التسوقالمنشورات - الكتب

نبذة عن كتاب أسرار الصلاة للإمام ابن القيم

كتاب أسرار الصلاة هو واحد من الكتب المتخصصة في دراسة الحديث المتوسع عن أسرار الصلاة وفضلها، وتأثيرها على النفس البشرية. قام الشيخ محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية بتأليف هذا الكتاب، ويقدم موقع الموسوعة العربية الشاملة نبذة عن كتاب أسرار الصلاة.

نبذة عن كتاب أسرار الصلاة

يعد كتاب “أسرار الصلاة” من الكتب المتخصصة التي تناقش أسرار الصلاة وفضائلها وتأثيرها على النفس البشرية.

هذا الكتاب من تأليف محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية، وفيه يتحدث الإمام ابن القيم عن سر الاستمتاع بالصلاة وأهمية القلب السليم في ذلك، ويتناول أيضا أركان الصلاة وأهمية الشعور بالخشوع فيها.

أهم موضوعات كتاب أسرار الصلاة

يتناول كتاب “أسرار الصلاة” العديد من الموضوعات المفصلة حول الصلاة، ومن بينها موضوع عظمة نعمة الله سبحانه وتعالى في تشريع الصلاة، حيث يشرح الإمام ابن القيم في هذا الفصل أن الصلاة هي بركة لأعين المحبين ومتعة لأرواح المؤمنين، وحديقة يتجول فيها العابدون وتنظم أمور الصادقين.

الصلاة هي رحمة من الله سبحانه وتعالى، وقد أوصى بها لعباده المؤمنين من خلال نبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لكي يحظوا بالكرامة ويقتربوا من الله سبحانه وتعالى، ولكي تكون قلوبهم متعبدة لله سبحانه وتعالى، ولكي يتقربوا منه ويفرحوا بالقيام بالعبادة أمامه سبحانه وتعالى.

يتحدث الإمام ابن القيم في كتابه “أسرار الصلاة” عن أهمية الصلاة ودورها في حياة العبد، حيث يقول إن الصلاة هي دعوة للعبد لتناول وجبة خمس مرات في اليوم، وهي هبة وإحسان من الله سبحانه وتعالى للعبد.

ويجب أن يذكر أن الصلاة تكتمل بها عبودية العبد لله سبحانه وتعالى، ويحميه الله سبحانه وتعالى ويكرمه بأصناف الكرامة المتنوعة، وتكون نورا وقوة في قلب العبد وجوارحه، وتزيد في رزق العبد وقبوله في قلوب العباد، وتسعد الملائكة وجمادات الأرض.

يجب أن يتذكر أيضا أن الغفلة هي قحط القلوب، وأن العبد يجب أن يكون في حالة ذكر الله سبحانه وتعالى والاقتراب منه، فإذا أصابته الغفلة فإن قلبه يتحطم، ما لم ينقذه رحمة الله سبحانه وتعالى بمطر الرحمة والهداية.

في كتابه “أسرار الصلاة”، يتحدث الإمام ابن القيم عن أهمية توحيد الله سبحانه وتعالى في حياة القلب، حيث يقول إن التوحيد يجعل العبد متذكرا لله سبحانه وتعالى ومليئا بالدعاء، ويبعده عن شهوات النفس والرغبات الشهوانية.

يشير إلى أن صلاح القلب يؤدي إلى صلاح الأعضاء، وبالتالي يصبح القلب مشرقا برحمة الله سبحانه وتعالى، وتصبح الأعضاء مطيعة ورقيقة في العبادة والطاعة لأمر الله سبحانه وتعالى، ويحصل الإنسان على ثمار العبودية ويتوسع بشكل كبير في أعمال الخير.

في كتابه “أسرار الصلاة”، يتحدث الإمام ابن القيم عن أقسام الناس في استخدام جوارحهم ويقسمهم إلى ثلاث فئات.

  • الصنف الأول هو الشخص الذي يستخدم جوارحه بالطريقة التي خلقت له ويسعد الله بها ، ويتاجر بطريقة رابحة ويبيع نفسه لله بأفضل الصفقات ، ويستخدم جوارحه في العبودية والطاعة
  • الصنف الثاني يشمل الإنسان الذي يحجز جوارحه ولا يستخدمها في الغرض المخصص لها، بل يستعملها في أعمال العصيان والتجاوزات، وبذلك يكون من المتضررين في الدنيا والآخرة
  • الفئة الثالثة هي الإنسان الذي يعطل جوارحه ويقتلها بالبطالة والجهل، وهو يعتبر الأكثر خسارة، فالإنسان خلق للعبادة والطاعة وليس للبطالة، ويعتبر العبد البطال من أبغض الخلق إلى الله سبحانه وتعالى.

في كتابه “أسرار الصلاة”، يتحدث الإمام ابن القيم عن حالة العبد بين الصلوات، حيث يشير إلى أن العبد يتعرض للغفلة والجفوة والقسوة والإعراض والزلل والخطايا بين الصلوات، مما يبعده عن ربه سبحانه وتعالى.

وبذلك، يصبح العبد كأنه غريب عن العبادة وليس من العباد المطيعين، ويمكن أن يسيطر الشيطان عليه ويأسره في رغباته ومعاصيه ويحبسه في سجنه، مما يؤدي إلى ضيق الصدر والهموم والغموم والأحزان والحسرات.

تلخيص كتاب أسرار الصلاة للإمام ابن القيم

كتاب “أسرار الصلاة” يتناول موضوعات متعددة عن الصلاة وأسرارها، بما في ذلك ما يلي:

فضل الذهاب للمسجد لأداء الصلاة

تناولت كتاب “أسرار الصلاة” للعالم ابن القيم في المسألة الأولى أهمية الذهاب إلى المسجد وأنه بيت الله تعالى ومكان العبادة، وأن الحضور إلى المسجد لأداء الصلاة يعتبر جزءا من العبادة لله تعالى.

كما أشار إلى أن العبد في حالة الغفلة يكون بعيدا عن ربه ويعيق جوارحه وقلبه عن الطاعة، ولكن عندما يقف العبد أمام الله سبحانه وتعالى في المسجد، فإنه يصبح في موقع العبودية والانكسار، ويعرض نفسه على الله سبحانه وتعالى بعد أن كان غافلا.

أسرار التكبير ودلالته على العبودية لله

في هذا الفصل من كتاب “أسرار الصلاة”، يتحدث ابن القيم عن الأسرار المتعلقة بعبادة التكبير في الصلاة. يشير إلى أن التكبير يجعل القلب متجها نحو الله سبحانه وتعالى، فالله يكون الأكبر في قلب العبد عن أي شيء آخر. وبهذا، يصبح ذكر الله هو الأهم في قلب العبد ويتجاوز ذكر الدنيا وما فيها.

دلائل الاستفتاح على العبودية لله

في هذا الفصل يتحدث ابن القيم عن دعاء الاستفتاح في الصلاة، ويشير إلى أن ثناء العبد على الله يساعده على الابتعاد عن الغفلة ويقربه من الله. يشرح أن الغفلة تفصل بين العبد وربه، ويؤكد أن التحية والثناء لله عند دخوله تعظيما وتمجيدا له.

حالة العبد عند قراءة القرآن أثناء الصلاة

في هذا الفصل، يتحدث ابن القيم عن أهمية قراءة القرآن في الصلاة، ويؤكد على أن العبد يخاطب الله سبحانه وتعالى ويناجيه خلال الصلاة. ولذلك، يجب على العبد أن يتجنب استفزاز الله، وأن يتوجه له بالدعاء والمخاطبة، وأن يكون قلبه متجها إلى ربه ومشتاقا له. وإذا تم ذلك، سيتم تنزيل مرتبة العبد في نظر الله.

أنواع الخلق من حيث الهداية

في هذا الفصل، يتحدث الإمام ابن القيم عن تقسيم الخلق إلى ثلاثة أصناف فيما يتعلق بالهداية. الصنف الأول هو العبد المنعم عليه بنعمة الهداية والتي تستمر له، ويحظى بحظ وتفاصيل محددة في ذلك. الصنف الثاني هو الضال، وهو العبد الذي لم يتمتع بنعمة الهداية ولم يكن موفقا لها، ويكون بعيدا عنها ومحتارا دون توجيه.

الصنف الثالث هم الذين انحرفوا عن الهداية والطاعة والعبادة والحق، بعد أن عرفوه وعلموا به.

أسرار وفضائل السجود

في هذا الفصل، يتحدث ابن القيم عن أسرار السجود والتأمل في معاني العبودية ومحبة الله سبحانه وتعالى. يشير إلى أن العبد يخر ساجدا ويقدم كل عضو من أعضاء جسده حقه في العبودية لله سبحانه وتعالى، ويضع ناصيته على الأرض بين يدي الله سبحانه وتعالى، ويضع أشرف ما فيه – وهو وجهه – في الأرض.

وبذلك، يتحقق التواضع والذلة أمام الله عز وجل، ويتم التأكيد على أن العبودية لله وحده.

سر تكرار الأفعال والأقوال في الصلاة

في هذا الكتاب، يتحدث الإمام عن أهمية تكرار الأفعال والأقوال في إغذية القلب والروح، التي لا قوام لهما إلا بها. فالتكرار يشبه تكرار الأكل والشرب للشخص حتى يشبع.

لذلك، قال السلف الصالح أن الشخص الذي يصلي ولكن لا يشعر بالسكينة في صلاته يشبه الجائع الذي يأكل قليلا ولا يشبع. تكرار الأفعال والأقوال بشكل صحيح يمكن أن يعزز الإيمان ويغذي القلب والروح.

نبذة عن مؤلف كتاب أسرار الصلاة

ابن قيم الجوزية هو العالم شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزرعي الدمشقي الحنبلي المشهور. ولد في عام 691 هـ وتوفي في عام 751 هـ (1292م – 1349م).

كان من العلماء المرموقين في القرن الثامن الهجري وله العديد من الكتب. درس في دمشق وتلقى التعليم من قبل ابن تيمية الدمشقي، ودرس معه لمدة تقارب 16 عاما وتأثر بتعاليمه كثيرا.

كان سجن في قلعة دمشق خلال أيام اعتقال ابن تيمية، ولكن تم الإفراج عنه بعد وفاة معلمه في عام 728 هـ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى