الصحة النفسيةصحة

علاج الخوف المرضي

في الفيديو، يتم التطرق إلى علاج الخوف المرضي الذي يرتبط بالحالة التي تسببه، وقدرة الشخص على التحمل، وترتبط حالات الخوف بالحالة العقلية والروحية للشخص المصاب بالخوف، ومدى ثقته بنفسه ومعتقداته الدينية أو الاجتماعية.

الخوف هو نوع من القلق السلبي تجاه الخطر، سواء كان تهديدا من شخص أقوى أو مجهول أو من الحيوانات التي لا يمكن مواجهتها أو التي تكون سامة أو مفترسة، أو قد ينشأ الخوف نتيجة لعوامل أخرى مثل سوء التربية والعنف وتعرض الظلم دون قدرة على الدفاع عن النفس من قبل الشخص المسئول أو الوالدين أو من التهديد بالحياة، وهكذا.

بعض أنواع الخوف ترتبط بالاحتياجات الأساسية للحياة مثل الخوف من عدم وجود مطعم أو مشروب أو ملابس أو مأوى، وهذا يعني القلق من المستقبل وتوقع الشر فيه.

كل نوع مما سبق له طريقة خاصة للتخلص من حالة التوجس السلبية، لكنها جميعها تشترك في رغبة الشخص المختلف في التخلص من الخوف وتغيير تفكيره والعمل على علاجه بكل وسيلة ممكنة.

قبل التطرق لعلاج مشكلة الخوف، يجب أن نشير إلى أن بعض الأنواع تصبح شديدة التعمق بالخائفين حتى تصبح مرضية، وعندئذ يطلق عليها اسم الفوبيا. وهناك أنواع أخرى من الخوف بدرجات متفاوتة، فمنها ما هو طبيعي يزول بزوال المؤثر أو التغلب عليه، ومنها المتوسطة القوة التي تحتاج لطبيب معالج، ولكنها تنتهي بالعلاج، والفوبيا التي ذكرناها سابقا وهي أشد الحالات.

جدول المحتويات

علاج الخوف الفكري:

يرتبط هذا النوع بالفكر غير السوي أو الاعتقاد الخرافي الخطأ المسبق تكوينه لدى الخائف، بحيث يعتقد أن مواجهته للشيء ستؤدي فيما بعد إلى حدوث تهديد خطر يعجز عن حله، مثل الخوف من الصعود للأماكن العالية أو ركوب المصعد الناقل، أو السلالم المتحركة وغيرها.

يمكن معالجة هذا النوع من خلال مخاطبة الشخص بشكل منطقي وتسليط الضوء على تجارب ناجحة في التعامل مع المشكلة المطروحة أمامه، كما أن إثارة الحس الديني والإيماني تعتبر عاملا قويا في علاج الخوف الفكري الذي يرتبط بأفكار وهمية في أساسها.

أحد أساليب علم النفس في علاج الخوف هو أسلوب التوجيه والمواجهة. يتم اختبار درجة الخوف لدى المريض عن طريق وضعه في نفس الموقف السلبي الذي يسبب له الخوف، باستخدام تخيل الموقف أو تكوين موقف خوف افتراضي مماثل للواقع أو حقيقي تماما. ثم يطلب من المريض البقاء في هذا الموقف لفترة طويلة تحت إشراف طبيب وتوجيهه بكيفية التغلب على الخوف أو توضيح عدم وجود خطر أو ضرر في هذا الموقف. يتم تكرار الجلسات حتى يحول المواقف الخوفية إلى مواقف عادية تماما في حياة المريض.

الخوف عند الصغار:

يعتبر الخوف عند الأطفال أمرا طبيعيا إلى حد معين، وإذا زاد عن ذلك فإنه يصبح مرضيا أو يتطلب تدخلا طبيا، ولكن علاج خوف الطفل يحتاج في المقام الأول إلى تربية صحيحة من قبل الوالدين تبتعد تماما عن العنف والضرب والاضطهاد، فهي أولى علامات وأسباب الخوف والجبن عند الصغار.

لا يقتصر الأمر على التعامل العنيف فحسب، بل عدم قدرة الأبوين وخاصة الأم على تحمل طفلها يتعرض لمواجهات مع أقرانه أو أكبر سنا وتفاعلها السريع لا يتيح للصغير فرصة لتطوير القوة الذاتية والشجاعة للدفاع عن نفسه، خاصة في حالات عدم كونه مخطئا في تلك المشادات الطفولية المتكررة.

كيفية علاج الخوف عند الطفل بدون أثار سلبية:

ينصح خبراء السلوك والتربية  بأن يحرص الأهل على عدة أمور، منها:

  • تمكين الطفل الصغير من التحاور والتعبير عن مشاعره العصبية أو غضبه أو حزنه من خلال الكلمات وليس السلوك العنيف.
  • تحديد منطقة خاصة للمناقشات الحادة أو المحتملة للتوتر والانفعال بعيدا عن الأطفال، لأن التشاجر ينقل للطفل نفس السلوك الغاضب أو الخائف من ردود الأفعال، ويعزز لديه مفهوم السيطرة للأقوى.
  • لا يجب أن تشعري بالخوف أو الاضطراب من أي تأثير أو موقف بوجود الأطفال، وتعاملي بهدوء وحيادية، لأن مواجهتك لمخاوفك تشجع الطفل على عدم الخوف منها.
  • لا تطلقي عليه ألقاب مهينة أو مهينة للشأن، حتى في النكتة أو في حالة الغضب، مثل الجبن وضعف الشخصية أو عدم القدرة على الأداء وما شابه ذلك.
  • اعيدي له فن الاستماع للكبار بأدب وتلقي القصص التي تحكي عن الشجعان مع التفريق بين الخطوات الخاطئة الجريئة غير المطلوبة وبين الشجاعة في مواجهة الأحداث والآخرين.
  • قم بإشراكه في أنشطة جماعية تعاونية مفيدة وحرص على تحفيزه على ممارسة الرياضة منذ الصغر.
  • لا تسمحي للآخرين بإيذاءك، وكن قوية في الدفاع عن نفسك، وهذا لا يعني أنك تشاهدينه يتعرض للأذى بشكل متكرر، ولكن يحتاج الأمر إلى ضبط النفس وتوجيه الصغير للتعامل مع المواقف والحصول على حقوقه وفقا لعمره واختلاف عمره عن نظرائه.

فيديو علاج الخوف المرضي