بحث عن مدارس الفن الحديث في القرن العشرين
كانت هناك العديد من مدارس الفن الحديث في القرن العشرين، على الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها العالم في تلك الفترة من حروب وقنابل نووية واستعمار لمعظم دول العالم، إلا أن تلك الحقبة الزمنية كانت نقطة البداية للعديد من مدارس الفن المعاصرة. وعلى الرغم من شهرة المدارس الفنية منذ القدم، إلا أن رواد المدارس الحديثة اعتبروا أن المدارس التقليدية للفن تتناول أمورا غير واقعية وليس لديها رسالة واضحة لتوصيلها للناس. وبناء على ذلك، تأسست المدارس المعاصرة، وسنتعرف من خلال هذه المقالة في موقع الموسوعة على أشهر هذه المدارس ومميزاتها وروادها.
مدارس الفن الحديث في القرن العشرين
بدأ ظهور المدارس الفنية الحديثة منذ نهاية القرن التاسع عشر، وتحديدا في الفترة بين عام 1860 وعام 1970، وقد قامت المدارس الفنية في تلك الفترة على أساس تعبير الفنان عن فلسفته الخاصة من خلال اللوحة والألوان. لكل مدرسة حديثة وجهة نظرها الخاصة في الفن، ولكل منها أسلوبه ورؤيته للرسم والتصوير.
كان الفن المعاصر في ذلك الوقت يستخدم المواد الحديثة للتعبير عن الفن المعاصر، وكان هناك مبادئ أساسية محددة للفن في ذلك الفترة
- التصوير الحقيقي للموضوعات المختلفة.
- تجاهل التاريخ والقيم المحافظة.
- استخدام الأشكال والألوان والخطوط، مع التركيز الكامل على التجريد.
مميزات مدارس الفن الحديث
لكل مدرسة في مدارس الفن الحديث مميزات وخصائص تميزها عن غيرها من المدارس، ولكن هناك بعض الخصائص التي تميزت بها جميع المدارس التي ظهرت في تلك الحقبة، ومن أبرزها ما يلي:
- نوع جديد من الفن: قام الفنانون المعاصرون بتطوير وابتكار أشكال جديدة من الفن، مثل فن الكولاج، وفن الأرض وأعمال الحفر، ومجموعات مختلفة من الفن الحركي، وبعض أشكال فن التجميع، وأيضا الرسوم المتحركة باستخدام الرسم والتصوير الفوتوغرافي.
- الرسم بمواد ومعدات جديدة: لم يعد الفن مقتصرا على الألوان والأقلام فقط، بل قام الفنانون في تلك الحقبة باستخدام مواد مختلفة لم يتم استخدامها في الرسم من قبل، مثل استخدام ورق الجرائد والصناديق الخشبية وأي مواد أخرى تم العثور عليها، ومن أبرز الأمثلة على ذلك هي “الأعمال الجاهزة” لمارسيل دوشامب، التي كانت بداية ظهور فن الخردة.
- استخدام اللون بطريقة تعبيرية: لقد قامت المدارس الحديثة بتطبيق الحركات الفنية التي استخدمت اللون الواحد بشكل أساسي.
- تقنيات الفن الجديدة: مثلا، تقنية الطباعة على الأحجار الملونة التي قام بها جوليس تشارت، وتطوير الرسم الآلي من قبل الفنانين السرياليين، وابتكار طرق الرسم بالحركة من قبل الفنانين الجاثيين، وطباعة الشاشات الحريرية، وغيرها من التقنيات التي ظهرت وتطورت في المدارس الحديثة للفن المعاصر.
أبرز مدارس الفن الحديث
ظهور المدارس المعاصرة للفن الحديث حدث خلال فترة ما بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وخلال تلك الفترة ظهرت العديد من المدارس بأسلوب جديد ومختلف عن الفن التقليدي الذي كان معروفا قبل تلك الحقبة، وعلى الرغم من عدم اهتمام مؤرخي الفن الحديث بالتقدم الخطي له، إلا أنهم قاموا بسرد تقليدي لخصائص الفن الحديث لكل مدرسة، وسنتعرف من خلال الجمل التالية على أبرز المدارس الحديثة وروادها:
المدرسة الانطباعية
أول مدارس الفن الحديث كانت المدرسة الانطباعية التي تأسست في بدايات عام 1883 في باريس، ونشأت على أساس الرسم في الشوارع، حيث درس الفنانون التابعون للمدرسة الانطباعية تأثير الضوء على الأشياء واستخدام نتائج دراستهم في لوحاتهم.
معظم لوحاتهم، إن لم تكن كلها، كانت تصور المناظر الطبيعية وتعبر عن بعض المشاهد من الحياة اليومية في الشوارع الفرنسية، وهذا كان نتيجة رسمهم في الهواء الطلق، أشهر رواد هذه المدرسة هم كلود مونيه وإدوارد مونيه وكاميل بيسارو وبيير أوغست رينوار وأيضا إدغار ديغا، وهم روادها الفرنسيون، وأما روادها الإنجليز فأبرزهم ألفريد سيسلي.
مدرسة الفن التعبيري
نشأت المدرسة التعبيرية التجريدية في ألمانيا، وكانت همومها الرئيسية التعبير عن مأساة الناس جراء الحرب العالمية الأولى، فقد كانت ترتبط تماما بالحرب وأحداثها منذ بداية تأسيسها، وقام الفنانون في تلك المدرسة بالتعبير بشكل مبالغ فيه عن مشاعر الحزن والخوف التي يعانون منها، وعبروا عن التصورات العاطفية والمعاني الخفية وراء كل حدث أو صورة من خلال لوحاتهم.
بالنسبة للفنان الذي ينتمي للمدرسة التعبيرية، لا يقتصر رسم الثعلب على تصوير الثعلب نفسه، بل يعبر عن ذكاء ومكر الثعلب باستخدام الألوان، ومن المعروف أن فناني هذه المدرسة حققوا شهرة واسعة بالمقارنة مع فناني المدرسة الانطباعية، ومن بين أبرز هؤلاء الفنانين بيكاسو وهنري ماتيس.
المدرسة التكعيبية
المدرسة التكعيبية هي أول مدرسة للفن الحديث في القرن العشرين، وقد نشأت في فرنسا وأطلق عليها هذا الاسم لأن الفنانين في هذه المدرسة اعتقدوا أن الحقيقة الكاملة تتجسد وتتحقق فقط عندما تكون بصورة مكعبة، أي عندما تكون مكونة من ستة وجوه.
استخدم فنانو مدرسة التكعيبية الأشكال الهندسية مثل الانحناء والأسطوانة والكرة، وكذلك الخطوط المستقيمة كأساس لأعمالهم الفنية، وعلى الرغم من أنها نشأت في بداية القرن العشرين، إلا أنها اكتسبت شهرة واسعة في عام 1907 واستمرت في الارتفاع حتى عام 1914. ومن بين روادها جورج براك وبابلو بيكاسو وخوان غريس.
المدرسة المستقبلية
في الفترة التي ظهرت فيها المدرسة التكعيبية في فرنسا، ظهرت في الوقت نفسه المدرسة المستقبلية في إيطاليا. على عكس المدرسة التكعيبية التي استخدمت الأشكال الهندسية التقليدية في لوحاتها، اعتمدت المدرسة المستقبلية على إنشاء حركة فنية تعبر عن سرعة تغير الحياة الحديثة وديناميكية تغيرها. ومع ذلك، لم تحظ المدرسة الفنية هذه بتقدير واهتمام من الناس إلا في العقد الثاني من القرن العشرين. ومن بين أبرز فناني هذه المدرسة أومبرتو بوكيوني وفيليبو توماسو مارينيتي، بالإضافة إلى إيفان ألبرتوفيتش بوني.
المدرسة الدادية
تعرف أيضا باسم الحركة الدادية، وهي حركة فنية تستخدم الفن لمحاربة الفن. نشأت هذه المدرسة في سويسرا خلال الحرب العالمية الأولى، وتم تسميتها بهذا الاسم لأن كلمة “دادا” تعني محاربة الفن. كان الهدف من هذه الحركة هو محاربة الفن التقليدي بواسطة الفن الحديث.
تم إنشاء تلك المدرسة للسخرية من المدارس التقليدية في مجالي الفن والجمال. لم تعتبر تلك المدرسة التقديم الواضح لرسالة من الفن أمرا هاما، بل اعتمدت فقط على الفن الجمالي. بالمقابل، كان لدى المدرسة الدادية فكرة أن اللوحات يجب أن تحمل رمزا ورسالة واضحة، ويترك الحرية للمتلقي لفهمها كما يشاء. أصبحت تلك المدرسة مشهورة بفضل فنانين مثل تريستان تسارا وفرانسيس بيكابيا ومارسيل دوشامب وغيرهم.
المدرسة السريالية
ظهرت مدرسة السريالية في فرنسا على يد الشاعر والكاتب الفرنسي الكبير أندريه بريتون في عام 1924م، حيث أوضحت فكرة السيريالية أهمية تصوير الجانب النفسي للإنسان في اللوحات، وتعترف السيريالية بأهمية التعبير عن اللاوعي وتصوير الأحلام.
أيضا، يعد سلفادور دالي ومارسيل دوشامب وماكس إرنست وإيف تانجوي وجورجيو دي شيريكو ورينيه مارجريت والفنان الروسي مارك شاغال من أبرز رواد المدرسة السريالية.