أخبار اقتصاديةالقوانين والحكومات

ماذا يقصد بكفاءة السوق المالية: كل ما تريد معرفته

تعكس كفاءة السوق المالية مدى فعالية وتناغم عمليات البيع والشراء في الأسواق المالية. إن وجود سوق مالية فعالة يعزز الاستثمار ويحفز النمو الاقتصادي. تتضمن مكونات الكفاءة توفر معلومات دقيقة ومتاحة للمشترين والبائعين، وتنفيذ سريع للصفقات، وعدم وجود تمييز بين المستثمرين. تعزز كفاءة السوق المالية الثقة وتقلل من مخاطر الاحتيال، مما يجعلها ذات أهمية كبيرة للاقتصادات العالمية وللمستثمرين على حد سواء. لذا يهتم الموسوعة العربية الشاملة بعرض محتواها.

ماذا يقصد بكفاءة السوق المالية

نظرية فعالية السوق (EMH) هي نظرية استثمارية تشير إلى أن أسعار الأصول المالية تعكس جميع المعلومات المتاحة. وتعتقد أنه لا يمكن لأي شخص التفوق على أوضاع السوق بشكل متكرر، حيث يتأثر سعر الأصول فقط بالمعلومات الجديدة.

ظهرت فكرة كفاءة السوق في القرن العشرين، وأغنتها يوجين فرانسيس فاما، الاقتصادي الأمريكي البارز، وأثارت النقاش حولها خلال السبعينيات. يعتقد أن السوق الفعالة هي التي يسعى فيها المشاركون لتحقيق الأرباح من خلال المنافسة العقلانية. يؤكد أن جميع المعلومات متاحة لجميع المشاركين في السوق، وخاصة لأولئك الذين يتنافسون بشكل منطقي. السوق الفعالة هي التي تعكس القيمة الحقيقية لأصولها المالية بناء على المعلومات المتاحة.

أنواع كفاءة السوق المالية

يتم تقسيم كفاءة السوق المالية إلى ثلاث أنواع، وهي كما يلي:

  1. EMH القوي: في هذا المستوى، يتم تضمين كل المعلومات، سواء كانت خاصة أو عامة، في أسعار الأصول المالية الحالية. يفترض وجود سوق فعال تماما حسب EMH، حيث يكون من الصعب على المستثمرين تحقيق عوائد تتجاوز أداء السوق بشكل عام.
  2. EMH الشبه قوي: يعتبر هذا المستوى أكثر واقعية، حيث يفترض أن جميع المعلومات العامة المتاحة تؤثر على أسعار الأصول المالية. يتم معالجة المعلومات الجديدة بسرعة من قبل المشاركين في السوق، مما يؤدي إلى تعديل أسعار الأصول. قد يحصل بعض المستثمرين على ميزة إذا كانت لديهم معلومات خاصة.
  3. EMH الضعيف: في هذا المستوى، يتم تضمين جميع المعلومات السابقة في أسعار الأصول. يتم التأكيد على أن المعلومات التاريخية وتحليل الأسعار لا يمنحان المستثمرين أي ميزة. يمكن أن تساعد المعلومات الجديدة في تقدير قيمة الأصول بشكل أعلى أو أدنى في السوق.

يعتقد بعض الناس أن الأسواق المالية صعبة جدا للتغلب عليها، وذلك لأن مشاعر المستثمرين قد تؤثر بشكل كبير على حركة الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، يتعرض السوق لانتقادات من قبل الاقتصاديين السلوكيين الذين يؤكدون عدم كفاءة السوق بسبب بعض الانحيازات والأخطاء البشرية.

تظهر الزيادات غير المبررة في القيم المالية من وقت لآخر كدليل على عدم كفاءة الأسواق المالية. يمكن تحديد وجود زيادة غير مبررة داخل السوق، ولكن الصعوبة تكمن في توقيت حدوث ارتفاع أو انخفاض السوق.

فيما يتعلق بالأسهم الأوروبية، يمكن تجاوز السوق مع مرور الوقت، حيث تظهر بعض النجاحات التي تحققت على مدار السنوات. على سبيل المثال، قد تمكن وارن بوفيت وغيره من المستثمرين من تجاوز الأداء العام للسوق لفترات طويلة.

اقرأ أيضاً: متى سيتم استرداد الفائض من الاكتتاب في الخبير وتوقعاته لعام 2024

أسس كفاءة السوق المالية

تقول فرضية كفاءة السوق إن قيمة الأسهم تعكس جميع المعلومات بسرعة، وبالتالي لا يمكن تحقيق عوائد إضافية. يمكن تلخيص مبادئ كفاءة الأسواق بالنحو التالي:

  1. المبدأ الأول: أغلب المستثمرين يتمتعون بفهم شامل لتحليل وقيمة الأوراق المالية، ولكنهم غير قادرين على التأثير في أسعار الأصول.
  2. المبدأ الثاني: المعلومات متاحة لجميع المستثمرين في نفس الوقت وبتكلفة منخفضة أو مجانا.
  3. المبدأ الثالث: التغيرات العشوائية تحدث في الإضرابات العمالية والظروف الصناعية والطلب على المنتجات.
  4. المبدأ الرابع: ردود فعل المستثمرين سريعة ودقيقة تجاه المعلومات الجديدة، مما يساعد في تنظيم الأسعار بسرعة.

عوامل تؤثر على كفاءة السوق المالية

إذا سألت أحد المحللين الماليين أو المحللين الأساسيين عن عوامل التأثير في سوق الأسهم، فسيقدمون لك مجموعة من الأرقام والنسب الإحصائية مثل نسبة السعر إلى الأرباح ونسبة السعر إلى القيمة الدفترية وربحية السهم كمؤشرات أساسية لقياس أداء السهم. وعلى الرغم من أن هذه القياسات تبدو منطقية وقابلة للقياس، إلا أن الأسواق المالية غالبا ما تكون غير عقلانية ومتقلبة.

التأثير العاطفي والشعوري على المستثمر

يمكن للأسواق أن تتأثر بشكل كبير بالمشاعر مثل الخوف والطمع، وهذه المشاعر لا يمكن قياسها وهي حدسية واستجابة غريزية. تظهر هذه المشاعر بوضوح في تحركات الأسواق وتؤثر على سلوك المستثمرين.

يجب أن نتذكر أن سوق الأسهم هو نظام معقد يشمل مشاركين كبار وصغار يتخذون قرارات فردية بشأن استثماراتهم المتنوعة وأهدافهم المختلفة. يتصرف كل مشارك في السوق وفقا لأفكاره واهتماماته الشخصية. هناك مبادئ اقتصادية أساسية ومعايير محددة يمكن أن تساعد في تفسير حركات السوق، ولكن هناك أيضا مؤشرات وعوامل أخرى يجب مراعاتها لمتابعة السوق بشكل صحيح.

العوامل الأساسية في الكفاءة السوق المالية

بالنسبة للعوامل الأساسية، يمكن تحديد أسعار الأسهم في الأساس من خلال المقاييس المالية الأساسية، مثل ربحية السهم (EPS) ومضاعف التقييم مثل نسبة السعر إلى العائد (P/E ratio). يشمل التحليل الأساسي أيضا النظر في البيانات التي تؤثر على الأسعار والقيمة المتوقعة للأسهم، مثل مستوى الأرباح والنمو المتوقع ومعدل الخصم والمخاطر المتوقعة.

قانون العرض والطلب

بالإضافة إلى ذلك، يتأثر الأسواق بعوامل العرض والطلب، حيث يتم تحديد سعر السهم بناء على توازن عرض الأسهم وطلبها. تؤثر البيانات الاقتصادية وأسعار الفائدة ونتائج الشركات بشكل كبير على العرض والطلب.

التضخم

العلاقة بين التضخم وأسعار الأسهم ليست مباشرة، ولا يمكن تطبيق قاعدة عامة على جميع الأسواق. استراتيجية الاستثمار أو التداول في الأسهم تحتاج إلى تحليل شامل لخصائص كل سهم بشكل منفصل. ومع ذلك، يمكن التوافق على أهمية التضخم في تقييم الاستثمار.

لفهم تأثير التضخم، يجب أن ندرك أن أسعار الأسهم وعوائد سوق الأسهم تعتمد بشكل كبير على توقعات أرباح الشركات المستقبلية. قد يؤدي التضخم إلى تقليل قيمة الدولار، مما يجعل من الصعب على السوق تقدير القيمة الحالية للشركات. يمكن أن تؤثر أيضا أسعار المواد الخام والمخزونات وتكاليف العمالة العالية على أرباح الشركات. ومع ذلك، عندما يكون للشركات الوقت الكافي للتكيف مع التضخم وضبط أسعارها، فإن الإيرادات قد تزيد وتستعيد معدلات الربح طبيعتها.

الاستثمار في الأسهم يمكن أن يعمل كوسيلة للتحصين ضد التضخم على المدى الطويل. وهذا يعني أن قيمة محفظة الأسهم قد ترتفع مع مرور الوقت خلال فترة التضخم، وبالتالي تحافظ على القيمة الحقيقية للأموال رغم ارتفاع الأسعار.

الأخبار والصحافة الاقتصادية

بالنسبة للأخبار، تلعب الأحداث غير المتوقعة داخل الشركات أو الصناعات أو في النظام الاقتصادي دورا كبيرا في تحديد معنويات السوق. يشمل ذلك الأوضاع السياسية والشراكات الاقتصادية الدولية وعمليات الاستحواذ والاندماج والأحداث العالمية والمحلية. الأسواق والاقتصادات مترابطة، وبالتالي يمكن أن تؤثر الأخبار في بلد على المستثمرين في بلد آخر.

على مستوى شركات معينة أو أسهم، تؤثر الأخبار المتعلقة بالشركة نفسها وأدائها على سعر السهم. على سبيل المثال، تقارير الأرباح القوية غالبا ما تؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسهم، في حين تعكس أرباح ضعيفة تأثيرا عكسيا. ومع ذلك، قد يظل سعر سهم شركة مرتفعا حتى إذا لم تحقق نفس مستوى الأرباح، وذلك بسبب توقعات المستثمرين بأن الشركة ستحقق أرباحا في المستقبل.

الحالة المعنوية للمستثمرين في السوق

تلعب المشاعر والعواطف أيضا دورا هاما في تحديد تحركات الأسعار في السوق. تعتمد المشاعر لدى المستثمرين على مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك التحليل التاريخي والتقارير الاقتصادية والأحداث العالمية والمحلية. تؤثر المشاعر في حركة الأسعار بناء على الشعور والعواطف، ويتم استخدام مؤشرات مثل مؤشر الخوف والطمع لقياس المشاعر في السوق وتوجيه القرارات.

يجب أن نأخذ في الاعتبار أن المعنويات في السوق لا تعتمد دائما على الأساسيات، بل تؤثر في حركة السوق استنادا إلى توقعات المشاركين وعواطفهم. يمكن أن تؤثر المعنويات في السوق على العرض والطلب وبالتالي على الأسعار. يجب أن ندمج المعنويات في السوق مع أشكال التحليل الأخرى لاتخاذ قرارات تداول مدروسة، ويجب أن نأخذ في الاعتبار تأثير تغيرات المعنويات في السوق على الأسعار واتجاه السوق العام.

مؤشر الخوف والطمع الذي يقدمه CNN هو أداة مفيدة لقياس معنويات السوق، حيث يمكن أن يساعدك في تحديد ما إذا كانت السوق في حالة خوف أو طمع، وبالتالي يمكن أن يوجه استراتيجيتك بناء على ذلك.

قياس كفاءة السوق المالية

يتواجد مؤشر سوق الأوراق المالية لقياس مستوى الأسعار في السوق، ويعتمد هذا المؤشر على عينة مختارة من أسهم الشركات المدرجة في أسواق رأس المال، سواء كانت تلك الأسواق منظمة أو غير منظمة. وعادة ما تتم اختيار العينة بعناية لتعكس المؤشر الوضع الفعلي لسوق رأس المال الذي يهدف المؤشر إلى قياسه.

نظرا لأن نشاط الشركات في سوق رأس المال يمثل جزءا كبيرا من النشاط الاقتصادي في البلاد، فإن سوق رأس المال النشط يمكن أن يكون مؤشرا دقيقا يعكس الوضع الاقتصادي العام للدولة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمؤشرات أسعار الأسهم أن تقدم تنبؤا بالحالة الاقتصادية المستقبلية قبل حدوث أي تغييرات في فترة زمنية.

هناك مؤشرات تقييم كفاءة سوق المال:

  1. مؤشر حجم السوق: السوق الأولية تعكس عدد الشركات المسجلة فيها ويمكن تقسيمها حسب ذلك، ويمكن أيضا قياس حجم السوق بتحديد حجم الإصدارات الأولية بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي، مما يعكس حجم الاستثمارات في البلاد.
  2. مؤشر السيولة: يعكس السوق الثانوي ويمكن تقسيمه إلى معدل الدوران، ويتم تحديده عن طريق تحديد قيمة التداول كجزء من إجمالي رأس المال المستثمر، وتعكس نسب الدوران المنخفضة انخفاضا في سيولة السوق.
  3. مؤشر درجة التركز: يتم التعبير عنه من خلال العدد النشط لأكبر 10 شركات في البورصة من حيث قيمة التداول. كلما ارتفعت القيمة، زادت درجة التركيز وعلى هذا الأساس تسوء الحالة.
  4. مؤشر كفاءة التسعير: تشير إلى أن سعر الأوراق المالية يعكس جميع العوامل المحيطة بها مثل أداء الاقتصاد العام والتحديات التي تواجه القطاع الذي تنتمي إليه الأوراق المالية وأداء الشركة نفسها والأزمات الدولية.
  5. مؤشر الهيكل التنظيمي والمؤسسي: يجب أن يكون هناك شفافية ووضوح في أسعار الأوراق المالية ونتائج الأعمال للشركات المدرجة في البورصة. يجب توحيد المعايير المحاسبية لتسهيل المقارنة بين الشركات المختلفة وتنفيذ قوانين حماية المستثمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى