الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما هي الكبائر وعددها

ما هي الكبائر وكم عددها ، يقوم الإنسان بارتكاب الكثير من الذنوب في حياته لأنه ينسى مراقبة الله تعالى له في جميع أموره، ويفعل ذلك سواء كان عن قصد أو نتيجة غفلة، فهل يعتبر كل الذنوب التي يرتكبها الإنسان من الكبائر؟ وما هي الكبائر؟ وما هي أنواعها وما هو الوعيد الذي يهدد الله به الذين يرتكبون الكبائر؟ تابعوا معنا مقالنا اليوم من موسوعة للتعرف على الكبائر.

ما هي الكبائر وعددها

تعريف الكبائر

الكبائر هي الذنوب التي يرتكبها الشخص، وتعرضه لعقاب في الدنيا أو وعيد بالعذاب في الآخرة، وقد ينفى من رحمة الله تعالى، أو يوصف صاحبها بأنه فاسق.

يختلف علماء الإسلام في تعريف الكبائر، فمنهم من يقول أن هناك سبع كبائر وهي السبعة المذكورة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “اجتنبوا السبع الموبقات”.

ومنهم من يقول أنها أربعون كبيرة، ومنهم من يعد الكبائر سبعون.. وهناك فريق آخر يقول أن عدد الكبائر سبعمائة كبيرة.

وتوجد رؤية تقول إن كل خطيئة يرتكبها الإنسان تعتبر من الكبائر، فعليه أن ينظر إلى من يعصيه وليس إلى حجم المعصية أو الخطيئة.

وأشار آخرون إلى أن الكبائر هي كل ما اتفقت عليه الشرائع بتحريمه، ومنهم من قال إنها تشمل جميع الذنوب التي تؤدي إلى إغلاق باب المعرفة بالله تعالى.

الكبائر والصغائر

وضع العلماء الأطر العامة كما ذكرنا لوصف الذنب الكبير، فما هي الذنوب الصغيرة بالتالي؟

الصغائر هي الأفعال الصغيرة التي لا تعاقب عليها بشكل محدد، وتعني أن كل ذنب يرتكبه الإنسان دون أن يكون له عقوبة معينة فهو من الصغائر. ويمكن للإنسان أن يتوب من تلك الأفعال عن طريق الاستغفار والندم على ما فعله والتصميم على عدم تكرارها مرة أخرى، وكذلك فعل الحسنات يمكنه محو الذنوب.

ومع ذلك، يجب التنبيه والتشديد على أن الذنوب الصغيرة، على الرغم من أن الله قد يعفو عنها ولا تؤدي إلى الخروج من الدين أو إلزامية عقاب في الدنيا أو الآخرة، فإنه من الممكن أن تتحول إلى كبائر إذا استمر مرتكبها في تكرارها، ولا تكون كبيرة في حد ذاتها ولكن بسبب إصرار مرتكبها، لأن إصراره يعني أنه لا يحترم حرمات الله، فقد قال تعالى: “ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه

إذا كان الشخص يخاف الله تعالى ويجرؤ على الخطيئة فإن هذا أمر عظيم في نفسه، فسيجرى عليه الثواب وسيتمنحه الله الكثير من الخير، ومن يستهتر بحرمات الله فإنه سيعاقب بعذاب شديد ويطرد من رحمته.

الكبائر المذكورة في القرآن

ذكر القرآن الكريم العديد من الذنوب ووعدها بالعقوبات في الدنيا أو الآخرة أو في كلاهما أو بالطرد من رحمة الله تعالى، بسبب انتهاك حقوق الله تعالى أو حقوق العباد أو حقوق المجتمع، ومن بين هذه الكبائر:

الإشراك بالله

إنها أكثر الذنوب قبحا يمكن أن يرتكبها الإنسان وتحذر الآيات الكثيرة في القرآن الكريم من الشرك، من بينها قول الله تعالى: “وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله، فإن تابتم فهو خير لكم، وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم”.

وقوله تعالى: قد كفروا الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم، فمن يشرك بالله فقد حرم الجنة عليه ومأواه سيكون النار، وليس للظالمين أي حماة. إن الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة كفروا وإنه ليس هناك إله إلا الله الواحد. وإذا لم يتوبوا عن ما يقولون، فسيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم.” وهناك العديد من الآيات التي تدل على عظمة الشرك بالله تعالى في هذا السياق.

أكل مال اليتيم

يعتبر القرصانة من أعظم الذنوب والمعاصي، وذكر الله تعالى عنها في القرآن، فهي فعل ضعيف لا يدل على إيمان صادق ولا خشية الله، ولها تأثيرات سلبية كبيرة على الأيتام الذين لا يمكنهم تعويضها. وقد قال الله تعالى عن أكل مال اليتيم: “وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا السيئ بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا”، أي إثما عظيما وجريمة كبيرة.

وقال كذلك: إن الأشخاص الذين يأخذون أموال الأيتام بظلم، فإنهم في الواقع يأكلون نارا في بطونهم وسيصلون إلى النار في الآخرة. وذلك لأن الذين يأخذون أموال الأيتام وينهبونها بلا حق، فإنهم يدخلون في بطونهم قطعا من النار ولن ينجوا في الحياة الأخرى.

الهروب من الجهاد

حث الإسلام على تأسيس مجتمع إسلامي متوازن والحفاظ عليه من الأعداء ، وجعل يوم الزحف من الكبائر التي يعاقب عليها ، لأنه يؤدي إلى إلحاق الأذى بالمجتمع واستقراره ، فقال الله تعالى : “ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا للقتال أو متحيزا لفئة فقد باء بغضب من الله ومصيره النار وهو بئس المصير.

قتل النفس بغير حق

الاعتداء على حق الحياة هو أمر نهى الله عنه لأنه يشعر الناس بالرعب، فإذا لم يكن الإنسان آمنا في نفسه، فلن يكون عضوا فعالا في المجتمع ولن يتحقق هدف الله تعالى من خلق الأرض.

فقد أهتم القرآن الكريم بحق الحياة وجعل الاعتداء عليه مثل اعتداء على جميع الناس، فقد قال تعالى: “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”.

عقوق الوالدين وقطع الأرحام

تعتبر قطع الأرحام وعقول الوالدين من الكبائر التي نهى الله عنها، فالبر بالوالدين هو السبيل للوصول إلى الجنة.

كان من حقنا الكبير على والدينا أن نطيع الله تعالى ونؤمن بهما، وأن نحذر من إغضابهما حتى بكلمة بسيطة. فقد قال الله تعالى: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.

ماهي الكبائر التي لا تُغفر

قد أعلن الله تعالى للمؤمنين أن استغفارهم يمحو ذنوبهم وحتى لو كانت كثيرة مثل زبد البحر، وهذا يشير إلى أن الله غفور رحيم، ومع ذلك فقد وعد الله تعالى المرتكبين لبعض الجرائم الكبيرة بعدم المغفرة، وهي:

  • يجب الحذر فقد يغفر الله للإنسان أي ذنب يرتكبه، ولكن لا يغفر له أن يشرك في عبادته أحدا، فقد قال الله تعالى: “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما”.
  • فيما يتعلق بالجرائم الكبرى المتعلقة بحقوق الإنسان مثل السرقة والقتل، فإن الله لا يسامح في حقوق الإنسان إلا بعد أن يتنازل المتضرر عن حقه في الانتقام. فقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من كانت لديه مظلمة تجاه أخيه، فليتنازل عنها، فإنه لا يوجد دينار أو درهم قبل أن يؤخذ من حسناته لأخيه، وإذا لم يكن لديه حسنات، سيئاته ستؤخذ منه وتحمل عليه.

وقال كذلك: إن المفلس من أمتي هو الشخص الذي يأتي في يوم القيامة بأداء الصلاة والصوم والزكاة، ومع ذلك يأتي وقد سب هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا. في هذا الوقت، يعطى هذا الشخص بعض الحسنات وهذا الشخص بعض الحسنات، ولكن إذا تم استنفاد حسناته قبل أن يتم تسديد ما عليه من ذنوب، سيؤخذ من خطاياهم ويلقى عليهم، ثم يطرح في النار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى