نفسه فلا يجوز تقصيره أو نتفه أو ترتيبه؛ لأن كل هذه الأفعال تعتبر نمصا.

حكم قص الحواجب للرجال عند المذاهب الأربعة

نهى الشارع عن ممارسة فن النمص، وخاطب النساء بذلك، لأن هذه الأعمال غالبا ما يقوم بها النساء، ولا يعني أنها محظورة على الرجال، بل ينطبق عليهم الحكم أيضا بنفس القدر.

وبناء على ذلك، فإن قص الحواجب أو حفها أو ترتيبها لدى الرجال غير جائز، إلا في حالة واحدة، وهي عندما تكون الحواجب طويلة جدا وتسبب انزعاجا في مظهرها أو تؤدي إلى حجب الرؤية لدى صاحبها بسبب سقوطها على عينيه. في هذه الحالة، يجوز للرجل أن يقوم بقصها فقط بقدر يزيل الأذى عنه.

إذا أراد شخص إزالة الشعر الزائد بين حاجبيه أو ما زاد عنهما بسبب كثافة الشعر وخروجه عن الطبيعي، فله أن يزيل ما هو زائد فقط حسب حاجته. ولكن يجب أن يميز بين الحاجب نفسه والمنطقة المحيطة به. يجب عدم تغيير شكل الحاجب نفسه، باعتباره جزءا من الهوية، إلا في الحالات المذكورة أعلاه.

حكم قص الحواجب للنساء عند المذاهب الأربعة

تعددت آراء الفقهاء في حكم قص الحواجب للنساء على النحو التالي: يروي المالكية والشافعية أن حلق الشعر أو تقصيره مثل النتف ولا يوجد أي اختلاف في الحكم، وأنه محرم.

أما الحنابلة، فقد اعتقدوا أن المحرم هو المنهي عنه هو نحت وحلق شعر الحاجب فقط، أما الحلق والقص فليسا يدخلان في النهي وحكمهما جائز عندهم.

بالنسبة لإزالة شعر الوجه الآخر، لا يعتبر جزءا من النمص المحرم، فللمرأة الحق في إزالته بأي طريقة تريدها مثل الحلاقة أو النتف أو القص، ويفضل بعض العلماء إزالة الشعر النابت في منطقة الشارب واللحية التي تسبب الأذى ويجب إزالتها.

أيضا، يعتبر الشعر الناشئ بين الحاجبين شعر الوجه وليس حاجبا، وبناء على ذلك، يسمح بإزالة الشعر بين الحاجبين وفقا لما يرجحه الفقهاء.

تم تصريح بتشقير الحاجب بدلا من إزالة الشعر الزائد في عصرنا الحديث، لأنه لا يعد نتفا، ولكن لا يجوز تشقير أطراف الحاجب السفلية والعليا، حيث يبدو الحاجب رقيقا وكأنه تم إزالته بالنمص.

تخفيف الحواجب بالقص

في الفتاوى التي صدرت عن علماء البلد الحرام ردوا على سؤال إحدى الشابات اللاتي يعانين من حواجب كثيفة جدا وترغب في تشكيلها وتخفيف الزائد، فكان رد اللجنة على سؤالها كالتالي:

تحقق من أن حلق الحواجب أو تقليلها يعتبر من النمص والإسلام يحرمه، ولعن النبي صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة، وهو من الكبائر، وعلى المرأة أن تتوب وتستغفر عن ماضيها وتتجنب ذلك في المستقبل.

من المسموح للمرأة نتف الشعر بين حاجبيها لأنه ليس من حاجبيها، وهذا ما ذكرته اللجنة الدائمة للإفتاء. لذا، يجب على المرأة أن تتجنب حلق أو تخفيف حاجبيها والتركيز على نتف الشعر الذي ينمو بينهما.

الفرق بين قص شعر الحاجب ونتفه

إذا قمت بتخفيف شعر الحاجب بواسطة النتف، فهذا حرام ويعتبر من النمص الذي لعنه النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا قمت بتخفيفه بواسطة الحلق أو القص، قد اعتبره بعض العلماء من النمص ويكره، وبالتالي، الأفضل للمرأة هو عدم تخفيف شعر الحاجب إلا إذا كان الشعر كثيفا لدرجة أنه يعوق الرؤية عند العين، وفي هذه الحالة، لا مانع من إزالة ما يسبب الإزعاج. والله أعلم.

حكم الأخذ من شعر الحاجبين لأجل الزينة ابن باز

يقدم الإمام ابن باز ردا على سؤال حول حكم تخفيف شعر الحاجبين للمرأة لأغراض التجميل وإزالة شعر الوجه، وكان رده كالتالي:

المرأة لا يجوز لها أن تأخذ من شعر حاجبيها أو وجهها شيئا، لأن النمص الذي لعنه الرسول صلى الله عليه وسلم هو أخذ شعر الحاجبين أو الوجه، ونتفه أو أخذه بالمنماص وهو المنقاش، ولا يجوز لها أن تأخذ من حاجبيها أو من شعر وجهها، بل يجب عليها أن تدع ذلك وتحذر ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من اللعنة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة.

ويجب على المرأة أن تتقي الله في ذلك، وتحرص على الحفاظ على صورتها الإسلامية الحجابية. ولكن إذا نمت لديها شعر غير معتاد يعني يشينها، فلا بأس أن تقوم بنزعه وإزالته، وأما الشعر العادي الذي لا يستدعي الاستنكار فلا يتعرض للنزع، وهكذا الحواجب لا يتعرضان للنزع. والله أعلم.

حكم تنظيف الحواجب ابن عثيمين

سألت إحدى السيدات الشيخ ابن عثيمين عن حكم إزالة الزائد من الحواجب للتجميل، ولكن ليس بالقص، وكان رده فضيلته كالتالي:

إما أن يتم أخذ الزائد من الحواجب عن طريق النتف، وهذا غير جائز لأنه من النمص الذي لعنه النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كان بواسطة القص، فبعض العلماء يعتبرونه أيضا نمصا ويدخل في اللعنة، وقال آخرون: ليس من النمص ولا يدخل في اللعنة، ولكن في هذه الحالة ينبغي فقط إذا كانت الحواجب كثيفة جدا بحيث تسبب ظلمة وقصر النظر في العين، ففي هذه الحالة لا بأس أن تزيل ما يتسبب في هذا المحظور.

وعلى المرأة أن تتقي الله في ذلك وتحرص على الحفاظ على صورتها الإسلامية الحشمة. والله أعلى حكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى