التعليموظائف و تعليم

اجمل قصة خيالية قصيرة للأطفال ذات معاني قوية 2024

قصة خيالية قصيرة للأطفال قصة أمين

  1. يروى أنه في زمن مضى، كان هناك شاب ورع يحب الله كثيرا ولا ينسى لقاءه أبدا. وفي كل موقف عابر في حياته، كان عليه أن يتعامل بقسوة وعنف مع الآخرين، متذكرا أن الله هو الذي يحاسبه ويوكله. وأن حقوقه لن تضيع لأنها بيد الله.
  2. كان هذا الشاب متميزا في الشموخ والوفاء لوالديه، يحب أمه ويحترم أبيه بفضله، في تربيته وحفظه.
  3. كان الشاب (أمين) هكذا أطلقت عليه أمه ذلك الاسم عند وضعه، وعندما رأت نور وجهه يتلألأ، أدركت من أعماق قلبها أن الله قد أكرمها بمولود صالح .
  4. فقد شكرت ربها بشكر كثير، وعاهدته على تربيته بتربية صالحة، ولم تنسى هذا النور بعده أبدا.

أمين والكفاح

  • مرت السنوات الطويلة حتى نشأ الولد وأصبح شابا يافعا، يعرفه أهله وأصدقاؤه بالأخلاق الحميدة والنفس المطمئنة، وهكذا كانت الحياة تسير في إطار من الإيمان والصبر.
  • حتى في مراحل الفقر التي مرت بها الأسرة بعد إصابة الأب بمرض الضعف العام، كان الأمين يعمل ويجتهد ويواظب على دراسته وأداء واجباته الدينية ورعاية والده بحب وبدون تردد من مرضه، لسنوات طويلة لم يتمكن الأب من تلبية احتياجات الأسرة، ولم يكن قادرا على الاعتماد على نفسه في أداء مهام عمله.
  • كان يعمل في بيع الأقفاص المستخدمة لتخزين الفواكه والخضروات، وكان يقوم بتصنيعها قبل أن يصاب بالمرض ويضعف بنيته.
  • وعلى الرغم من مشاركة أمين لوالدته في دفع تكاليف علاج والده ، وجهود والدته في تحضير القفص وتخزينه وتنظيف مداخل المنزل التي تتساقط عليها قطع القفص والأتربة المتراكمة عليها ، فإن أمين لا يزال وفيا لوالديه ، مطيعا لهما وداعما لمن حوله.

المرض الفتاك يضرب المريخ

  • قد نتصور أن قصتنا القصيرة ستنتهي بهذه الطريقة، ولكن هناك صعوبات كثيرة قد تواجهنا في الحياة، ولكن باستخدام الحكمة والثقة في الله، يمكننا تجاوز هذه المشكلات بسلام.
  • لأن الجزع والخوف يربكان الإنسان الذي يفتقد بوصلة إيمانه، والذي لا يسير في نور الله وهدايته، وما ظهر في الأفق لمعظم الناس من سكان المريخ؛ حيث يسكن أمين مع أسرته.
  • ظهر فيروس قاتل لا يوجد له علاج، وتوفي العديد من سكان أمين وجيرانه، وكان حزنا كبيرا حقا، ولكنه كان قويا بإيمانه، وكان قدوة لجيرانه عندما توفيت والدته الغالية التي كانت رفيقته وعموده الذي يستند عليه.
  • في ظل الفقر، هناك احتياجات قد لا يبحث عنها إلا هؤلاء، وهي الرفقة المشرقة والصادقة التي تمنح الدفء لعبور نفق الفقر البارد والمظلم!
  • الأكثر قسوة كانت تلك المفاجأة للرحيل وفي الوقت نفسه والد أمين المريض يعاني من ألم المرض ويعاني من العيش، وأمين في مواجهة تعتصر قلبه في ممارسة الدور الذي كان يشاركه ووالدته في رعاية والده.
  • كانت المشاعر الصادقة والمحبة لأمين تجاه والده هي الدافع والحافز له لرعايته أكثر مما قبل، ليس خوفا على والده من هذا الفيروس القاتل فقط، وإنما لأنه أصبح الشخص الوحيد الذي يشاركه الحياة ويعيشها معه بحب ورضا.
  • ولكن أراد أيضا أن يطمئن والدته في قبرها عليهما، وظل يدعوا لها بالرحمة والمغفرة.
  • في أحد الأيام القليلة التي اجتاح فيها الوباء المريخ تحديدا، وظل أمين يسمع عبر منافذ المنزل عن مغادرة شباب وكبار السن وأطفال، وعن عناوينهم وترحم الجيران على بعضهم البعض.
  • والده كان معهم متواعدا، ورحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألحقه بالصالحين، وظل يصلي ويذكر الخير لوالديه، حتى غفا وهو يصلي في مصليته ويشكر الله على نعمة والديه.

بقعة مضيئة تتغلغل في جسم أمين

  • كان الاجتياح فوق المألوف، فقد فقدت الحياة أفراد ومجموعات ومئات الآلاف، حتى كادت الحياة أن تصبح حياة مختلفة بعد غياب الكثيرين، وفي لحظة ومضت، شاهدها الأمين وقرأ في وميضها شيئا مختلفا لم يفهمه.
  • ظلت البقعة المضيئة تقترب من صدره وقدميه، ثم تبتعد لتقترب من رأسه وتنثر شظايا الضوء حوله، وفي ذلك الوقت بدأ جسده في الاختفاء تدريجيا، ثم فقد الوعي!!
  • هكذا يمكن للقارئ أن يتخيل أن القصة قد انتهت، وربما يكون؟ ولكن هناك حكاية أخرى ارتبطت بهذه القصة، ويقول مرويها ..قد نجدها واقعية ولكن الأمر يتوقف على ما لدينا في جعبتنا!
  • حينما تدرك أمين أنه لم يعد على كوكب المريخ، وأنه الآن يحلق في سماء كوكب لا تكسوه أحمر المريخ، يدرك أنه قد ارتحل إلى كوكب آخر بين السحب الزرقاء، ويشعر برهبة الاندفاع طائرا في سماء الحياة، فوق الأبنية الشاهقة، يتخطى البحار والجبال والوادي، بدون توقف، يطير ويعلو أكثر وأكثر، ثم يكون فوق مياه صافية تلمع، وشمس ساطعة ودافئة تحيطه بذراعيها.

أمين يخرج من المريخ

  • لم يتركه الشغف بمعرفة المزيد يشعر بأن قدمه تلامس الأرض ويبدو أن الأشجار والنخيل على مسافة قريبة منه، وتحمل الأشجار الفواكه والزهور والعطور الجميلة، وحدائق تجوبها الطيور.
  • تجد الأشجار تحتها طاولات مليئة بالأطعمة الشهية، وكائنات يمكن التعرف عليها وأخرى يتعذر تذكرها بأنها معروفة من قبل!
  • عندما شعر بملمس ورقة خضراء ناعمة وسمع صوت رقة المياه وشاهد الشمس المشعة، عرف أنه في عالم آخر غير معروف للبشر. كان هناك هالة كبيرة من الضوء تحيط بالمكان وتضيف لمعانا له، وكانت هناك تراتيل تلاوة وتسبيح تعلى في ترانيم تأسر القلب والروح.
  • حالة من التجلي الإلهي، تمنحها الله لعبد استحق درجات العلا، حفظا له وتوفيقا لطريق الصدق الذي كتبه عليه منذ ولادته، حيث بدأت عيناه في التقاط صور أخرى، وانفتحت عيناه ببطء وسعادة .
  • وجد في الأرض أشخاص كثيرون يتجولون في المكان ذهابا وإيابا، يتذمرون ويبتسمون له في سلام ومحبة. لقد انتهى الوباء والخطر!

الوباء يهاجم أمين

  • وعندما جلس في مقعده، نظر إلى الناس المحيطين به، علم أنه كان من أبطال المتطوعين في تلك الوباء، وقد تمكن من مساعدة العديد منهم في استعادة صحتهم من عدوى الوباء، ولم يتوقف عن تقديم المساعدة لعائلته وسكان منطقته المحتاجين.
  • بالرغم من أنه لم يكمل عامه النهائي في كلية الطب، وبالرغم من أنه لا يزال يعاني من فقد والديه، واحدا تلو الآخر، ولم يتوقف إلا بعد أن سقط مغشيا عليه أثناء نقله لأحد المصابين من الجيران.
  • لم يتناول الطعام لعدة أيام، وهنا بدأ الفريق الطبي في تكثيف الرعاية له، حتى استطاع أن يجلس لأول مرة منذ ما يقرب من أسبوعين!!
  • ليبدأ قصة جديدة تحمل معاني الوفاء والعطاء، والتسامح والإشادة بأهلها، حيث كان رضا الوالدين المفتاح والكنز الذي لم يضيع ولم يتخلى عنه.

للمزيد يمكنك متابعة : –

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى