الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بيان حال الكافر عند الاحتضار وخروج الروح

في هذا البيان، سنوضح حال الكافر عند اقترابه من الموت وخروج روحه من الجسد. فتأثير الموت على الكافر يختلف عن تأثيره على المؤمن، حيث يعلم كل شخص بما ينتظره بعد الموت. يعد الموت نهاية الحياة الدنيا لبني آدم والانتقال إلى الدار الخالدة، ولكل شخص امتداده في الجنة والاستمتاع بنعيمها أو في النار وتعرضه للعذاب الأبدي. قبل حلول الساعة، يمر الأشخاص بمراحل أخرى، أولها هو الاحتضار وخروج الروح من الجسد. في المقال التالي، سنتحدث عن الفرق بين حالة المؤمن والكافر عند الموت ولقائهما بملائكة السماء وكيفية خروج روح كل منهما من الجسد بأمر الله. سنقدم هذه المعلومات من خلال موقع الموسوعة.

بيان حال الكافر عند الاحتضار وخروج الروح

إحدى مراحل الموت الأولى هي خروج الروح، وهذا هو الفارق بين المؤمن والكافر، على الرغم من أن بعض المؤمنين قد يعانون في فترة قبل الموت أو عندما تحل سكرات الموت عليهم، إلا أن معاناة الكافر وعذابه في الآخرة تبدأ قبل وفاته، وسنتعرف على حالة الكافر عند اقترابه من الموت وخروج الأرواح فيما يلي:

مقابلة ملائكة الموت

تثبت النسة النبوية أن المؤمن الصالح الذي يرتبط قلبه بالآخرة ويشتاق لمقابلة ربه، يأتيه ملائكة الموت بأوجه بيضاء مبشرين له بمغفرة الله ورضاه، أما العبد الكافر المنافق الذي يرتبط قلبه بالدنيا، فإن ملائكة الموت تظهر له بصورة مرعبة ووجوههم مظلمة، فيرتعش جسده عند رؤيتهم.

خروج روح الكافر من جسده

المؤمن والكافر يواجهان صعوبة في خروج الروح من الجسد، ولكن هناك اختلاف بينهما. أوضح الدكتور مبروك عطية من الأزهر الشريف أنه عندما تخرج الروح، هناك نوعان من الأشخاص. النوع الأول هم المؤمنون الصالحون الذين تكون أرواحهم مرتبطة بالله وتشتاق للقاءه، وتخرج أرواحهم بسرعة وأمان. استدل الدكتور عطية على ذلك من خلال آية في سورة النحل التي تقول: “الذين تتوفاهم الملائكة طيبين، يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون”.

الصنف الآخر هم الذين نتحدث عنهم في موضوعنا هذا وهم الكافرون وقد وضح دكتور مبروك عطية بأن خروج روح الكافر من جسده يعني خروج الملائكة التي تأتي للكافر لقبض روحه تضربه على وجه بسبب تشبث الروح بالجسد، وقد استدل على ذلك بقول الله تعالى في سورة محمد: {فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} الآية 27.

يقال في تفسير هذه الآية أن الكفار الذين يمرون بحالة سكرة الموت وهم يظلمون أنفسهم، ستكون حالتهم الأسوأ عند موتهم، حيث ستضربهم ملائكة الموت على وجوههم وأدبارهم بشدة، وقد قال ابن عباس: “لا يموت أحد وهو يعصي الله إلا بضرب شديد على وجهه وأعضائه”، وهناك أقوال أخرى من السلف تؤكد عذاب الكافرين عند الموت وانتزاع أرواحهم من أجسادهم.

لا تُفتح له أبواب السماء

لا يخرج روح الكافر من جسده إلا بعد عذاب شديد وألم كبير، ثم يصعد بها ملك الموت إلى السماء، وعندما يمر بها أمام أهل السماء، يسألون: “ما هذه الروح الخبيثة؟” ثم يدعونها باسمها القبيح، وهكذا حتى يصل ملك الموت بروحه إلى السماء الدنيا، ثم يطلب منها أن تفتح فترفض.

قال الله تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لن يفتح لهم أبواب السماء ولن يدخلوا الجنة حتى يدخل الجمل في سم الخياط ۚ وهكذا نجازي المجرمين} الأعراف الآية 40، وفي هذه الآية أخبر الله تعالى عباده أن أبواب السماء لن تفتح للكافر عند الموت ولن يدخل الجنة ولن يراها لأنه من أهل النار.

يبشره الملائكة بما سيلقاه من العذاب

روح المؤمن تبشر بالمغفرة ورضا الله عنها عند وفاتها، كما تبشر بالجنة ونعيمها، أما الكافر فيبشره ملائكة الموت بالعذاب والتعذيب وتبقى ملائكة الموت تبشره بهذا حتى تخرج روحه من جسده، ثم تقف بجواره على باب السماء وتسأله ملائكتها: “من هذا؟” فيقول: “فلان”، فترفض فتح الباب له وتخبره: “لا مرحبا بالنفس الشريرة”، ثم تعود الملائكة بها إلى القبر.

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا: إن المشرك عندما يحين وقت وفاته، يأتيه ملائكة العذاب بأشكال رهيبة، فيقولون له: اخرج ساخطا ومغضبا إلى عذاب الله -عز وجل-، فيخرج كأنه ريح قذرة، حتى يصلون به إلى باب الأرض، فيقولون له: من أنت يا ريحة سيئة! حتى يأتون به أرواح الكفار.” رواه أبو هريرة ونقله النسائي، وفي رواية أخرى: “يأتي ملك الموت ويجلس عند رأسه، فيقول له: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط الله وغضبه.” النسائي والحاكم.

خلاصة حال الكافر حتى يوم البعث

ذكرنا سابقا أن المشرك يرى ملائكة الموت بمظهر مهيب ومخيف، ثم يوبخه الملائكة وتلعن روحه وتنذره بعذاب الله وغضبه عليه. وبالرغم من ذلك، الروح لا تزال في جسده، فيبدأ الملائكة بضرب جسده ووجهه بشدة لا يمكن تصورها بواسطة العقل البشري. وتحاول بكل قوة وعنف نزع روحه حتى تقطع الأعصاب والأوعية الدموية. ثم تنفصل روح المشرك عن جسده وتبدأ له مراحل العذاب الأولى حتى يبعث في يوم القيامة. وستكون تلك المراحل كالتالي:

  • يشتمه الملائكة الموجودة بين السماء والأرض وملائكة السماء أيضا.
  • يخرج رائحة نتنة كانت تعتبر رائحة على الأرض.
  • تغلق في وجه أبواب السماء.
  • يناديه أهل السماء وملائكة العذاب باسماء قبيحة تم تسميته بها في الدنيا.
  • قال الله تعالى لملائكته “اكتبوا كتاب عبدي في سجين” ثم كتب عليه أن يكون في الأرض السفلى.
  • تلقى روحه من السماء حتى تسقط في جسده.
  • تدعو الروح بالويل على جسدها عند حمل الجنازة.
  • تسمع اروح مناديًا من السماء:”أن كذَب عبدي”.
  • يتم دفن الجسد ثم يسأله الملكان ولا يستطيع أن يجيب.
  • يبدأ عذاب القبر بأن يضيق عليه حتى تختلف أضلاعه.
  • يقال إن الأعمال السيئة التي قام بها في حياته تتجسد له في شكل رجل أسود الوجه، ملابسه قبيحة، ورائحته نتنة، حيث يتحدث إليه ويقول له: “ابشر بما يسوؤك”
  • يقال إنه يضرب على أيدي أعمى أصم بمرزبة، وتقال في شدتها إنها لو استخدمت لضرب جبل لأصبحت ترابا.

حال الكفر عند خروج الروح في السنة النبوية

لقد شرح رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم بالتفصيل حالة المؤمن وحالة الكافر عند الوفاة وخروج الروح، وسنشير فيما يلي إلى الجزء المتعلق بحالة الكافر لنستدل من خلاله على ما تحدثنا عنه سابقا

قال الإمام أحمد حثنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان عن البراء بن عازب قال خرجنا في جنازة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى آخره)، فقال: {وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ، مَعَهُمُ المُسُوح، فَجَلَسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ. ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، اخْرُجِي إِلَى سَخَط مِنَ اللَّهِ وغَضَب”. قَالَ: “فتَفرق فِي جَسَدِهِ، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّود مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا(٦) فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ. وَيَخْرُجَ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلأ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ؟ فَيَقُولُونَ: فَلَانٌ ابْنُ فُلَانٍ، بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا [حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا](٧) فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ.}

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى