الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

صحة حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار

تعرف على صحة حديث رمضان الذي يبدأ بالرحمة وينتهي بالعتق من النار من خلال مقال اليوم في الموسوعة. يتم تداول هذا القول بناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل الكثير من الأشخاص، مما خلق حيرة بين المسلمين حول كيفية تقسيم فضائل الله على أيام معينة في شهر رمضان المبارك، على الرغم من أن الله هو الرحيم والمغفر في كل وقت. وسنوضح الأمر في السطور التالية.

جدول المحتويات

صحة حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار

انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل الرمضانية حديثا نبويا ذكره سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي، نقلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول فيه عن شهر رمضان: “إنه شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار”. وهذا حديث ضعيف لا يمكن أن نعتمد عليه كدليل أو حجة، وهو مذكور أيضا في سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني، حيث يعد حديثا منكرا لا يمكن أن ينسب للرسول.

سبب عدم صحة الحديث

هناك العديد من الأسباب التي يمكن الاعتماد عليها لإثبات عدم صحة الحديث، وهي:

أولها: هذا الحديث غير متصل، أي أنه لم يسمع سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي بشكل مباشر. لذلك فهو غير صحيح من حيث الإسناد.

ثانيها: من غير الممكن أن يكون نص هذا الحديث صحيحا، لأن رحمة الله عز وجل ومغفرته لا يمكن أن تقتصر على فترة زمنية محددة في الشهر بل تمتد لجميع الأيام. فإن رحمته وسعت كل شيء ويغفر لمن يشاء بدون حساب، سواء كان ذلك في رمضان أو في أيام السنة الأخرى.

ثالثها: وهذا يتعارض تماما مع الأحاديث النبوية التي تؤكد على الرحمة والمغفرة التامة، وكذلك العتق في كل أيام شهر رمضان الكريم، والدليل على ذلك هو ما ورد في حديث صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عندما يحين ليلة أولى من شهر رمضان، يتجمد الشياطين ويحجب الجن ويغلق أبواب النار دون فتح أي باب، وتفتح أبواب الجنة دون إغلاق أي باب، وينادي مناد قائلا: “يا طالب الخير اقترب، ويا طالب الشر ابتعد”، ويعتق الله عتقاء من النار في كل ليلة.

من المستحيل أن يكون هناك تناقض بين كلامين. لأن رسولنا الكريم لم يتكلم عن هواه. وبالتالي، من الضروري التأكد من صحة نسبة أي حديث إلى رسول الله حتى لا نقع في الإثم والعياذ بالله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى